حقوقي مغربي يدعو إلى إيقاف التنمر على لبؤات الأطلس
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنائب البرلماني السابق عن حزب الاستقلال، عادل تشيكيطو، إن لبؤات الأطلس يتعرضن إلى حملة تنمر غير مفهومة وغير مبررة.
ودعا تشيكيطو، في مقابلة خاصة مع "عربي21" إلى وقف حملة التنمر التي تستهدف لبؤات الأطلس، لاسيما وأنها وصلت إلى حد استهداف لباسهن وهاجمت شكلهن وعرضتهن للعنف، بحسب تعبيره.
وتطرق تشيكيطو، خلال المقابلة إلى الوضع الحقوقي في المغرب والتضييق الذي تعاني منه المنظمات الحقوقية بالمملكة، إلى جانب التراجع الكبير في عدد من الضمانات التي تكفلها الحكومة للمواطنين كضمان الحق في الشغل والحق في التعليم والحق في السكن وأيضا الحق في محاكمة عادلة.
وتاليا نص الحوار كاملا:
كيف تنظرون إلى الوضع الحقوقي في المغرب؟
الوضع الحقوقي في المغرب موسوم بمجموعة من الترجعات وترهق الفاعلين به الكثير من الانتظارات والرهانات البنيوية والتشريعية التي يفترض فيها أن تعزز الآليات الحمائية القانونية لمجال حقوق الإنسان.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر الإصلاحات التي عمت مجموعة من القطاعات بغية ضمان حقوق المواطن، لكن في المقابل هناك نكوص بيّن وتدحرج واضح لقيم حقوق الإنسان لدى بعض المسؤولين، حيث يذهب بعضهم إلى اتجاه خرق القانون ومخالفة التوجهات العامة للدولة، ويرتكب بهذا الفعل مجموعة من الانتهاكات التي تمس الإنسان المغربي في حقوقه.
إن التردي الذي يعيشه المجال الحقوقي مرده إلى التضييق الذي تعاني منه المنظمات الحقوقية التي تجد نفسها في بعض الأحيان محرومة من الحق في التجمع والحق في التأسيس والحق في التعبير، وهو ما يعطل وظيفتها المتجلية في المراقبة والتنبيه والاقتراح. هذا ويوازيه تراجع عدد من القطاعات الاجتماعية في ضمان الحق في الشغل والحق في التعليم والحق في السكن وأيضا الحق في محاكمة عادلة.
في ظل الجدل الدائر (مؤخرا) حول تطبيق عقوبة الإعدام بين مؤيد ومعارض.. ما هو الموقف الذي تتبناه العصبة؟
لقد أكدنا في جل البيانات والتقارير وكذلك خلال المؤتمرات الوطنية أننا مع إلغاء عقوبة الإعدام باعتبارها تمس الحق في الحياة، وهو أسمى الحقوق الأساسية التي أولتها المواثيق الدولية أهمية بالغة من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وبرّز مكانتها الدستور المغربي.
ومع الأسف هذه القضية لا تجد لها مكانا في ساحة النقاش الوطني إلا في أوقات وقوع جريمة شنيعة، وتحولها إلى قضية رأي عام وطني مشحون عاطفيا بسبب بشاعة الجريمة.
يطرح غياب بعض الأدوية الرئيسية في الصيدليات المغربية خاصة دواء “ليفوثيروكس” الخاص بالغدة الدرقية سؤال غياب الأمن الدوائي الوطني، وغياب خطة لدى الحكومة لتأمين الدواء للمواطنين وحماية صحتهم. كيف تنظرون أنتم إلى هذا الموضوع؟
غياب الدواء المذكور في سؤالك وعدد من الأدوية في الصيدليات المركزية، وغلاء بعضها لدرجة يستحيل على طالبيها أن يصلوا إليها يؤكد على استمرار الفوضى في هذا القطاع وهزيمة سياسات الحكومات المتعاقبة أمام تسلط اللوبيات التي تشتغل في هذا المجال.
وكما هو الحال بالنسبة لمجموعة من المجالات التي يراكم المستثمرون فيها الثروة بسبب مسكهم لخيوط اللعبة، فإن الوزارة حتى الآن،رغم الحملات التي قامت بها مؤخرا، لم تثبت قدرتها على المسك بزمام الأمور، وهذا في حد ذاته يعد مؤشرا على أن مثل واقعة اختفاء الأدوية سيتكرر مرات ومرات.
عقب تأهل لبؤات الأطلس لمراحل متقدمة في كأس العالم للكرة النسائية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من الانتقادات لهن، ما تعليقكم؟
لو تعلق الأمر بالانتقاد التقني للأداء لاعتبرنا أن الأمر عادي، لكن ما تعرضت له لبؤات الأطلس لم يكن انتقادا بل هو حملة تنمر غير مفهومة وغير مبررة لاسيما وأن هذه الحملة قد استهدفت لباسهن وهاجمت شكلهن وعرضتهن للعنف، وأعتقد أن هذه المسألة نفسية مرتبطة بنوازع ذكورية تقليدانية رجعية مازالت غير قادرة على استيعاب ما يقع اليوم من تغيير في العالم، وفي المجتمع الذي يسعى إلى تمكين المرأة ما تستحقه من مكانة.
وبعد المباراة التي جمعت منتخب لبؤات الأطلس بنظيره الألماني يوم الاثنين الماضي، بمونديال السيدات والتي انتهت بهزيمة المنتخب المغربي بستة أهداف دون رد، تعرضت اللاعبات إلى حملة تنمر واسعة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، بحسب وسائل إعلام مغربية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات مقابلات المغربية حقوق الإنسان المغرب حقوق الإنسان القانون الجنائي لبؤات الاطلس مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان لبؤات الأطلس الحق فی
إقرأ أيضاً:
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
تحناوت- لا يمكن أن توجد بالقرب من مطعم بإحدى قرى أو بلدات جبال الأطلس المغربية من دون أن يهمس في أذنك أحدهم بضرورة أن تبادر لتذوق "تَفَرْنُوتْ" قبل مغادرة المكان.
إنه ليس مجرد خبز يشبع البطون الجائعة -يحرص هؤلاء القرويون الذين يعيشون بمنطقة الحوز على التوضيح- بل هو أيضا جسر يربط الحاضر بالماضي، يذكّر الناس بآبائهم وأجدادهم، وبجلسات غابرة جمعت أفراد العائلة حول كؤوس الشاي المنعنع وتفرنوت مع حبات الزيتون وزيت الزيتون، أو الطاجين، قبل أن يفرقهم الزمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوةlist 2 of 2هكذا يكافح التجار البسطاء تداعيات زلزال المغربend of listو"رائحة الخبز في الفجر" هي من الأشياء الغالية على قلوب سكان هذه الجبال، ومن الأشياء التي تستحق الحياة على هذه الأرض.
تفرنوت يحظى بإقبال شديد داخل المطاعم التقليدية البسيطة (الجزيرة)وهذا الخبز الذي يعجن يدويا يتكون أساسا من القمح الكامل أو مخلوطا بنسبة قليلة من الطحين الأبيض، ويجب أن تحترم العجينة شروطا معينة أبرزها ألا تكون صلبة أو طرية كثيرا، وبعد أن تتخمر توضع في الفرن الطيني لتصبح جاهزة مشبعة للعيون قبل البطون.
والفرن يجب أن يكون طينيا، ووسطه مملوء بحجارة ملساء تتشبع بحرارة الحطب المشتعل في الأجناب، توضع عليها العجينة فتنضج في دقائق، وتتناولها اليد دافئة مقرمشة تملؤها حفر هي آثار الحجارة التي نضجت عليها.
ومن الشروط الأساسية لتفرنوت جلب تلك الحجارة الملساء من أحد الوديان الجافة والتي تعج بها المنطقة، ويفضل أن تكون من الأحجار الصغيرة.
إعلانوفي مناطق جنوبي المغرب، وبينها مدينة تيزنيت بالقرب من الأطلسي (نحو 650 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط)، تشتهر طريقة أخرى لتجهيز تفرنوت، إذ يصنع الفرن الطيني بطريقة طولية، حيث يبلغ طوله نحو المتر، وعرضه نصف المسافة تقريبا، وتسعر النار وسط هذا الفرن الصغير، في حين يلصق العجينة على الجوانب لتنضج بعد أن تبلل بالماء.
واسم تفرنوت في الأصل يعود للفرن الطيني، لكن اشتهر به اسم الخبز الذي كان يسيطر ذات زمن في هذه المنطقة، قبل أن تغزوها أنواع الخبز الحديثة.
المكون الرئيسي لتفرنوت بالبيوت هو القمح الكامل أو الشعير لكن بعض المطاعم تقتصر على الدقيق الأبيض (الجزيرة) إقبال شديددلفنا إلى مطعم صغير ببلدة تحناوت، وأذن لنا مسيره بزيارة ذلك المكان السحري الذي يأتي منه هذا الخبز اللذيذ.
بدا العامل نشيطا وهو يدخل بلوح خشبي عجائن تفرنوت الواحدة تلو الأخرى إلى الفرن الطيني، وسرعان ما بدأ يشرح لنا بهمة ونشاط كيف أن هذا الخبز التقليدي يحظى بإقبال شديد من طرف زوار المطعم.
فعجينته صحية عندما يكون مكونها الأساسي القمح الكامل، وطهيها يتم داخل فرن طيني على حجارة ملساء تعج بها وديان المنطقة، والحرارة أصلها الأخشاب، وبالتالي لا أثر لحضارة الإسمنت والكيمياء في هذا الخبز الجبلي الأصيل.
وتجاوزت سمعة وشهرة تفرنوت حدود جبال الأطلس ومنطقة سوس في الجنوب، وباتت تغزو مطاعم باقي مدن المغرب، إذ كثيرا ما تفاجأ بإعلانات مطاعم متنوعة بأنها بدأت توفر خبز تفرنوت للزبائن، في محاولة منها لاستقطاب عشاق هذا الخبز التقليدي الأصيل.
الفرن يصنع من الطين مخلوطا بالتبن ويسعر بأخشاب تتوسطه حجارة ملساء توضع عليها عجينة تفرنوت (الجزيرة) خبز الأسرةكانت النساء قديما تقضين ساعات طوالا في طحن القمح داخل رحى تقليدية بسيطة بالبيت، وبعدها يعجنّ تفرنوت ويطهينه داخل الفرن الطيني الذي كانت البيوت القروية لا تكاد تخلو منه، والذي يملأ بحجارة ملساء يتنافس الأطفال في جلبها من الوديان الجافة القريبة، ويجب أن تغسل جيدا وتدهن بالزيت عند استخدامها لأول مرة.
إعلانأما الآن، فقد تغيرت أحوال كثيرة، واقتحمت الآلات الحديثة تفرنوت، ابتداء من العجانات الكهربائية التي عوضت أيادي الأمهات اللواتي لطالما قاومن صباحات الشتاء الباردة ليعجنّ الخبز لأطفالهن، وانتهاء بالأفران الكهربائية بدلا من تلك الطينية التي كانت تشيد بعرق الآباء والأبناء.
كثير من المطاعم جهزت أفرانا طينية داخلها لإعداد تفرنوت الذي يشكل عنصر جذب مهم للزبائن (الجزيرة) غزو الآلةومع ذلك، فالأجيال الجديدة من النساء يرين أن عدم التخلي عن تفرنوت في حد ذاته انتصار على دوامة الزمن واقتحام الآلة للحياة الشخصية.
فيستمر بعضهن في عجن تفرنوت -داخل بيوتهن- بالآلة الكهربائية وطهيه داخل فرن كهربائي، لكن بعد أن يوضع داخل "صينية" مليئة بالحجارة الملساء التي جلبت من واد جاف، والتي تبقى المكون الوحيد الباقي من الطريقة التقليدية لطهي تفرنوت القروي الأمازيغي.
قد تبدو للرائي مجرد حجارة، بيد أن من الحجارة لما تتفجر منها ذكريات آباء وأمهات وأسر وعائلات جمعتها ذات يوم "صينية" الشاي، وخبز تفرنوت وقطرات زيت الزيتون وتلك الضحكات البريئة التي لا شك أن صداها لا يزال يتردد بين قلوب تقاوم -بحرص وقوة- جفاف حضارة الإسمنت.