اليوم 24:
2024-09-09@08:35:29 GMT

الماء والحياة...

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

* الحسين اليماني

بموجب الفصل 31 من دستور المملكة المغربية، فإن الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية، تعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين على قدم المساواة من الحق في :…الحصول على الماء…، وهو ما يوضح بجلاء، الأهمية التي أولاها المشرع للحق في الماء والتنصيص عليه في الدستور، باعتباره القانون الذي يسمو على كل القوانين الأخرى.

إلا أن تحقيق هذا الحق، في الظروف الصعبة التي يمر منها المغرب، يبدو صعب المنال، ويتطلب تعبئة استثنائية ومقاربة جديدة، تقطع مع المألوف في الاعتماد على المطر وتأجيل وضع المقاربة المبنية على اعتبار المطر تكميليا في المعادلة المائية وليس أساسيا.

ورغم كثرة الحديث عن نذرة المياه والتهديد الجدي، بخطر الانقطاعات وانعدام الماء في البيوت، بعد أن انعدم في الحقول والمراعي وقضي على أسباب العيش والكسب للفلاحين الصغار ولسكان البوادي، فإن معظم القائمين على شؤون البلد، لا يتناولون الموضوع بالجدية المطلوبة، ومستمرون في نفس الأساليب في التعاطي مع الذهب الأزرق ، واعتباره أمرا موكولا للسماء لتجود به متى شاءت، حتى ولو أن ماءنا أصبح غورا.

إن التراجع الرهيب في حجم التساقطات وما نتج عنه، من نضوب السدود وموت العيون ووكح الابار وانهيار الإنتاج الفلاحي والحيواني وبلوغ أسعار الخضر والفواكه واللحوم، لم يشهد لها المغرب مثيلا، إلا في زمن الحديث المزعوم عن الدولة الاجتماعية، واحتراق أشجار الزيتون في بعض المناطق، والتي يفوق عمرها خمسة عقود، كلها مؤشرات مرعبة ومخيفة، تدفعنا لإعلان حالة الاستنفار القصوى ، بغاية إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ورسم ما يقتضيه الموقف، من قرارات حاسمة، تروم المحافظة على الحق في الحياة وتوفير أسباب الكسب والعيش، والحد من الهجرة والإخلاء للمناطق الداخلية والجبلية والحدودية.

وإن كان عاهل البلاد، تحدث وذكر بالوضوح والصراحة اللازمة في خطاب العرش، على أهمية تظافر جهود كل المغاربة بقصد مواجهة الإجهاد المائي، الذي دخله المغرب، فإن معالجة الخصاص المائي، يمكن مباشرته، من خلال محور الزيادة في الإنتاج ومحور الاقتصاد في الاستهلاك ومحور الإطار القانوني.

1/ الزيادة في الإنتاج:

بناء على التحولات المناخية وتوالي سنوات الجفاف، في مقابل ارتفاع الطلب على الماء، في الاستعمالات المنزلية والفلاحية والصناعية، فإن استمرار الاعتماد على المطر، يعتبر مغامرة واضحة بالأمن المائي للمغرب، ولذلك يتوجب، العمل على الزيادة في الإنتاج ، ليس بغاية الجواب على الطلب فقط، وإنما من أجل الرفع من الاحتياطات للأجيال القادمة، وهو الأمر الذي يستوجب:

1_1 : بناء محطات تحلية مياه البحر على المحيط الأطلسي والأبيض المتوسط، بالاعتماد على التكنولوجيات المقتصدة لاستهلاك الطاقات وتفادي الاثار الجانبية على الوسط البحري.

2-1 : بناء السدود الجديدة وصيانة السدود القديمة، لتجميع مياه الأمطار وتحقيق هدف الصفرية من وصول مياه المطر إلى البحر.

3-1 : معالجة كل المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء في المدن والحواضر، مع إمكانية الاستعمال حتى للأغراض المنزلية والصناعية.

4-1 : استغلال المخزونات المائية المرتفعة الملوحة،من خلال معالجتها وجعلها قابلة الاستعمال والانتفاع بها.

2/ الاقتصاد في الاستهلاك:

رغم كل محاولات التحسيس والدعوة للمحافظة على الثروة المائية وعدم تبديرها، إلا أنه يبدو بأن معظم المغاربة وخصوصا جيل ما بعد الاستقلال، ألف الإفراط في استهلاك الماء ولا يستسيغ حتى الحديث عن أزمة الماء في المغرب وبالأحرى تقبل الكلام عن خطر انقطاع الماء وغيابه في المنازل للاستعمالات المتعددة. وتفاديا لوصول حالة النضوب التام للمياه السطحية والجوفية، وما سيترتب عنها من تهديد السلم الاجتماعي وللحق في الحياة، فلا بد من التوجه وبالجدية والمسؤولية المطلوبة ، للحد من التبدير والاقتصاد في استهلاك الماء، من خلال :

2-1 منع الزراعات ذات الطلب المرتفع على الماء والموجهة للتصدير، وإعطاء الأولوية للزراعات المطلوبة لضمان الاكتفاء الذاتي للمغرب وأساسا من الخضر والفواكه وتوفير الكلأ للماشية والدواب في العالم القروي.

2-2 التشديد في منح الرخص لحفر الابار واستغلال مياه الأنهار والعيون، إلا في الحالات المبررة بالضرورة القصوى.

2-3 حمل الشركات الصناعية الكبرى على اللجوء للانتاج الذاتي لحاجياتها بتحلية المياه وعدم استعمال المياه المخصصة للشرب.

2-4 مراجعة تعرفة الماء والزيادة فيها بالنسبة للشطر غير الاجتماعي وفرض الأداء على استخراج المياه من الآبار.

2-5 توجيه مياه البحر لسكان السواحل ومياه السدود والعيون والابار لسكان الداخل، والرفع من إنتاج المياه من البحر ، لتغطية الحاجيات المنزلية والصناعية وتطوير الزراعات بالسواحل ومحيطها.

3/ الإطار القانوني:

تماشيا مع المكانة التي خصها الدستور لقضية الماء، واعتباره من حقوق المواطنات والمواطنين ، واعتبار لأهمية الماء في المعيش اليومي وفي الدورة الاقتصادية للبلاد وارتباطه الوثيق بشروط استمرار الحياة ، فلا بد من تأهيل وتجميع وتحيين القوانين ذات الصلة بالماء، حتى يتماشى الإطار القانوني مع متطلبات المرحلة، من خلال:

3-1 : تجميع كل القوانين المرتبطة بالماء، في إطار مدونة جامعة (مدونة الماء) ، تشمل كل القواعد القانونية، بغاية اعتبار الماء كثروة وطنية وملك مشترك لكل المغاربة، لا يجوز تبديرها ولا التعسف في استهلاكها ، مع وضع الإجراءات القمينة، لحسن استعمالها والمحافظة عليها.

3-2 : تفويض تدبير القضية المائية لهيأة خاصة، من قبيل الوكالة الوطنية للماء، حيث يوكل اليها، رسم برامج ومخططات طويلة ومتوسطة الأمد، تروم توفير الحاجيات الأساسية للبلاد من الماء، على قاعدة تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الماء للجميع وتثبيت السكان في مناطقهم والحد من ظاهرة الهجرة بسبب قلة أو انعدام الماء.

3-3: تطوير وتجويد التشريعات المائية، حتى تتناسب مع وضعية الجفاف البنيوي وتقطع مع عهد تشتت القوانين وتعدد المتدخلين، وتفتح المجال لعهد جديد من المقاربة الشمولية والحديثة لقضية الماء.

إن كان الماء هو أصل الحياة ومحور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن بلادنا، وبقدر ما تواجه التحديات في تعزيز الأمن المائي وامتلاك مفاتيح صناعات وإنتاج الماء، في ظل توالي سنوات الجفاف والرهان غير المحسوب على الفلاحة التصديرية، فهي مطالبة كذلك بتعزيز الأمن الطاقي وتخفيض كلفة الطاقة، بتنويع المزيج الطاقي ، من الطاقات البترولية والريحية و الهوائية والنووية وغيرها من الطاقات المستحدثة عبر تطور التكنولوجيا وطرق الإنتاج.

 

*الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

حظك اليوم السبت| توقعات الأبراج المائية.. السرطان الأكثر حظًا

حظك اليوم.. يبحث الكثير من مواليد الأبراج المائية عن توقعاتها لليوم السبت 7 سبتمبر، إذ يعرف أصحابهم بأنهم حساسون ويتعاملون مع الأمور بالعاطفة ولديهم مشاعر جياشة، كما يستخدمون تجاربهم في الاستمرار في الإبداع والتقدم، كما يكسبون احترام الآخرين. 

 

الأبراج المائية.. يبدأ برج الحوت من 19 فبراير إلى 20 مارس، والثاني برج السرطان 21 يونيو إلى 22 يوليو، والثالث العقرب 21 أكتوبر إلى 21 نوفمبر.

حظك اليوم الأبراج المائية

توقعات الأبراج المائية

حظك اليوم.. توقعات برج السرطان السبت 7 سبتمبر

برج السرطان، الأمور تسير على ما يرام اليوم، خاصة في مجال الحب والرومانسية، ستجد أن هناك روحًا سحرية ومغامرة عندما تتواصل مع الآخرين، استغل هذه الطاقة الشجاعة واستخدمها بشكل جيد بأي طريقة تراها مناسبة، أضف عنصرًا إضافيًا من الإثارة إلى عالمك الليلة مع شخص مميز جدًا بالنسبة لك.

 

حظك اليوم.. توقعات برج العقرب السبت 7 سبتمبر

القضايا المتعلقة بالحب والرومانسية في ذروتها الآن، برج العقرب، وقد تكون عدوانيًا إلى حد ما، قد تأتي طاقتك في هذا المجال على شكل موجات، ومن المرجح أن تكون مشحونًا بالموقف لدرجة أنك تشعر وكأنك قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار، لا تدمر شيئًا رائعًا برغبتك في الحصول على أكثر مما تحتاج إليه حقًا.

حظك اليوم الأبراج المائية

حظك اليوم.. توقعات برج الحوت السبت 7 سبتمبر

ربما يبتسم له الحظ اليوم، وهذا الأمر سوف يجعله متزنا وقادرا على بلورة الأمور والتأقلم مع الأوضاع العاطفية الجديدة، من المرجح أن تظهر أشخاص وأحداث غير متوقعة اليوم تمامًا كما تتوق إلى المغامرة، لا تتردد في ركوب القطار إلى وجهة غير معروفة يا برج الحوت، من الأفضل أن تندم على الأشياء التي فعلتها بدلاً من أن تندم على الأشياء التي لم تفعلها ضع هذا في اعتبارك عند التخطيط ليومك لا يوجد نقص في المرح هناك ما عليك سوى العثور عليه.

مقالات مشابهة

  • مياه أسيوط تعلن ضعف المياه عن الأدوار العليا بمركز منفلوط لمدة يومين
  • الأسمدة ونقص مياه الرى.. أزمات أنهكت كاهل الفلاحين بالغربية
  • شاهد: ظهور مفاجئ لأفاعي ضخمة في السدود المائية بصنعاء وصعدة (فيديو)
  • “الحكومة المنتهية” تقوم بإجراءات استباقية لمواجهة الأمطار الغزيرة المتوقعة
  • حظك اليوم السبت| توقعات الأبراج المائية.. السرطان الأكثر حظًا
  • شاهد .. ظهور أفاعي ضخمة في السدود المائية بصنعاء وصعدة وتحذيرات شديدة للأهالي
  • سائحان مسنان يحتفلان بزفافهما في أعماق البحر بالغردقة
  • زفاف تحت الماء.. عروسان تشيكيان يحتفلان بزفافهما في قاع البحر الأحمر بالغردقة
  • «فرح تحت الماء».. سائحان مسنان يحتفلان بزفافهما في أعماق البحر بالغردقة
  • شرطة الماء تكثف من تحرير المخالفات ضد ناهبي المياه