أطفال غزة.. احتياج تام للدعم المنقذ للحياة .. إنقاذ الطفولة: نحو 10 أطفال يفقدون سيقانهم يوميا بغزة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
الأسرة/ زهور عبدالله
بلغت نسبة الضحايا من الأطفال فقط في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ قرابة ثلاثمائة يوم 40 % من العدد الإجمالي الذي تجاوز 39 الف شهيد، بحسب إحصائيات الجهات الرسمية في الأراضي المحتلة وتأكيدات المنظمات الدولية المعنية، وكذلك كانت النسبة من إجمالي المصابين البالغة نحو مائة الف جريح في حين لازال آلاف الأطفال -كما تقول وزارة الصحة بغزة- تحت الأنقاض والركام، وآخرون ما زالت جثامينهم مرمية في الطرقات وفي الأزقة والشوارع، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، أما في الضفة الغربية فارتفعت حصيلة الشهداء جراء اعتداءات قوات العدو والمستوطنين، إلى 589 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر 2023م، منهم 142 طفلا ومازالت آلة القتل الصهيونية تحصد أرواح المزيد من أطفال الفلسطينيين بشكل يومي في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية على مرأى ومسمع من العالم.
آثار نفسية ومعنوية
إلى جانب القتل المتعمد الذي يتعرض له الأطفال الفلسطينيون من قبل الاحتلال، تعاني شريحة الأطفال بسبب العدوان على قطاع غزة من أوضاع نفسية صعبة نتيجة العدوان وكل الحروب “الإسرائيلية” المتتالية التي تشنها دولة الاحتلال على القطاع من حين لآخر متجاهلة كل القواعد الدولية التي تنص على تجنب المساس بالمدنيين وحماية الأطفال خلال النزاعات
منظمة الطفولة والأمومة الأممية” يونيسف ” أكدت أن أكثر من 700,000 طفل على الأقل في غزة قد نزحوا، وانهم يعيشون مع عائلاتهم العديد من المخاطر المتعلقة بالمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة مثل انتشار فيروس شلل الأطفال وحالات الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء بسبب نقص المياه النظيفة وغيرها من الآفات جراء استمرار العدوان، وكانت الأمم المتحدة قد حذرت منذ الأسابيع الأولى للعدوان من أن “غزة أصبحت مقبرة للأطفال، وأن مئات الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم” حسب ما ورد على لسان أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش.
ويعيش الأطفال في قطاع غزة، الذين نجوا حتى الآن من آلة القتل الصهيونية، حياة غير سوية مليئة بالخوف والرعب والحزن والآلم جراء ما يشاهدونه ويسمعونه من محيط الحرب حولهم، وكان لذلك -كما يقول مختصون- بالغ الأثر علي معنوياتهم ونفسيتهم، إذ يعيشون واقعًا لا يمكن مطلقًا أن يكون واقع من هم في أعمارهم، فمشاهد القصف والحرق والقتل والهدم والتدمير منتشرة في كل مكان في القطاع، والتي تؤثر بدورها على نفسية الأطفال وسلوكياتهم، فجل الأطفال لا ينامون من شدة الخوف، ويشعرون بآلام في أطرافهم من شدة الارتجاف، كما أن القلق الذي يعيشونه على كافة المستويات سيولد بداخلهم صدمات نفسية عميقة، والتي ربما تكون طويلة ومعقدة.
ويشير المتحدث الإقليمي باسم الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في حديث صحفي سابق إلى أن 50 % من الأطفال في غزة بحاجة للرعاية النفسية، كما يشير متخصصون في علم النفس أن التأثير النفسي للحروب يطال الكبار وخاصة الجنود والمقاتلين، وبالتالي فهذا الأثر أشد تأثيرا على الأطفال الذين يعيشون هذه الحرب.
منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسف ومسؤولو الصحة الفلسطينيون أكدوا أن الأطفال الفلسطينيين يُتركون يعانون من إعاقات دائمة، ومشاكل في الصحة العقلية، وبتر الأطراف، مع معاناة الآلاف من الجفاف وسوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسي والجلدية، كما تسببت الحرب العدوانية في عدم اخذ اللقاحات الروتينية، مما ترك الآلاف من الأطفال معرضين لمخاطر جمة ومتعددة.
الآثار الجسدية والاجتماعية
هناك 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما في غزة كل يوم منذ السابع من أكتوبر، وذلك وفقًا لتصريحات منظمة “أنقذوا الأطفال”، ويؤكد المدير الإقليمي للمنظمة أن الآلاف من أطفال غزة فقدوا إحدى الساقين أو كليهما، وأن المستشفيات تكتظ بهم، وهناك من أجريت له عمليات البتر دون تخدير نتيجة العجز الصارخ في الأدوية وخدمات الانقطاع الصحي بالقطاع.
ويضيف المسؤول الدولي الذي زار القطاع قبل أشهر أن معاناة الأطفال في قطاع غزة لا يمكن تصورها، وأن قتل الأطفال وتشويههم أمر مدان باعتباره جريمة خطيرة يجب محاسبة مرتكبيها، وأن تأثير رؤية الأطفال وهم يعانون من هذا القدر من الألم وعدم توفر الأدوات والمعدات اللازمة لعلاجهم وتخفيف الألم عنهم له تأثير كبير جدًا حتى على المهنيين.
أما عن الآثار الاجتماعية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الأطفال، فتتعدد ويتمثل أهمها -بحسب مختصين- في فقدان الأهل والأصدقاء وتشتت الأسرة وتفرقها، إذ أن جل الأطفال في غزة فقد نتيجة هذه الحرب أحد والديه أو كليهما، ومنهم من فقد أسرته بالكامل وبات بدون معيل، وتقول الأمم المتحدة أن غزة هي أخطر مكان في العالم لعيش الأطفال، حيث هجر نحو مليون طفل من منازلهم قسرًا وتشتت عائلاتهم .
حقوق منتهكة
هناك العديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات العالمية التي تؤكد على حقوق الطفل، والتي من بينها الحق في التعليم والحق في الرعاية الصحية وحقوقهم في الأمن والرعاية الأسرية، والحق في الغذاء والبيئة النظيفة.. ولكن للأسف فالحرب العدوانية التي تشنها “إسرائيل” أتت على هذه الحقوق وغيرها، ففي ظل التدمير والقصف والانفجارات اليومية على قطاع غزة لم تعد هناك بيئة آمنة يمكن أن يعيش فيها الأطفال، وفي ظل تدمير شبه كامل للبنية التحتية للقطاع من مدارس وجامعات وعدم توفر الأمن انقطع الأطفال عن التعليم وتم تجميد العام الدراسي في قطاع غزة لأجل غير مسمي وضاعت أحلام الأطفال وبات مستقبلهم التعليمي وحقهم في التعليم في طي النسيان، وفي ظل انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية والعجز الصارخ في المعدات والأدوات الصحية ونقص الخدمات بكافة أرجاء القطاع، فقد الأطفال حقهم في الرعاية الصحية، وفقد العديد منهم حياتهم نتيجة عدم توفر متطلبات الرعاية الصحية المناسبة، وفي ظل الحصار وحرب التجويع التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ونقص المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، فقد الأطفال حقهم في الغذاء، وهكذا قضت الحرب الصهيونية في قطاع غزة على كافة حقوق الطفل ومازال نتنياهو الذي يستعرض إنجازاته أمام داعميه الأمريكيين، يتحدث عن أخلاقيات حربه على الشعب الفلسطيني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
255شهيداً وجريحاً في سبع مجازر صهيونية جديدة بغزة
الثورة / متابعة / قاسم الشاوش
يواصل الكيان الصهيوني المحتل مجازره الجماعية والبشعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 394يوم باستخدام احدث تقنية الأسلحة التي تقدمها أمريكا للعدو جهارا نهارا لتصبح الشريك الأكبر للعدو الصهيوني في قتل أبناء غزة فيما اكثر من مليار مسلم عاجز عن مساعدة ومساندة أبناء غزة وقف تلك الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان الحقير .
وارتكب العدو الصهيوني أمس سبعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات ٥٥ شهيدا و ١٩٢ إصابة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان إلى ٤٣٣١٤ شهيدا و المصابين ارتفعت في الفترة ذاتها، إلى 102.105منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
ويواصل جيش العدو الصهيوني عمليته العسكرية البرية لليوم ٢٩ بجباليا وبيت لاهيا، ويحاصر أكثر من 100 الف فلسطيني شمال القطاع
واستهدف العدو الصهيوني منزل لعائلة ورش أغا فجر أمس بمدينة بيت لاهيا شمال القطاع ومناشدات بانتشال الشهداء والعالقين من تحت ركام المنزل، فيما استشهد مواطن فلسطيني في قصف العدو المستمر على شمال غزة.
وكان ستة عشر فلسطينيا استشهدوا في غارتين منفصلتين على بيت لاهيا.
وفي غزة ارتقى شهداء ومصابون في غارة جوية صهيونية استهدفت منزلًا لعائلة أبو العوف في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
ونفذت طائرات العدو الصهيوني قصفا قرب مستشفى الدرة على شارع صلاح الدين شرقي حي التفاح شرقي مدينه غزة..
ووسط قطاع غزة، واصل جيش العدو الصهيوني عمليات القصف المكثف في مخيم النصيرات لليوم الثالث ما أسفر عن استشهاد ٤٥ مواطناً فلسطينياً وإصابة ١٥٠ خلال يومين إضافة إلى تدمير ٢٤٨ وحدة سكنية.
ونسف جيش العدو الصهيوني مباني سكنية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما استشهد ستة مواطنين فلسطينيين بصاروخ أطلقته طائرات الاستطلاع على مدخل مخيم البريج وسط القطاع، بينما ارتقى شهيدان فلسطينيان وجرحى باستهداف العدو الصهيوني حي النصر شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة استشهد تسعة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون، عصر أمس، في قصف للعدو الصهيوني
وردا عن جرائم العدو الصهيوني أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، تنفيذ عملية إطلاق نار استهدفت مستوطنة “شاكيد” غرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة .
وقالت كتائب القسام، في بلاغ عسكري عبر منصة “تليغرام”، إن مقاتليها تمكنوا من استهداف مستوطنة “شاكيد” شمال الضفة الغربية بالأسلحة الآلية المناسبة، والانسحاب إلى قواعدهم بسلام.
وخلال أكتوبر الماضي، نفذت المقاومة الفلسطينية 445 عملًا مقاومًا نوعيًا وشعبيًا، ضد أهداف تابعة لقوات العدو الصهيوني والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
وفقًا لبيان مركز معلومات فلسطين “معطى”، أسفرت عمليات المقاومة، عن مقتل 11 صهيونيًا ما بين جنود ومستوطنين وإصابة 98 آخرين بجروح متفاوتة.
وشهدت أعمال المقاومة خلال أكتوبر الماضي “تصاعدًا نوعيًا”، وتم رصد 47 عملية إطلاق نار، و37 اشتباكا مسلحا، منها 28 عملية في جنين، و24 عملية في نابلس
من جهة أخرى طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” بضرورة وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وما تبقى من المرافق والبنية التحتية داخل قطاع غزة.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، طالبت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاثرين راسل، في بيان، دولة الاحتلال بإجراء “تحقيق فوري” في ملابسات الهجوم الذي طال أحد موظفي المنظمة أمس السبت، في مدينة جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت، إن نهاية الأسبوع الماضي شهدت تصاعدا داميا في الهجمات شمال القطاع، حيث أفادت تقارير بأن 50 طفلا في جباليا كانوا ضحايا لهذا التصاعد خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن جميع سكان شمال غزة، لاسيما الأطفال، يتعرضون لخطر الموت الوشيك، بسبب المرض، والمجاعة، والقصف المستمر.