الإمام زيد (عليه السلام).. ثورة وشهادة ومنهج للأحرار على مدى الأزمان
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
الشعار الذي رفعه الإمام زيد بن علي -عليه السلام- يعيدنا اليوم إلى معيار القرآن والحق والمصلحة الحقيقية للامة التي تحتاج إلى البصيرة ثورة الإمام زيد أتت لتصحيح المفاهيم المغلوطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء ثقافة الجهاد والاستشهاد
كان لما حدث في الطف من مآساة وقتل لآل النبي الكريم وخذلان لسبطه الحسين، أثر كبير في بقاء الأمة تحت الجور الأموي وإلجام علماء الأمة عن الحديث عن الظلم الذي ألحقوه بالأمة وظل كرسي الخلافة متوارثا بين السفيانيين والمروانيين إلى أن وصل إلى هشام بن عبدالملك الذي هدد بالقتل كل من يأمره بتقوى الله، ويُسب النبي في مجلسه ولا يحرك ساكنا وكان جلساؤه من اليهود وصادف عهده عهد الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -عليهم جميعا السلام-، الذي خصه أبوه بتربية إيمانية وجهادية ليكون هو رجل المرحلة خاصة وانه شديد الشبه بجده الإمام -عليه السلام- فصاحة وبلاغة وشجاعة وكان شديد الارتباط بالقرآن يغمى عليه من الخشية حال تلاوته وكان هو الوحيد الذي امتلك الجرأة على الوقوف بوجه هشام يأمره بتقوى الله ولا يبالي من باب المسؤولية التي جعلته يواجه الأفكار الضالة ويعمل على تصحيحها ويصلح حال علماء الأمة ويحيي في الناس الروح الجهادية والإيمانية، بمعنى أنه بدأها بثورة وعي وبصيرة ومن ثم جهاد الظالمين واستطاع أن يجمع حوله الكثير من المناصرين لكنهم في يوم تحركه خذلوه كما خذلوا من قبل جده الحسين وقاتل بالقلة القليلة معه حتى استشهد.
وعليه فإن مثل هذه الثورة وهذا المنهج نحن اليوم بأمس الحاجة إليه سيما وان اثار ما أحدثه بني أمية لازالت قائمة حتى اليوم ونرى الأمة تعيش نفس الخنوع والذل لأعدائها ولا يزال العلماء يأتمرون بأمر السلاطين الذين أذلوا رقابهم للصهاينة وصمتوا عن أفعالهم في جزء من الأمة المحمدية والأرض العربية، ووجب علينا إحياء هذه الثورة لأحياء الروح الجهادية فينا للوقوف ضد كل ظالم ومتسلط وعدو.
نتابع في هذا الاستطلاع الذي أعده المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة لـ”الأسرة” المزيد من التفاصيل عن ذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- حول منهجه وثورته ..نتابع الحصيلة :
الاسرة /خاص
الكاتبة وفاء الكبسي، ذكرت في بداية حديثها أن الإمام زيد هو زيد بن علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب -عليهم السلام- سليل بيت النبوة من عُرف باسم حليف القرآن؛ وذلك لتأثره بالقرآن الكريم وإتقانه للفرائض وأحكام السُنن والآداب ولمعرفته للتآويل التي لا تقل عن معرفته للتنزيل، وكل ما تحتاج إليه الأمة في دينها مما لا بد لها منه ولا غنى لها عنه، فكانت كل مضامين حركته قرآنية وهو يعلم ويرشد ويجاهد ويثأر لإنقاذ الأمة.
دواعي الثورة
وأوضحت الكبسي أن الإمام زيد -عليه السلام- انطلق في ثورته المباركة ضد الطغاة والمستكبرين من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملاً بقوله تعالى “ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ “.
وأشارت إلى أن ثورته قد جاءت نتيجة للوضعية الحرجة والمظلمة والقاسية التي كانت تعيشها الأمة –آنذاك-، فتحرك الإمام زيد في أكثر من مسار لتصحيح المفاهيم المغلوطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء ثقافة الجهاد والاستشهاد في وجه الطغاة والمستكبرين.
وأكدت الكبسي أن ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي هي امتداد لثورة جده الحسين، لنهضة الأمة وقد أعطت للحق صوته وبقي له امتداده واستمراريته ولا تزال هذه الاستمرارية وبركاتها حاضرة في أمتنا إلى اليوم، فقد كانت ثورة لإنقاذ الأمة، فالإمام الحسين والإمام زيد وكل أعلام الهدى من آل البيت كانت حركتهم ومازالت من أجل الأمة.
البصيرة البصيرة
ونوهت الكبسي بأن الإمام زيد رفع عنوانا مهما وعظيما هو “البصيرة البصيرة ثم الجهاد”.
وأكدت أن هذا العنوان الذي تحتاجه الأمة في كل مرحلة من مراحل تاريخها الآن وهي أحوج ما تكون إلى هذا العنوان، حيث تتعرض الأمة والشعب اليمني والفلسطيني لحملات تضليلية رهيبة تحتاج إلى الوعي والبصيرة في تشخيص الحقائق وتحديد الخيارات، خاصة ونحن نمر بمراحل مصيرية ومنعطفات خطيرة، وهذا الشعار الذي رفعه الإمام زيد بن علي -عليه السلام- يعيدنا اليوم إلى معيار القرآن والحق والمصلحة الحقيقية للامة التي تحتاج إلى البصيرة.
وذكرت الكبسي أن الشعب اليمني يواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهما ببصيرة وجهاد وبصيرة من كتاب الله ومن الثقافة القرآنية ومن البصيرة التي يكتسبها من الإدراك الصحيح للواقع خصوصا وأن الشواهد للآيات القرآنية جلية أمام الجميع في كل ما نواجهه وخاصة في معركتنا اليوم “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لأهلنا في غزة” ومقاومته الباسلة في ساحتنا الإقليمية والدولية.
محطة وعي
وتابعت الكبسي: أن إحياء هذه الذكرى الأليمة يأتي من باب كونها محطة توعوية لاستذكار أحداث تاريخية في حياة الأمة والتزود منها بما يزيدها وعيًا وبصيرة ويقينًا وعزمًا وقوة وإرادة، ولاستلهام الدروس والعبر من نهجه لمواصلة الصمود والثبات، فاليوم الشعب اليمني يواجه الطغيان الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهما ببصيرة وجهاد وبصيرة من كتاب الله ومن الثقافة القرآنية وتحت قيادة علم الأمة حفيد الإمام الحسين والإمام زيد، السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله.
قدوة الثائرين
بدورها الأستاذة منال العزي تقول : ان الإمام زيد هو ذلك الرمز العظيم الذي جلّى للإسلام قوته، سبطَ رسولِ الله وريحانة فؤاده، ابنُ عليٍّ ابنِ الحسين، حفيدُ الكرار الإمامُ علي -عليه السلام-، ابنُ فاطمةِ الطهرِ البتول، هو المقدام العظيم الذي برز كرجلٍ قرآني يتحدى أعتى طاغية في زمانه، هشام بن مروان، ويعيد للإسلام رونقه ومجده.
وأوضحت العزي أن من أهم الأسباب التي جعلته يُشهر سيفه ويخرجه من غمده الشريف، هو الطغيان الأموي الذي وصل إلى حدٍ يتجاوز أن يُعبِر عنه الكلام، من طغيان بني أمية، وظلمهم للمسلمين، وإضاعتهم لكتاب الله، واتخاذهم دينِ اللهِ دغلا، وعباده خولا، وماله دولا، وطمسهم لمعالمِ الإسلام.
وأشارت العزي إلى أن الإمام زيد هو ذلك الرجل الذي تربى ونشأ في أقدس بيئة، وتحت تربية أبيه المستقيمة الإمام علي ابن الحسين -عليه السلام-، وعكف على كتاب الله يتدبره ويتفهم معانيه، حتى سميَّ بحليفِ القرآن، لم يكن منه أن يتفرج على ظلم الطغاة، وإفسادِ المفسدين، وأن يقف مكتوفَ الأيدي، وهو يرى دينُ جدهِ محمد -صلوات الله عليه وآله- يضيعُ ويُدمى بالجراح! ويرى أمة جدة تُقتل وتُستباح، بل كان لا بد له من التحرك، وكتاب الله يفرض عليه ذلك حتى أنه عبّر وقال:( واللهِ ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، كما أن مسؤوليته الدينية تفرضُ عليه أن يتحرك ويجاهد ويناهض الظلم والطغيان.
ارتباط وثيق
وأكدت العزي أن الارتباط وثيق بين ما حدث في كربلاء، وبين ما حدث في ثورة الإمام زيد، فلولا تلك لما كانت هذه، فكلها تابعٌ لبعض، فثورة الإمام الحسين في كربلاء كانت ثورة على الظلم والطغيان من أبناء الطلقاء بني أمية، وخروج الإمام الحسين -عليه السلام- على طاغية عصره يزيد كان خروج حقٍ، ودفع ظلمٍ عن المسلمين، وإحياءً لدين الله الذي كان يريد يزيد أن يطمس آثاره، فكان خروج الإمام زيد -عليه السلام-، بنفس الهدف والثورة، عَلَمٌ قرآني من عترة محمدٍ الطاهرة لقتالِ طاغيةٍ مجرمٍ من سلالة الشجرة الملعونة بني أمية، فالحدث هو نفسه، والتاريخ يعيده بنفس الأسباب والأحداث, لإنقاذ الدين والأمة، والخروج على الظالم الفاسق.
ونوهت منال العزي بأهمية إحياء ثورة الإمام زيد، حيث أكدت ان إحياءنا لثورة الإمام زيد والإمام الحسين -عليهم السلام-، هو إحياءٌ للدين والقرآن، وهو إنقاذٌ لنا من هيمنة الطغاة اليهود والنصارى، وحصانةٌ لنا من انحرافِ وجهلِ المسمين أنفسهم مسلمين، وهم خاضعون مُستَذَلِّون، تحت أقدام ورحمة اليهود والنصارى.
كما أن إحياء الثورة، والارتباط بها، والتولي لقادتها، له آثاره القوية والغالبة، التي تولد النصر، والعزة، والحرية، والتمكين، والكرامة.
نتائج الإتباع
وأشارت إلى أثر هذه الثورات على منتهجيها، حيث قالت: قد رأينا آثارها العظيمة تتجلى أمام أعيننا، وفي واقعنا اليوم في وجه أمريكا التي تسمي نفسها وتسميها الأعراب بالدولة العظمى وريبيتها إسرائيل التي باتت أمام ثورة اليمن الحسينية وجهاده الزيدي أوهن من بيوت العنكبوت، ومن الذي أصبح اليوم منتصرًا وأفلح؟
هل الذي تولى العترة وسار في طريقهم طريق القرآن، وأحيا ثورتهم ونهجهم؟ أم الذي تولى غيرهم من المنحرفين، ورضيَ لنفسه بالتأسلم والخضوع واكتفى به، وسعى بكل جهده لطاعة الأمريكي وخدمة الإسرائيلي؟.
حقيقةٌ قرآنية لا تبديل لها (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) باتت الحقائق اليوم مكشوفة بالمجهر العريض، وأهداف ثورة الإمام زيد -عليه السلام- خلدت آثارها العظيمة ومن شهر سيف الإمام زيد -عليه السلام- وأحيا ثورته فهو بحق المنتصر والغالب بلا ريب، وقد تجلى ومازال يتجلى صدق الله ووعده بالغلبة والنصر وكفى بالله وليًّا، وكفى بالله نصيرا.
تسلط على رقاب الأمة
بدورها تقول الناشطة السياسية دينا الرميمة: في زمن الجور الأموي الذي جثم على صدر الأمة المحمدية وألجم ألسنة علمائها عن الحديث عن الظلم ومقارعة الظالمين بالحجة وجعلهم علماء سلطة يفتون بحرمة الخروج عن الحاكم حتى وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يستن بسُنة بأحاديث منسوبة لنبي الرحمة ومؤسس أركان العدالة التي انهارت دعائمها على يد الطلقاء وأبنائهم مع المؤلفة قلوبهم، من تسلطوا على رقاب الأمة بسبب الخذلان لثورة الحسين السبط وذبح مشروعه الحق مع رأسه يوم الطف، واعتلاء ازنام الباطل بما تحمله قلوبهم من حقد وضغينة على الإسلام ونكران وكفر بنبوة خاتم المرسلين كرسي خلافة المسلمين، كإرث لهم لا شورى في ظل خنوع واستسلام لهم من الأمة التي عاشت أسوأ أنواع القهر بعد أن آثرت طاعة اللئام.
وأردفت الرميمة: وبعد أن انتقلت الخلافة من السفيانيين إلى المروانيين وصل أمر الأمة إلى هشام بن عبدالملك سادس خلفاء بني مروان وهو الذي هدد بالقتل كل من يأمره بتقوى الله، ويسب النبي الكريم في مجلسه من قبل اخلائه اليهود ولا يحرك ساكناً، بل وينهر من يغتاظ لذلك، ولم يكن ليجرؤ أحد على معارضته إلا الإمام زيد -عليه السلام- الذي صادف عصره وتصدى لكل جبروته ووقف في وجهه يأمره بتقوى الله دون خشية أو خوف.
حليف القرآن
وأوضحت الرميمة أن الإمام زيد بن علي بن الحسين زين العابدين -عليه السلام- الذي اختصه بتربية إيمانية وجهادية وأعده للمستقبل ليكون رجل المرحلة، وكان كثير الشبه بجده الإمام علي في الفصاحة والبلاغة والبراعة, وكان يعرف في المدينة بـحليف القرآن لارتباطه الوثيق والمتميز به حتى أنه عندما كان يسمع بعض آيات القرآن في بعض المقامات يغمى عليه من الخشية والتدبر، اهتدى بهديه، فكان لذلك أثره البالغ على روحيته واندفاعه للتحرك لإنقاذ أمة جده اشفاقا عليها متألما لحالة الخنوع التي اكتسحتها ولشعوره الكبير بالمسؤولية تجاه مظلومية الأمة، مسؤوليه تربى عليها من خلال آيات القرآن، الذي رأى انه لا يدعه أن يسكت عن الظلم.
استشعار المسؤولية
وأكدت الرميمة أن الإمام زيد كان تحركه من خلال القرآن الكريم، يواجه بالحق الباطل والضلال، ويواجه الأفكار المنحرفة المضللة وعقائد ومبادئ مزيفة باتت تعتمد عليها الكثير من طوائف الأمة فكرا وتسير في ظلماتها، فكان التحرك لإحياء الروحية الإيمانية الجهادية والاستشعار للمسؤولية في الأمة من جديد.
وذكرت الرميمة أن الإمام زيد بدأها بثورة وعي وبصيرة أراد من خلالها استنهاض الأمة وعلمائها بأسلوب قرآني بليغ، حتى قال عنه هشام بن عبدالملك خشية لا امتداحاً(رأيته حلو اللسان، شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام)، ليحول بينه وبين الناس والعلماء الذين كان الإمام زيد يدعوهم بقوله (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى جهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وقسْم الفي بين أهله ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب).
واستطاع أن يجمع حوله الكثير من الشيعة قيل أنهم بلغوا خمسة عشر ألفا بايعوه على السمع والطاعة وان يخرجوا معه في ثورته.
وتابعت الرميمة: ولكنهم في يوم تحركه خذلوه كما خذل جده الحسين في كربلاء وقاتل مع القلة القليلة الذين أوفوا معه حتى استقبل الشهادة قائلاً (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها) ومع أنهم أخرجوه من قبره وصلبوه ومن ثم أحرقوا جسده الطاهر وذروه في الرياح حتى يمحى ذكره وأثره إلا أن ثورته بقيت للأجيال، ثورة لكل الأحرار ومنهجا للثائرين ضد الظلم حتى يومنا هذا!
ثورة وعي وجهاد
وأشارت الرميمة في سياق حديثها إلى أن ثورة الإمام زيد هي الثورة التي نحييها في واقعنا هذا الذي نرى فيه قوى الشر تريد سلبنا حريتنا وكرامتنا وديننا، ثورة نستلهم منها الشجاعة وقول الحق في وجه السلاطين الجائرين ممن حملوا راية النفاق وباسم الدين توجهوا للتطبيع مع أعداء الأمة الصهاينة تحت مسميات دينية كاتفاقهم المسمى (ابراهام)!، وهي ثورة مبادئ وقيم وثورة ثبات وتحد للحفاظ على الحرية والكرامة وما نحمله من دين يراد لنا أن ننحرف عن منهجه القويم، ونأبى نحن إلا أن نكون كزيد لا نخشى في الله لومة لائم.
واختتمت دينا الرميمة حديثها بالقول: ثورة الإمام زيد هي ثورة علم وجهاد ووعي وبصيرة ستبقى منارا للأحرار في وجه كل طاغٍ وباغية انتهج النهج الأموي.
على خطى الحسين
بدورها الكاتبة إقبال صوفان تقول: إن الإمام الأعظم زيد ابن علي، حليف القرآن الذي اعتكف على القرآن الكريم لمدة من الزمن لذلك أُطلق عليه اللقب الّذي يستحقّه ويليق به كثائرٍ مِقدام.
وأكدت إقبال أن ثورة الإمام زيد (ع) لم تخرج عن المسار الذي سارت عليه ثورة جده الإمام الحسين، فكانت ضد الطاغية هشام بن عبدالملك الذي عاث وأتباعه في الأرض فساداً، فقام الإمام زيد بالخروج ليصلح وضع الأمة ويُصحح مسارها، خرج ليصون حرمات الإسلام ويدافع عن المُستضعفين في ذلك الزمان، تحرّك مع قلّة من الصادقين الذين كان عددهم (218)، أما بنو أمية فـ(12000) مقاتل، ردد حليف القرآن عبارة أثناء قتاله للأمويين قائلاً: “والله لو كنت أعلم عملاً أرضى لله من قتال هؤلاء لفعلته”.
وأوضحت صوفان أن المعركة كانت شرسة كما كانت كربلاء وكما كانت روابطها ودوافعها وأسبابها وغدرها، عجز الأمويون أمام تلك القلّة من الجيش الشرس، فلجأوا إلى السِهام فحان وقت “الشهادة!.. الشهادة ! الحمد لله الذي رزقنيها “، وفاضت روح الإمام زيد بعد أن أمر بالمعروف ونهى عن المُنكر بعد أن حقق العدالة وأحيا ما أندثر من كتاب الله وسنة نبيه ولحق بجده المصطفى ومن سبقه عادلاً بطلاً شامخاً.
واختتمت إقبال صوفان حديثها بالقول: ومن خلال إحيائنا لمثل هكذا أحداث سوف تتولد لدينا كل معاني العزة والبطولات التّي نحتاجها في وقتنا هذا ونستلهم منها الكثير لنسير على درب تحرير الأرض من الطُغاة والمستكبرين من يبذلون قصارى جهدهم لإفساد الأمة والدين والوطن .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المحاضرات الرمضانية.. تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية
يمانيون/ تقارير
في هذا الزمن الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واستحكمت فيه أهواء الأنفس وكثرت الشبهات وتعددت المشكلات والتحديات التي تواجهها الأمة جراء الحرب الشعواء التي يتبناها اللوبي الصهيوني، يطل السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي طوال أيام شهر رمضان المبارك بمحاضرات من هدي القرآن الكريم تُعطينا الطاقةَ اللازمةَ من التدبُّر والتفكُّر في آيات الله وآلائه، وفي العمل والأخذ بأوامر الله ونواهيه. فلا خلاص مما تعانيه الأمة، ولا أنس لنفس، ولا تحقيق لوعد، ولا أمن من عقاب، ولا ثبوت لمعتقد، ولا بقاء لذكر وأثر طيب إلا بأن تتجه الأمة اتجاهاً صحيحاً نحو ثقافة القرآن الكريم؛ فالرفعة والقيادة والكرامة والريادة والعزة والسيادة في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة إنما هي لحملة كتاب الله العاملين به.
ودشن السيد القائد المحاضرات الرمضانية، بكلمة ألقاها في جمع كبير من العلماء ومسؤولي الدولة تمحورت حول استقبال شهر رمضان المبارك وأهمية الاستعداد الذهني والنفسي له، واستشهد السيد القائد بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله في التنبيه إلى فضل الشهر الكريم. وضرورة الاستفادة من بركات رمضان، لنيل المغفرة والرحمة ومضاعفة الأجر، وتهذيب النفس وتعزيز التقوى، بالإضافة إلى دور القرآن الكريم في توجيه الأمة وتعزيز الوعي والبصيرة.
شهر رمضان ليس شهر الخمول، بل هو شهر الجهاد والعمل، فقد كانت فيه معارك إسلامية كبرى مثل غزوة بدر وفتح مكة فيجب أن يكون الشهر محطة لتعزيز القوة المعنوية والاستعداد لمواجهة أعداء الأمة. وقد أشار السيد إلى دور رمضان التاريخي ففيه وقعت غزوة بدر الكبرى (يوم الفرقان) وفتح مكة، فرمضان منصة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ولا بد من مواجهة الحرب الشيطانية التي تقودها الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي الذين يحاولون في نفس الوقت تفريغ الإسلام من مضمونه عبر الإفساد الفكري (التطبيع، القنوات الفتنوية) وعبر تحويل العبادات إلى طقوس شكلية.
وتضمنت الرسالة المركزية للسيد في التكامل بين العبادة والجهاد فرمضان ليس موسمًا للعبادة الفردية فحسب، بل فرصة لبناء القوة المعنوية (الإيمان، الصبر، الارتباط بالله) و تعزيز التضامن الإسلامي في مواجهة الأعداء. ولتحقيق ذلك لا بد من العودة إلى القرآن كمرجعية لحل المشكلات الفردية والجماعية. والربط بين التقوى الشخصية والمسؤولية الجماعية في إصلاح الواقع.
ومن هنا يمكن القول إن تحويل رمضان من شهرٍ للعبادة الروتينية إلى مشروع نهضوي متكامل، يجمع بين تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية وإحياء دور الأمة كـ “خير أمة أُخرجت للناس” هي أبرز مضامين كلمة السيد القائد.
شهر الجهادكما تحدث السيد عن الأوضاع الراهنة، مع التركيز على قضايا الأمة الإسلامية، خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومواجهة التحديات التي تفرضها القوى المعادية، مثل أمريكا و”إسرائيل”، مع اتخاذ موقف حازم بأن اليمن سيتدخل بشكل مباشر وفي مختلف المسارات إذا تنصل العدو الإسرائيلي عن الالتزام بالاتفاق، كما أكد السيد أن الجهوزية للتدخل لا تقتصر على غزة وحسب بل إنه يجري التحضير والاستعداد للتدخل إذا استمر العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، وكذلك في لبنان.
وفي كلمة استقبال شهر رمضان أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وجوب الاستعداد والجهوزية واليقظة لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى. مؤكدا أن كل الكيان الصهيوني بما فيه يافا سيكون تحت النار.
وأوضح السيد القائد أن ترامب تحدث بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة وتملكها بكل العبارات الوقحة جدا وكان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين وعندما لم يتم لترامب إخراج كل الأسرى الإسرائيليين في الموعد الذي حدد اتضح له أن المسألة ليست كما يريد وليس له أن يفرض ما يشاء. وأوضح أننا كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربا في يوم السبت الماضي فنحن أمام مستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية والإسرائيلية ويجب أن نكون دائما في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت يلزم فيه التحرك.
وشدد أهمية السعي على الدوام لتطوير قدراتنا والاستعداد بكل ما نحتاج فيه إلى استعداد في كل عناصر القوة وأضاف: علينا أن نكون جاهزين للتحرك بفاعلية وقوة في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب أمتنا وعلينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي عدوان على بلدنا.
وقال: نحن نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع هناك ونلاحظ مدى تهرب العدو من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل
الكيان تحت الناروأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في (كلمة قصيرة) لتهنئة الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، على ثبات موقفنا بنصرة الشعب الفلسطيني والفصائل مع المحاولات “الإسرائيلية” للتهرب من وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية. مؤكدا أن عودة الحرب على غزة سيصاحبه عودة كل كيان العدو وفي المقدمة يافا المحتلة ليكون تحت النار وسنتدخل بالإسناد بمختلف المسارات العسكرية.
وجدد السيد التأكيد على ثبات موقفنا في مساندة حزب الله والشعب اللبناني مع استمرار العدو بالاعتداءات وعدم التزامه بالانسحاب التام واحتلاله مواقع في الأراضي اللبنانية. محذرا من استمرار العدو في الاحتلال والاعتداء. وأضاف: نقول لإخوتنا المجاهدين في فلسطين وفي لبنان لستم وحدكم فالله معكم ونحن معكم وننصح الصهاينة ومن يدور في فلكهم أن يصححوا نظرتهم الخاطئة فالتشييع التاريخي للسيد نصر الله والسيد صفي الدين يؤكد ثبات الشعب اللبناني على خيار المقاومة واحتضانه للمجاهدين وتعافي المقاومة.
الجهاد وضرورة تزكية النفوسوتطرق السيد إلى أهمية الاستعداد لشهر رمضان فالنبي محمد صلى الله عليه وآله كان يلفت الأنظار إلى شهر رمضان قبل قدومه، ويحث على اغتنامه كفرصة للتقرب إلى الله فهناك فرق كبير بين من يدخل رمضان بوعي واستعداد، وبين من يدخله بروتينية ودون اهتمام، فشهر رمضان له فضل كبير فهو فرصة لمضاعفة الأجور، وزيادة القرب من الله، وتحقيق تزكية النفس وشهر رمضان هو شهر مبارك فيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر وفيه يُفتح باب الرحمة والمغفرة، وتتنزل البركات. كما أن صيام رمضان يساعد على ضبط النفس وقوة الإرادة، والتغلب على الشهوات والغرائز ويزيد من الشعور بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين ويعزز التقوى، حيث قال الله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين رمضان والقرآن فرمضان هو شهر نزول القرآن، لذا يجب استغلاله في التدبر وقراءة القرآن والالتزام به فالقرآن هو مصدر الهداية والوعي للأمة، وفيه حلول لكل التحديات التي تواجه المسلمين.
وشدد السيد على ضرورة تجنب إضاعة الوقت في اللهو والتسلية، مثل متابعة المسلسلات والبرامج غير المفيدة مع الحذر من قرناء السوء الذين يضيعون أوقات الناس فيما لا ينفع وتجنب المعاصي، مثل الغيبة، والنظر الحرام، والكلام السيئ، لأنها تُحبط ثواب الصيام.
وركّز السيد على أهمية الإقبال على الله بالتوبة والاستغفار والالتزام بالفرائض والحرص على الصلوات والاهتمام بتلاوة القرآن والتدبر فيه والإكثار من الذكر والدعاء، واستغلال أوقات الاستجابة والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وإخراج الزكاة وإحياء المساجد بالصلاة والذكر والعبادة.
التقوى وأهميتها في ميدان الصراع
بعد أن تحدث السيد القائد عن أهمية شهر رمضان كمدرسة متكاملة يمكن الاستفادة منها في مواجهة الأخطار والتحديات عن طريق الخروج من الروتين إلى تحويل الصيام لمفاهيم عملية تبني الإنسان بشكل صحيح ليتحرك وفق ذلك لبناء الأمة، فإن السيد القائد بدأ محاضراته الرمضانية بالحديث عن التقوى كونها المعيار التي من خلاله نتقي سخط الله والعقوبة في الدنيا والآخرة، لأننا أمام تحديات كبيرة والتخاذل في هذه المرحلة له تبعات على حياتنا في الدنيا وتعبات على مصيرنا في الآخرة.
وحتى يكون الإنسان جدير بأن يسير على منهج الله لا بد له من تطبيق العديد من التعليمات التي من أهمها التقوى والتي تعني الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الهدف الرئيسي من فريضة الصيام في رمضان ، كما جاء في قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).
وهناك ثمار للتقوى فقد وَعَدَ الله المتقين بالجنة والنعيم الأبدي، كما في آيات: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ، و{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} و في الدنيا، يمنح الله المتقين التيسير والرزق من حيث لا يحتسبون، كما في قوله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
والتقوى ليست مجرد اجتناب المحظورات، بل هي إدراكٌ دائم لرقابة الله، يعكس علاقةً قوية بين العبد وربه. هذا الوعي يُحوِّل الأفعال اليومية إلى عبادة، ويجعل المسلم يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1).
المحاضرة تُلمح إلى مفارقة عظيمة، الالتزام بالتقوى ليس قيدًا، بل تحررًا من عبودية الشهوات والغضب والخوف. فالمتقون الأولى بالفوز في الدنيا والآخرة لأنهم تحرروا من سطوة الأنا. كما أن التزام التقوى للفرد ليست منفصلة عن تقوى الجماعة. فإهمال الواجبات الاجتماعية (كالجهاد) هو نقص في التقوى، كما أن التهاون بالمعاصي يُضعف نسيج الأمة. والخلاصة فإن التقوى — في جوهرها — هي فن العيش بوعي، حيث تصبح كل لحظة فرصةً للقاء الله في العمل والنية. وهي ليست شعارًا يُرفع في رمضان، بل مشروعٌ وجودي يُبنى يوميًا، يجمع بين خشية القلب وحركة الجوارح، بين الفرد والأمة، بين الدنيا والآخرة.
نقلا عن موقع أنصار الله