لا إنتاج جديد في السوق.. لماذا توجد أزمة في سوق السيارات في مصر؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
منذ عامين يحاول أحمد البالغ من العمر 33 عاما شراء سيارة تمكنه من الذهاب لعمله اليومي الذي يبعد عنه نحو 30 كيلو متر تقريبا في معاده، حيث يخسر شهريا جزء بسبب الخصومات الناتجة عن التأخر في المواعيد بسبب المواصلات العادية والتي تواجه تكدسا مروريا يمنعها من الوصول في الموعد المناسب إلا أنه كلما تمكن من ادخار جزء أصبح لا يسعفه بسبب تعويم الجنيه أكثر من مرة أمام الدولار الأميركي ما يؤدي إلى غلاء مكونات استيراد السيارات التي ارتفع ثمنها بشكل جنوني في مصر.
أخبار متعلقة
سيارة متنقلة لتقديم خدمات الشهر العقاري بمصيف بلطيم «على فترتين» يوميًّا
اعترافات الميكانيكي المتهم بقتل جاره بدار السلام: الخلاف بدأ من 6 سنين بسبب «ركنة سيارة»
بعد شكاوى المواطنين.. محافظ الجيزة يوجه بزيادة سيارات السرفيس لمدينتى زايد وأكتوبر
لكن كيف تزيد أسعار السيارات في مصر وكيف يظهر تأثر مصر بواحدة من أكبر الصناعات؟
تبدأ القصة بحسب علاء السبع رئيس شعبة السيارات باتحاد الصناعات بوجود مصانع متخصصة لجمع مكونات السيارات للعلامات التجارية العالمية والتي تعتبر مصر واحدة من أكبر مناطق الشرق الأوسط في التوزيع، هذا الأمر تأثر بشكل واضح أولا على مصانع الداخل والتي تواجه صعوبة في مواكبة أسعار مكونات الانتاج بسبب ارتفاع سعر الدولار والذي ارتفع أكثر من الضعف خلال عام واحد وبالتالي تزيد من أسعار السيارة على المعارض والتي تواجه مشكلة أعمق في البيع وبالتالي أدى هذا الأمر إلى تراجع معدلات البيع بشكل واضح.
ازمة في قطاع السيارات في مصر
تراجع مبيعات السيارات
ووفق البيانات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات المصري «أميك»، فقد باع الموزعون أقل من 5100 مركبة خلال أبريل، مقارنة بنحو 16.6 ألف مركبة خلال الشهر ذاته من العام الماضي. ويعتبر معدل المبيعات خلال شهر إبريل الماضي هو الأدنى منذ بداية عام 2018 على الأقل.
وانخفضت مبيعات سيارات الركوب بنسبة 70% على أساس سنوي إلى نحو 3800 سيارة فقط، كما تراجعت مبيعات الحافلات بنسبة 59%، ومبيعات الشاحنات بنسبة 69%. كما تراجعت مبيعات أبريل بنسبة 23% مقارنة بشهر مارس الماضي، حيث سجلت مبيعات سيارات الركوب انخفاضا بنسبة 17%، ومبيعات الحافلات بنسبة 31%، وتراجعت مبيعات الشاحنات بنسبة 39%.
الجزء الثاني من الأزمة يكشفه رئيس شركة الأمل المجمعة لسيارة BYD الأكثر انتشارا في السوق المصرية، عمرو سليمان، إنها تتجه لتعليق عملية التصنيع والتجميع خلال الفترة المقبلة بسبب نقص الدولار ما أدى إلى وجود أزمة في مكونات الانتاج والتي ستنتهي بالكامل داخل المصنع العملاق في مصر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف المستثمر المصري لـ «المصري اليوم» أنهم يواجهون أزمة في فتح معتمدات مستندية جديدة تسمح بدخول مكونات الانتاج الجاهزة بالفعل وبالتالي اتجهوا في البداية إلى خفض الانتاج من الف سيارة إلى 300 فقط شهريا إلى جانب منحهم إجازات للعمال أحيانا بسبب ضعف الانتاج الذي سيتجه للتعليق المؤقت خلال الفترة المقبلة لحين حل الموقف.
ازمة في قطاع السيارات في مصر
وأشار سليمان إلى أن الشركة مشاركة أيضا في مشروع إحلال السيارات الذي أعلنت عنه الحكومة المصرية في وقت سابق، بينما ستضطر لتأخير عملها في هذا البرنامج الحكومي بسبب نقص مكونات الانتاج، وبالتالي التأخير على الحاجزين.
وأكمل أن المصنع يعد من الأكبر في مصر حيث يضم نحو 120 عامل ستظل مرتباتهم سارية بشكل طبيعي خلال فترة التوقف المؤقت لحين حل الموقف والسماح بفتح اعتمادات مستندية جديدة خلال الفترة المقبلة.
وقال سليمان إن الشركة كانت تتجه لخط جديد لإنتاج السيارات الكهربائية تماشيا مع الاتجاه العالمي للشركة التي تعد من الأكبر في العالم حاليا في إنتاج السيارات الكهربائية، لكن من غير المعقول العمل على هذا الاتجاه في مصر في ظل عدم القدرة على توفير مكونات انتاج السيارة العادية.
وتُظهر أحدث البيانات الواردة ضمن نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تراجعًا حادًا بواردات مصر من السيارات، 8 بالمئة تراجعاً بواردات السيارات إلى مصر بمختلف أنواعها (خلال أول 11 شهراً من العام 2022)، فيما بلغت قيمة الواردات 2 مليار و331 مليون دولار خلال الفترة المذكورة،مقابل 4 مليارات و147 مليون في نفس الفترة من 2021
أوفر برايس السيارات تأثير جانبي للأزمة
رفيق صاحب أحد معارض السيارات في منطقة المهندسين حيث تنتشر المعارض التي توفر التقسيط للسيارات الكسر زيرو والزيرو، قال بدوره إن بعض الموديلات غابت عن السوق المصري منذ عدة أشهر، كان على رأسها هيونداي أكسنت، وهيونداي توسان، وكيا سبورتاج، وأوبل جراند، وسكودا أوكتافيا، وإلنترا cn7.
وأضاف أن معدلات البيع تتراجع بشكل واضح بسبب الغلاء الشديد في أسعار السيارات الموجودة بالفعل وأغلبها ليس موديل السنة بسبب عدم قدرة الشركات والمصانع على موافاتنا بالكميات المطلوبة، ما يدفعنا كتجار إلى محاولة انجاز الأمر عن طريق أوفر برايس وهو إضافة سعر إضافي على سعر العربية حتى يتم شحنها في وقت أسرع من الطبيعي الذي قد يصل إلى 4 أشهر كاملة.
ازمة في قطاع السيارات في مصر
ويشير علاء السبع رئيس شعبة السيارات إن هناك أزمة عامة في سوق السيارات سببها نقص المكونات لتجميع السيارات في مصر بسبب موضوع الاعتمادات المستندية، مطالبا الحكومة بالتدخل.
وأضاف رئيس شعبة السيارات لـ«المصري اليوم» أن شركات السيارات اضطرت لتخفيض انتاجها خلال الفترة الماضية بسبب عدم تطبيق الغاء الاعتمادات المستندية في الدفع بالدولار للواردات التي تحتاجها من مكونات لتجميع السيارات في مصر.
وأشار رئيس شعبة السيارات إلى أن الأمر يحتاج إلى تدخل من الحكومة لمساندة واحدة من أهم الصناعات داخل مصر وهي صناعة السيارات والتي تتمتع بقوة كبيرة واقتصاد قوي داخل مصر مع وجود أهم العلامات التجارية العالمية المتخصصة في صناعة السيارات.
وتشير مصادر متصلة إلى أن عدة شركات أوقفت بالفعل إنتاجها من السيارات الجديدة بسبب صعوبة استلام مكونات جديدة للانتاج والتجميع ما يفسر ظاهرة اختفاء أنواع عدة للسيارات الأكثر توزيعا في مصر وعدم وصولها إلى المعارض التي تعاني بشدة خلال الفترة الأخيرة بسبب التكلفة العالية لاستمرارها.
سوق السيارات اسعار السيارات المستعملة في سوق القطامة ازمة اسعار السيارات ازمة قطاع السيارات سوق السيارات المستعملة ازمة سوق السيارات الجديدة شعبة السيارات ارخص اسعار السياراتالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين سوق السيارات سوق السيارات المستعملة شعبة السيارات ارخص اسعار السيارات زي النهاردة السیارات فی مصر قطاع السیارات سوق السیارات خلال الفترة
إقرأ أيضاً:
لماذا تغيب معاناة أطفال غزة عن الإعلام الأميركي؟
واشنطن- بينما كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على رأس القضايا الخارجية التي يتناولها الإعلام الأميركي على مدار العام الماضي عبر عشرات التقارير الإخبارية، ومقالات الرأي في الصحف والمواقع الإخبارية المتنوعة، تراجعت بشدة تغطية تطورات الحرب بعد مرور أكثر 18 شهرا على بدئها عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع وجود "تقصير هيكلي" في التغطية الإعلامية الأميركية لما يجري في غزة بسبب قبول الصحفيين الأميركيين عدم الوجود في القطاع، والاكتفاء بالعمل من داخل إسرائيل، أو عن طريق مساعدين وباحثين فلسطينيين في غزة، تخضع أغلب وسائل الإعلام الأميركية لضغوط اللوبي اليهودي، أو تتحفظ بسبب قوة علاقات البيت الأبيض بالحكومة الإسرائيلية، وتتردد أغلب أدوات الإعلام في إعطاء المعاناة الإنسانية، خاصة التي يتعرض لها أطفال غزة، الاهتمام المستحق.
ضغط اللوبي اليهوديفي 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشرت صحيفة نيويورك تايمز، على صدر صفحتها الأولى، صور أطفال من قطاع غزة ممن أجلتهم منظمات إنسانية دولية للعلاج في الخارج، بعد أن فقدوا واحدا أو أكثر من أطرافهم من الأيدي والأرجل.
وخصصت الصحيفة أكثر من صفحتين لعرض صور ملونة لـ16 طفلا تعرضوا لإصابات خطيرة خلال الحرب، وعن عمليات النقل الجوي لهم وللمرافقين من ذويهم، التي جاءت نتيجة مفاوضات مضنية بين منظمات الإغاثة وعدة حكومات، بما في ذلك إسرائيل ومصر وإيطاليا. وفصَّلت الصحيفة؛ كيف تم بتر أطراف بعض الأطفال لإنقاذهم، وكيف سيحمل كثير منهم ندوبا على أجسادهم مدى حياتهم.
إعلانوقوبل التقرير بعاصفة غضب من المنظمات اليهودية التي اتهمت الصحيفة بعدم وضع الإطار الصحيح لقصص الأطفال ومسؤولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عما جرى لهم.
وتعد هذه القصة استثناء؛ إذ فشل الإعلام الأميركي في التعامل مع الشهداء الفلسطينيين، خاصة من الأطفال، على أنها قضية تستحق التغطية الإخبارية على قدم المساواة مع القتلى الإسرائيليين.
كما أنه ومع استمرار منع الاحتلال دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، حتى خلال فترات الهدنة المؤقتة التي شهدها القطاع، لم تعترض كبريات وسائل الإعلام الأميركية على ذلك، واكتفت بالتغطية من خلال شبكات مراسليها المنتشرين داخل إسرائيل، وفي كثير من الأحيان يصطحب الجيش الإسرائيلي صحفيين أميركيين يسمح لهم بالاطلاع على ما يراه مهما من وجهة النظر الإسرائيلية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، السفير ديفيد ماك، في تصريح للجزيرة نت، أنه "بالرغم من ضعف تغطية الإعلام الأميركي لمعاناة أطفال غزة الجياع وسوء التغذية تحت الحصار الإسرائيلي، لا تزال بعض الوسائل وخاصة المقروءة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، تقدم تغطية جيدة إلى حد معقول للمعاناة الإنسانية واسعة النطاق للفلسطينيين في غزة".
ومنذ شهرين، تفرض إسرائيل حصارا شاملا على غزة، ولم تسمح بدخول أي من المساعدات الغذائية والإنسانية أو السلع التجارية، وهي أطول فترة إغلاق تفرضها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه مستعد لنقل ما يكفي من المساعدات إلى غزة لإطعام جميع السكان لمدة تصل إلى شهرين، بينما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن لديها نحو 3 آلاف شاحنة مليئة بالمساعدات للقطاع، وكلاهما ينتظر رفع إسرائيل حصارها والسماح بإدخال هذه المعونات.
إعلانمن جانبه أصدر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بيانات تدعم سيطرة إسرائيل على تدفق المساعدات الإنسانية كورقة مساومة لإجبار حماس على إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين لديها. وفي الأسبوع الماضي، رفض السفير الأميركي في إسرائيل، القس مايك هاكابي، نداءات من مسؤولي الشؤون الإنسانية للضغط على الاحتلال لفتح المعابر.
واعتبر خبير الشؤون الإستراتيجية ومدير مؤسسة دراسات دول الخليج جورجيو كافيرو، في حديث للجزيرة نت، أن الحكومة الإسرائيلية مصممة على قتل وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة، ويشكل منع دخول الإمدادات الغذائية والإنسانية إلى غزة جزءا من هذه الأجندة.
كما سهَّلت إدارة ترامب "بشكل إجرامي" سلوك الإبادة الجماعية هذا، واصطفت واشنطن تماما مع تل أبيب فيما يتعلق بالحملة الإسرائيلية في غزة.
وأكد كافيرو أن لدى "الولايات المتحدة نفوذ هائل على إسرائيل، ولكن لأسباب سياسية لا تستخدمه لإجبارها على السماح بدخول الغذاء والإمدادات الإنسانية إلى القطاع".
قيود إسرائيلوعن أسباب عدم ضغط إدارة ترامب على إسرائيل للسماح بإدخال الغذاء والإمدادات الإنسانية إلى غزة، اعتبر السفير ماك أنه "في حين مالت إدارة بايدن إلى قول الأشياء الصحيحة بشأن السماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها لم تدعمها بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل أو تقديم دعم سياسي للفلسطينيين في الأمم المتحدة، إلا أن إدارة ترامب لا تدلي حتى بالتصريحات الصحيحة".
وتابع "يرجع ذلك جزئيا إلى الإرهاق من القضايا بعدما استمرت لفترة طويلة، حيث كان هناك دعم سياسي محلي أميركي متزايد للفلسطينيين، ويريد ترامب نفسه نهاية سريعة للأزمة، حتى على حساب استمرار موت النساء والأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة وغيرها من التهديدات لسلامتهم".
إعلانإلا أن السفير ماك ذكر أن "الكثير من الأميركيين يحصلون على أخبارهم من التلفزيون والإذاعة والإنترنت التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لتوفير تغطية كافية، ويرجع ذلك جزئيا إلى القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول وسائل الإعلام إلى غزة، إضافة للخطر الذي يتعرض له الصحفيون على الأرض جرَّاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية".
هياكل
ونشرت الإذاعة الوطنية (إن بي آر)، أمس الأربعاء، تقريرا عما يعيشه أطفال غزة من معاناة داخل مستشفى "جمعية أصدقاء المريض"، وأبرزت أن العديد منهم يواجه سوء التغذية بدرجات حادة وشديدة، وهو ما يضعف أجهزتهم المناعية ويوقف نموهم. ونقل التقرير شهادة أطباء متخصصين يؤكدون أن بعض الأطفال أصبحوا مثل الهياكل العظمية بسبب سوء التغذية.
وأورد التقرير تأكيد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، لأنصاره في إسرائيل في وقت سابق من أبريل/نيسان الماضي بقوله "اسمعوني جيدا، لن تدخل حبة قمح واحدة إذ انتهى بها المطاف في أيدي حماس". حيث تتهم إسرائيل الحركة بالسيطرة على توزيع المساعدات، وتنفي منظمة الأمم المتحدة ذلك.
وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة تشير إلى أن نصف سكان غزة، أي حوالي مليون شخص، يتناولون الآن وجبة واحدة فقط يوميا من المطابخ الخيرية، التي بدأت أيضا في الإغلاق بسبب نفاد الإمدادات.