شبكة انباء العراق:
2025-03-10@20:33:59 GMT

تشريح سياسي :- لماذا إيران في ورطة الرد ؟

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:
1-نعم .. إيران في محنة لا تُحسد عليها ومن جميع النواحي. خصوصا عندما جُرحَ بل تهشّمَ كبرياءها كدولة ونظام في موضوع اغتيال زعيم حركة حماس ” السنية” في طهران ” الشيعية” وصار لزاما عليها الرد بنفسها وليس من خلال حلفاءها في المنطقة .فإيران النظام في وضع لا يُحسد عليه عندما يُقتل ضيفه في ادق وأأمن مربع سكني في طهران وهو المجمع المحصن والتابع للحرس الثوري الإيراني.

أذن إلى أي درجة وصل الخرق والنخر في جسد النظام الإيراني أمنيا وتقنياً؟ لا سيما وانها رسالة في منتهى الخطورة والجرأة إلى جميع رموز النظام الإيراني وبمقدمتهم المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي بأنهم بمتناول امريكا وإسرائيل والجهات العاملة معهما داخل ايران .ناهيك انها رسالة غاية في الدقة لجميع حلفاء ايران في المنطقة مفادها ان إيران لن تحميكم وانها ليست ملجأً آمناً لكم .
2-بحيث ان ماحصل ضد اسماعيل هنيّة جعل جميع المحللين والمتابعين والمختصين العودة مباشرة إلى موضوع سقوط طائرة الرئيس الإيراني” إبراهيم رئيسي” ومقتله هو ووزير خارجية ايران والآخرين الذين كانوا معه. بحيث هذا بحد ذاته مؤلم وهو ان جميع الأنظار قد توجهت إلى النظام والمرشد معا بأن ( سقوط الطائرة هو اغتيال وان النظام الإيراني قرر الصمت وعبور الحدث وكان يعرف الحقيقة ) وهذا سوف يزيد بعدم مصداقية النظام من وجهة نظر الشعب الإيراني .وان الجهة اللي قتلت إسماعيل هنيّة بتلك الدقة والتقنية ارادت فضح القيادة الإيرانية بأنها عتمت على اغتيال الرئيس رئيسي ومن معه في حادث اسقاط طائرته تقنياً!
ثانيا :فإيران الآن في حيرة حقيقية للغاية. والسبب لأنها إذا قررت توجيه ضربة عسكرية او صاروخية ضد إسرائيل تفوق ضرباتها السابقة في الوعد الصادق والتي سقطت صواريخ ايران حينها في صحراء النقب مع العلم هي اعلمت امريكا اي طهران قبل القيام بها . اما هذه الضربة الإيرانية القادمة ان تحققت فحال ما تسبب بقتل اسرائيليين او تدمير منشآت مهمة هنا سوف تُمسك او تُصاد ايران من منقارها ” ان صح التعبير ” وسيكون إعلان اصطياد إيران .وحينها سوف يتشكل تحالف دولي ضد إيران. وهو التحالف الذي تكلم عنه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو امام الكونغرس الاميركي والمتكون من ( اسرائيل وأمريكا ودول غربية والناتو العربي .. حسب كلام نتنياهو ) ويبدو انه حصل على الموافقة المبدئية بهذا التحالف. ويبدو كان السؤال في واشنطن هو ( كيف نورط ايران ؟ فيبدو ان نتناياهو عرف كيف يورط ايران باغتيال هنيَة ) . والجنرال يواف غالانت وزير الحرب الإسرائيلي سارع قبل 24 ساعة للدعوة الى تشكيل تحالف دولي ضد ايران وبمشاركة “دولته” إسرائيل، وبأسرع وقت ممكن، اثناء استقباله لنظيره البريطاني جون هيلي، على غرار تحالفات سابقة مماثلة في العراق، وسورية، وليبيا، وأفغانستان .لأن اسرائيل لم تعترف ولم تعلن انها اغتالت إسماعيل هنية في طهران. وهذا سوف يكلف ايران كثيرا في حالة توجيه ضربات عسكرية او صاروخية ضد اسرائيل .فسوف يكون اعتداء على دولة وانها بدأت بالحرب ضد دولة حليفة للولايات المتحدة ومن هنا سينطلق التحالف الدولي !( وعلينا ان لا نقفز على تصريحات وزير الخارجية الاميركي بلينكن قبل اسبوع عندما قال ” بعد أسبوعين ستحصل ايران على السلاح النووي ” ) فهل هو المسج “الكود” المتفق عليه مع الجهة التي نفذت اغتيال هنية!؟
ثالثا : الولايات المتحدة اعلنت هي الأخرى بانها لم تسمع او تنسق او تعطى خبرا عن موضوع اغتيال اسماعيل هنيّة في طهران . وهذا يتطابق مع الصمت الاسرائيلي . وهنا فحال الرد الإيراني ضد اسرائيل سيكون رداً ضد الولايات المتحدة ( فيبدو طبختها واشنطن وتل أبيب بدقة ) … بدليل وبكل هدوء أعلنت واشنطن عن زيادة القوات الاميركية في منطقة الشرق الأوسط تحسبا للرد الإيراني ومحورها في (العراق واليمن ولبنان وسوريا) تزامنا مع إعلان واشنطن انها تراقب الاجواء الإيرانية بدقة لمعرفة لحظة قرار الهجوم والتعامل معه. وبالفعل مورس هذا الرصد الدقيق من خلال شهادة وزارة الدفاع الاميركية عندما أعلنت البنتاغون ان “الضربة التي نفذناها في العراق قبل 4 أيام كانت دفاعية بعد أن رصدنا هجوما على وشك الوقوع”، مضيفا “لن نتردد في اتخاذ التدابير الدفاعية لضمان سلامة قواتنا”.
رابعا: لو نظرنا لِما حصل في 7 أكتوبر 2023 ضد إسرائيل فلقد كان تهشيم لكبرياء إسرائيل ونسف لقوة الجيش الاسرائيلي الذي كان يعد من افضل الجيوش في المنطقة والعالم.لهذا شعرت إسرائيل بتدمير كبرياءها من قبل حركة حماس رغم التحصينات الشديدة واليقظة والتكنلوجيا . وايران حال اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران وفي منطقة يفترض غاية في التحصين والصلابة الامنية واذا بضيف ايران يقتل رغم التحصينات الشديدة واليقظة والتكنولوجيا ( وهنا تعادلت إيران مع أسرائيل بتحطيم الكبرياء ) . يعني أن الدولتين ظهرتا عبارة عن ( جبنة سويسرية ) من الناحية الامنية . ودخلت إيران بنفس معاناة إسرائيل بكيفية اعادة الكبرياء! .
الخلاصة :
إذا قررت إيران عدم الرد خوفا من اصطيادها ودفعها نحو الفخ ومن ثم تجد نفسها امام تحالف دولي.فستذهب لتكليف حلفاءها في لبنان والعراق واليمن ومن جهة سوريا بالرد.و هنا ستكون:
1- سوف يتعرض حلفاء إيران في هذه الدول إلى اغتيالات وضربات قاصمة للغاية. والنتيجة بعثرة حلفاء إيران وهناك تطور جاهز للعراق بشكل خاص.
2- وبذلك لن تعيد ايران كبرياءها وستبقى المخترقة و” الجبنة السويسرية” بنظر خصومها وبنظر المحللين. اما بنظر شعبها فسوف يكون النظام الإيراني نظاما ديماغوجيا ونظام شعارات ووعيد لا قيمة له بنظر الشعب وهذا سيكون مكلف جدا للنظام والمرشد !
سمير عبيد
3 تموز 2024

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام الإیرانی فی طهران

إقرأ أيضاً:

ترامب يؤكد: تطورات مثيرة قريبًا مع إيران

واشنطن

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن تطورات مهمة ستحدث مع إيران قريبًا، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستكون مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين.

وأوضح ترامب، خلال مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس”، أنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية لبحث إمكانية التفاوض على اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، معربًا عن أمله في التوصل إلى تفاهم يمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وأردف ترامب: “أرسلت خطابًا، الخميس، لزعيم إيران للتفاوض على اتفاق”.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة بلومبرغ أن روسيا وافقت على التعاون مع إدارة ترامب لتسهيل التواصل مع طهران حول قضايا عدة، بما في ذلك الملف النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • من قطر وعُمان..العراق يبحث عن بديل للغاز الإيراني بعد ضغط واشنطن
  • وزير الخارجية الإيراني: نجري مشاورات نووية مع روسيا والصين وأوروبا لتعزيز الثقة ورفع العقوبات
  • غموض الرسالة الأمريكية.. هل يناور "ترامب" بتكتيك جديد أم تواجه إيران معضلة الرد الاستراتيجي؟
  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • ترامب: أفضل التوصل إلى اتفاق مع طهران لأني لا أريد أذية الشعب الإيراني
  • خامنئي: إيران لن تتفاوض تحت ضغط "البلطجة"
  • مصدر سياسي: لن يستقر العراق إلا بالقضاء على النفوذ الإيراني
  • ترامب يؤكد: تطورات مثيرة قريبًا مع إيران
  • سورية تتهم ايران بدعم أحداث الساحل .. تفاصيل
  • "جاءكم الرد".. الشرع يتوعد "فلول الأسد" في الساحل