الأب الغني والأب الفقير
لمؤلفه روبرت كايوساكي الأمريكي من أصل ياباني ..
يعتبر هذا الكتاب واحدا من أهم كتب تطوير الذات والمال ، حيث ظل في مقدمة الكتب مبيعا لسنوات منذ صدوره في العام 2000 ..
يحكي كايوساكي كيفية تشكل تجربته في النظر للمال من قصته مع والديه ، والده الحقيقي الفقير ، ووالده الثاني والد صديقه الغني ، ومن نصائحهما وصل روبرت لنتيجة مهمة في الحياة وهي :
– الغني فكر
– الفقر فكر
إذ أنه يري أن بعض المفاهيم المستقرة في أذهاننا هي سبب تعاستنا وفقرنا ، ومن جانب آخر يمكن أن تكون سببا لنجاحنا وسعادتنا ، الأمر كله يعود لطريقتنا في النظر للأشياء وتقييمها ، والكتاب كله ينطلق من هذا المفهوم ، وهو إعادة تعريف الأشياء وفقا بمنظور متفائل ومتجدد يسعي لتحقيق الأمنيات بدلا من الركون والإستسلام للصعوبات.
فبينما يتوقف الفقير دائما أمام التجارب الصعبة مرددا لا يمكنني فعل ذلك ، يعلق الغني علي ذات التجربة ( كيف يمكنني فعل ذلك ) ، ويشرع فورا في تعلم وإجادة التجربة ، والتعلم هي الكلمة المفتاحية التي يركز عليها الكاتب ويراها ضرورية لتغيير المفاهيم وطرائق التفكير ( الثروة الحقيقية هي التعليم والإستمرار في التعلم وصقل المهارات وإمتلاك العقل المتفتح للأفكار الجديدة ) ، نعم يشجع التعلم ولكنه يميز بين التعليم الأكاديمي الذي ينصح به والده الفقير الذي يقتصر علي المسائل المدرسية الباردة التي تخرج الموظفين ، وبين التعليم الذي ينصحه به والده الغني وهو المزج بين التعليم الأكاديمي والتعلم من الحياة ، والفرق بينهما هائل وكبير ف ( في المدرسة نتعلم أن الأخطاء شئ سئ جدا وقد نتعرض للعقاب بعد القيام بها ، أما في الحياة العامة هناك شهادة تدعي الشجاعة ، وهي القدرة علي المخاطرة ومواجهة الفشل والجرأة علي القيام بما يبدو مستحيلا )
والفرق الجوهري في التعلم من هذين المنهجين هو أن التعليم الأكاديمي المصقول بتجارب الحياة يعلم صاحبه المخاطرة ومواصلة السعي نحو النجاح حتي ولو فشل ألف مرة ، فهناك يتعلم المرء أن الفشل ماهو إلا دعوة لسلوك طريق آخر نحو الوصول للأهداف ، وهو ما يؤكده المثل الإنجليزي failure breeds success , ويعطينا الكاتب نموذجا لذلك هو هارلند ديفيد ساندرز الذي عمل في كل المهن بعد طرده من المدرسة بسبب تواضع مستواه الأكاديمي ، وفي عمر ال 62 عاما وبعد أكثر من ألف تجربة فاشلة يخترع الخلطة السحرية لدجاج كنتاكي الذي صار علامة عالمية اليوم وبفروع للمطعم تتجاوز العشرين الف فرعا حول العالم .
وبمناسبة المقارنة بين هذين المنهجين تحضرني دراسة منسوبة لجامعة هارفارد تقول أن الذكاء الإجتماعي يتفوق علي الذكاء الأكاديمي في معادلة النجاح في الحياة بنسبة 80% إلي 20% ..
يشجع الكاتب قراءه لخوض المغامرة في الحياة والخروج من ( منطقة الراحة ) التي يعتبرالبقاء فيها سببا للفشل في الحياة ( الكثير من الناس يتكاسلون عن التفكير في أشياء جديدة ، بدل تعلم أشياء جديدة تجدهم يفضلون التفكير في نفس الأمور طوال حياتهم ) و ( الفرص الثمينة تأتي وتذهب في حياة كل منا ولا سبيل لإقتناصها سوي بالتجربة والمخاطرة ، الأغنياء يخاطرون ويخسرون ويكسبون وبعد فترة يتعلمون ) أما الفقراء فإنهم يجلسون مع أحلامهم في إنتظار المستحيل ، لذلك ينطبق عليهم المثل الأمريكي ( الكل يريد الذهاب إلي الجنة لكن الكل لا يريد أن يموت )
ويحدد الكاتب خمسة عوامل يعتبرها معوقات للنجاح ويضع حلا للتعامل معها :
١/ الخوف
الكل يخاف من الخسارة ، لكن من المهم معرفة كيفية التعامل مع هذا الخوف بصورة لا تمنعنا من المخاطرة وخوض الصعاب .
٢/ التشاؤم
المتشائمون يعيشون في جو من الشكوك والريبة والتردد ، في الوقت الذي يقوم الناجحون بتحليل الوضع وخوض التجربة بعد التجربة حتي يصيبوا النجاح .
٣/ الكسل
الكسالي دائما يضيعون أوقاتهم في القضايا الفارغة كالإهتمام بالترفيه والموسيقي ومباريات كرة القدم ( والواتساب ) أو في القضايا غير المنتجة كالجري وراء الوظيفة ..
٤/ العادات السيئة
كل فاشل وراءه قصة طويلة من إمتهان عادة سيئة تصرفه عن العمل الجاد والصبر علي دفع ضريبة النجاح في الحياة ..
٥/ الغرور وهو الجهل مع إدعاء المعرفة ، فالناجحون هم الأكثر شغفا بالتعلم والأكثر أسئلة وطلبا للعون والنصائح المفيدة ، أما الفاشلون أولئك الذين قال فيهم الكاتب ( إدعاء الذكاء قمة الغباء ) ..
أخيرا يصرخ فينا روبرت كايوساكي ( أيقظ المارد الذي بداخلك ، ووظف عقلك من أجل جني المال ، لأن عقلك هو الذي يحدد مستقبلك ، فالعقل هو كل شيء في الحياة وليس المال ، وحجم نجاحك يتوقف علي مدي رغبتك )
يوصينا الكاتب بإمتلاك قوة الروح والإختيار وإستثمار الوقت في التعلم ، مع ضرورة إختيار الأصدقاء المفيدين ( لا تمض وقتك مع القطيع ) وقبل كل ذلك ( تذكر أن الإنضباط الذاتي هو مفتاح تحريك العقل وضمان النجاح ) …
ياسر يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی الحیاة
إقرأ أيضاً:
تعرف على أبرز التعديلات في نظام العمل السعودي الجديد
العاصمة السعودية الرياض (وكالات)
كشف المحامي عاصم العثمان عن مجموعة من التعديلات الجوهرية في نظام العمل السعودي، والتي ستدخل حيز التنفيذ في أقل من شهر، مشيرًا إلى أبرز التغييرات التي ستؤثر على العلاقة بين العمال وأرباب العمل.
اقرأ أيضاً تصريح جديد من وزارة المالية في صنعاء حول المرتبات 20 يناير، 2025 شاهد المفاجأة: ماذا وضعت 'القسام' في حقائب الرهائن الإسرائيليات قبل الإفراج عنهن؟ (فيديو) 20 يناير، 2025
فترة التجربة:
أوضح العثمان في فيديو نشره مؤخرًا أن التعديل الأول يتعلق بفترة التجربة. ففي النظام السابق، كان يسمح للشركات بأن تكون لها صلاحية إنهاء العقد خلال فترة التجربة، بينما لا يُمنح هذا الحق للعامل.
لكن في النظام الجديد، أصبح من حق كلا الطرفين إنهاء العقد خلال فترة التجربة التي لا تتجاوز 180 يومًا، وذلك دون أن يكون الحق محصورًا في أحدهما فقط.
البدلات:
أما بالنسبة للبدلات، فقد أشار العثمان إلى أن النظام السابق لم يكن يفرض إلزامية تقديم البدلات من قبل أصحاب العمل، حيث كانت تعتبر ميزة إضافية تنافسية.
لكن مع التعديلات الجديدة، أصبح من الواجب على صاحب العمل توفير وسائل النقل والسكن للموظف أو دفع مبلغ يعادل قيمتهما كتعويض.
العقود غير محددة المدة:
وتطرق العثمان أيضًا إلى التعديلات الخاصة بالعقود غير محددة المدة، موضحًا أن النظام السابق كان يتطلب إشعارًا مدته 60 يومًا من قبل الطرف الذي يرغب في إنهاء العقد.
لكن مع التعديل الجديد، تم تقليص مدة إشعار العامل إلى 30 يومًا، في حين تظل مدة إشعار صاحب العمل 60 يومًا.
العمل الإضافي:
فيما يتعلق بالعمل الإضافي، كشف العثمان أن النظام القديم كان يقتصر على تعويض الموظف عن الساعات الإضافية بمقابل مادي فقط.
أما في النظام الجديد، فهناك خياران: إما التعويض المالي أو منح الموظف يوم إجازة بديل عن الساعات الإضافية التي عملها.
إجازة الوضع:
وأشار العثمان أيضًا إلى زيادة إجازة الوضع للمرأة العاملة، حيث كانت في السابق 10 أسابيع، ولكن مع التعديلات الجديدة أصبحت 12 أسبوعًا.
إجازة وفاة الأخ أو الأخت:
ومن التعديلات الجديدة أيضًا، تم إدخال إجازة وفاة للأخ أو الأخت، حيث يمنح النظام الموظف إجازة مدتها 3 أيام في حال وفاة أحدهما، وهو ما لم يكن منصوصًا عليه في النظام السابق.
تُعتبر هذه التعديلات خطوة هامة نحو تحسين بيئة العمل في السعودية وضمان حقوق العمال وتوازن العلاقة بينهم وبين أصحاب العمل.