ادعاء بشأن رفض دفن هنية يفنده الواقع
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
عقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، في طهران، الأربعاء في عمليّة نُسبت لإسرائيل وأثارت مخاوف متزايدة من صراع إقليميّ، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة خبراً يدّعي أن السلطات في قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس منذ العام 2012، رفضت تشييعه ودفنه في أراضيها.
لكن هذا الادّعاء غير صحيح، إذ دٌفن هنيّة فعلاً في قطر، الجُمعة، بعد نقل جثمانه من إيران، ولم يصدر عن السلطات القطريّة قبل ذلك أي تصريح يُشبه ما جاء في هذه المنشورات.
وجاء في المنشورات التي تداولتها أساساً حسابات عملت في الأشهر الماضية على الترويج لأخبار مضلّلة تتعلّق بالحرب في غزّة "قطر ترفض دفن إسماعيل هنية في أراضيها وترفض إقامة جنازة له".
بدأ التداول بهذه المنشورات بعد وقت وجيز على إعلان حركة حماس الأربعاء مقتل إسماعيل هنيّة مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران.
وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن "مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعرّض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين".
وقال الحرس الثوري إنه "يجري التحقيق" في الواقعة.
ولم يردّ الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق على التقارير بشأن الاغتيال.
وكان هنية قد وصل إلى طهران الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. وقد التقى به وبالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
لكن الادّعاء بأنّ قطر رفضت دفن إسماعيل هنيّة في أرضها لم يكن له أثر في أي مصدر موثوق في الساعات واليومين التاليين على الاغتيال، ولم يُنشر سوى على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منها حسابات درجت على نشر أخبار مضلّلة منذ بدء الحرب في غزة.
والخميس، وصل إلى العاصمة القطريّة نعش هنيّة، بعدما حظي بتشييع شعبيّ في طهران حيث أمّ المصلّين عليه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وبثّت وكالة فرانس برس مشاهد لوصول النعش إلى قطر.
وصباح الجمعة، وصل مئات المعزّين إلى مسجد محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد الدوحة، والتفّ معظمهم بأوشحة تحمل العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في الدوحة.
وانتشرت شرطة المرور وقوات الأمن الداخلي على كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واصطفّ رجال الشرطة على طول حواجز الطرقات السريعة المجاورة.
وبعد صلاة الجمعة، شارك الآلاف في صلاة الجنازة داخل المسجد، فيما صلّى آخرون على السجّاد المفروش خارجه، في ظل حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية، بحسب صحافيي فرانس برس.
وبعد الصلاة، بحضور الرجل الثاني في الحركة خليل الحيّة ونائب رئيس المكتب السياسيّ للحركة خالد مشعل، حُمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف قبل نقله إلى مقبرة لوسيل ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي للحركة.
وشارك في جنازة هنية أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إضافة إلى شخصيات دبلوماسية من خارج البلاد.
وبعد ظهر الجمعة، أعلنت عائلة هنيّة أنّ مراسم الدّفن تّمت في شمال الدوحة بحضور عدد محدود من العائلة.
ورغم العلاقات المتوتّرة بين حركة حماس ودولة الإمارات التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020، أشاد مسؤول إماراتيّ رفيع الجمعة باحتضان قطر للجنازة.
وقال أنور قرقاش مستشار الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن "احتضان دولة قطر الشقيقة وقيادتها مراسم تشييع جنازة إسماعيل هنية في هذه الظروف الصعبة موقف نبيل ومقدر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المکتب السیاسی إسماعیل هنی فی طهران
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: الواقع العسكري يفرض على أوكرانيا تقديم تنازلات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن موسكو تشعر بـ"ارتياح كبير" تجاه الخلاف المتصاعد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والذي بلغ ذروته خلال اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار "قناة"، في حديثه مع قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن التوتر داخل المنظومة الغربية يعكس تحولًا استراتيجيًا كبيرًا، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها من الحرب في أوكرانيا.
وأوضح، أن إدارة ترامب تتجه إلى تقليل الانخراط الأمريكي في الصراع، مما يضع أوروبا في مأزق استراتيجي، مضيفًا، أن أوكرانيا أصبحت أداة تستخدمها أوروبا ضد موسكو، وأن الدعم الأوروبي قد لا يكون كافيًا لتعويض أي انسحاب أمريكي.
وشدد على أن الواقع العسكري والجغرافي على الأرض يفرض على أوكرانيا تقديم تنازلات، خاصة بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد خلال العام الماضي.
وأكد أن المنظومة الغربية تواجه أزمة قيمية واستراتيجية، حيث أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على المحك بسبب التحولات الجيوسياسية الكبرى.
ولفت إلى أن ترامب يسعى إلى تخفيض تكاليف التدخلات العسكرية الأمريكية، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي، في وقت تزداد فيه المخاوف الأوروبية من أن أي تراجع أمريكي قد يعزز النفوذ الروسي على الساحة الدولية.