مجلة فرنسية تكشف الأسباب الكامنة وراء رضوخ باريس
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
كشفت مجلة “ماريان” الفرنسية الضوء على الأسباب الكامنة وراء رضوخ فرنسا “للتجاوزات المغربية” فيما يخص إحتلالها لأراضي الصحراء الغربية, والتي دفعت بباريس للدوس على القانون الدولي و”تقديم المزيد من الهدايا” للرباط.
وفي مقال نشرته وأج أعربت المجلة الفرنسية في مقال مطول لها تحت عنوان “التجسس والقانون الدولي والتضليل الإعلامي… لماذا تستسلم فرنسا للمغرب إلى هذا الحد؟”, عن “أسفها” لموقف الدبلوماسية الفرنسية التي “انحنت مرة أخرى للمملكة المغربية”, متسائلة عن “سبب خوف الفرنسيين بالضبط”.
كما تضمن المقال انه وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال, عاد كاتب المقال الى السنوات الاولى لاحتلال المغرب لأراضي الصحراء الغربية سنة 1975 والظروف التي أحاطت به, مؤكدا ان باريس دعمت الغزو العسكري المغربي.
وأضافت وأج ويوضح الكاتب أن حسابات الرئيس الفرنسي آنذاك جيسكار ديستان كانت “إستراتيجية” حين اعتبر أن “صحراء غربية تحت السيطرة المغربية سيكون استغلالها أسهل بالنسبة للشركات الفرنسية”.
وبحسب المجلة، فإن فرنسا لم تحيد عن هذه الاستراتيجية و “تريد بأي ثمن عدم الإساءة إلى الرباط, حتى لو كان ذلك يعني الدوس على القانون الدولي في القضية الصحراوية”.
وأشارت المجلة إلى أن “هذه الخدمة لم تكن التنازل الوحيد الذي قدمته” باريس للرباط, مستشهدة في السياق بتجميد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند للإجراءات القضائية ضد رئيس جهاز المخابرات المغربية, عبد اللطيف الحموشي, المتهم في فرنسا بالتواطؤ في تعذيب نشطاء صحراويين ومعارضين مغاربة.
كما أثار كاتب المقال المنعطف الثاني, وليس الأخير, لرضوخ المسؤولين الفرنسيين للمغرب والذي أثار ضجة كبيرة سنة 2021, من خلال ما يعرف بقضية التجسس المغربي على الهواتف الشخصية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وجميع وزرائه, باستخدام برنامج “بيغاسوس” الصهيوني الصنع, والذي, يتأسف الصحفي, “كان رد باريس عليه ضعيفا”.
كما تعود المجلة إلى الهجمات على شخص الرئيس ماكرون وعلى حياته الخاصة من قبل الصحافة المغربية الموالية للمخزن, والذي لم يكن امام باريس “سوى الانحناء للمرة الألف”.
ومن بين أوراق الضغط والابتزاز التي تستخدمها المملكة المغربية ضد فرنسا الى جانب التجسس, ذكر مقال “ماريان”, موضوع الهجرة غير الشرعية التي يستخدمها المخزن لتحقيق “مكاسب دبلوماسية”, مشيرا إلى أنه في عام 2022, سجل دخول ثمانية من كل عشرة أشخاص الى إسبانيا بطريقة غير شرعية عبر المملكة المغربية, “وهي إحصائية أجبرت إسبانيا, قبل فرنسا, على تبني نفس الموقف فيما يتعلق بالصحراء الغربية”.
ومن الاسلحة الاخرى التي استخدمها المغرب من أجل تعزيز احتلاله للصحراء الغربية وإثبات “سيادته” المزعومة على هذا الإقليم, ذكرت المجلة “التضليل الإعلامي”, مبرزة في هذا الشأن أن “عبد المالك العلاوي (رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي) يشرف على التضليل الإعلامي, من خلال نشر مقالات في وسائل إعلام مرموقة مثل لوموند و لوفيغارو”, مشيرة إلى أن “الرجل مقرب من مستشار الملك, أندري أزولاي”.
وتؤكد المجلة أن العلاوي “يسوق في كتاباته لأكاذيب تاريخية لمحاولة اقناع الغير بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية”.
كما تشير “ماريان” إلى ممارسة أخرى تزرعها حاشية الملك, وهي “دعوة الصحفيين الفرنسيين للقيام بإعلانات دعائية”, محذرا من أن هذه الممارسة “تصرف انتباه الإعلاميين عن القيام بتحقيقات أو تحرير مقالات أكثر دقة عن المملكة”.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية الفرنسية بشأن تطوير العلا في باريس
عقدت اللجنة الوزارية السعودية الفرنسية المشرفة على الاتفاقية الحكومية الدولية، التي تمّ توقيعها في 10 أبريل 2018 حول التنمية الثقافية والتراثية والسياحية والبشرية والاقتصادية في محافظة العلا، اجتماعها الثاني في باريس، اليوم الجمعة.
وترأس اجتماع اللجنة صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومعالي جان نويل بارو، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، وبحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية، ومعالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، وعبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف في الهيئة الملكية لمحافظة العلا. كما حضر الاجتماع معالي السيدة رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية؛ ومعالي السيد أنطوان أرماند وزير الاقتصاد والمالية، بالإضافة إلى جان إيف لودريان، رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلا.
وتناول الاجتماع الثاني للجنة المشتركة مشروع “فيلا الحجر”، المؤسسة السعودية غير الربحية، ونتائج البرامج التأهيلية للمشروع 2023-2024، والكشف عن مفهوم تصميمها الفريد. وجاء تأسيس فيلا الحجر، المؤسسة الثقافية في العلا، ضمن اتفاقية تمّ توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدة في 4 ديسمبر 2021.
وأشادت اللجنة في اجتماعها باتفاقية التعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وجامعة باريس 1 بانثيون – سوربون التي تمّ الإعلان عنها في مطلع هذا العام، بما يتيح تعميق علاقات التعاون بين الهيئة والمؤسسات الفرنسية الرائدة في مجالات مختلفة مثل الثقافة والتراث والتعليم.
وشمل ذلك إنشاء مركز جوسن وسافينياك للأبحاث الأثرية في موقعين في العلا وجامعة باريس 1 بانثيون سوربون، ليكون مركزاً للأبحاث والنشر والترويج للأعمال الأكاديمية المتعلقة بشمال غرب المملكة العربية السعودية. كما تمّ إنشاء كرسي جوسن وسافينياك للتميز الأكاديمي والبحث الأثري في شمال غرب المملكة.
وتشمل الاتفاقية أيضًا برنامج ماجستير كرسي جاوسن وسافينياك في مجالات علم الآثار والحفاظ على التراث الثقافي وترميمه، بالإضافة إلى ورش تدريبية سنوية ومدارس ميدانية أثرية في العلا.
وأكدت اللجنة على أهمية التعاون الأوسع بين السعودية وفرنسا عبر مختلف القطاعات، مشيرة إلى الجهود المستمرة في العلا في عدد من المجالات – بما في ذلك علم الآثار، الرياضة، والفنون، والتطوير والبناء.
واحتفلت السعودية وفرنسا مؤخرًا بأكثر من 20 عامًا من التعاون الأثري، الذي يعود إلى عام 2002 في موقع الحِجر، ومواصلة الخبراء الفرنسيين المساهمة في رحلة الاستكشاف الأثري في العلا. وفي عام 2019، استضاف معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس معرضًا بعنوان “العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية”، وقد سلّط الضوء على تنوع وجمال التراث الطبيعي والثقافي للعلا. كما أعارت الهيئة الملكية لمحافظة العلا متحف اللوفر تمثال “لحياني”، وهي خطوة تؤكد متانة الروابط الثقافية بين العلا والمملكة العربية السعودية من جهة وفرنسا من جهة أخرى.
ومؤخراً، كشف مشروع “خيبر عبر العصور” بقيادة الدكتور غيوم شارلو، الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية؛ والدكتورة منيرة المشوح، مديرة المسوحات الأثرية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عن أبحاث أثرية جديدة توضح وجود قرية أثرية استثنائية تعود إلى العصر البرونزي في واحة خيبر. ويُظهر الاكتشاف الانتقال من حياة الرعي المتنقلة إلى الحياة الحضرية المستقرة في المنطقة خلال النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وبذلك يغير من المفاهيم السابقة بأن المجتمع الرعوي والبدوي كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والمتوسط.
كما استقبلت العلا شراكات مع أكثر من 80 شركة فرنسية في مجالات البناء، والبنية التحتية، والخدمات العامة، وغيرها. ويشمل ذلك شراكات مع شركة “ألستوم” لتصميم الترام التجريبي، وشركة فيرناندي باريس بهدف تعزيز آفاق التعاون في مجالات التبادل المعرفي وتطوير المهارات ضمانًا لإتاحة فرص جديدة للمجتمع، ومجموعة “أكور” لمشاريع الضيافة. وتواصل أعمال البناء في منتجع شرعان ومركز القمّة الدولي، الذي صممه المهندس المعماري الشهير جان نوفيل. ويتميز بناء المنتجع ضمن جبال محمية شرعان الطبيعية، وذلك بإدارة شركة بويج الفرنسية للإنشاءات بالتعاون مع شركة المباني السعودية الرائدة.
اقرأ أيضاًالمجتمعبتكلفة 8 مليارات ريال.. أمين الشرقية يطلق حزمة من المشاريع الاستثمارية المميزة والنوعية بالمنطقة
وتماشياً مع تطور العلا إلى مرحلة جديدة في مخطط التطوير، دعت اللجنة المزيد من المؤسسات الفرنسية في هذه القطاعات وغيرها، حيث تسعى إلى توسيع التعلم المتبادل والنمو لمواصلة تبادل المعارف وتشجيع المؤسسات الفرنسية للمساهمة في تطوير وتنمية العلا.