تعزيزات عسكرية أميركية للمنطقة وتوقع رد إيراني مفاجئ وقوي
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن دبلوماسي إيراني أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر، وأن رد إيران سيكون "مفاجئا وقويا"، وبينما أفادت تقديرات إسرائيلية بأن إيران ستطلق صواريخ ضخمة في ردها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الأميركي رفع درجة الاستعداد بنشر مزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية وإرسال سفن ومدمرات وأسراب طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط.
وقالت وول ستريت جورنال نقلا عن الدبلوماسي الإيراني إن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر، وإن رد إيران سيكون مفاجئا وقويا حسب تعبيره.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن تتبنى نهجا حذرا في الوقت الحالي مع عدم وجود ما يشير إلى أن إيران اتخذت قرارا بشأن الرد، وأنه من المرجح أن يكون الرد في غضون بضعة أيام إلى أسبوع.
وفي السياق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل ردا على اغتيال إسماعيل هنية وتستعد لمواجهتها. وأشارت المصادر إلى أن الرد الإيراني قد يشمل أيضا مشاركة حزب الله في لبنان. كما توقعت المصادر أن يكون رد طهران مماثلا في أسلوبه لهجوم 13 أبريل/ نيسان وربما يكون أوسع نطاقا.
وفي غضون ذلك، أفادت فيه صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران ستطلق صواريخ ضخمة في ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في طهران فجر الأربعاء الماضي.
وبينما تتصاعد نبرة التهديد الإيراني بما تقول إنه رد حتمي، تستمر الاستعدادات الإسرائيلية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح البحرية أجرى بنجاح تجربة لاعتراض صاروخ دقيق بواسطة سفينة الصواريخ التابعة له من طراز "ساعر 6".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يتعامل هذه الأيام مع سلسلة تهديدات جوية من جبهات مختلفة، قريبة وبعيدة، مشيرا إلى أن منظومة "لاراد" الدفاعية التي استخدمها في عملية الاعتراض من شأنها أن توفر دعما لسلاح البحرية وتحافظ على تفوقه، حسب تعبيره.
يأتي ذلك وسط تأهب إسرائيل لضربات عسكرية من إيران وحزب الله انتقاما لاغتيالها هنية والقائد العسكري بحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقد وضع الجيش الإسرائيلي جميع قطاعاته في حالة تأهب قصوى، تحسبا لهجوم من جبهات عدة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن هناك تأهبا لرد إيراني قد يشمل معسكرات ومواقع إستراتيجية في منطقة وسط إسرائيل، وقد تنفذه طهران بصواريخ باليستية وصواريخ كروز ومسيّرات انقضاضية، ويشارك فيه حزب الله بهجوم صاروخي واسع.
من جانبها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يجري سلسلة مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم المتوقع.
وأضافت القناة أن المشاورات الإسرائيلية تتعلق بآليات استغلال ما سمتها الإنجازات للتقدم صوب مسارات دبلوماسية في لبنان وملف اليوم التالي بغزة.
وذكرت القناة أن إسرائيل تستعد بشكل متواصل لتعزيز العلاقات مع التحالف الإقليمي والدولي، ونقلت عن مصدر سياسي أن الاستعدادات في إسرائيل قد تتواصل أياما طويلة بسبب الرد الإيراني.
في هذه الأثناء كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن أن الوزير لويد أوستن أمر بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت الوزارة في بيان أن الجيش الأميركي يعمل على رفع درجة الاستعداد لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية، كما ذكرت أن الولايات المتحدة قررت إرسال أسراب مقاتلات إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الوزير أوستن أمر بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن لتعويض حاملة الطائرات ثيودور روزفلت، موضحة أن الهدف من تلك الخطوة هو الحفاظ على وجود قوة ضاربة في الشرق الأوسط.
كما لفت البنتاغون إلى أن الوزير أوستن أمر بإجراء تعديلات على التموضع العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، سعيا لاحتفاظ الولايات المتحدة بالقدرة على الانتشار في غضون مهلة قصيرة لمواجهة أي تهديدات لأمنها القومي، لكن أوستن أكد أيضا أن المزيد من التصعيد ليس أمرا حتميا وأن جميع الدول في المنطقة ستستفيد من خفض التوترات.
وأعلن البنتاغون أن الوزير أوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بالتدابير الإضافية التي اتخذتها واشنطن لدعم الدفاع عن إسرائيل. وأضاف البنتاغون أن أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي "التهديدات المزعزعة للاستقرار التي تمثلها إيران وشركاؤها".
وأوضح البنتاغون أن أوستن شدد لنظيره الإسرائيلي على الدعم الأميركي القوي لأمن إسرائيل. ولم يحدد البنتاغون القدرات الدفاعية التي سيتم نشرها، لكنه أشار إلى أن واشنطن تتواصل مع شركائها في المنطقة لدعم الدفاع عن إسرائيل وضمان استمرار الشحن التجاري عبر البحر الأحمر.
وفي سياق تصاعد التوتر في المنطقة، دعت الشؤون القنصلية بالخارجية الأميركية الرعايا الأميركيين إلى توخي الحذر في المنطقة، وقالت إن "البيئة الأمنية معقدة".
وأشارت الشؤون القنصلية بالخارجية الأميركية إلى أن التوتر الإقليمي يمكن أن يتسبب في إلغاء أو تقليص رحلات من إسرائيل وإليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشرق الأوسط فی المنطقة أن الوزیر رد إیران أن إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجائزة الكبرى.. كيف نجحت مصر في استرداد سيناء من إسرائيل؟
تحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ 43 لتحرير سيناء، حيث سيظل يوم تحرير سيناء يجسد ذكرى خاصة في وجدان كل مصري، فملحمة استرداد الأرض تخطت كونها انتصارًا عسكريًا ودبلوماسيًا، بل امتدت لتصبح نموذجًا خالدًا لقهر اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة عسكريًا وسياسيًا.
عيد تحرير سيناءويحتفل المصريون في الخامس والعشرين من إبريل من كل عام، بذكرى عيد تحرير سيناء، فقد تم تحرير أرض الفيروز من الإحتلال الإسرائيلي في عام 1982 واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988، حيث قام الاحتلال الإسرائيلي باحتلال سيناء كاملة بعد حرب الخامس من يونيو 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، وأنتهى بملحمة النصر الكبرى في أكتوبر 1973.
عيد تحرير سيناء.. وبعد نصر أكتوبر، بدأت معركة أخرى، وهي المعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل، وكانت بدايتها المفاوضات للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974 وعام 1975، ثم بعد ذلك مباحثات كامب ديفيد، التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط ، وبعدها تم توقيع معاهدة السلام «المصرية – الإسرائيلية» عام 1979.
عيد تحرير سيناء.. وفي الخامس والعشرين من إبريل عام 1982 قام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.
مباحثات الكيلو 101في مباحثات الكيلو 101 والتي كانت في شهري "أكتوبر ونوفمبر عام 1973"، تم فيها الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 على اتفاق تضمن التزامًا بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس، وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط.
اتفاقيات فض الاشتباك الأولى يناير 1974 والثانية سبتمبر 1975في يناير من عام 1974، تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفي سبتمبر 1975 تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من أرض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية و لكن بالوسائل السلمية.
زيارة الرئيس السادات للقدسزار الرئيس الراحل أنور السـادات القدس في نوفمبر 1977 وذلك بعد الخطاب الشهير الذي ألقاهُ في مجلس الشعب المصري باستعداده للذهاب لإسرائيل من أجل السلام، وبالفعل قام السادات بزيارة إسرائيل وألقى كلمة بالكنيست الإسرائيلي طرح من خلالها مبادرته للسلام والتي تتكون من خمسة أسس محددة يقوم عليها السلام وهي:
- إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967.
- تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.
- حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.
- تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.
- إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
في الخامس من سبتمبر 1978 وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق بين مصر وإٍرائيل يوم 17 سبتمبر عام 1978، كما تم التوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978، ويحتوي الاتفاق على وثيقتين هامتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.
الوثيقة الأولى.. السلام في الشرق الأوسطنصت على أن مواد ميثاق الأمم المتحدة، والقواعد الأخرى للقانون الدولي والشرعية توفر الآن مستويات مقبولة لسير العلاقات بين جميع الدول، وتحقيق علاقة سلام وفقا لروح المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة وإجراء مفاوضات في المستقبل بين إسرائيل وأية دولة مجاورة ومستعدة للتفاوض بشأن السلام والأمن معها، هو أمر ضروري لتنفيذ جميع البنود والمبادئ في قراري مجلس الأمن رقم 242 و 338.
الوثيقة الثانية؛ إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل: وقعت مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقًا لقراري مجلس الأمن 242 و 238 وتؤكدان من جديد التزامهما بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد.
معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضًا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
عودة سيناءأدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي:
في 26 مايو 1979، تم رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط "العريش / رأس محمد" وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.في 26 يوليو 1979، بدأت المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء، من "أبوزنيبة حتى أبو خربة".في 19 نوفمبر 1979، تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.في 19 نوفمبر 1979، تم الانسحاب الإسرائيلي من منطقة "سانت كاترين ووادي الطور"، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.في يوم 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا وإعلان هذا اليوم عيدًا قوميًا مصريًا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.فيما عدا الجزء الأخير ممثلًا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف، وفي 19 مارس 1989، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية.