كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم السبت 3 أغسطس 2024، عن خلاف كبير بين قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة التبادل مع حركة حماس .

وانتقد قادة الأجهزة الأمنية نتنياهو، خلال اجتماع استمر لساعات شهد خلافا بارزا بين الجانبين على خلفية المفاوضات الجارية لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.

وفي الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء الماضي للتباحث في المفاوضات، قال رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، لنتنياهو "نشعر أنك توفدنا للتفاوض، ومن ناحية أخرى تقوم بإجراء تغييرات على المقترح".

وشارك في الاجتماع كل من وزير الجيش يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس الشاباك.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية تسريبات وانتقادات قادة الأجهزة الأمنية لنتنياهو، بينها لرئيس الشاباك الذي عبر أمامه عن شعوره بأنه لا يريد مقترح الصفقة المطروح على الطاولة، وقال له "إذا كانت هذه النية بالفعل، أخبرنا".

كما قال ضابط الاحتياط مسؤول ملف المختطفين في الجيش، نيتسان ألون، له "أنت تعلم أن كل المعايير التي أضفتها لن يتم قبولها ولن تكون هناك صفقة. مع ما تقوله ليس هناك ما يمكن الاستمرار فيه، نحن عند نقطة الصفر".

وذكر رئيس الموساد خلال الاجتماع "هناك صفقة مطروحة، إذا تأخرنا قد نضيع الفرصة. علينا أن نغتنمها".

ومن جانبه، رد نتنياهو على قادة الأجهزة الأمنية، قوله "أنتم كسالى ولا تعرفون كيفية إدارة المفاوضات. بدلا من الضغط على رئيس الحكومة اضغطوا على السنوار".

وأوردت القناة 12 عن مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية عقب الاجتماع، قولهم إن "نتنياهو لا يريد صفقة في هذا الوقت، وهو مستمر في إصراره رغم أننا أوضحنا له أننا نعلم كيف نتعامل مع تداعيات الصفقة. لقد تخلى عن المختطفين".

وأضافوا "يجب فهم أن هذه ليست مجرد صفقة مختطفين إنما مفترق حرج، وهذا المفترق عبارة عن طريقين الأولى الدخول في حرب شاملة أو التوصل إلى صفقة".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن 3 مصادر مطلعة على الاجتماع، قولها إن "فريق المفاوضات انتقد بشدة تعامل رئيس الحكومة"، فيما ذكر أحد أعضاء الفريق في الاجتماع معه "اقتراحك بخصوص محور "نتساريم" سيؤدي إلى انهيار الصفقة. لقد وافقنا على مقترح يتعامل مع المحور نفسه بشكل مختلف".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الاجتماع عقد للقيام بخطوات من أجلها أن تؤدي إلى شق طريق المفاوضات، والاستفادة من الاغتيالات الأخيرة من أجل الوصول إلى الصفقة.

ونقل موقع "هآرتس" عن مسؤول رفيع في فريق المفاوضات، إن "جميع المسؤولين في الفريق يرجحون أن نتنياهو غير معني بإبرام الصفقة"، مشيرا إلى أن ما حدث في الاجتماع كان عبارة عن ذروة للأزمة بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية.

وأضاف "هنالك هوة واسعة بيننا وبين رئيس الحكومة. جميعنا على قناعة بأن التعديلات الإسرائيلية الجديدة ستؤدي إلى نسف المفاوضات، ومن ناحية أخرى لدينا أدوات تتيح لنا التعامل الأمني في صفقة لا تشمل هذه التعديلات".

واقترح أعضاء فريق المفاوضات على نتنياهو أن يقوم بصياغة صفقة جديدة بشكل أفضل من المقترح الحالي، على أن تتضمن تغييرات قام هو بإدخالها على المقترح وفي مقدمتها الإصرار على بقاء الجيش في محور "نتساريم" ومحور "فيلادلفيا"؛ إلا أن نتنياهو رفض الاقتراح وقال إنه مهتم بمواصلة مناقشة الصفقة الحالية وفق شروطه.

ونفى مكتب نتنياهو ما أوردته التقارير الإسرائيلية بشأن الاجتماع، وجاء عنه أن "الوصف بأن حماس وافقت على شروط الصفقة هو كاذب، ومن غير الواضح إذا تنازلت حماس عن مطلبها بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة وعدم العودة إلى القتال".

وأضاف "لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق بشأن عدد المختطفين الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم، وبقاء إسرائيل على محور "فيلادلفيا" وآلية منع دخول "المخربين" والأسلحة من محور "نتساريم" ومواضيع أخرى مهمة. كل المطالب التي تصر عليها إسرائيل تتوافق مع مقترح 27 أيار/ مايو، وخلافا للادعاءات فإن رئيس الحكومة لم يضف إليه شيئا بينما حماس هي التي طلبت إجراء عشرات التغييرات على المقترح".

وجاء عن عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، أن "ما نشر معناه بأن نتنياهو قرر الانسحاب من الصفقة التي عمل عليها هو بنفسه. لن نسمح بالاستغناء عن المختطفين ونطلب من فريق المفاوضات وقادة الأذرع الأمنية بالظهور فورا أمام الرأي العام وتقديم تقرير موثوق حول من يعيق المفاوضات للإفراج المختطفين وما هي دوافع ذلك".

وأضافت "بعد أن أكد أيضا وزير الجيش بصوته أن إسرائيل أضاعت فرصا سابقة للإفراج عن المختطفين، فإننا ندعو الجمهور إلى الوقوف كجدار والدفاع عن الواجب القومي من أجل إعادة جميع المختطفين، الأحياء لإعادة التأهيل والقتلى والموتى لدفنهم في بلادهم".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: قادة الأجهزة الأمنیة فریق المفاوضات رئیس الحکومة فی الاجتماع

إقرأ أيضاً:

تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام

 

تبدو جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الصراع المستمر في غزة وكأنها تواجه عقبات غير متوقعة، حيث تعرقلت مفاوضات وقف إطلاق النار بسبب تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومطالب حماس الجديدة.

هذه التطورات تثير القلق حول مصير عملية السلام التي عمل بايدن على تعزيزها لأشهر، وتضع الاتفاقات المرتقبة في وضع غير مؤكد، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والضغط الدولي على الأطراف المعنية.


تفاصيل الأزمة

في الفترة الأخيرة، شهدت المفاوضات بين إسرائيل وحماس تحولات دراماتيكية، حيث أرجأت الولايات المتحدة خطتها لتقديم اقتراح "خذها أو اتركها" للجانبين إلى أجل غير مسمى، هذا التأخير كان نتيجة لتطورات غير متوقعة، حيث أعاقت مطالب جديدة من الطرفين تقدم المفاوضات بشكل كبير، مما أعاد عملية السلام إلى مرحلة الجمود وأضاع شهورًا من الجهود الدبلوماسية.

ووفقًا لتقارير صحفية، كانت الولايات المتحدة تأمل في أن يكون التوصل إلى اتفاق وشيكًا، لكن التعقيدات التي طرحتها إسرائيل وحماس أعادت المفاوضات إلى نقطة الصفر.

وقد أصبحت فرص بايدن في إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا وإعادة الرهائن المتبقيين قبل انتهاء فترة رئاسته بعيدة بشكل متزايد، مما يهدد بأن تخرج فترة رئاسته من دون تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الصراع الذي استمر عامًا كاملًا وأثر بشكل كبير على إرثه السياسي.


التحديات الداخلية والخارجية

تشير الأوضاع الحالية إلى أن كلا من إسرائيل وحماس قد لا تملك الدافع الحقيقي للتوصل إلى تسوية.

فالمسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس ودبلوماسيون، يعتبرون أن وقف إطلاق النار ليس فقط حلًا لمشاكل إنسانية، بل هو أيضًا وسيلة لتجنب تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع.

وبينما كانت الأطراف تسعى لإحراز تقدم، ظهرت مطالب جديدة من حماس التي تعتبر "حبة سامة" في المفاوضات، حيث طالبت بتبادل الرهائن المدنيين مع السجناء الفلسطينيين، وهو ما زاد من تعقيد الأمور.


أزمة إنسانية وتصاعد الغضب

تفاقم الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير مع استمرار الصراع، وزادت الأزمة بعد العثور على جثث ستة رهائن، وهو ما أدى إلى موجة احتجاجات واسعة في إسرائيل ضد نتنياهو.

والعائلات التي فقدت أحبائها اتهمت رئيس الوزراء بتفضيل بقائه السياسي على تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات.

وفي الوقت نفسه، يعاني فريق بايدن من ضغوط متزايدة لدفع نتنياهو نحو تسوية، ولكن التصريحات والضغوط لم تكن كافية لتحقيق اختراق في المفاوضات.


الآفاق المستقبلية

تستمر المفاوضات في مواجهة تحديات ضخمة، حيث لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مستدام.

فالصعوبات التي تواجه المفاوضين، بما في ذلك موقف نتنياهو الصارم بشأن البقاء على الحدود بين غزة ومصر، والتعقيدات الداخلية في حماس، تعزز من صعوبة التوصل إلى حل نهائي.

ويبدو أن الجهود المبذولة حتى الآن لم تكن كافية لإنهاء الصراع بشكل دائم، مما يزيد من قلق المجتمع الدولي ويترك مستقبل عملية السلام في حالة من عدم اليقين.

الجدير بالذكر أن الأوضاع الحالية تشير إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يظل بعيد المنال، في ظل تعقيدات سياسية ومطالب متزايدة من الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • تعثر مفاوضات الأهلي مع محمد بن رمضان.. حالة وحيدة تنقذ الصفقة| عاجل
  • معهد فلسطين للأمن القومي: نتنياهو مازال يضع العصي في دواليب المفاوضات
  • رفض نتنياهو لوساطة مصر في المفاوضات .. الاخيرة تدرس سحب سفيرها
  • الإعلام العبري: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها
  • 4 أسباب.. لماذا فشلت المظاهرات في تغيير موقف نتنياهو من الصفقة؟
  • تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام
  • "مسرحية بلا مسرح"..و"مفاوضات بلا أفق"
  • نتنياهو يعلق على أنباء تقدم المفاوضات بشأن صفقة التبادل
  • هيئة البث الإسرائيلية: أمريكا مقتنعة أن حماس ونتنياهو لا يريدان صفقة تبادل
  • وثيقة سرية تكشف خطة حماس في مفاوضات صفقة الرهائن