قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنّ تقرير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل يؤكد بوضوح وجود مجاعة في السودان، وفي حين قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بريليو إن المجاعة أُعلنت رسميا في مخيم زمزم، بالقرب من مدينة الفاشر، اتهمت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور طرفي الصراع باستخدام التجويع سلاح حرب.

والخميس، ذكر تقرير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل -أعده فريق من خبراء دوليين مستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات- أن "الصراع المستمر في السودان أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة"، ويقع المخيم بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وشدد وزير الخارجية البريطاني في تغريدة عبر منصة "إكس"، على ضرورة السماح بوصول الإغاثة للمحتاجين، ووجوب ألا يستخدم التجويع سلاحا في الحرب، وحث طرفي الصراع على الانخراط في محادثات وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان عبر حسابه على منصة "إكس" إن رفض كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انسياب المساعدات الإنسانية، وزيادة الأعمال القتالية؛ صنعا أزمة الجوع الحالية.

وكان بريليو قد دعا، في تغريدة أخرى، الطرفين المتحاربين لحضور محادثات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية، والموافقة على وقف إطلاق النار، كي تصل المساعدات الإنسانية للذين يحتاجونها بشدة.

بدورها، قالت سامانثا باور إنه يجب على طرفي الصراع في السودان العودة إلى طاولة المفاوضات هذا الشهر في سويسرا، واتهمتهما "باستخدام التجويع سلاحَ حرب، بتمكين من رعاة خارجيين"، وأكدت أن الطرفين يمنعان بشكل مستمر وصول المكملات الغذائية المستعجلة للمحتاجين.

تدخل عاجل

وفي ظل الخطر المحدق بمئات آلاف النازحين، دعت الأمم المتحدة اليوم الجمعة المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي "بشكل عاجل" لمنع حدوث مجاعة في السودان.

ووجه بيان لمكتب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كليمنت نكويا سلامي، دعوة لتوفير الموارد العاجلة والوصول الإنساني بدون عوائق، وأوضحت سلامي أن تصنيف الأمن الغذائي "يعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض".

وأشارت إلى أن الأزمة في السودان "من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزم جميع الأطراف وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه السكان المحتاجين"، وتابعت: "لمنع المجاعة واسعة النطاق من الانتشار، يتعين على المانحين زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل، مع استخدام الوسائل الدبلوماسية للدفع نحو فتح الوصول الإنساني.. إذا لم يحدث ذلك، فسوف نشهد وضعا أكثر كارثية".

ولفت البيان إلى أن "السودان يواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه (25.6 مليون شخص) من الجوع الحاد".

مخاطر متزايدة

وأظهرت صور من أقمار صناعية نشرت اليوم الجمعة أن معسكر زمزم، يشهد تدفقا جديدا "كبيرا" لنازحين ومع زيادة حادة لخطر تلوث مرافق المياه والصرف الصحي بسبب فيضانات في المنطقة.

ووفق النتائج التي توصل إليها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية فإن مياه الفيضانات غمرت المراحيض و9 من أصل 13 مركزا لتوزيع المياه في معسكر زمزم، وهو ما يزيد من خطر تفشي الكوليرا وأمراض أخرى في منطقة تواجه بالفعل مستويات شديدة من سوء التغذية.

ورصد باحثو مختبر ييل كمية من المياه الراكدة في المخيم تكفي لغمر ما لا يقل عن 125 ملعب كرة قدم، وقال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي للمختبر "بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، فإن أسوأ سيناريو لدينا، والذي نتدرب عليه باعتباره تحقق لكل المخاوف، هو ما يحدث على أرض الواقع الآن".

ومخيم زمزم الأكبر في السودان ويؤوي نحو 500 ألف شخص وأصبح أكثر اكتظاظا مع فرار سكان من أحدث معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويقع المخيم بالقرب من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر عاصمة ولائية في منطقة دارفور لم تخضع بعد لسيطرة قوات الدعم السريع.

وذكر تقرير تصنيف الأمن الغذائي أن مخيمي أبو شوك والسلام في الفاشر يواجهان على الأرجح ظروفا تشبه ما يحدث في زمزم، وتحدث عن 14 موقعا في أنحاء السودان؛ ترجَّح فيها المجاعة، ومعظمها مخيمات نزوح لم تستقبل سوى القليل من المساعدات منذ اندلاع الحرب.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، تمدد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد، مخلفا نحو 18 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تصنیف الأمن الغذائی الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع

حذرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في جنوب السودان، ماري-إلين ماكغروارتي من أن ما يقرب من 7.7 مليون شخص في جنوب السودان - أي أكثر من نصف السكان - يواجهون مستويات كارثية من الجوع، واصفة الوضع بأنه من بين الأسوأ منذ استقلال البلاد.

وفي إحاطة للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، أشارت ماكغروارتي إلى تصاعد العنف في منطقة أعالي النيل الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن الصراع والانقسامات السياسية والأمنية المتزايدة تضاعف من الوضع الإنساني الصعب واليائس.

وأوضحت أن القتال يدفع الناس والمجتمعات من ديارهم في أكثر المناطق ضعفا وانعداما للأمن الغذائي، وذلك بالتزامن مع دخول البلاد موسم العجاف السنوي الذي يبلغ فيه الجوع ذروته.

وكشفت المسؤولة الأممية أن 40% من هؤلاء الجياع موجودون في منطقة أعالي النيل الكبرى المتأثرة بتصاعد الصراع، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي ولا يستطيعون تأمين وجبة واحدة لعائلاتهم يوميا.

وأكدت ماكغروارتي أن القتال في المنطقة أجبر ما يقرب من 100,000 شخص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعليق المساعدة الغذائية الإنسانية الضرورية لدرء الجوع الكارثي خلال موسم العجاف.

نهب المواد الغذائية يفاقم الكارثة
وأوضحت ماكغروارتي أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته وأصبح غير قادر على الوصول إلى أكثر من 213,000 شخص في ست مقاطعات بسبب الصراع. وأشارت إلى أن هذه المجتمعات والعائلات محاصرة بالفعل في "آفة الجوع" بسبب تكرار العنف وتغير المناخ وغياب الاستقرار والتنمية في مناطق تعد من بين الأكثر بعدا في البلاد ويصعب الوصول إليها حتى في الظروف العادية. ومع تصاعد القتال، أصبح من المستحيل على البرنامج الوصول إلى هذه المناطق عبر النهر أو البر، حيث لا توجد طرق أو وسائل نقل مناسبة.

وأعربت عن أسفها للإبلاغ عن نهب أكثر من 100 طن متري من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، خاصة للأطفال الذين يعاني أكثر من 17% منهم من سوء التغذية في تلك المناطق. وشددت على أن هذه الموارد لا يمكن تعويضها وأن المخزونات الإنسانية في جنوب السودان مستنزفة بالفعل.

وحذرت ماكغروارتي من أن تفشي الكوليرا الذي يمثل تهديدا مميتا آخر يتفاقم مع استمرار الصراع وعدم الاستقرار وزيادة النزوح في منطقة أعالي النيل.

تأثير الحرب في السودان
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المسؤولة الأممية إلى أن الحرب في السودان تدفع المزيد من الأشخاص إلى الفرار إلى جنوب السودان، حيث وصل حتى اليوم أكثر من 1.1 مليون شخص، العديد منهم عائدون ولاجئون وصلوا بلا شيء. كما أدت الحرب في السودان إلى تعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتاخمة للسودان بصورة كبيرة.

وفي الختام، قالت ماكغروارتي: "جنوب السودان ليس في وضع يسمح له بتحمل حرب أخرى. تصاعد الصراع مدمر بالنسبة للعائلات والمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي... شعب جنوب السودان يستحق التحرر من الصراع والجوع، ويستحق اهتمامنا ودعمنا".

   

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور
  • الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع
  • الصراع في الكونغو.. تهديدات جديدة للأمن الدولي والمخاطر الإنسانية المتزايدة
  • كارثة تلوح في الأفق.. تحذير أممي عاجل: بشان اليمن!
  • تجويع بالأوامر! قرار أمريكي يوقف الدعم الغذائي في دول عربية منكوبة
  • تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل
  • تحذير أممي: أزمة إنسانية خانقة في اليمن ونداء إنساني مهدد بالفشل
  • يفتقدون الأمن والمساعدات.. قلق أممي من وضع النازحين جنوب شرق السودان
  • تحذير أممي من تأثير الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف
  • وزير الخارجية ينتقد تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن