سودانايل:
2025-05-02@13:52:43 GMT

محاولة اغتيال… صمت وأسئلة

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

زوايا
حمّور زيادة

العربي الجديد

في 31 يوليو/ تمّوز المنقضي، نفّذت إسرائيلُ عمليةَ اغتيالِ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، قبل ساعات من نجاة قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من محاولة اغتيال في شرق السودان.

يقف العالم مُتوتِّراً لحظة كتابة هذه السطور خشية ردّة الفعل الإيرانية ضدّ اسرائيل، وتُقرَع طبولُ الحربِ في المنطقة.

ربّما لذلك لم يتذكّر أحد أن يعلن سعادته لنجاة البرهان، كما جرت الأعراف. حتّى لقاءات مدينة العلَمَين المصرية بين قادة من المنطقة، ولم تغب عنها حرب السودان، لم يصدر عن أيّ من حضورها تصريح في هذا الشأن. لعلّ ردّةَ الفعلِ الدولية الوحيدة بشأن هذه الحادثة، حتّى الآن، تعليقٌ عابرٌ من المبعوث الأميركي توم برييلو قاله لصحيفة سألته عن رأيه بشأن المحاولة، فذكر أنّها حادثة تدعو إلى القلق، لكنّه شدّد على "التحقيق، لتظهر الحقيقة، وتظهر الإجابات إلى النور"، حسبما نشرت صحيفة السوداني.

لا تبدو إشارة المبعوث الأميركي إلى التحقيق في حادث وقع وسط عملياتٍ عسكرية وحربٍ مفتوحة غريبة، فمحاولة الاغتيال التي جرت بطائرتَين مُسيَّرتَين استهدفتا احتفالاً عسكرياً شهده البرهان، لم يصدُر بشأنها أيُّ بيان رسمي من مجلس السيادة الانتقالي، وهو المجلس الذي انزعجت وزارة الخارجية السودانية من عدم توجيه الولايات المتّحدة دعوةً إلى مفاوضات جنيف للفريق البرهان بصفته رئيساً له، وإنّما بصفته قائداً للجيش. لم تُصدر الوزارة بياناً حول نجاة رئيس مجلس السيادة من محاولة اغتيال، لكنّها أصدرت بياناً تستنكر فيه اغتيال إسرائيل القيادي إسماعيل هنيّة (!) التصريح الرسمي الوحيد عن الحادث جاء من الناطق باسم القوات المسلّحة من دون إشارة إلى محاولة الاغتيال.

لخّصت "بي بي سي" الحادثة، وردّة فعل الجيش، بقولها: "نجا البرهان من محاولة الاغتيال وتم إجلاؤه إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المُؤقّتة التي تقع على بعد نحو مائة كيلومتر من مكان الهجوم. بعد مرور ساعات على الحادثة، أصدر الجيش السوداني بياناً مقتضباً أكّد فيه أنّه تصدّى لهجوم مُسيَّرتَين وأنّ الهجوم أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وإصابة آخرين من دون ذكر تفاصيل. ولكن مصادر عسكرية كشفت لبي بي سي أنّ من بين القتلى والمصابين ضابطاً برتبة عقيد، وجنود صفّ ومدنيين".

رغم هذا الصمت، فإنّ الإعلام (حتّى السوداني الموالي للجيش)، وضبّاطاً كباراً يتحدّثون علناً عمّا حدث باعتباره محاولةً فاشلةً لاغتيال قائد الجيش، لكن من دون توجيه اتّهام صريح لجهة ما. كأنّ ذلك لم يكن كافياً، فسارع المستشار القانوني لقائد "الدعم السريع" إلى نفي التهمة عن قواته، التي تخوض حرباً متوحّشة ضدّ الجيش، وتطالب برأس البرهان علناً منذ أكثر من عام، ما يجعلها المُتّهم الطبيعي والأول. ما عدا هذا التصريح، الذي انتزعه الإعلام أيضاً، لم تُصرّح مليشيا قوات الدعم السريع بأيّ شيء حول هذه الحادثة.

الطائراتُ المُسيَّرةُ، التي تستهدف مُدُنَاً لم تخرّبها الحرب بعد، لم تظهر للمرّة الأولى في هذه الحادثة. وأيضاً لم تكن هذه هي الطائرات المُسيَّرة الأولى التي تحيط بها أسئلة حول من أطلقها ومن أين ولماذا؟... هذه الأسئلة تتكرّر همساً وجهراً في فترات متباعدة بعد حوادث تبدو غير تقليدية في سياق الحرب الجارية، لم تكن محاولة الاغتيال أولها.

نحن إذن أمام محاولة اغتيال لا يبدو أنّها وُصِفت بذلك رسمياً. ولم تَتَّهم بها جهةٌ رسمياً أيَّ جهةٍ أخرى. ولم يتبنّها أحد. ولا يبدو أنّ أحداً اهتمّ بها، حتّى المعنيين بحرب السودان (!). ربّما لذلك، تساءلت إذاعة مونت كارلو "هل هي محاولة اغتيال؟".

في ظروفٍ مختلفةٍ عن الخوف من الحرب في الشرق الأوسط، ربّما حظيت الحادثة باهتمام إعلامي أكبر. لكن حتّى ذلك لا يُفسِّر تجاهلها من المٌتورِّطين والمعنيين بالحرب. إلّا إن كان الصامتون يظنّون أنّ المحاولة لم تكن مقصودةً لذاتها، وإنّما كانت رسالةً ما. في هذه الحالة قد يعني الصمت أنّ الرسالةَ وصلت. لكن كيف يكون الردّ عليها؟ أو ربّما علينا أن نسأل سؤالاً مختلفاً يربط الاغتيال والمحاولة. ماذا سيفعل قائد الجيش السوداني بعدما أعاد علاقاته مع إيران قبل أيّام إذا واجهت طهران تل أبيب، التي طبّع علاقاته معها قبل أعوام؟

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محاولة الاغتیال محاولة اغتیال

إقرأ أيضاً:

أجهزة الأمن في الدولة تحبط محاولة غير مشروعة لتمرير كمية من العتاد العسكري إلى الجيش السوداني

أحبطت أجهزة الامن في الدولة محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة.

وقال النائب العام د. حمد سيف الشامسي، إن أجهزة الأمن في الدولة تمكنت من إحباط محاولة تمرير كمية من العتاد العسكري إلى القوات المسلحة السودانية، بعد القبض على أعضاء خلية متورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والاتجار غير المشروع في العتاد العسكري، دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة.

وجرى ضبط المتهمين، أثناء معاينة كمية من الذخائر داخل طائرة خاصة، كانت تحمل نحو 5 مليون قطعة ذخيرة عيار "54.7 X 62"، من نوع جيرانوف من العتاد العسكري، في أحد مطارات الدولة، بالإضافة إلى ضبط جزء من متحصلات الصفقة المالية بحوزة اثنين من المتهمين داخل غرفهم الخاصة بأحد الفنادق.

وأوضح النائب العام، أن التحقيقات كشفت تورط أعضاء الخلية مع قيادات الجيش السوداني، إذ تضم المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش وضابطا سابقا بالجهاز، ومستشار وزير المالية السابق، وسياسيا مقرب إلى عبدالفتاح البرهان وياسر العطا،  وعدداً من رجال الأعمال السودانيين، وأنهم أتموا صفقة عتاد عسكري شملت أسلحة من نوع (كلاشنكوف)، وذخائر، ومدافع رشاشة، وقنابل، بقيمة تجاوزت ملايين الدولارات، تم تمريرها من الجيش السوداني إلى الشركة المستوردة داخل الدولة، باستخدام طريقة (الحوالة دار) من خلال شركة مملوكة لأحد أعضاء الخلية الهاربين، يعمل لصالح القوات المسلحة السودانية، بالتنسيق مع العقيد عثمان الزبير مسؤول العمليات المالية بالقوات المسلحة السودانية، بعد اصطناع عقود وفواتير تجارية مزورة تثبت -على خلاف الحقيقة - أن الأموال مقابل صفقة استيراد سكر.

وخلصت التحقيقات إلى أن تلك الصفقات تمت بناءً على طلب من لجنة التسليح بالقوات المسلحة السودانية برئاسة عبدالفتاح البرهان، ونائبه ياسر العطا وبعلمها وموافقتها، وبتكليف مباشر لأعضاء الخلية بالتوسط وإتمام الصفقات، بواسطة أحمد ربيع أحمد السيد، السياسي المقرب من القائد العام للجيش السوداني ونائبه ياسر العطا المسؤول عن إصدار الموافقات وشهادات المستخدم النهائي.

وأكدت التحقيقات ضلوع المتهم صلاح قوش، في إدارة عمليات الاتجار بالعتاد العسكري غير المشروع داخل الدولة، بالتعاون مع باقي أعضاء الخلية، حيث تحصلوا على 2.6 مليون دولار كفارق سعر (هامش ربح) عن القيمة الحقيقية للصفقتين، جرى اقتسامها بينهم وبين عدد من معاونيهم.وتم ضبط حصة المتهم صلاح قوش، من هامش الربح مع المتهم خالد يوسف مختار يوسف، الضابط السابق بجهاز المخابرات السودانية ومدير مكتب صلاح قوش سابقًا.

أخبار ذات صلة برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟ بنك الشارقة ينجز إصدار صكوك خضراء بـ 500 مليون دولار لصالح "أمنيات القابضة"

كما أوضحت التحقيقات أن الشحنة التي تم ضبطها في العملية الأخيرة في أحد مطارات الدولة على متن طائرة خاصة كانت قادمة من دولة أجنبية هبطت للتزود بالوقود، وأعلنت رسمياً أنها تحمل شحنة أدوات طبية، قبل أن يتم ضبط العتاد العسكري تحت إشراف النيابة العامة، وبناءً على أذون قضائية صادرة من النائب العام بالضبط والتفتيش.

وتم ضبط صور العقود الخاصة بالصفقتين، ومستندات الشحن المزورة، والتسجيلات والمراسلات المتبادلة بين أعضاء الخلية.

وكشفت التحقيقات عن وجود عدد من الشركات المملوكة لرجل أعمال سوداني الأصل أوكراني الجنسية، من بينها شركة تعمل داخل الدولة، شاركت في توفير احتياجات الجيش السوداني من أسلحة وذخائر وقنابل وطائرات بدون طيار، بالتعاون مع أعضاء الخلية والمسؤول المالي بالقوات المسلحة السودانية، وهي مدرجة ضمن قوائم العقوبات الأمريكية.

وأكدت التحقيقات الجارية ارتباط مصالح المجموعة المتورطة وما يحققونه من أرباح مالية كبيرة باستمرار حالة الاقتتال الداخلي في السودان.

وأكد النائب العام أن هذه الواقعة تشكل إخلالًا جسيمًا بأمن الدولة، بجعل أراضيها مسرحاً لأنشطة اتجار غير مشروع في العتاد العسكري الموجّه إلى دولة تعاني من اقتتال داخلي، فضلًا عما تنطوي عليه من ارتكاب لجرائم جنائية معاقب عليها قانونًا.

واختتم النائب العام تصريحه بالإشارة إلى أن النيابة العامة تواصل استكمال إجراءات التحقيق مع المتهمين تمهيداً لإحالتهم إلى محاكمة عاجلة، وستعلن النتائج النهائية فور انتهاء التحقيقات.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • اغتيال مراسل إذاعي في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • لحج.. نجاة قاضي من محاولة اغتيال
  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • نجاة قيادي من مليشيا طارق عفاش من محاولة اغتيال في تعز
  • محاولة اغتيال وهدية السيستاني أهم ما ذكره البابا عن رحلته للعراق
  • محاولة اغتيال فاشلة تطال قياديًا بارزًا في المقاومة بتعز.. الاسم
  • التفاصيل الكاملة.. الإمارات تحبط محاولة تهريب 5 ملايين قطعة ذخيرة إلى الجيش السوداني
  • الإمارات: أحبطنا محاولة تمرير أسلحة الى الجيش السوداني
  • الإمارات تكشف تفاصيل محاولة تسليح الجيش السوداني
  • أجهزة الأمن في الدولة تحبط محاولة غير مشروعة لتمرير كمية من العتاد العسكري إلى الجيش السوداني