ناجٍِ مِن مجازر الجنينة يروي لـ «التغيير» رحلة الحياة و الموت و العبور إلى معسكرات اللجوء
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
مشاهد الموت والتصفية العرقية التي شهدها سكان مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور لا تفارق ذاكرة الناجين من تلك المجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع العام الماضي.
التغيير ــ فتح الرحمن حمودة
«مهاب» هو اسم مستعار لشاب عشريني وجد نفسه لاجئاً في معسكر من معسكرات اللاجئين السودانيين بمنطقة أدري التشادية حيث روى قصة نجاته من الموت لـ «التغيير».
في تلك الفترة كانت المواجهات العسكرية الدامية تتصاعد يومياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما اضطر الشاب لمغادرة منزله في حي الثورة بحثا عن طوق النجاة.
يقول مهاب: «كنت مع عائلتي في خط المواجهة الأول داخل الحي الذي كان الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع التي شنت علينا عدة هجمات وحشية» ويضيف :«كان يجب علينا الدفاع عن أنفسنا وأرضنا وعائلاتنا وممتلكاتنا».
يتذكر مهاب أنه بعد الهجمات على أحد أحياء المنطقة جاء الدور على الحي الذي يقطنون فيه، وارتفعت أعداد الضحايا بشكل مروع لكن جهود الشباب تضافرت لتقديم الإسعافات للجرحى ومساندة الأسر المتضررة رغم منأن الوضع كان يتدهور يوما بعد يوم بحسب حديثه.
و استحضر مهاب ذكرى صديقه الذي قتل غدرا على يد قوات الدعم السريع في تلك الهجمات، و كان مقتله ضربة قاسية لأسرته التي كانت تحاول جاهدة البقاء على قيد الحياة ويقول «كان صديقي ملاذا لنا فقد كان منزله مفتوحا لجميع الأنشطة الإنسانية لكن القدر كان قاسيا عليه».
يذكر مهاب أن قوات الدعم السريع كانت تستهدف بشكل خاص لجهة أنه من إثنية «المساليت» وقال «كانوا يسألون دائما المارة ما هي قبيلتك؟، وإذا كانت الإجابة من المساليت فالنتيجة الحتمية هي الموت».
و عانى مهاب من استهداف عرقي ومناطقي حيث كانت الهجمات تستهدف الأحياء التي يسكنها النازحين مثل حي الثورة والتضامن والمدارس حيث تعرضت لعمليات قتل ممنهجة.
بعدها قرر مهاب مغادرة الجنينة بعد أن أصبح البقاء فيها شبه مستحيل، وانطلقت رحلته التي وصفها بـ «الصعبة والشاقة» وخلال هروبه كان يشاهد جثث الشباب والنساء ملقاة في الشوارع.
بعد رحلة طويلة سيرا على الأقدام وصل إلى بوابة الحدود السودانية التشادية، حيث استقر في معسكر «عطشانة» ومن ثم بدأ التحدي الجديد له هناك.
يقول مهاب إن الوضع داخل المعسكر كارثي خاصة مع دخول فصل الخريف حيث زادت المعاناة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية ويشير إلى أن اللاجئين يعانون بشكل سيء موضحًا أن المعسكر يفتقر لأبسط مقومات الحياة.
و منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل عانى آلاف المدنيين في مناطق دارفور من النزاعات التي مزقت حياتهم، ما جعلهم يواجهون جحيما لا يحتمل بسبب الإبادات الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع.
و نشرت سلطنة دار مساليت تقريرًا أفادت فيه بأن السلطنة شهدت، خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2023، سلسلة من الهجمات الدموية الممنهجة التي شنتها قوات الدعم السريع و”مليشيا الجنجويد”، بهدف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين الأفارقة، مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والمصابين.
وطالب تقرير سلطنة دار مساليت بشأن مجزرة الجنينة العام الماضي بضرورة تقديم قادة الدعم السريع، وعلى رأسهم اللواء عبد الرحمن جمعة، وقادة قوات الاحتياطي المركزي إلى العدالة، بالإضافة إلى التدخل الدولي العاجل لحماية المدنيين ووضع سلطنة دار مساليت تحت الوصاية الدولية.
وفقا لتقرير أممي نشر في يناير الماضي، قتل ما بين 10 و15 ألف شخص في غرب دارفور العام الماضي خلال أعمال عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع ومليشيات عربية متحالفة معها.
الوسومالجنينة الدعم السريع المساليت مجازرة مليشياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنينة الدعم السريع المساليت مليشيا
إقرأ أيضاً:
قتلى بمسيرات الدعم السريع في الدبة ومئات الجثث بالخرطوم
قال مصدر عسكري للجزيرة إن قتلى وجرحى سقطوا في وقت مبكر اليوم الأحد إثر استهداف مسيّرات لقوات لدعم السريع مقر اللواء 73 في الجيش السوداني بمدينة الدبة شمالي السودان.
وتقع الدبة شمال الخرطوم وجنوب دنقلا، كما تقع ضمن حدود الولاية الشمالية.
وكان مصدر في سد مروي شمالي السودان قال للجزيرة إن قوات الدعم السريع استهدفت أمس السبت، لليوم الثاني، مدينة مروي بالمسيرات، مما أدى إلى إصابة أحد محولات الكهرباء بسد مروي وانقطاع الكهرباء عن عدة ولايات في البلاد.
وقال مصدر في قيادة الفرقة 19 مشاة مروي التابعة للجيش السوداني إن المضادات الأرضية أسقطت عددا من المسيرات التي أطلقت لاستهداف مقر قيادة الفرقة وسد مروي.
وفي الأشهر القليلة الماضية، هاجمت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مدنا عدة خارج نطاق المعارك بينها القضارف وسنار جنوبي شرقي السودان.
ويأتي استهداف قوات الدعم السريع مدينة الدبة في الولاية الشمالية بعد أيام من هزيمتها على يد الجيش السوداني في الخرطوم.
مئات الجثثفي غضون ذلك، قال مصدر من وزارة الصحة السودانية للجزيرة أمس السبت إن قوات الدفاع المدني والأجهزة المختصة تمكنت خلال الأيام الماضية من جمع نحو 320 جثة لقتلى الحرب.
إعلانوأضاف المصدر أن معظم الجثث تعود لضحايا المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وسط وغرب مدينة الخرطوم.
وأشار إلى أن هنالك جثثا يرجح أنها لمدنيين كانوا في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع تم إلقاؤها في آبار أو دفنها بشكل غير لائق.
وتوقع المصدر ازدياد أعداد الجثث بعد توسيع عمليات البحث في المناطق التي شهدت أخيرا عمليات عسكرية بولاية الخرطوم.
اشتباكات مستمرة
ميدانيا، تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، وقوات الدعم السريع غربي وجنوبي مدينة أُم درمان بالتزامن مع عمليات تمشيط للجيش بمحلية جبل الأولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقالت مصادر في حكومة ولاية الخرطوم للجزيرة إن سلطات الولاية أجلت نحو 5 آلاف مواطن من سكان منطقة الجُمُوعِية جنوبي مدينة أم درمان إلى شمال المدينة إثر هجمات شنتها قوات الدعم السريع في الأيام الماضية على المنطقة.
واتهمت مصادر محلية الدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الجموعية.
وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني إن الطيران الحربي شن أمس السبت غارة على مواقع لقوات الدعم السريع بمحيط المدينة، وأوقع في صفوفها خسائر في الأرواح والعتاد.
وأضاف إعلام الفرقة السادسة -في بيان- أن الجيش والقوات المتحالفة معه يواصلون عمليات تمشيط مكثفة داخل أحياء مدينة الفاشر لمنع تسلل من وصفهم بالعناصر التخريبية إلى داخله.
كما ذكر الجيش في الفاشر أن قوات الدعم السريع تستهدف بعدد من الطائرات المسيرة مناطق متفرقة داخل المدينة.
يذكر أن قوات الدعم السريع حاولت مرارا اقتحام الفاشر، لكن الجيش والقوات المتحالفة معه أفشلوا كل المحاولات.
وأسفر الصراع المستمر في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 عن عشرات الآلاف من القتلى ونحو 15 مليون نازح.
إعلان