ضربات نتنياهو المتعاقبة إخراج لتسوية؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": لم تتبنّ إسرائيل اغتيال اسماعيل هنية كما فعلت في تبني اغتيال فؤاد شكر، وكما حسم الجيش الإسرائيلي اغتيال محمد الضيف. في حال التسليم جدلا بحسم إسرائيل اغتيال الضيف بعد هنية، فإن هذا "الانتصار" المفترض لنتنياهو وجيشه يمكن أن يشكل الذريعة المناسبة حول "الانتصار" على "حماس" بشقيها السياسي والعسكري.
فاخر نتنياهو في خطاب ألقاه قبل يومين بتوجيهه "ضربات ساحقة لوكلاء إيران في الأيام الماضية"، فهل يكون الأمر كافيا مع وصول المنطقة إلى حافة الحرب الواسعة، أم سيسعى نتنياهو إلى المزيد؟
وكانت إيران بادرت إلى اتهام الولايات المتحدة بالمسؤولية المشتركة مع إسرائيل، على رغم نفي الإدارة الأميركية معرفتها المسبقة باغتيال هنية، ولكن التصرف الإسرائيلي بمعرفة الأميركيين يثير مشكلة للإدارة الأميركية.
إشكالية "الانتصار" التي يمكن أن تشكل إخراجا لنتنياهو قد لا تقع في المكان المناسب بالنسبة إلى "حزب الله" وإيران، وهذا لا يتصل باستعادة قوة الردع وهيبة المحور فحسب، بل يتصل بموازنة التفاهم المحتمل من أجل وقف النار في جنوب لبنان على الأقل، بحيث لا يكون المحور الإيراني خاسرا على طول الخط. والطرف الإيراني في حاجة ماسة اليوم إلى إظهار القدرة على ردع إسرائيل، لكنه أيضا بارع في التفاوض والمقايضة من أجل تحصيل مكاسب مباشرة أو غير مباشرة، في ظل المساعي الدولية المهرولة لعدم الرد أو محدوديته، وعدم الانزلاق إلى حرب كبيرة على رغم أنها ليست من مصلحته في الدرجة الأولى.
ففي نهاية الأمر، لم ينخرط بقوة في الحرب لإنقاذ غزة والفلسطينيين ولا يعتقد أنه سيقوم بذلك نتيجة اغتيال هنية بمقدار ما هو مضطر إلى الرد انتقاما لما لحق هيبته نتيجة الاختراق الإسرائيلي المخابراتي لقدراته . يضاف إلى ذلك كله حتمية توجيه ضربات يريدها موجعة لإسرائيل، وهو أمر يبدو مقبولا إنما على قاعدة ضمان عدم اضطرار إسرائيل إلى الرد على الرد، بما يؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو حرب واسعة يقول الجميع إنهم لا يريدونها، إنما قد ينزلقون إليها في اللعب الجاري على حافة الهاوية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
شفرة الانتصار
يشاهد المتابع فيديوهات للحرب، تتراوح مدة الفيديو ما بين دقية أو دقيقتين. وهذه المدة نتاج لعمليات عسكرية كبيرة جرت على أرض الميدان، اختلط فيها الدمع مع الدم، تم التخطيط لها إن لم يكن بالسنين أو بالشهور والأسابيع، بالتأكيد بالأيام. وقد سكب فيها المخطط عُصارة علمه النظري، وخبرته الميدانية. وهي عمليات محفوفة بالمخاطر، ونسبة الفشل فيها (زيرو). أي بمعنى فشلها يقود لهزيمة نكراء. وهنا دفع فاتورة بالغة الثمن، تتمثل في ضياع الوطن برمته (أرضًا وإنسانًا). بعاليه يقودنا لمعرفة شفرة الانتصارات التي حققها الجيش على أوباش عربان الشتات ميدانيًا، وعلى التقزميين سياسياً، وعلى بقية الداعمين استخباراتيًا. إذ نقل موقع عاجل نيوز خبر استعادة الجيش لعدد (٥٥) من عناصره الذين كانوا مزروعين وسط الدعم السريع. هنا سر أسرار حسم الجيش لمعركة الكرامة في زمن قياسي، مقارنة بحجم استعدادات المرتزقة لهذه الحرب. عليه لنفخر بمهنية الاستخبارات العسكرية التي تفوقت على نفسها وطوعت المستحيل لتحقق لنا ذلك النصر المبين، وخلاصة الأمر رسالتنا (لهردبيس) الأحزاب السياسية بأن سودانًا جديدًا قد وُلِدَ من رحم المستحيل، وقيّمًا عليه الجيش في الفترة الإنتقالية المقبلة. فإن لم تبارحوا محطة الأنانية والمراهقة السياسية، أعلموا جيدًا بأن الجيش سوف يظل في المشهد السياسي حتى يرى (جملكم عوجة رقبتو).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/٣/٢٨