سودانايل:
2024-09-09@09:38:40 GMT

أصداء من تعب: الشهيد بشير محمد ود زينة

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

بقلم عادل سيد أحمد

التقيتُ بشيرا، اول ما التقيته، في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية حوالي العام 2016م.، وكان ذلك عن طريق ابن عمي محمد حسبو فقد كان صديقا مقربا منه، وكانا يتبادلان مساعدة بعضهما البعض، فكان محمدٌ يكلفه باستقبالي معتذرا هو بسبب عمله ومشغوليته الكثيرة، كل ما دعتني الظروف للذهاب إلى الرياض.


َوتواصلت علاقتي مع بشير، ذلك النحيف الأسمر، بعد أن عدنا أنا وهو تباعا من السعودية لأرض الوطن الحبيب، وقويت علاقتي به شيئا فشيئا بسبب التواصل الكبير الذي تم بيننا، وبسبب التقارب الذي جمع بيننا متينا: روحيا، ونفسيا، وفكريا فقد كان تقدميا لا يشق له غبار، حتى استقلت علاقتي به عن علاقته بمحمد حسبو، وصرنا انا وهو صديقين حميمين تجاوزت علاقتنا ما كانت عليه علاقته بمحمد حسبو.
كان بشير يسكن (الحاج يوسف) التي هي قريبة من مكان سكني (كافوري)، وسهل ذلك عليه حضوره لي بشكل متواتر في زيارات مسائية أنيقة ورشيقة، وكم تبادلنا الضحكات والطرائف والقفشات ونحن نحتسي أكواب القهوة أو الشاي أو مشروبه المُفضَّل الحلبة.
وفي بعض الأحيان كنت اتصل به خلال اليوم، وأطلب منه راجيا أن يأتيني، كلما شعرت بالضيق، واحتجت للرفقة والصحبة والأنس الجميل.
وكان هو يلبي تلك الدعوات عن طيب خاطر.
كان بشير مهتما بكتاباتي وبكتبي، وقد قرأ الكثير منها، وأهديت لبعض أصدقائه، بإيعاز منه، بعض الكتب.
وكعادته في التصدي للأمور الكبيرة، والقضايا العظيمة، فقد كان يفكر في كيفية نشر أعمالي وسط أصدقائه وزملائه في الحاج يوسف التي طالما أحب، ممن يحبون القراءة والأدب والمعرفة.
ومن بين الكتب التي أهديتها لهم، أقترح علي بشير أن تضع بعض النسخ منها في مكتبة النادي، وقد كان!
الشهيد بشير يصغرني بحوالي عشرين عاما، ومع ان هذا الفرق في العمر كبير فعلا فإنه لم يقف حاجزا في التعاون بيننا أنا وهو في مجال الهم العام. وإبان الثورة كان يأتيني وهو محمل بالأسئلة الملحة والقضايا الشائكة ويطلب رأيي ونصحي بتواضع جم، ودون ترفع. وكنت أنا ازوده بكل ما عندي، ولا أبخل عليه براي أو مشورة.
ومع ذلك فقد شغلت أنا مواقع نظرية وفكرية في لجان المقاومة، أما هو فقد كان كادرا قياديا وتنفيذيا في تلك اللجان، فتكاملت أدوارنا وصرت أخا أكبرا له، ومن خلاله لجميع الرفاق في لجان الحاج يوسف (شارع واحد)، ومن ثم في لجان أحياء الحاج يوسف.
وكان بشير يمتلك عربة يعمل بها في القليل جدا من الأحيان، أما في الأحيان الأخرى الكثيرة فقد كان ينذرها لقضاء حوائج الناس بالكتمان، وانا كنت من بين الناس الذين تولى بشير ترحيلهم في واجباتهم المختلفة في الأحزان، وفي الأفراح، وفي المشاوير العادية، وفي توزيع الكتب.
وفي أزمة غاز الطهي، تولى بشيرٌ أمرنا، فكان يملأ أسطواناتنا قبل أن يقطع الغاز في البيت.
وكنا نستلم التمور القادمة من الشمالية لنا سنويا من بيت عمتي علوية في الصحافة، ونقوم بإيصالها لمنزل الوالد بأبو آدم.
وكان يقول لي ضاحكا:
- التمر دا بكسر الشاصي بتاع العربية، والله العظيم لو ما انت انا ما برفع تمر في العربية دي كلو، كلو!
إبان الثورة، وبعدها، تفانى بشير في خدمة قضايا الحرية والسلام والعدالة، وتفانى في العمل في منظمات المقاومة وفي غاضبون وفي ملوك الاشتباك، وكان لا يهاب الموت، ويتحدث عنه دائما كاحتمال وارد، بل قل كأمر واقع، ولم يمنعه خوف أو يعيقه وجلٌ عن الانتظام في جميع مهام العمل المقاوم مع زملائه في الحاج يوسف وغيرها من أحياء الخرطوم.
تحدثت معه بعد وقوع الحرب، ونصحته، بل رجوته، ان يغادر إلى الشمالية مع أسرته، ولكنه كان يجيبني كمن يهدهد طفلا، ويطمئنني بانه سيخرج عاجلا دون أن يعني ما يقول، ودون أن يعمل له.
وفي فترة وجوده في البيت أثناء الحرب قام بأنشطة خيرية عديدة يصعب المجال هنا لحصرها، فقد كان حريصا على تواصل الأسر المشتتة في أصقاع السودان، وأشرف على مشروع قدرة الفول، وعندما ضاق بهم الحال أكثر اختاروا أرضا مسورة في الجوار وزرعوا فيها أصناف الخضروات من رجلة وباذنجان وطماطم وخلافه، هو ومعه مجموعة فريدة من شباب الحاج يوسف (شارع واحد) المستنير، كيف لا؟ والطيور على أشكالها تقع.
يشق على أن أنعى بشير، فمثله عائش في الخاطر ويعمر الوجدان، وستظل ذكراه حية كما ضميره الحي، ومتقدة كما ذهنه اللماح، ولكني أبث شوقي إليه، فقد فقدت بموته صديقا عزيزا، وأخا أصغرا، وزميلا مصادما لا يهاب.

30 يوليو 2024م.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحاج یوسف فقد کان

إقرأ أيضاً:

الغديري للوفد: اتظلمت في الزمالك وكان نفسي أخد فرصتي

تحدث السيد الغديري لاعب نادي الزمالك المنتقل حديثًا لصفوف فريق لافيينا بدوري المحترفين، عن الفترة التي قضاها داخل جدران القلعة البيضاء، منذ انتقاله الانتقالات الصيفية لموسم 2025 قادمًا من الجزيرة الإماراتي.
وفي حوار خاص للوفد، كشف الغديري عن الكثير من الملفات خلال موسمين قضاهم بالقلعة البيضاء، والظلم الذي تعرض له بعدم مشاركته وتصعيده للفريق الأول، وعن سر اختياره وخطوته الجديدة بالانتقال لنادي لافيينا، وإليكم نص الحوار.

في البداية حدثنا عن سر إختيارك الانتقال لنادي لافيينا ؟


بداية المفاوضات كانت من خلال محمود الأسيوطي رئيس نادي لافيينا، الذي تواصل معي وأبلغني أنه يحتاجني في الفريق هذا الموسم، وأقنعني أنه سيقوم بتسويقي بشكل جيد وإعادة البريق لي مرة أخري، وهذا ما وعدني به
ومن جانبي كنت أبحث عن فريق مؤمن بإمكانياتي ويقدرني لإعادتي مرة أخري للأضواء ولم أنظر للمقابل المادي بقدر ما كنت أبحث عن ناد محترف، وبالفعل وجدت أن هناك طموح متبادل بيننا، فوافقت علي العرض ووقعت لنادي لافيينا لمدة 3 سنوات.

هل تلقيت عروض أخري من الدوري الممتاز أو المحترفين ؟


بالفعل كان هناك أكثر من عرض من أندية في الدوري الممتاز، حيث أبدي نادي الجونة رغبة في ضمي، بجانب مفاوضات أيضًا من نادي حرس الحدود الصاعد حديثًا للدوري هذا الموسم، بالإضافة لـ 5 عروض رسمية من دوري المحترفين أبرزهم أسوان والمقاولون العرب ووادي دجلة، ولكني فضلت نادي لافيينا لتوافق نفس الطموح بيننا.
ناديي الجونة والحرس فاوضوني بعد توقيع العقود مع لافيينا، وكان من الممكن أن أسحب العقود وانضم لاي ناد منهم، ولكني أحترمت إتفاقي مع محمود الأسيوطي.

السيد الغديري
بالعودة لنادي الزمالك.. كيف رحلت من القلعة البيضاء ؟


رحلت عن نادي الزمالك رغم أن عقدي متبقي له 3 سنوات، وأنا من طلبت رحيلي مقابل التنازل عن كل مستحقاتي من أجل الحصول علي الاستغناء الخاص بي، وهذا بسبب عدم منحي الفرصة مثل باقي زملائي.

حزين لرحيلي عن الزمالك ولكني أقدر النادي وسيكون دائمًا من ضمن أولوياتي في مسيرتي الكروية، ولن أتحدث عن أي سلبيات في الفترة الماضية، وكل ما أستطيع قوله أنه لم يكن هناك توفيق لي مع الفريق في الوقت الحالي، ولكني دائما سأضعه الخيار الأول لي إن أحتاجني في وقت ما، بل وسأوقع علي بياض.

حدثنا عن فترة تواجدك داخل نادي الزمالك ولماذا لم يتم تصعيدك؟


منذ انتقالي من نادي الجزيرة الاماراتي في 2022، شاركت مع فريق الشباب بجميع المباريات بنسبة 95 %، ولم أغيب سوي للإصابة أو لتراكم الإنذارات، مما جعلني ضمن اختيارات تشكيلة الموسم.
الجمهور لا يحب اللاعب "البكاي"، وبالتالي لن أستعطف الجمهور بل سآخذ بالأسباب وأجتهد أكثر، ولكن هناك بعض الأشخاص اللذين لم يحبوني بالنادي وتعمدوا توصيل كلام "غلط" عني وبالتالي لم أظهر أو يتم تصعيدي للفريق الأول علي غرار بعض اللاعبين الأخرين.

هل السيد الغديري تعرض للظلم في الزمالك؟


بالطبع، أنا اتعرضت للظلم مليون في الميه، فأنا اللاعب الوحيد في نادي الزمالك اللذي لم يأخذ فرصته، والدليل على ذلك أن الفترة الماضية شهدت تصعيد عدد كبير من الشباب مايقرب من 15 لاعبًا شابًا، والجميع شارك في الفريق الأول ، وأنا من المستحيل أن أكون أسوء من كل هؤلاء، وكنت اتمني أن أحصل علي فرصتي ويراني الجمهور، وحينها هو من سيحكم علي المستوي الفني لي.


ومن وجهة نظري أن جميع اللاعبين في مركزي ليس أعلي مني كفاءة، فأنا قادم من نادي الجزيرة الإماراتي، وهو نادي كبير، ولو تم منحي الفرصة لكانت الأمور أختلفت.
المجلس الحالي للزمالك منحني جميع مستحقاتي، وأبلغوني أنهم لو كانوا على علم بإحترامي هذا وأدبي، لكن الوضع مختلفًا، ولكن كان هناك دائمًا صورة سيئة تصل عنك.

مقالات مشابهة

  • نجل فؤاد المهندس لـ«بين السطور»: عشق الكوميديا منذ صغره.. وكان زملكاويا متعصبا
  • رئيس جامعة الزقازيق يكرم الطلاب الفائزين في مسابقة الشهيد الرفاعي 51 للجودو
  • زايد بن محمد بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة والد الشهيد سيف خميس المهيري
  • الغديري للوفد: اتظلمت في الزمالك وكان نفسي أخد فرصتي
  • مين هيدفني؟.. رسالة مؤثرة من الإعلامي حساني بشير تثير تعاطف الجمهور
  • بينار دينيز وكان يلدريم يستعدان الزواج في روما
  • بعد حديثه عن الموت.. من هو الإعلامي حساني بشير؟
  • أحمد عز وعمرو يوسف يحتلان المركز الأول بـ "ولاد رزق 3"
  • افتتاح مسجد الشهيد على صبري بالقلعية التابع لإدارة اوقاف ابوتشت
  • بشير جبر: إسرائيل تواصل ضرباتها على غزة.. والآليات تتمركز في حي الزيتون