سودانايل:
2025-04-30@10:31:27 GMT

كتير بنعاتب الحاضر ولا أسفا علي الماضي

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

جبير بولاد

.. نمضي نحو الشهر السادس عشر في خضم هذه الحرب و التي تجاوزت مصطلح العبثية، و لكننا بطبعنا نغرق في الوصفيات و التصورات حتي و لو تجاوزتها الاحداث و انتقلت في المراحل، و هذه سِمة شكلت تفكير العقل السوداني الجمعي من قمته(النخبوية) و الي قاعدته التي تلوك الوهم دون هوادة .
.. أسفرت هذه الحرب عن سردية للوهم موغلة في الرغبوية يمثلها ما تبقي من قادة الجيش ( تركة نظام الاسلامويين ) و مجموع من المؤيدين سمهم إن شئت بلابسة او كيزان فلم يعد الفرق بينهم كبيرا علي كل حال، ثم جيش موازي يمثله الدعم السريع و الذي اصبح حقيقة كالشمس لا ينكرها إلا مكابر و يثبت كل يوم انه ليس مليشيا يمكن سحقها و إعلان الإنتصار عليها من القصر القديم وسط إحتفالات و زغاريد و اعلام ترفرف و بعدها يعود السودانيين من شتاتهم الجبري ليفتحوا بيوتهم و يفرشوا الجديد لتعود حياتهم الي مجراها القديم، هذا وهم و باطل من الأباطيل التي ظلت تعشعش في عقول الكثيرين و منهم نخبة كانت تملأ الفضاء ضجيجا بالتحليل و التعليل و ما زالت ، و هذا مشهد يمثل الذهنية الرغبوية في أعلي تجلياتها، ذهنية لم تتعلم و تصد كل أسباب التعلم عن الدخول الي مسامات عقلها الذي هزته هذه التجربة العنيفة التي لم تسجلها ذاكرتهم في التاريخ القريب.


.. الحرب حرب منذ عرفها و عرّفها التاريخ البشري، الحرب موسم للتحلل عن القيم و الأخلاقية المجتمعية التي شيدتها مراحل استقرار المجتمعات البشرية علي أسس بُنيت من خلال التعايش المشترك الطويل، و رغما عن إشكاليات صاحبت هذا التعايش من إدارات الدولة في تعدد حكوماتها ما بعد المستعمر ، الا انها كانت مهددة بخطر المجابهة في يوم من الأيام، و كانت هنالك بعد العقول السودانية التي اصطفاها الله بالنور المُفاض في عقلها و فلبها لتنبه لخطورة الدرب الذي سلكه من حكموا البلاد ما بعد المستعمر و لكن كما يقول المثل السوداني( المقتولة لا تسمع الصيحة) ، و جاءت الطامة الكبري بعد فقط ثلاثة و ثلاثون عاما من استقلال البلد لتحكم قوة جديدة ايدولوجيتها الإسلام السياسي و هو خطيئة في التاريخ منذ إنتقال نبي الامة عليه الصلاة و التسليم في سقيفة بني ساعدة و التاريخ أرادنا ان نتعظ و لكننا لا نتعظ و لا نتعلم و وجدت الخطيئة لها مؤول و محط في ارضنا التي اهملها أصحاب العقد و الحل و الذين عقّدوا كثيرا و لم يحلوا ابدا ، و الامر الوحيد الذي حلوه هو ما كان مربوطا كعروة وثقي بين السودانيين في تطلعاتهم البسيطة في وطن يحفظ عليهم كرامتهم و حياتهم و قيمتهم بين شعوب الدنيا .
.. الحرب اخرجت أثقالها و كل غِبن تراكم عبر السنين حتي مُضغت الاحشاء و انتهكت الأعراض و هُجّر الناس من بيوتهم و تِركوا نهباً للمسغبة و الإذلال و ضياع القيمة و الكرامة .
.. اي حل يفترض إنتصار لطرف في هذه الحرب هو مجرد ترهات و أوهام و رغبات لن تتحقق و علي جميع السودانيين ان يفهموا ان خيار الإستمرار في الحرب هو مزيدا من النيران التي ستأكل ما تبقي من ادمغتهم الفاسدة و تحلل اجسادهم و جسد الوطن الذي ضيعته نزوات الرغبات و الاستعلاء و عدم معرفة الذات .
.. العالم الذي هو مشغول الآن بملفات عديدة كلها ساخنة، التفت إليكم في سانحة قد لا تتكرر قريبا ليطلب منكم التفاوض حول إيقاف حربكم التي هي من ُُصُنع أياديكم الآثمة، تجنبا لمجاعة بدأت نذرها تظهر الآن و ستكون ضارية و طاحنة و قد تُفنِي ثلُثين هذا الشعب، الآن هي فرصة لأصحاب الأوهام و العقول الخَرِبة لمراجعة ماضيهم المليء بالأخطاء و لمرة واحدة اعملوا صوابا ليس لكم فقط، بل لأجيالكم القادمة و أبنائكم الحاليين الذي ذاقوا التُشرد و ذُل الحياة و ضياع المستقبل أمام اعينهم .
.. علي الشعب ان لا ينساق الي أوهام الرغبويين و ان يشكلوا الطريق الثالث الذي يضغط في إتجاه إيقاف الحرب و يقف مع من ينادون بهذا الطريق .
# لا للحرب .

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سجون اليونان تغص بلاجئي الحرب من السودان.. هذا هو السبب

فرّ طالب القانون سابقا صموئيل، البالغ من العمر 19 عاما، من بلدته الجنينة بعد وقت قصير من نهبها خلال إحدى أسوأ المجازر في الحرب الأهلية السودانية، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 13 مليون شخص.

بعد وصوله برا إلى ليبيا، أمضى صموئيل يومين في عبور البحر الأبيض المتوسط في حزيران/ يونيو قبل أن تنقذه سفينة شحن ويرافقه خفر السواحل اليوناني إلى جزيرة كريت، بحسب صحيفة "الغارديان".

يُحتجز الآن في سجن أفلونا للشباب، على بُعد 45 كيلومترا شمال أثينا، مع ما يُقدر بخمسين رجلا سودانيا آخر، معظمهم، كما يقول المحامون والناشطون، لاجئو حرب احتُجزوا واتُّهموا بتهريب المهاجرين بعد طلبهم اللجوء في أوروبا ووصولهم إلى جزيرة كريت اليونانية.



تم التعرف على صموئيل من قِبل ركاب آخرين على أنه قائد القارب، وهو ما يُمثل انتهاكا لعدة قوانين يونانية، بما في ذلك المساعدة في نقل المهاجرين غير الشرعيين. في حال إدانته، يواجه صموئيل عقوبة سجن محتملة تصل إلى 15 عاما.

يقول إنه ليس مُهربا، بل لاجئ يبحث عن الأمان في أوروبا. دفع للمهربين 12 ألف دينار ليبي (1660 جنيها إسترلينيا)، وهو ما يقول إنه أجرة مُخفضة بشرط أن يقود القارب. وقال إنه لم يكن يجيد قيادة القوارب ولا حتى السباحة. وقال للمدعين العامين اليونانيين في شهادته: "كان عليّ أن أقود [القارب] وإلا قتلوني".

أُلقي القبض على مئات الأشخاص بموجب قانون مكافحة التهريب اليوناني الصارم، الذي دخل حيز التنفيذ عام ٢٠١٤، ونص على أحكام بالسجن تصل إلى ٢٥ عاما. ويُعدّ مهربو المهاجرين المدانون الآن ثاني أكبر مجموعة في السجون اليونانية بعد المسجونين بتهم تتعلق بالمخدرات.

أكد ناشطون ومحامون أن الأكثر ضعفا هم من يقودون القارب في كثير من الأحيان، بمن فيهم الرجال الذين يوافقون أحيانا على القيام بذلك مقابل تخفيض في سعر الرحلة لأنفسهم أو لأفراد أسرهم. ويضيفون أن تجريم اللاجئين وطالبي اللجوء غير فعال في تعطيل شبكات التهريب، إذ نادرا ما يكون المهربون الحقيقيون على متن القارب.

يقول سبيروس بانتازيس، محامي صموئيل: "لقد كان قانون مكافحة التهريب الصارم سلاحا حكوميا دائما للحد من الهجرة غير الشرعية. في الواقع، هو عديم الفائدة تماما، ولا يؤدي إلا إلى ملء السجون اليونانية بأشخاص ليس لديهم سجل أو صلة بجرائم جنائية".

يصف بانتازيس، وهو محام جنائي مقيم في أثينا، صموئيل بأنه "شجاع ويسعى إلى مستقبل أفضل"، ويقول إن قضية الادعاء اليوناني تعتمد كليا على إفادات الشهود التي سجلها خفر السواحل اليوناني، دون أي تسجيلات أو أدلة رقمية أو إثباتات على مكاسب مالية. كما يقول بانتازيس إنه لن يُطلب من أي شهود المثول أمام المحكمة، مما يحرم صموئيل من حقه في مواجهة متهميه.

قال صموئيل للمدعين العامين اليونانيين في حزيران/ يونيو 2024، بعد وصوله بفترة وجيزة: "تشتتت عائلتي. لديّ أم وأب، وأنا الأكبر بين ستة. أخبرني أصدقائي أنهم في مخيمات للاجئين، لكنني لم أتحدث إليهم منذ أكثر من عام".

برزت جزيرة كريت مؤخرا كنقطة دخول رئيسية للمهاجرين إلى اليونان، حيث استقبلت أكثر من ربع إجمالي الوافدين منذ كانون الثاني/ يناير 2025، متجاوزة بذلك بؤرا ساخنة سابقة مثل ليسبوس وساموس. ووفقا للمسؤولين اليونانيين، وصل أكثر من 2500 شخص إلى كريت من أفريقيا حتى الآن هذا العام.

يشكل السودانيون رابع أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في اليونان، متجاوزين بذلك الفئات التقليدية مثل السوريين والفلسطينيين. تُظهر أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أعداد الوافدين إلى جزيرة كريت زادت بأكثر من ستة أضعاف في عام 2024 مقارنة بعام 2023.

تقول غابرييلا سانشيز، الباحثة في جامعة جورج تاون، إن تجريم اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في السودان يتعارض مع بروتوكول الأمم المتحدة بشأن تهريب المهاجرين، الذي "ينص بوضوح على أنه لا يمكن مقاضاة المهاجر لتسهيله تهريب نفسه. إن ممارسة مقاضاة المهاجرين الشباب كمهربين في دول الاتحاد الأوروبي تتعارض مع مبادئ البروتوكول".

أُدين لاجئ حرب آخر، جاستن أنغوي، 19 عاما، فرّ من السودان عام 2023، بالتهريب الشهر الماضي، لكنه يستأنف الآن ضد إدانته. يقول إنه رأى والده يُقتل قبل فراره من السودان.

في شهادته أمام المحكمة، قال: "طلبت مني والدتي المغادرة بأي ثمن، فهربت إلى ليبيا. عملت في سوبر ماركت لتوفير المال، ثم استخدمت ما كسبته - إلى جانب المبلغ الضئيل الذي أعطته لي والدتي - لدفع مبلغ لمهرب وسافرت إلى هنا".

يقول أنغوي الآن إنه يتوق للتحدث إلى والدته وشقيقتيه الصغيرتين. "لم أتواصل معهن منذ سجني قبل ستة أشهر. لقد فقدت الأمل - كل شيء مظلم الآن".

تقول جوليا وينكلر، عالمة سياسية شاركت في تأليف تقرير عام ٢٠٢٣ حول تجريم المهاجرين في اليونان: "ما يحدث في كريت مثالٌ وحشي على تجريم ما يُسمى 'حرب أوروبا على التهريب' لفعل الهجرة نفسه في الواقع". ورفضت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية التعليق على ما ورد في التقرير.

مقالات مشابهة

  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • بوتين: تزوير التاريخ يؤدي إلى عواقب وخيمة
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • يعيد كتابة التاريخ.. ما هو السيديريت الذي تم اكتشافه على المريخ؟
  • قيادي بحماس: الاحتلال يرفض حتى الآن إنهاء الحرب
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • سجون اليونان تغص بلاجئي الحرب من السودان.. هذا هو السبب
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • من يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ