بوتين: روسيا لن تنسى عملاءها الأمنيين في الخارج
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة قوية إلى عملاء الاستخبارات الروس في الخارج. ففي أكبر صفقة تبادل أسرى منذ الحرب الباردة، استقبل بوتين بحرارة العملاء الأمنيين المفرج عنهم، مؤكدًا أن "الوطن الأم لم ينساكم لثانية واحدة".
اعلانعند نزولهم من الطائرة، كان بوتين في استقبالهم على السجادة الحمراء، وهو مشهد نادر حتى مع رؤساء الدول الأجنبية.
كان فاديم كراسيكوف، القاتل المدان في ألمانيا بتهمة قتل مقاتل شيشاني سابق في برلين، هو العنصر الأكثر أهمية في هذه الصفقة التي شهدت تبادل ثمانية روس مقابل 16 من الغربيين والمعارضين الروس المسجونين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحيي فاديم كراسيكوف لدى وصول السجناء الروس المفرج عنهم إلى مطار فنوكوفو الحكومي خارج موسكو، روسيا، 1 أغسطس/آب 2024.Mikhail Voskresensky/Sputnikأشادت واشنطن بهذه الخطوة كإنجاز دبلوماسي كبير، بينما رأت موسكو فيها تعزيزًا لولاء عملائها الأمنيين في الخارج. تقول تاتيانا ستانوفايا من مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا: "بوتين يرسل إشارة بأن الذين يعملون في الخارج سيتمتعون بأقصى حماية، وأنه إذا تم اعتقالهم، فإن الدولة ستقاتل من أجل عودتهم وستفرش لهم السجادة الحمراء".
وأشارت إلى أن التصورات الروسية والغربية بشأن الصفقة كانت مختلفة تمامًا. "في الغرب، يتم النظر إليها من منظور إنساني وسياسي، بمتابعة دقيقة من وسائل الإعلام. في روسيا، ليست قضية للمجتمع، بل قضية للدولة".
زلة لسان جديدة للرئيس الأميركي.. بايدن متحدثًا عن زيلينسكي: رحبوا معي بالرئيس الأوكراني بوتينبوتين يعرب عن قلقه إزاء التوترات في الشرق الأوسط أثناء لقائه الأسد في موسكوفي عيد البحرية الروسية.. بوتين استذكر سنوات الحرب الباردة وشكر الجزائر والصين والهند فما السبب؟الأمريكيون يحذرون من "السيناريو المرعب": بوتين سيُزوّد الحوثيين بالأسلحةتمت إدانة كراسيكوف في عام 2019، بقتل زليمخان خانجوشفيلي، وهو مواطن جورجي قاتل ضد القوات الروسية في الشيشان وطلب اللجوء في ألمانيا. وعند الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2021، قال القضاة الألمان إن كراسيكوف تصرف بناءً على أوامر من السلطات الروسية.
من خلال تضمين كراسيكوف في الصفقة، أظهر بوتين مدى أهمية تأمين عودة الجواسيس الروس المسجونين، وفقًا لنايجل جولد ديفيز من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بلندن. وأشار إلى أن "إصرار الزعيم الروسي على إعادة كراسيكوف كان مفتاح هذه الصفقة".
في هذه الصفقة، أطلقت روسيا سراح عدد من الأشخاص ضعف ما فعلته الغرب، في ما وصفه جولد ديفيز بأنه "تحول ملحوظ عن التكافؤ الصارم (أو الأفضل) الذي كانت تصر عليه روسيا في التبادلات السابقة". عندما يناسبه الأمر، قبل بوتين أحيانًا تبادلات غير متكافئة، كما حدث في سبتمبر 2022 عندما أفرجت أوكرانيا عن زعيم المعارضة المسجون فيكتور ميدفيدتشوك، وعشرات الأشخاص الآخرين مقابل أكثر من 200 أوكراني وأجانب في الأسر الروسي.
قال جولد ديفيز، وهو من قدامى المحاربين في الاستخبارات السوفييتية، إن بوتين ربما كان مدفوعًا بولاء شخصي قوي للعملاء السريين في عملية التبادل التي تمت يوم الخميس.
وصف عباس جلياموف، المحلل السياسي وكاتب الخطابات السابق لبوتين، الصفقة بأنها وسيلة لضمان ولاء العملاء الروس في الخارج وجعلهم يدركون أنه "سيبذل كل جهد لسحبهم من السجن". قال جلياموف: "أظهر بوتين لجميع جواسيسه وقاتليه وأشخاصه الآخرين الذين يستخدمهم في الخارج أنه مثل والدهم. هذا مهم لأنه يضمن ولائهم".
أعلن ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الذي يرأسه بوتين، على قناته في تطبيق المراسلة أنه "رغم أنه من المرغوب أن يرى خونة روسيا يتعفنون خلف القضبان... فإن الأمر الأكثر فائدة هو إخراج رجالنا".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثاني إلى اليمين، ومدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف، إلى اليمين، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكينMikhail Voskresensky/Sputnikمن بين الذين أفرجت عنهم روسيا كان فلاديمير كارا مورزا الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر والذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 25 عامًا بتهمة الخيانة، وهي تهمة تعتبر على نطاق واسع ذات دوافع سياسية. كما شملت الإفراجات الناشط المعارض إيليا ياكين المسجون بسبب انتقاده للحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى شركاء الزعيم المعارض الراحل أليكسي نافالني، وأوليج أورلوف الناشط المعروف في مجال حقوق الإنسان.
في حين عبر البعض عن أملهم في أن يُحيي الناشطون المفرج عنهم المعارضة الروسية المحاصرة والمجزأة التي تفتقر إلى زعيم كاريزمي، يشير آخرون إلى التحديات الحادة التي سيواجهونها. تقول ستانوفايا إنه سيكون من الصعب عليهم أن يجعلوا أصواتهم مسموعة في روسيا، حيث يفتقر معظم الناس إلى الوصول إلى وسائل الإعلام المستقلة وتُشارك الآراء الليبرالية من قبل شريحة ضيقة نسبيًا من الجمهور. توقعت أن يصورهم الكرملين على أنهم يخدمون المصالح الغربية، خاصة كارا مورزا المواطن الروسي البريطاني المزدوج الذي كان مؤيدًا قويًا للعقوبات ضد موسكو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى اليمين، يحيي أرتيوم دولتسيف، إلى اليسار، عند وصول السجناء الروس المفرج عنهم في مطار فنوكوفو الحكومي خارج موسكو، روسيا، 1 أغسطس/آب 2024Mikhail Voskresensky/Sputnikأوضح جلياموف أن الكرملين لا يعتبر الناشطين المفرج عنهم تهديدًا كبيرًا. وأكد قائلاً: "الشخصيات المعارضة التي تم الإفراج عنها لن تتسبب في مشاكل إضافية للكرملين"، مشيرًا إلى أن الرسائل التي أرسلها ياكين وآخرون من داخل السجن أثارت تعاطفًا واهتمامًا أكبر. وأضاف: "الكرملين يحقق مكسبًا من هذه الصفقة".
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بوتين يصطحب ضيفه الهندي "العزيز مودي" إلى مقر إقامته في أول زيارة منذ الحرب الروسية الأوكرانية مستشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي: بوتين مخطئ إن ظن بوسعه الصمود أمام الناتو الداعم لأوكرانيا "يجب على أوكرانيا الاستسلام".. بوتين يستقبل أوربان وسط انتقادات أوروبية فلاديمير بوتين روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتجري تجربة صاروخية بحرية وأمريكا ترسل للمنطقة سفنا وطائرات لحمايتها يعرض الآن Next بنغلاديش: "تسقط المستبدة" تجدد احتجاجات الطلاب المطالبة بالعدالة تزيد الضغط على حكومة الشيخة حسينة يعرض الآن Next الصحة العالمية: الحرّ الشديد يحصد أرواح 175 ألف أوروبي سنويّاً يعرض الآن Next البرلمان الأوروبي الجديد: رقم قياسي في عدد الرجال على حساب النساء يعرض الآن Next أيرلندا تخفض مساعدات اللاجئين الأوكرانيين: هل باتوا عبئًا على أوروبا؟ اعلانالاكثر قراءة قطر تُودع إسماعيل هنية "أكسيوس" يكشف: الموساد يغتال هنية بتقنية الذكاء الاصطناعي في طهران جبنة فيتا في خطر: اليونان تواجه "طاعون الماعز" الذي يهدد صناعة الألبان مراسم تشييع هنية: حضور رسمي قطري وإسلامي وغياب عربي واضح اتهموها بأنها رجل.. جدل في أولمبياد باريس حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بعد انسحاب غريمتها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسماعيل هنية الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تركيا المفوضية الأوروبية حركة حماس أمطار رياضة الألعاب الأولمبية باريس 2024 غرائب experience amazing علم النفس Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسماعيل هنية الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تركيا المفوضية الأوروبية حركة حماس إسماعيل هنية الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تركيا المفوضية الأوروبية حركة حماس فلاديمير بوتين روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا إسماعيل هنية الحرس الثوري الإيراني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تركيا المفوضية الأوروبية حركة حماس أمطار رياضة الألعاب الأولمبية باريس 2024 غرائب علم النفس السياسة الأوروبية الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین یعرض الآن Next المفرج عنهم هذه الصفقة فی الخارج
إقرأ أيضاً:
مشروع إم بريدج على المحك.. تحول مفاجئ في حروب بوتين المالية
جاء انسحاب بنك التسويات الدولية من مشروع "إم بريدج" الذي أُطلق في 2021، والذي كان يهدف إلى تسريع التحويلات المالية الدولية باستخدام العملات الرقمية، رغم النجاح التقني للمشروع، ليعكس التعقيدات السياسية حول استخدام نظام مالي بديل قد يصبح تحت السيطرة الصينية.
وجاء في تقرير لمجلة "إيكونوميست" ترجمته "عربي21"، أن إطلاق بنك التسويات الدولية مشروع "إم بريدج" في 2021 صاحبته ضجة وتوقعات كبيرة؛ حيث قال البنك إن النظام الجديد، الذي كان يعمل على تطويره مع الصين ودول أخرى، سيستغل قوة العملات الرقمية وموثوقية البنوك المركزية لجعل التدفقات المالية الدولية أسرع وأبسط وأرخص، لكن البنك انسحب مؤخرًا بهدوء من المشروع في ظل ضجة جيوسياسية.
وحسب المجلة، فإن انسحاب البنك من المشروع يشير إلى السياسات عالية المخاطر التي تحيط بـ"إم بريدج"؛ حيث تجري تجربته من قبل العديد من البنوك المركزية لإجراء المعاملات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية المدعومة بالعملات التقليدية، بينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استغلاله كنموذج لإنشاء نظام "جسر بريكس".
وأضاف التقرير أن ذلك من شأنه أن يمكّن روسيا من الالتفاف على العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة من خلال تجاوز الدولار والنظام المصرفي الأمريكي، ومما يزيد المخاوف بشأن "إم بريدج" أن الصين هي الشريك التكنولوجي الرئيسي في المشروع، وهي المسؤولة عن ترميزه وبرمجياته.
وقد أدت رغبة بوتين في محاكاة نظام "إم بريدج" إلى تزايد الأصوات الغربية التي تشعر بالإحباط تجاه مشاركة بنك التسويات الدولية في المشروع. وقد أكد أغوستين كارستنز، المدير التنفيذي لبنك التسويات الدولية على أن "إم بريدج" لم يتم إنشاؤه لتلبية احتياجات دول البريكس، لكن من الصعب -وفقا للمجلة- تجاهل توقيت انسحاب بنك التسويات الدولية من المشروع، أي بعد أسبوع فقط من قمة البريكس.
برنامج فعّال
وتمت تجربة نسخة أولى من منصة "إم بريدج" في سنة 2019، وحتى الآن يتم تطوير المشروع الذي يهدف إلى جعل المدفوعات عبر الحدود أسرع وأرخص، وذلك بالاشتراك مع "مركز الابتكار" التابع لبنك التسويات الدولية والبنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وتايلاند، وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى المنصة في حزيران/ يونيو، عندما ذُكر أن منصة "إم بريدج" قد وصلت إلى مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" (MVP).
وقال مسؤول إماراتي الأسبوع الماضي إن منصة "إم بريدج" قامت منذ ذلك الحين بتسوية مئات المعاملات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وأن حجم معاملات الإمارات على المنصة قد ارتفع بأكثر من الثلث خلال الشهر الماضي.
وأكد تقرير المجلة أن المشروع كان ناجحًا من الناحية الفنية بشكل ملحوظ؛ فقد تمكن من اختصار زمن المعاملات من أيام إلى ثوانٍ، وتقليص تكلفتها الهامشية إلى ما يقرب من الصفر، لكن هذا النظام المالي العالمي مهدد بسبب التجاذبات السياسية، حيث يشكل للعديد من الدول فرصة لتجنب التعامل مع البنوك الأمريكية بعد أن استخدمت الولايات المتحدة سلاح العقوبات المالية ضد روسيا ردا على اجتياح أوكرانيا.
مستقبل المشروع
أكد التقرير أنه بينما كان بوتين يضغط الأسبوع الماضي على دول البريكس لإنشاء نسخة مشابهة لنظام "إم بريدج"، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية يواصلون الترويج للمشروع في بكين خلال مؤتمر سنوي استضافته شبكة سويفت، وهي شبكة يستخدمها حوالي 11,000 بنك للمدفوعات عبر أنحاء العالم.
وفي واشنطن، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يستطلعون الآراء حول ما إذا كان ينبغي عليهم إغلاق هذا المشروع المثير للجدل، لكن ذلك لم يكن ممكنًا فعليًا لأن المشروع مملوك بشكل مشترك بين بنك التسويات الدولية وخمسة بنوك مركزية أخرى، لذلك انسحب بنك التسويات الدولية من المنصة وترك بقية الأطراف "لمواصلة العمل عليها بأنفسهم"، وفق تعبير كارستنز.
واعتبر التقرير أن قرار بنك التسويات الدولية بالانسحاب من منصة "إم بريدج" يعد خسارة لمحافظي البنوك المركزية الغربية القلقين من فقدان نفوذهم على النظام المالي العالمي، حيث أن انسحاب بنك التسويات الدولية سيحدّ من انضمام أعضاء جدد للمنصة.
وقالت اللجنة التوجيهية للمنصة إن فريق المشروع "لا يزال ملتزمًا به تمامًا" وسيواصل الجهود الرامية إلى تطوير المنصة من مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" إلى مرحلة "الإنتاج الكامل".
ويعتقد جوش ليبسكي، من مركز أبحاث المجلس الأطلسي، أنه من المحتمل أن تصبح منصة "إم بريدج" الآن تحت قيادة صينية بالكامل، مع شفافية أقل من ذي قبل؛ حيث استثمرت الصين الكثير في هذا المشروع ولا يمكنها أن تتخلى عنه بسهولة.
وأكدت المجلة في ختام التقرير أن استمرار نظام "إم بريدج" بعد انسحاب بنك التسويات الدولية يؤكد حاجة البنوك المركزية الغربية للتوصل إلى بديل أفضل للنظام الحالي، على أن يوفر هذا البديل مزايا التعامل بالعملات الرقمية مع الحفاظ على قابلية إنفاذ العقوبات.