سودانايل:
2024-11-25@16:00:34 GMT

سنشهد النيل

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

سنشهد النيل , نحن أبناء و بنات السودان أننا واجهنا كارثة هي من أشد الكوارث التي يمكن أن تواجه الناس و قد كنا آمنين سالمين في بيوتنا فصحونا علي صوت الرصاص و المدافع و الدانات تتفجر فوق رؤوسنا فدمرت المساكن و هدمت المدارس و المستشفيات وأغلقت المتاجر . سنشهده علي الأرواح البريئة التي أزهقت و علي الدماء التي سالت و علي الأشلاء التي تناثرت , سنشهده علي الجروح و الدماء و الدموع .

علي صراخ الأطفال و فزع الطيور و رجفة الأغصان و عفص الورود . سنشهده علي تدفق أفواج النازحين الخائفين الذين تركوا بيوتهم و فروا الي لا مكان و علي تفرق الأسر و هجر الديار وفقدان الممتلكات , سنشهد النيل علي ما أصابنا من خوف و اضطراب و صدمات و قلق ,سنشهده علي ما أصابنا من فاقة وفقر و بطالة و علي ما حل بنا من مرض و هلع و جوع . سنشهد النيل الخالد علي تفشي الكراهية و تهتك النسيج الاجتماعي و انتشار الجريمة بكل أنواعها من سرقة ونهب و اختطاف و اغتصاب .

أن هذه الحرب اللعينة , وقد شارفت علي اكمال عامها الأول ,عملت علي ازهاق أرواح كثيرة من العسكريين والمدنيين , شيوخ ونساء و أطفال و شباب و شردت المواطنين في دول كثيرة يعيشون أقسي أيام النزوح و يعانون المهانة والازلال , انقطعت بهم سبل الحياة و ذاقو مرارة فراق ديارهم و ما تبعه من جوع و فقد الممتلكات بالنهب و السلب فكانت بكل المقاييس مرة ومدمرة وليس هناك ما يبشر بنهايتها بعد أن تشعبت و تمددت جهويا و اثنيا و تعاظم خطر انزلاق البلاد الي حرب أهلية شاملة و صارت البلاد علي شفا حرب اقليمية و دولية .

سنشهد النيل الخالد علي تفكك المجتمع و تلوث البيئة و تدمير الموارد , سنشهده و نحن نتلمس الندوب العميقة التي أصابت المجتمع و أحدثت كثيراً من الهزات العنيفة و الصدمات النفسية و فقد الأحباب . سنشهد النيل علي مآسي التهجير و قسوة الحياة المليئة بالمخاوف و المزلة و الرعب و المصير المجهول وفقدان الشعور بالأمان . سنشهده علي نقص الغذاء و انعدام الدواء و العيش بين الجثث و الدخان . سنشهد النيل أن أطفالنا قد فقدوا الأمان والحنان و أغلقت مدارسهم و منعوا من اللعب و الغناء و التجوال . سنشهد النيل أن بناتنا يعشن في حالات من الرعب و الفزع و خوف هجر حضن الوالدين و التعرض للمهانة و الاغتصاب و العار . سنشهد النيل علي تجاهل العالم لمأساتنا و صرف النظر عن حالنا وشكوانا. سنشهد النيل و نبث شكوانا لله و هو العالم بكل حال .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تحذير من بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة.. يعني تحقق سيناريو الرعب المفرط

يشهد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تواجده الحالي في غزة عددا من الآثار المدمرة من بينها تآكل سلطة القيادة فيه، وتراجع الحفاظ على الروح المعنوية القتالية، وهذا سيناريو رعب ليس مبالغاً فيه، لأن جزءً منه يحدث بالفعل، بحسب الصحافة العبرية.

عوفر شيلح، الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن بالكنيست، والباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "فكرة الاحتلال الفعلي لشمال قطاع غزة، وربما القطاع بأكمله، تحت ستار حكم عسكري مؤقت، أو الشركات الخاصة لتوزيع المساعدات الإنسانية، يتم تطبيعها في الخطاب الإسرائيلي بسرعة لا تصدق، دون معارضة سياسية أو شعبية حقيقية، والغريب أن من يقودها ليس المستوى السياسي الذي يستفيد منها بالتأكيد لأسبابه الخاصة، بل إن من بادر إليها ومركزها وقيادتها هو الجيش ذاته، وتشمل ترحيل الفلسطينيين، وقتلهم، والتدمير الشامل لتجمعاتهم السكنية، وهو عدوان يحدث بشكل متكرر".


وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "المساحة التي يسعى الجيش للسيطرة عليها شمال القطاع تبلغ 56 كم2، 15% من مساحة القطاع بأكمله، وهناك مخططات لإنشاء مثل هذه الممرات من محور فيلادلفيا شمالاً، وفي مناطق مختلفة في شمال القطاع، وعند اكتمالها، ستكون هذه المناطق بعشرات بالمائة ذات مبان مدمرة، وسيكون مصير مليوني فلسطيني الشمال والجنوب متعلقًا بالاحتلال، وهو ضرر لا يمكن إصلاحه، لاسيما على تدهور مكانته الدولية، واقتصاده، وقدرته على الصمود الداخلي".

وأشار إلى أنه "حان الوقت لتفصيل الضرر الذي يسببه بالفعل للجيش نفسه بسبب مكوثه في غزة، وقد يتسبب في أضرار أكثر خطورة، وفي وقت قصير جدًا، وقد عرفت من محادثاتي مع قادة الجيش في الميدان، ومن تقارير القلة في وسائل الإعلام والمقربين، فإن البيانات التي يحتفظ بها الجيش لنفسه، لكنها تتسرّب من وقت لآخر، تُبرز خطر الصورة الصعبة، غير المألوفة، باستثناء من عاشوا انتكاسة الجيش بين عامي 1983-1985 في لبنان، وما كانوا يتلقونه من صورة قاتمة".

وأكد أن "أحد الانتكاسات التي تنتظر الجيش في غزة هو الافتقار للمسؤولية القيادية، وهذا قد يحدث في وقت قصير، ففي الوحدات التي سئمت القتال الطويل، وفي ظل رسالة مفادها أن كل شيء مسموح به، سيخفف الانضباط لمستوى أطلق عليه ضابط كبير "أسلوب العصابات الإجرامية"، لأن سلطة القيادة تتآكل، وحتى يومنا هذا لم يتم تعيين الرجل المسؤول عن القيادة عن الفشل الذريع الذي حدث في السابع من أكتوبر، وليس هناك من أحد عاد لمنزله بناء على وخزة ضميره؛ ولم ينشر الجيش أي تحقيق منذ ذلك الفشل".

وأضاف أنه "لم يحدث العمل التطهيري المتمثل بإقالة الضباط المسؤولين عن ذلك الفشل الأساسي، ولا فرض قيود على الجيش، في ضوء أن روحه العسكرية يتم انتهاكها من كبار القادة، وبالتالي فلا يمكن أن يحققها صغارهم من الضباط، الأمر الذي قد يزداد سوءا في الميدان، ومن حيث القوة والكفاءة، سيختار الضباط الشباب عدم الاستمرار في الخدمة العسكرية، بعضهم بسبب الاستنزاف، والبعض بسبب المقاومة الداخلية للمهام التي لا يفهمونها، مع العلم أن حقبة الثمانينيات شهد الجيش أزمة مماثلة، واستغرق سنوات للتعافي منها".

وحذر أنه "ما دام احتلال غزة قد يتحول إلى وضع دائم، فلن يكون هناك أي انتعاش، وقدر وزير الدفاع السابق يوآف غالانت حجم القوة المطلوبة للحفاظ على حكم عسكري في غزة بأربعة فرق، ويبقى السؤال: من أين سنأتي بها في ضوء الاحتجاجات على تمديد الخدمة الإلزامية، والشكوى الدائمة من عدم اكتفاء أعداد الجنود النظاميين، واستدعاء جنود الاحتياط للمرة الرابعة والخامسة، فيما تستمر مهزلة عدم خدمة الحريديم، مع خلق عبء اجتماعي واقتصادي وقيمي لا يطاق".


وكشف أن "ضررا آخر قد لا يراه الإسرائيليون بالعين المجردة يتمثل في إقرار ميزانية الجيش، التي تستمر بالتضخم على حساب الاقتصاد والنمو، مع العلم أنه في الأشهر التسعة الأولى من حرب غزة، بلغت تكلفة القوى العاملة 25% من نفقات الحرب، وإذا تحقق هذا السيناريو فإن هذا المعدل سيرتفع أكثر فأكثر، على حساب انتهاك الأخلاق القتالية، التي قد تصبح سلوكاً يومياً، صحيح أن وسائل الإعلام لا تنشر العديد منها، لكن الغريب أن الجنود ينشرونها أنفسهم بكل "فخر" على شبكات التواصل الاجتماعي".

وختم بالقول أن "بقاء الجيش في غزة يعني تحقق سيناريو الرعب المفرط، ورغم أن كبار الضباط يتحدثون عن مؤشراته همساً، ويخشون الحديث عنه بصوت عال خوفا من تعريض حياتهم المهنية للخطر، لكن الطريقة الوحيدة لمنع ذلك أن يعود كبار القادة إلى رشدهم، ويقفوا في وجه القيادة السياسية، بمن فيها رئيس الوزراء، ويعلنوا موقفهم علانية، وإلا يحملونه وحده مسؤولية الفشل، وإخباره بالحقيقة، رغم أنه بعد مرور 14 شهرًا على الحرب، لم يحدث شيء من هذا بعد".

مقالات مشابهة

  • طائر المينا يثير الرعب في الجزائر.. سر خطورته على البيئة والإنسان
  • تحذير من بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة.. يعني تحقق سيناريو الرعب المفرط
  • النوّاب يبحث الصعوبات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني
  • وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
  • “الشويهدي” يناقش الصعوبات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني
  • الشويهدي يناقش الصعوبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني
  • رقم قياسي.. صواريخ "حزب الله" تثير الرعب في عدة مناطق بإسرائيل
  • كلب مسعور ولا سلعوة؟ تسبب في إصابة 12 شخصا.. تفاصيل الرعب في ملوي
  • شاهد..انفجار برميل مندي يثير الرعب والضحك في أحد المنازل
  • شهود عيان يكشفون لحظات الرعب بعد غارة "قلب بيروت"