الوطن:
2025-07-11@05:21:13 GMT

النائب الدكتور يوسف عامر يكتب: فاعفوا واصفحوا

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

النائب الدكتور يوسف عامر يكتب: فاعفوا واصفحوا

العفوُ والصفحُ وصفانِ جميلانِ، وردا فى كتابِ الله تعالى متلازمينِ فى غيرِ موضع، منها قولُه تعالى: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِى اللَّهُ بِأَمْرهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ» [البقرة: 109]، ومنها قولُه سبحانه: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [النور: 22]، وقولُه عز وجل: «وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [التغابن: 14].

ويُلحظُ فى هذه المواضعِ تقدُّم العفو على الصفح، وذلك لأن الصفح عفو وزيادة، فالعفو هو ترك عقوبة المذنب، وهذا يحتاج قدراً كبيراً من التسامح يملأ النفس بحيث تتجاوزُ عن عقوبة مَن آذاها.

أما الصفح فهو مِن صَفْحِ الوجهِ أى جانبِهِ وعرضِه، وهذا -كما قال السادةُ العلماء-: مجازٌ عن عدم مواجهة المذنب بذكرِ ذنبه؛ أى: عدم لومِه عليه وتذكيره به، فهو أبلغ من العفو.

ولهذا تقدَّمَ العفوُ على الصفح تعويداً للنفس على التدرجِ فى الرقى، فهى تعفو عن عقوبة المذنب فى حقِّها أولاً، ثم هى ترتقى فتصفح عنه ولا تُذكره بذنبه، ولا تلومه عليه، فذِكْرُ الجفاءِ وقتَ الصفاءِ جفاءٌ.

ويستطيعُ الإنسان أنْ يحمل نفسه على العفو والصفح بأن يتذكر ما كان من مواقفَ طيبةٍ سابقة لهذا المعتدى، وكما يقولُ الإمامُ الشافعى رضى الله عنه: الحُرُّ مَن يَرْعَى وِدَادَ لَحظَة، ويَنتِمى لمن أفاده لَفْظَة. إنه رضى الله عنه جعل مراعاة الناسِ لِمَا كان بينهم من وُدٍّ استمرَّ لحظاتٍ قليلةً هو حقيقةُ الحرية التى تعنى كرَمَ النفس وخلوصَها من سيئِ الطباع، فضده إذن -وهو عدم مراعاةِ سابقِ الود والصفاء- دليل على أن النفس مُستعبَدَة لسيئ طباعها، فهى ليست كريمة.

ولأن الصفح شديد على النفوس قال الله تعالى: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ» وعبارة (حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْره) تشير إلى أن الله تعالى سوف يشفى غليل النفوس التى ظُلمَت، فهى طمأنة لخواطر المأمورين بالعفو والصفح. والله سبحانه وتعالى قدير على كل شىء وهو سبحانه مع قدرته يعفو ويصفح.

والآية الثانية «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» نزلت فى سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه حين حلف أَلا يُنفق على مِسطَح ابنِ خالتِه لترديده كلام المنافقين فى السيدة عائشة رضى الله عنها، وكان مسكيناً، ولما قرأها سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم على أبى بكر قال: بلى أُحبُّ أن يغفرَ اللهُ لى. ورَدَّ إلى مسطح نَفقتَه.

والآية الثالثة «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُواً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، أى قد يجد الإنسان عداوة من أقرب الناس إليه، كالأزواج والأولاد، وهو مأمور بالحذر، والله تعالى ندبَ له أن يعفو عنهم فلا يقابل العدواةَ بمثلها، وأن يصفحَ فلا يوبخهم، وأن يغفر بأن يستر عيوبهم تلك، فإن فعل هذا {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

والعفو والصفح إحسان يحب الله تعالى صاحبه «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» [المائدة: 13]، وقد أمر حبيبه صلى الله عليه وسلم ليس بمجرد الصفح، وإنما أمره بالصفح الجميل مع أولئك المكذبين له! «وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» [الحجر: 85].

* رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بـ«الشيوخ» ورئيس قناة «الناس»

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العفو الصفح المحبة المغفرة رضى الله عنه الله تعالى ه تعالى ص ف ح وا ه علیه

إقرأ أيضاً:

كيف أكون مستجاب الدعاء؟.. 8 خطوات مجربة لا تفوتها

كيف أكون مستجاب الدعاء؟ .. الدعاء عبادة عظيمة تجسد الصلة بين العبد وربه، فهي ملاذ يلجأ له المؤمن في وقت الشدة والرخاء، وهو عبادة عظيمة لا تُكلّف جهدًا ولا مالًا، لكنها تفتح أبواب الرحمة وتقرب العبد من إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وجعل استجابة الدعاء وعدًا منه لعباده المؤمنين.

كيف يستجاب الدعاء بسرعة؟

وعد الله - تعالى- عباده بـ إجابة الدعاء، ولكن هذه الإجابة لها أسباب، وقد تؤخَّر إجابة الدعاء لحكمة بالغة، فإما أن تستجاب الدعوة في الدنيا، أو أن أنها تؤخر إلى الآخرة، أو أن الله يصرف عن العبد فيها شرًا، فالله -حكيم عليم- بما يقدره؛ و لكى يستجاب دعاء الانسان يجب عليه أولًا الأخد بأسباب الإجابة الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:

دعاء الصباح .. ردد أفضل 40 دعوة مستجابة وشاملة للخيرات وتحقق الأمنياتدعاء الفجر للرزق والفرج .. ردد أفضل 50 دعوة تصُب عليك الخيرات صباًدعاء قيام الليل كما ورد عن النبي.. لا تفوت ثوابهدعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. ردد أسرع أدعية لتحقيق المستحيل في نفس اليومدعاء فك الكرب.. 5 أدعية من السنة النبوية تمنع عنك الحزنطريقة مجربة لاستجابة الدعاء بـ 8 خطوات.. لا تفوت الفرصة

تحرّي الأوقات الشريفة للدعاء؛ كيوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القدر، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.استغلال حالات الضرورة التي يمر بها الإنسان في حياته، فإنه يدعو ربه في هذه الأوقات بتضرع وتذلل واستكانة.حضور مجالس الذكر، ففيها الدعاء مستجاب، ومغفور لأهلها ببركة جلوسهم فيها.العلم بأن الله يجيب للمضطر والمظلوم إذا دعاه، وكذلك لمن يدعو لأخيه في ظهر الغيب، وللوالدين، والمسافر، والمريض، والصائم، والإمام العادل.الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل.حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي.الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء.التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.آداب استجابة الدعاء

بعد أخذ الإنسان بالأسباب السابق ذكرها لاستجابة الدعاء؛ يوجد عدد من الآداب التى يستحب له المحافظة عليها لكى يكون دعاؤه مستجابًا- بإذن الله تعالى- وهى :

البدء بحمد الله والصلاة على رسوله - صلّى الله عليه وسلّم-، والختم بذلك، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ».الدعاء في الرخاء والشدة، فمَن أحب أن يستجيب الله -سبحانه- له وقت الشدائد، فليكثر من الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية، لأن من صفات المؤمن وشيَمه أنه دائم الصلة مع الله.عدم الدعاء على الأهل، أو المال، أو الولد، أو النفس، فقد نهى رسول الله عن ذلك.إخفات الصوت أثناء الدعاء ما بين المخافتة والجهر، قال تعالى: «ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدين ».التضرع إلى الله أثناء الدعاء، والضراعة من الذل والخضوع والابتهال.الإلحاح في الدعاء، وهو الإقبال على الشيء والمواظبة عليه؛ فالعبد يكثر من الدعاء ويكرره، ويلحّ بذكر ألوهية الله وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وذلك من أعظم ما يطلب به الدعاء.التوسّل إلى الله بأنواع التوسل المشروعة؛ كالتوسل باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته، أو التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي، أو التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح.الاعتراف بالذنب والنعمة وقت الدعاء.عدم تكلف السجع في الدعاء.الدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، ورفع اليدين أثناء الدعاء، والوضوء قبل البدء بالدعاء إن كان ذلك ميسرًا على الداعي.إظهار خشية الله تعالى، وإظهار الافتقار إلى الله، والشكوى إليه.كيف يستجاب الدعاء؟

يجب على الداعي أن يتحرّي المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء كالسجود وببن الآذان والإقامة وأثناء السجود والثلث الأخير من الليل، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ).

الدعاء بأسماء الله الحُسنى ، وأن يكون المسلم على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء، وألا يترك المسلم الفروض الأساسية ويتشغل بالدعاء والدعاء بالأدعية التي جاءت عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم. التوسّل لله تعالى خلال دعاء، والدعاء باستخدام أحد أسماء الله تعالى، أو صفاته. 

الدعاء باستخدام الأدعية التي جاءت على لسان الرسل والصالحون، وعلى المسلم إن يتوب الى الله من كل المعاصي والرجوع الى الله تعالى ، فإن اكثر اولئك الذي يشكون من عدم اجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة وعلى المسلم التوسّل لله تعالى بصالح الأعمال التذلّل والاعتراف بالذنب الذي يرتكبه العبد، ورجاء العبد إجابة الدعاء بالرغم من تقصيره.

طباعة شارك كيف أكون مستجاب الدعاء مستجاب الدعاء الدعاء استجابة الدعاء إجابة الدعاء فضل الدعاء الدعاء المستجاب شروط قبول الدعاء آداب الدعاء دعاء الدعاء في القرآن الكريم كيف يكون الدعاء مستجابا سر استجابة الدعاء

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: ما لنا وما علينا !!
  • موعد المولد النبوي 2025.. كم باقي على الإجازة؟
  • ما المقصود بـمكر الله في القرآن؟.. دار الإفتاء تجيب
  • كيف تضمن رضا الله؟.. 5 أعمال داوم على فعلها
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة على جدار الميل أربعين)
  • كيف أكون مستجاب الدعاء؟.. 8 خطوات مجربة لا تفوتها
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأغنية الوطنية !!
  • المصور عامر العامري في ذمة الله
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (قالت الأحداث في الزمان كله)
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!