حملته ظروف الحرب اللعينة العبثية الي مصر المحروسة مثلما حملت الكثيرين غيره وكان علي موعد مع مدافنها ووري الثري فيها بعيدا عن مقابر الأسرة في ام درمان وحمل ( الشاهد ) اسم الراحل أحمد الطيب احمد موسي ...
البروف احمد الطيب احمد موسي تفتحت عيناه هو وأخوه د. شرف الدين علي مدينة الحديد والنار عطبرة العمال ( أو كما يحلو للبعض تسميتها ) ولا بد أنهما وفي سن باكرة قد خبرا ماهي عطبرة وما مضمون رسالتها التي حملتها علي مر الحقب الي أن جار عليها الزمان وهي كما نري الآن مسجاة علي فراش الموت مضرجة بالدماء .

..
والدهما جمع بين الريادة في الخدمة المدنية ( ايام كان لنا مثل هذا الشرف الباذخ الذي تميزنا به علي عموم القارة الأفريقية والبلدان العربية والتصوف في اعلي مستوياته هذه الدرجة الرفيعة التي تجعل المرء قمة في التواضع ونكران الذات والبذل بسخاء من أجل إسعاد الآخرين بقلب مطمئن ونفس راضية يحفها النور ويعطرها اريج السبحات والالسن تلهج بالدعاء في خضم هذا الكون الفسيح المغطي بكامل الضياء والنعماء والحياة والنماء في في معراجها وخطوها الواثق الي السماء.
والدهما كان من كبار الاداريين في مرفق السكة الحديد وقد اداروا هذا المرفق الخطير بعزيمة تفل الحديد وكانت الورش مثل خلية النحل لا تهدا ليلا أو نهارا وكل مايحتاجه القطار مكفول له في داخل البيت من قطع الغيار أو خلافها موفر لها الكوادر التي ( تخرط الاسبير ) وتوفر علي الدولة المال الكثير ومن زمان مزقت الاقسام كبيرها وصغيرها فواتير الاستيراد وكان الشعار ( الاعتماد على النفس ) والناي بها أن تطالها النفوس الطامعة التي تحرر الفواتير ذات الوزن التي سرعان ما تتحول إلي قيود مثل كلابيش البنك الدولي وابن عمه الصندوق وكلاهما قد صمما من أجل أن يزيد جيب الأغنياء انتفاخا وان يبرك الفقراء مثل البعير للذبح وهكذا تكون السيناريوهات وهذه الحرب السجال بين ابليس والإنسان علي مدي العصور والأزمان !!
خرج الشقيقان من بيت صوفي بيت شريف وتجولا منذ الصغر مع الوالد وهو في كامل تأهيله العلمي وقمة وطنيته في مرفق هو درة تاج الاقتصاد الوطني وقد حمل هذا المرفق التجارة والمسافر في طول البلاد وعرضها وقد تم علي يديه توحيد الصف وضم الكلمة ونشر الثقافة وتبادل الخبرات واللهجات وجعل الوطن جسدا واحدا تحس اجزاءه بآلام بعضها البعض فلم تكن هنالك مناوشات ولا مكائد ولا حساسيات كنا متعافيين ليس عندنا من عنده مرض وغرص وكأنما الصوفية قد وزعت أجنحتها علي الجميع وغطتهم من عاديات الزمن وصروف الدهر وتقلبات السنين !!..
وهذه التربية المنضبطة المتوازنة حملتهما الي الدراسة الجامعية في شرق أوروبا وأكمل الراحل المقيم البروف احمد الطيب احمد موسي الدكتوراة في ارقي جامعات العالم في لندن وعاد الي بلاده وسكن في حي الملازمين وسط اهله من آل الشريف وعمل في جامعة السودان ومن بعدها في جامعة النيلين في كلية الطب يدرس هذا التخصص الدقيق المسمي الكيمياء الحيويه وكان فيها نابغة ومن خيرة العلماء وما تفاخر يوما بهذا الشرف الرفيع وكان سائرا علي خطي والده الشريف ابن الشريف معرفة وعلما وخلقا وادبا وتواضع رفع من مكانته بيننا نحن جيرانه وعارفي فضله وكان من مميزاته أنه كان دائم السؤال عن الجيران والابناء والصغار والمسافر منهم والمقيم ...
وتخصص شقيقه الراحل شرف الدين في المصارف والبنوك وكان بيته عامرا بطلابه الساعين للماجستير والدكتوراه يقدم لهم العون من غير من أو عطاء وهذا كما تعرفون أصبح من اندر الاشياء في زماننا زمن الماديات هذا !!..
جدهما لامهما عبد المنعم محمد ذلك المحسن حياه الغمام ومن منكم لا يعرف آل عبدالمنعم محمد وقد كان لهما من الخير الوفير ولكنهما لم يحبساه علي أنفسهما وقد انداح للمحتاجين في طول البلاد وعرضها هذا خلاف الأوقاف وأعمال الخير التي شملت أبناء الشعب السوداني وكانت مكرمات تجلت في صور متنوعة أبرزها المستوصفات الطبية التي ظلت تعمل وتقدم خدماتها للمواطنين الي أن حلت بنا الحرب العبثية !!..
رحم الله سبحانه وتعالى الفقيد الغالي أحمد الطيب وأخاه د. شرف الدين وجعل البركة في اهلهم جميعا ونعزي ابننا المهذب الجنتلمان الطيب ابن الراحل المقيم بروف احمد الطيب وقد ترسم خطي والده وصار يدرس في كلية الطب وهو شاب صغير واليوم أعتقد أنه نال درجة الدكتوراه من بريطانيا كما نالها والده من قبل .
( إنا لله و إنا إليه راجعون ) .
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عيد العمال العالمي

بقلم : د. سنان السعدي ..

يحتفل العالم في الأول من ايار من كل عام بـ”عيد العمال العالمي”، وهو مناسبة عالمية لتكريم الطبقة العاملة والاعتراف بجهودهم في بناء المجتمعات وتقدم الأمم. ومن منظور الصرح الوطني هذا اليوم لا يُعد فقط مناسبة للاحتفال، بل هو أيضاً محطة للتأمل في أوضاع العمال وحقوقهم، ودعوة مستمرة لتعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق ظروف عمل كريمة وآمنة للجميع.
تعود جذور هذا اليوم إلى نهاية القرن التاسع عشر، حينما خرج العمال في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية الكبرى للمطالبة بتحديد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات، وتحسين ظروف العمل. وقد تحولت تلك الحركات إلى رمز للنضال العمالي، وأسست لتقاليد التضامن بين العمال في مختلف أنحاء العالم.
اليوم، وعلى الرغم من التقدم الكبير في القوانين العمالية وحقوق الإنسان، ما زال مئات الالاف من العمال يواجهون تحديات عديدة: من ضعف الأجور، وسوء ظروف العمل، إلى غياب الحماية الاجتماعية. وفي هذا السياق، نطالب نحن الصرح الوطني من الحكومة، والمؤسسات، والنقابات، دعم حقوق العمال وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية، من اجل تحسين اوضاعهم المعاشية، والانتقال بهم من طبقة مستغلة وهامشية في المجتمع الى طبقة مؤثرة.
كما أن التغيرات العالمية، مثل التحول الرقمي، وانتشار أنماط العمل غير التقليدية، تفرض واقعًا جديدًا يتطلب سياسات مرنة وشاملة تحمي حقوق جميع العاملين، بما فيهم العاملون في الاعمال الدنيا ذات المجهودات الكبيرة، فضلا عن العمل الحر.
إن عيد العمال لا يخص فئة دون أخرى، بل هو عيد لكل من يسهم بجهده وعرقه في بناء الوطن. لذا فإن الاحتفال الحقيقي يكمن في العمل الجاد من أجل توفير بيئة عمل عادلة، تُصان فيها الكرامة، وتُكفل فيها الحقوق، ويُمنح فيها كل عامل الفرصة للنمو والتطور. كل عام وعمال العراق بألف خير، فأنتم حجر الأساس في نهضة العراق وتقدمه.
الخلاصة / يرى الصرح والوطني ان هناك اجحاف كبير تتعرض له الطبقة العاملة في العراق، التي تمثل الاغلبية في المتجمع العراقي، وقد آن الاوان لأنصافهم من خلال سن التشريعات التي تعيد لهم حقوقهم وتصون كرامتهم

سنان السعدي

مقالات مشابهة

  • أسامة عرابي: أرفض طريقة مغادرة حسام عاشور للأهلي.. وكان يجب تكريمه
  • الطيب: الأهلى يساوى ثلث قيمة عمر مرموش
  • ابوبكر القاضي ينعي الراحل : محمد احمد زيادة /كيوتل/ قطر
  • عيد العمال العالمي
  • ماسك يقر بأن حملته لخفض الإنفاق لم تلبِّ طموحاته
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • مقتل نجل شيخ قبلي في ظروف غامضة
  • والدة ضحية واقعة دمنهور: ياسين نام أثناء الجلسة وكان مرعوبًا من الزحام
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم