قُرعت الأجراس... البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً ومشهديّة مارونية مهيبة في بكركي
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
لعلّها مفارقة لافتة في تاريخ التطورات والأحداث في لبنان أن تختلط على سطح واحد نماذج من التناقضات الهائلة بتزامن مدهش، فيعيش لبنان في لحظة واحدة وقائع "عرس سماوي" حاشد في بكركي فيما البلاد والمنطقة بأسرها تعيش العد العكسي لانفجار ما قد يكون حرباً إقليمية غير مسبوقة بخطورتها.
وجاء في افتتاحبة" النهار": الحال أن المشهديّة المارونية المهيبة التي عاشتها مناطق الشمال الماروني ولا سيما منها إهدن مسقط رأس البطريرك "الأهدني" المطوب طوباوياً ليل أمس اسطفان الدويهي والكثير من الأنحاء اللبنانية بلوغاً الى مركز الثقل ونقطة التوهج الماروني، الصرح البطريركي للكنيسة المارونية في بكركي، هذه المشهدية شكلت حدثاً فريداً نادراً اكتسب دلالات وأبعاداً استثنائية للغاية تجاوزت البعد الديني الصرف على أهميته الروحانية والدينية القصوى في إرث تراكم القديسين في الكنيسة المارونية، الى أبعاد ودلالات وطنية لا يمكن تجاهلها خصوصاً في اللحظات المصيرية التي يجتازها لبنان.
كان حدث ماروني استثنائي بكل المعايير، ولكنه اكتسب في ذروة أزمات لبنان والفراغ الرئاسي الذي يتمادى فيه أبعاداً وطنية بكل ما للكلمة من معنى بحيث بدت الطبقة السياسية هامشية تماماً حيال الحدث المهيب في بكركي وسط انهيار تام لكل معالم الصدقية السياسية في البلاد. وأما الحدث الماروني في بعده الديني والروحي فتمثل في انضمام الطوباوي الجديد الى مجموعة قديسي وطوباويّي الكنيسة المارونية الزاخرة بتراثها الروحي، من مار شربل الى القديسة رفقا ونعمة الله الحرديني واسطفان نعمة، والبطريرك المطوب هو أول بطريرك يطوّب على مذابح الكنيسة وهو من خلال مسيرة حياته وما بعدها، شكل عنواناً للصمود والمقاومة والتجذر بالأرض إضافة الى ثقافته الواسعة وفكره النيّر وروحانيته العميقة عمق وادي قنوبين. وقد شكل القداس الاحتفالي الحاشد الذي أقيم ليل أمس في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رئيس مجمع الدعاوى في الفاتيكان الكاردينال مارتشيللو سيميرارو الذي تلا رسالة التطويب من البابا فرنسيس وأعلنت فيه مراسم تطويب البطريرك الدويهي حدثاً لافتاً ومهيباً بتنظيمه.
مراسم التطويب
أعلن ممثل البابا فرنسيس رئيس مجمع دعوى القديسين الكاردينال مارتشيللو سيميرارو من بكركي، تطويب البطريرك اسطفان الدويهي وسط قرع أجراس الصرح البطريركي.
وقال: "يطلق على البطريرك اسطفان الدويهي من إهدن البطريرك الماروني وسائر المشرق والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدين، والمساهم بخلاص المظلومين، من الآن وصاعداً لقب طوباوي".
وانطلقت مراسم تطويب البطريرك الماروني اسطفان الدويهي في بكركي، مقر البطريكية المارونية، في الذكرى الـ394 على ميلاد الدويهي في 2 آب 1630.
حضر حفل التطويب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيسان السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وزراء الإعلام زياد المكاري، التربية عباس الحلبي، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الصناعة جورج بوشيكيان، الاتصالات جوني القرم والخارجية عبدالله بوحبيب.
كما وحضر قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ورئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية. إضافة الى نواب حاليين وسابقين ووزراء سابقين،
وكذلك حضر عدد من السفراء، وممثلون عن الأجهزة الأمنية، حشد من الشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والروحية ومن المؤمنين الذين تقاطروا إلى بكركي، من كل لبنان، حاملين صور البطريرك الطوباوي، ورافعين الصلوات طالبين الشفاعة للبنان، على أنوار المشاعل.
ثم تلا رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو رسالة قداسة البابا والتي أعلن فيها البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً. وقال:"إنه البطريرك اسطفان الدويهي من إهدن والبطريرك الماروني وسائر المشرق والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدين والمساهم بخلاص المظلومين فليطلق عليه من الآن وصاعداً لقب طوباوي".
هذا وقرعت أجراس الكنائس إبتهاجاً وفرحاً بعد الإعلان مباشرةً.
بعدها تم إزاحة الستارة عن صورة الطوباوي الجديد.
ومن ثم سلم الكاردينال سيميرارو 4 رسائل عن تطويب البطريرك الدويهي إلى كل من البطريرك الراعي والمطران جوزف نفاع والمطران حنا علوان والمونسينيور اسطفان فرنجية.
وبعد القداس الاحتفالي، أقيم زياح الطوباوي إسطفان الدويهي، للمرة الأولى ومن بكركي.
ووصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بكركي، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك قبيل بدء قداس تطويب البطريرك أسطفان الدويهي.
وعقد ميقاتي خلوة مع الراعي في الصرح البطريركي قبل الإنتقال إلى الباحة الخارجية للمشاركة بالقداس.
وقال الرئيس ميقاتي: «المجد يكون بجمع اللبنانيين»، واصفا «المناسبة بأنها وطنية»، معربا عن تمنيه من الله ان يحمي هذا الوطن".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البطریرک اسطفان الدویهی البطریرک المارونی تطویب البطریرک فی بکرکی
إقرأ أيضاً:
إهتمام فرنسيّ بانتخاب رئيس في 9 ك2 وبري يبدي تفاؤلاً.. بدء نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات
بينما تشهد سوريا زحمة زيارات غربية ودبلوماسية، يدخل لبنان مطلع الاسبوع المقبل عطلة الاعياد والتي يفترض ألا تتجمد خلالها الاتصالات السياسية من أجل التوافق على رئيس للجمهورية قبل جلسة التاسع من كانون الثاني. حتى الساعة، لم تفض المساعي الى أي تقدم سواء على مستوى المعارضة أو على مستوى "الثنائي"، فالمعارضة مجتمعة لم تعلن بعد رسمياً تأييد او تبني أي مرشح، حتى قائد الجيش العماد جوزاف عون، رغم أن بعض أطرافها يؤيد انتخابه كحزب الكتائب وعدد من النواب المستقلين، في حين أن "الثنائي الشيعي" ينتظر ويترقب موقف المعارضة، خاصة وأن "التيار الوطني الحر" لا يزال على موقفه الرافض لكل من قائد الجيش ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي لم يسحب ترشيحه إنما علقه بانتظار ما ستفضي اليه المفاوضات الجارية. وفي سياق متصل، أشارت مصادر نيابية إلى أنَّ تكتلاً نيابياً جديداً سوف يتظهر الأسبوع المقبل بعيداً عن تموضعات المعارضة والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.وعليه، يمكن القول إن الخيارات متاحة أمام جلسة 9 ك2، رغم أن رئيس المجلس نبيه بري متمسك بالجلسة ويبدي تفاؤلاً بأن تنتهي إلى انتخاب رئيس، وهو يواظب على تحضير كل ما يلزم لهذه الجلسة التي سيحضرها سفراء ودبلوماسيون وممثلون عن الاتحاد الأوروبي حيث من المفترض ان تصلهم الدعوات للجلسة قبل عيد رأس السنة.
ومن طرابلس، تمنى رئيس الحكومة خلال رعايته افتتاح قسم قسطرة القلب والتميييل في مستشفى طرابلس الحكومي، انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، متطلعين الى رئيس للجمهوريّة يمثل كل لبنان ويجمع جميع اللبنانيين، لما فيه خير الوطن".
والتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ، وكانت الانتخابات الرئاسية وجلسة التاسع من كانون الثاني المقبل على جدول البحث، إلى جانب الاتصالات والمشاورات الدائرة حولها على أكثر من صعيد. وأبدى ماغرو اهتمام باريس بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات التي توافقت عليها "الخماسية" في الجلسة المحددة لا سيما وان الفرصة متاحة اليوم وعلى الجميع تلقفها. وأمس، بدأت عملية إزالة السلاح الفلسطيني المنتشر خارج المخيمات حيث تسلّم الجيش مركزَي السلطان يعقوب – البقاع الغربي وحشمش بين بلدتَي قوسايا ودير الغزال – البقاع الأوسط التابعَين سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، كما تسلم معسكر حلوة - راشيا التابع سابقًا لتنظيم فتح الانتفاضة، وصادر كميات من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية، وفق ما اعلنت قيادة الجيش مديرية التوجية ورُفع العلم اللبناني وعلم الجيش فوق هذه المواقع. المصدر: خاص "لبنان 24"