آخر كلمات هنية: إذا غاب سيّد قام سيّد
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
كأنه كان يشعر أن أجله قد دنا، وحان موعد الرحيل، فكانت آخر كلمات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية، قبل اغتياله في طهران، استشهاده بآية قرآنية عن الحياة والموت والخلود والصمود.
قال هنية "هكذا هي الدنيا، هو أمات وأحيا وأضحك وأبكى، سبحان الله تعالى يحيى ويميت، ولكن هذه الأمة خالدة إن شاء الله ومتجددة.
وفي مقال تحليلي عن مسيرة هنية، قالت رويترز إنه كان الوجه الدبلوماسي الصارم للحركة الفلسطينية أمام العالم مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة التي استشهد فيها 3 من أبنائه و4 من أحفاده في غارة إسرائيلية في أبريل/نيسان الماضي. كما استشهد ما لا يقل عن 60 فردا آخرين من أقاربه وأبناء عمومته في العدوان.
وقال هنية بعد استشهادهم "دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة، فكلهم أبنائي". وأضاف "بدماء الشهداء وجراحات الجرحى، نصنع إن شاء الله الآمال ونصنع المستقبل ونصنع الاستقلال والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا، هذه الدماء التي تختلط بدماء أهلنا لن تزيدنا إلا ثباتا على الموقف ورسوخا في المسار ويقينا بالانتصار".
تفاديا لقيود السفربعد توليه قيادة المكتب السياسي لحركة حماس في 2017، تنقل هنية بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة تفاديا لقيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، وهو ما ساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وإجراء مباحثات مع إيران.
وقال هنية بعد فترة وجيزة من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "نقول لكل الدول بما فيها الأشقاء العرب، كل التطبيع والاعتراف بهذا الكيان (إسرائيل) لا يمكن أن يحسم هذا الصراع".
وطلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في مايو/أيار إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة حماس، كان هنية أحدهم، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ورفض القادة الإسرائيليون والفلسطينيون هذه الاتهامات.
الاغتيال الثالثوهنية هو ثالث قيادي بحماس تغتاله إسرائيل خلال العقدين الماضيين. فقد اغتالت الشيخ أحمد ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي في غضون شهر واحد في غارات جوية بمروحيات في 2004. ونجا خالد مشعل، المرشح الآن لخلافة هنية، من محاولة اغتيال في عام 1997، جاءت بأمر من نتنياهو.
وقال أديب زيادة، المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر، إن حماس أيديولوجية لن تموت أو تستسلم باغتيال هنية. وأضاف أنه في كل مرة تفقد فيها حماس أحد قادتها يخلفه زعيم جديد، وأحيانا يتفوق في الأداء وفي تطبيق مبادئ الحركة.
واستشهد أيضا صالح العاروري، أحد مؤسسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في هجوم بمسيّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير/كانون الثاني 2024.
وفي 2012، رد هنية على سؤال من رويترز عما إذا كانت حماس قد تخلت عن الكفاح المسلح، وقال "بالطبع لا". وأضاف أن المقاومة ستستمر بكل الأشكال الشعبية منها والسياسية والدبلوماسية والعسكرية.
وكانت العاصمة الإيرانية شهدت أمس الخميس مراسم تشييع لرئيس المكتب السياسي لحماس بحضور رسمي وشعبي بعد اغتياله في مقر إقامته.
وصباح الأربعاء الماضي، أعلنت حماس استشهاد هنية وأحد مرافقيه في "غارة صهيونية" استهدفت مقر إقامته بطهران غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بايدن: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت "أمر مستفز"
وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، بأنه "أمر مستفز".
وقال، في بيان أصدره البيت الأبيض: "دعوني أكون واضحاً مرة أخرى، مهما كان ما قد تلمح إليه المحكمة الجنائية الدولية، لا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)".
وجدد بايدن تأكيده أن الولايات المتحدة "ستقف دائماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات لأمنها".
ورفض مكتب نتنياهو الخميس، قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، ووصفه بأنه "معاد للسامية".
وقال المكتب في بيان "ترفض إسرائيل باشمئزاز الإجراءات العبثية والكاذبة التي وجهتها إليها المحكمة الجنائية الدولية"، مضيفاً أن إسرائيل لن "ترضخ للضغوط"، في الدفاع عن مواطنيها.
وأضاف أن نتنياهو "لن يرضخ للضغوط ولن يتراجع" حتى تحقق إسرائيل جميع أهداف الحرب.
وقالت المحكمة ومقرها لاهاي، إن هناك أسباباً كافية للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت مسؤولان جنائياً عن المجاعة في غزة واضطهاد الفلسطينيين.
وقال جالانت إن القرار "سيُذكر دائماً بالعار، إذ يضع إسرائيل وقادة حركة "حماس" في نفس المرتبة، ويمنح شرعية لقتل الأطفال واغتصاب النساء وخطف المسنين من أسرتهم.. القرار يمثل سابقة خطيرة ضد الحق في الدفاع عن النفس وضد القتال الأخلاقي، كما يشجع الإرهاب القاتل"، على حد وصفه.
وأضاف، عبر حسابه على منصة "إكس": "ولّت إلى غير رجعة الأيام التي كان يمكن فيها حرماننا من حقنا في الدفاع عن أنفسنا، المحاولة لمنع إسرائيل من حقها في تحقيق أهدافها في حربها العادلة ستفشل، سيستمر الجيش وقوات الأمن في عملياتهم حتى إعادة المختطفين، وتفكيك حركة (حماس)، وعودة سكان إسرائيل إلى منازلهم بأمان".
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي يتزعم حزباً قومياً متطرفاً يشارك في ائتلاف نتنياهو، إن إسرائيل يتعين عليها الرد بضم الضفة الغربية المحتلة، التي يريد الفلسطينيون أن تكون جزءاً من دولتهم المستقلة في المستقبل.
واعتبر أن الرد على قرارات الاعتقال هو فرض السيادة على جميع أراضي الضفة الغربية، والاستيطان في جميع أنحاء البلاد وقطع العلاقات مع السلطة الإرهابية (الفلسطينية)".
بدوره، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الخميس، القرار بأنه "يوم أسود للعدالة والإنسانية". واتهم هرتسوغ المحكمة بأنها "ساندت الارهاب والشر ضد الديمقراطية والحرية".
وأضاف على منصة "إكس" أن "قرار المحكمة الجنائية الدولية تجاهل معاناة الرهائن لدى (حركة) حماس".