٢٦ سبتمبر نت:
2024-09-09@09:33:04 GMT

الانتقامُ قادم

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

الانتقامُ قادم

 وهو ما سيرسم تحولًا استراتيجيًّا غيرَ مسبوق في معادلات الاشتباك مع العدوّ، سواء على مستوى معركة إسناد الشعب الفلسطيني والضغط لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، أَو على مستوى مستقبل الصراع بأكمله باتّجاه تثبيت معطيات حتمية زوال الاحتلال وإنهاء الهيمنة الصهيو أمريكية في المنطقة.

عملية الاغتيال الإجرامية التي طالت القائد إسماعيل هنية أثناء تواجده في إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، جاءت بعد يوم من عدوان صهيوني على لبنان أسفر عن استشهاد القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، واستهداف مواقعَ للحشد الشعبي في العراق، وبعد قرابة أسبوعين من العدوان "الإسرائيلي" على محافظة الحديدة؛ الأمر الذي عكس خُطَّةً أمريكيةً صهيونيةً معدةً مسبقًا للتصعيد ضد محور المقاومة ومحاولة فرض معادلة "ردع" لقمع جبهات الإسناد وصناعة إنجاز وهمي لتعويض الانتصار الذي عجز الصهاينة والأمريكيون عن تحقيقِه في غزة على مدى عشرة أشهر.

وقد جاءت ردودُ فعل المحور بمستوى التصعيد، حَيثُ أكّـد قائدُ الثورة الإسلامية في إيران، السيدُ علي خامنئي، أنَّ العدوَّ الصهيوني فتح على نفسه بابَ "عقابٍ قاسٍ" وأعلن أن إيرانَ سترد بقوة على جريمة اغتيال القائد هنية في أراضيها؛ وهو ما أكّـده الحرس الثوري أَيْـضاً، فيما أعلن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن "كل جبهات الإسناد دخلت مرحلة جديدة" وأن الردَّ "حتمي ولا نقاشَ فيه" فيما اعتبرت كتائبُ القسام أن التصعيدَ الصهيونيَّ "ينقلُ المعركةَ إلى أبعاد جديدة وستكونُ له تداعياتٌ كبيرةٌ على المنطقة بأسرها".

وأكّـد قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الردَّ على التصعيد الصهيوني "لا بد له" من جانب محور المقاومة، وأعلن أن اليمن "لن يألوَ جهدًا في الانتقام للشهداء بالتعاون مع المحور" معتبرًا أن العدوّ "نقل المعركة إلى مستوى أوسع وأبعاد أكبرَ تكون عواقبها عليه وخيمة".

التأكيداتُ الحازمةُ لقادة المحور تنطوي على عدة حقائقَ أَسَاسية مهمة، أبرزها أن الصراعَ مع العدوّ الصهيوني قد أصبح بالفعل معركةً إقليميةً بمقتضى ضرورة التصدّي للعربدة "الإسرائيلية" في المنطقة، إلى جانب واجبِ إسنادِ الشعب الفلسطيني في معركة (طوفان الأقصى)؛ وهو ما يعني أن تحولات كبيرة وغير مسبوقة قادمة في مسار المعركة الحالية والصراع بأكمله؛ لأَنَّ هذا المستوى من الاشتباك الإقليمي ينطوي على معادلاتٍ تؤثر بشكل مباشر على كُـلّ الموازين الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك موازينُ الهيمنة والردع وما يرتبط بها من مصالح، حَيثُ يبدو بوضوح أن قادةَ المحور عازمون على فرض واقعِ ردعٍ يحشر الكيان الصهيوني بين خيارَينِ: فإما الحرب الواسعة المُستمرّة المتحرّرة من ضوابط عمليات "الإسناد"، أَو التسليم –على ضوء نتائج الرد- بحقيقة أنه لا يمكنُه كسبُ هذه الجولة، وبالتالي إنهاء الحرب في غزة لتهدئة الوضع، وهما خياران يقودانِ إلى نتيجة واحدة بالنسبة للعدوِّ وهي استحالة بقائه بأمان في المنطقة.

وعلى ضوءِ تأكيدات قادة المحور فَــإنَّ الاشتباك الإقليمي الذي أصبح معطىً ثابتًا في الصراع مع العدوّ الصهيوني منذ الآن، لا يعني فقط تثبيتَ حضور الجبهات الإقليمية، بل تدشين مسار التنسيق العملياتي والسياسي الكامل فيما بينها لتحقيق أهداف موحَّدة على أرض المعركة وفي المستقبل؛ وهو ما يعني نهايةَ المخطّط الذي عملت عليه الولاياتُ المتحدةُ منذ بدء (طوفان الأقصى)، والذي يهدفُ لفصل جبهات المحور عن بعضها ولو على مستويات معينةٍ؛ ليسهل الاستفراد بها؛ الأمر الذي يمثل بالفعل تحولًا حقيقيًّا في موازين القوى بالمنطقة وبداية مستقبل جيوسياسي جديد تنهارُ أمامه كُـلُّ حسابات الأعداء في تأمين وجود وبقاء الكيان الصهيوني؛ إذ لم يسبق أن واجَهَ الكيانُ الصهيوني أَو رعاتُه الأمريكيون جبهةً إقليميةً فاعلة بهذا المستوى.

أما بشأن الرد، فيبدو من خلال تأكيداتِ مختلف أطراف المحور أنه سيكون استثنائيًّا ويركِّزُ في المقام الأول على الإضرار الكبير بالعدوّ الصهيوني وردعه عمليًّا وبعثرة حساباته السياسية والعملياتية، حَيثُ أكّـد سماحةُ السيد حسن نصر الله أنه يجري التحضيرُ "لردٍّ حقيقي ومدروس جِـدًّا وليس شكليا" فيما أكّـدت بعثةُ إيران في الأمم المتحدة أن الرد سيكون عبر "عمليات خَاصَّة مركَّزة تؤلم العدو" وهو أَيْـضاً ما عبَّر عنه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالتأكيد على أن الرد "سيكونُ كبيرًا" وحديثه عن "الانتقام" للشهداء.

 

 رد مدروس بعناية

وفي هذا السياق أكّـد عضوُ الوفد الوطني المفاوض عبدُالملك العجري، أن "الردَّ آتٍ، وقد نشهد عمليات مشتركة والأهم -كما قال سماحة السيد حسن نصر الله - أنه رد مدروس جدًّا"، موضحًا أن "الردَّ ليس لمُجَـرّد إرضاء رغبة الشعوب الغاضبة (ومن حقها أن تغضب) والتي تستعجل الرد، ولكنه يأخُذُ في الاعتبار أن العدوَّ ومَن خلفه من عجم وعرب في أعلى حالات التأهب وَالاستنفار لإحباط أية عملية غير مدروسة، والمعركة مُستمرّة ومتصاعدة وَفرص الانتقام لن تتأخر كَثيراً وَالتنسيق بين أطراف محور المقاومة على أشده وقد نشهد -بتأييد الجبار- عمليات مشتركة تؤلم الكيان وتشفي صدور المقاومين".

وقد تحدثت العديد من التقارير عن تنسيق جارٍ وعالي المستوى بين أطراف محور المقاومة بشأن الرد على العدوّ الصهيوني.

وتشير هذه التأكيداتُ بوضوح إلى أن المحورَ يعدُّ لعمليات نوعية بتكتيكات مفاجئة تتضمن اختراق الدروع الدفاعية الدولية والإقليمية التي يحشدها العدوّ حول نفسه، حَيثُ بدأت الأنظمةُ العربية العميلة بالحديث عن عدم السماح باستخدام أجوائها للعمليات العسكرية (بعد أن فتحت تلك الأجواءُ للطائرات الأمريكية والإسرائيلية) وزار وفدٌ أمريكي رفيعُ المستوى السعوديّة خصيصًا لبحث التصعيد بين اليمن وكيان العدوِّ، بحسب ما كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي قبل يومَينِ، ومن نافلة القول أن القواتِ الأمريكيةَ والبريطانيةَ والأُورُوبيةَ قد دفعت بكل إمْكَاناتها أَيْـضاً للتصدِّي لردِّ محور المقاومة.

ووَفْــقًا لذلكَ؛ فَــإنَّ رَدَّ محور المقاومة قد يتضمَّنُ إدخَالَ أسلحة نوعية جديدة، بالإضافة إلى تكتيكات اختراق الحواجز الدفاعية؛ الأمر الذي سيضاعفُ وَقْعِ الرد وتأثيره على العدوّ حاضرًا ومستقبلًا ويبعثِرُ الكثيرَ من حساباته وتقديراته بشأن محور المقاومة.

بعبارة أُخرى، يمكن القولُ إن محور المقاومة قد أخذ على عاتقه تنفيذَ ضربة (أو عدة ضربات) يكونُ من مفاعيلها المباشرة عدمُ قدرة العدوّ على إخفاءِ تأثيرها الكبير وما تمثّله من تحوُّلٍ استراتيجي في مسارِ الصراع.

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم

قال السفير الإيراني لدی العراق، محمد کاظم آل صادق، إن إيران سترد على مقتل ضيفها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية"، مؤكدًا أن "العمليات المقبلة ستكون تنفيذا للقوة، وفقًا لما أوردته وكالة " سبوتنيك".

إسرائيل وامريكا يعملان على ردع تهديدات إيران


وأضاف آل صادق، في تصریحات لقناة "الرشید" العراقية، نقلته وكالة "إنسا" الإيرانية، أن "الرد الإيراني قادم لا محالة، لأن ضيفنا قُتل في دارنا وسنثأر له"، مؤكدًا أن "فصائل المقاومة لها حريتها واستقلالها ومن المعيب وصفها بوكلاء إيران.
وتابع،معلوماتنا تقول إن الموساد موجود في أربيل"، قائًلا"عندما قصفنا أربيل كنا ندافع عن أنفسنا لأن المعارضة الكردية والإسرائیليين كانوا يستخدمون أراضي الإقليم لاستهدافنا.
و صرح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم الاثنين ،بأن "الاحتلال الإسرائيلي سيذوق طعم الانتقام المرير على أفعاله الشريرة"، بحسب قوله.

مقالات مشابهة

  • سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم
  • قائد الحرس الثوري: الرد الإيراني على إسرائيل قادم
  • ماذا قدمت جبهاتُ الإسناد اليمنية العراقية اللبنانية لغزة؟
  • حزب الله يدك مرابض “الزاعورة” ويوقع ضباط العدو الصهيوني وجنوده بين قتيل ‌‏وجريح
  • معركة التفاوض مع العدو الصهيوني
  • فيلادلفيا قضية سياسية لا تكتيكية…؟
  • المقاومة اللبنانية تستهدف خمسة مواقع للعدو الصهيوني
  • يزبك: المقاومة اللبنانية فرضت معادلة الردع على العدو الصهيوني
  • حزب الله يستهدف عدة مواقع للعدو الصهيوني
  • رسالة الحشود المليونية: الرد قادم على الصهاينة لامحالة