تكثيف الضغوطات الدوليّة لمنع الحرب الشاملة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مواكبة للتطوّرات على الساحتين المحلية والإقليمية، تحدّثت عن أنّ الدول الكبرى لا سيما دول "اللجنة الخماسية"، أي أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، الى جانب بريطانيا وإيطاليا وسواهما، تقوم بالاتصالات من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة قدر المستطاع، لكيلا تنزلق الأمور الى حرب لا يمكن السيطرة عليها في حال نشوبها، لا سيما مع مشاركة جميع الدول فيها.
وقد شدّد الوفد امام المسؤولين الذين التقاهم على ما أفادت المعلومات، على ضرورة عدم التصعيد، ووقف العنف لأنّ الاستمرار فيه ستكون عواقبه وخيمة على الجميع. كما أشار الى أنّ الحلّ الأمثل لعودة الأمن والاستقرار الى الحدود الجنوبية هو الحلّ الديبلوماسي، وتطبيق القرار 1701 بكلّ بنوده ومندرجاته. وتحدّث عن الدعم الدائم للجيش اللبناني واستكمال الشركة القائمة بين المؤسستين العسكريتين، لافتاً الى استعداد بريطانيا الى مواصلة تقديم المساعدات الى الجيش.
في الوقت نفسه، تحرّك وزير الخارجية الأميركي توني بليكن، على ما قالت المصادر نفسها، فأجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، طالباً منه نقل رسائل الى كلّ من حزب الله وإيران للتهدئة وعدم التصعيد، لأنّ أحداً لن يتحمّل وزر حرب جديدة في المنطقة. وهذا يعني أنّ أميركا لا تؤيّد رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو في فكرته حول توسيع الحرب، والقيام بعمليات قتال مع حزب الله تدوم لأيام... فهي تولي اليوم الأهمية للانتخابات الرئاسية الأميركية، ولا تودّ أن تشتعل منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشارت المصادر الى أنّه من الواضح أنّ الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر لنتنياهو لاغتيال شكر، كون وزارة الخارجية الأميركية كانت قد صنّفته بـ "الإرهابي العالمي" (في العام 2019)، ورصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يُقدّم لها أي معلومات عنه، نظراً لاتهامه بأنّه أحد العقول المدبّرة لتفجير "المارينز" في بيروت عام 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 جنديّاً. واليوم تتهمه “إسرائيل” بأنّه "قاتل أطفال مجدل شمس"، وأنّه قاد قتال حزب الله ضدّها منذ 8 تشرين الأول الماضي، وكان مكلّفاً أسلحة الحزب الأكثر تقدّماً، وخصوصاً الصواريخ الدقيقة... وتعطي كلّاً من أميركا و "إسرائيل" هذه الاتهامات، لكي تُخفّف من وطأة اغتيال شكر، ولتفادي توجيه حزب الله اي ضربة قاسية مماثلة لـ "إسرائيل".
وختمت المصادر السياسية بأنّ الجملة التي وجّهها السيّد نصرالله للعدو قائلاً: "على العدو وخلف العدو أن ينتظر ردنا الآتي حتماً، إنشاء الله،لا نقاش في هذا والجدل، وبيننا وبينكم الايام والليالي والميدان"، لافتاً الى أنّ "الردّ سيأتي متفرّقاً أو متزامناً"، مشدّداً على "أنّ القرار في يدّ الميدان وهو الذي يعرف ظروفه، ونبحث عن رد حقيقي وليس عن رد شكلي، وعن فرص حقيقية وعن رد مدروس جداً"... هذا الموقف، تقول المصادر، يتطلّب أن تتواصل الضغوطات الدولية على "إسرائيل" لعدم الردّ على الردّ الآتي، بل الذهاب الى التوافق على وقف إطلاق النار في غزّة، والذي من شأنه أن ينعكس على جبهتي المساندة في اليمن وفي جنوب لبنان. كما أن يعمل المجتمع الدولي، إذا ما كان فعلاُ يريد تجنيب المنطقة أي حرب شاملة مقبلة لن ينجو منها أحد، السعي من أجل إصدار قرار مُلزم عن مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار فوراُ في غزّة، الأمر الذي سينعكس تلقائياً على الجبهة الجنوبية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
العسال: إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية لقطاع غزة والمجتمع الدولي يغض بصره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني من أجل إجبار الأشقاء في غزة على تنفيذ مخطط التهجير القسري، منوهًا بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد وسع عدوانه البري شمال القطاع، مرتكبا مجازر دامية أودت بحياة الأبرياء دون أي تحرك من المجتمع الدولي، الذي يتجاهل ويغض بصره عن جرائم الاحتلال التي لم ترتكب من قبل في تاريخ الإنسانية بتلك الوحشية، موضحًا أن الاحتلال يجبر النازحين الفلسطينيين في المناطق التي يتوغل بها على إخلائها قسرا، عبر إرسال إنذارات بالإخلاء يتبعها تنفيذ أحزمة نارية حول المناطق المستهدفة للضغط على سكانها وإجبارهم على النزوح أو الموت.
وحذر العسال من استمرار تفاقم العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، بعدما خرق اتفاقية وقف إطلاق النار وبدأ في العدوان دون رادع من المجتمع الدولي، مما يكشف عن حجم المجازر وجرائم الإبادة التي يرتكبها المحتل بحق الأبرياء من المدنيين والأبرياء، وسط دعم غربي لا محدود يقدمه ترامب لنتنياهو مما يطيل من عمر الحرب ويهدد بفشل مفاوضات السلام التي قد أطلقت خلال الأشهر الماضية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن غزة تستغيث بالمجتمع الدولي دون أي استجابة، حيث يعيش القطاع أزمة إنسانية ومعيشية متلاحقة نتيجة استمرار إغلاق كافة المعابر وعدم إدخال السلع الأساسية التي يحتاجها النازحين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، بعدما أغلق الاحتلال منافذ المساعدات في بداية مارس الماضي، ما تسبب في معاناة لا تتوقف للمواطنين خاصة مع إغلاق كافة المخابز في القطاع خلال الساعات الماضية، مع استمرار القصف المباشر على المساكن وخيم النازحين ومناطق اللجوء التي لم تعد آمنة بل باتت هدفاً لطائرات الاحتلال.
وطالب المهندس هاني العسال، المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي تعيشها غزة الآن، ورفع الحصار عن القطاع وتنفيذ العقوبات الدولية التي أقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يوجد رادع له، موضحًا أن المحنة الراهنة للشعب الفلسطيني تستلزم ضرورة إصدار قرارات من مجلس الأمن لإدانة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عنها، مؤكدًا على أهمية الضغط السياسي والاقتصادي على إسرائيل، بهدف تحفيز المجتمع الدولي للقيام بدور أكثر فاعلية لوقف الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين.