مشاركة شعبية وفصائلية واسعة في تشييع هنية بلبنان
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
بيروت- عمّت أجواء الحداد المدن والمخيمات الفلسطينية في لبنان، تزامنا مع تشييع جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة القطرية الدوحة، وأقيمت صلاة الغائب في عدد من مساجد لبنان التي صدحت بآيات القرآن الكريم.
وترك اغتيال هنية حزنا كبيرا في لبنان، الذي زاره آخر مرة في 5 أبريل/نيسان عام 2023، حيث التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعددا من قادة الفصائل الفلسطينية والشخصيات اللبنانية، كما كانت له زيارة سابقة ذات طابع شعبي في عام 2020، حين زار مخيم عين الحلوة، الذي يُعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان ويحمل رمزية خاصة.
في منطقة الطريق الجديدة بالعاصمة بيروت، أقيمت مراسم تشييع رمزية، أدى المشاركون فيها صلاة الغائب على هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان، وسط أجواء من الغضب والحزن.
وبحشد شعبي كبير، انطلق موكب التشييع الرمزي من مسجد الإمام علي، بمشاركة عضو القيادة السياسية في حركة حماس رأفت مرة، والسفير الفلسطيني أشرف دبور، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والهيئات الاجتماعية والعلماء.
وحمل المشيعون نعشين على الأكتاف، لُفّا بأعلام فلسطين وحماس وكتائب القسام، وعلت هتافات "الموت لإسرائيل"، حتى وصولهم إلى مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وفي كلمة القيادي رأفت مرة، أكد أن القائد الشهيد إسماعيل هنية يمثل "رمزا فلسطينيا ووطنيا وعالميا، عمل من أجل المقاومة والحرية والإنسانية، ومضى ثابتًا صلبًا"، وأوضح أن أكبر رد على جريمة الاغتيال هو هذا الالتفاف الشعبي والعالمي الكبير حول المقاومة.
كما تحدث عضو المجلس السياسي في حزب الله عطا الله حمود باسم الحزب، مؤكدا استمرار المقاومة، واعتبر أن جريمة اغتيال القائدين هنية وشكر تزيدها صلابة ومنعة، وأن الاحتلال ضعيف ومنهزم، بينما ألقى نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، دعا فيها إلى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية وعاجلة.
وفي مدينة صيدا، أقيمت صلاة الغائب في غالبية مساجدها، وخاصة في مسجد القدس حيث نعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود الشهيد هنية، ووصفه بأنه كان "رمزًا حقيقيًّا من رموز فلسطين"، مؤكدا "أن العدو الصهيوني ومن خلفه الأميركي يسعى إلى حرب إقليمية بل عالمية، ويتحمل نتائجها الكارثية".
ونظمت حركة حماس وحزب الله والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وقفة غضب استنكارا لاغتيال القياديين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وعلى وقع الأناشيد الوطنية، رفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية والحزبية، كما علت الهتافات التي تردد "الموت لإسرائيل".
وفي حديثها للجزيرة نت أثناء الوقفة، قالت الحاجة أم عادل إن اغتيال هنية لن يكسر العزائم، وإنه "في كل بيت يوجد أبو العبد، وسنُنجب الآلاف ليحملوا الراية ويتبعوا طريقه".
كما عبرت تمام العلي أن الفقدان يكسر الظهر، لكنها أوضحت أنه رغم استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فإنهم لم يستسلموا وسيظلون "شوكة في عين العدو"، مرددة "لن نعترف بإسرائيل، وعلى خطاك يا أبو العبد".
وفي حديث آخر، أشارت الحاجة أم علي إلى أنهم اليوم يتشاركون العزاء في القادة الشهداء هنية وشكر، مضيفة "اليوم خسارتنا واحدة"، وأكدت أن الفلسطينيين واللبنانيين دائمًا ما يسيرون معًا في طريق المقاومة، وأنهم سيأخذون بالثأر.
وفي مخيم عين الحلوة، نظمت حركة حماس وقفة أمام مسجد خالد بن الوليد بعد صلاة الجمعة، حيث رفع المشاركون صورًا لهنية إلى جانب الأعلام الفلسطينية، كما أُعلن عن إضراب شامل وحداد، وإغلاق المحلات التجارية في سوق الخضار لمدة 3 أيام.
وقال الناشط الفلسطيني حسن ميعاري، الذي شارك في الوقفة، للجزيرة نت، إن اغتيال هنية يعتبر خسارة كبيرة لكل الفلسطينيين، وأضاف "فلسطين فقدت قامة وطنية وعدت بالنصر والعودة، ونحن يوم التحرير الذي أصبح قريبًا بإذن الله، سنقول إننا الجيل الذي سينفذ وعد أبو العبد هنية".
واعتبر أحمد مصلح في حديثه للجزيرة نت، أن "اغتيال هنية لن يزيد الشعب والمقاومة الفلسطينية إلا إصرارا وتمسكا بحق العودة"، وقال "حتما سنعود، وهنيئا له، عاش قائدا مقاوما ورحل شهيدا".
أما خالد خليل، فقد أكد أن شعار "لن نعترف بإسرائيل" كان من أبرز ما رفعه الرئيس هنية، وقال "سنتبع هذا الشعار من بعده، ولن يستطيع العدو كسر إرادتنا، ولن نعترف إلا بفلسطين من النهر إلى البحر".
وفي مخيم برج الشمالي بمدينة صور، نظمت الفصائل الفلسطينية مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة، كما أقيمت صلاة الغائب في كافة مساجد المخيم، وفي شمال لبنان، خرجت مسيرة شعبية في مخيم نهر البارد، عبر فيها المشاركون عن غضبهم واستنكارهم للاغتيال، وأكدوا من خلال هذه التظاهرة تمسك اللاجئين الفلسطينيين بخيار المقاومة حتى تحقيق التحرير والعودة.
وكذلك في مخيم البداوي بمدينة طرابلس شمالي لبنان، انطلقت مسيرة جابت شوارع المخيم، تنديدا باغتيال رئيس حركة حماس هنية، وردد المشاركون هتافات تؤيد المقاومة ومقولات شهيرة لهنية منها "لا نساوم ولا نهادن، ولا نغير ولا نبدل".
وتتواصل الدعوات للخروج غدا السبت في مسيرات كبرى بالمخيمات والشتات، تنفيذا للوصية الأخيرة لرئيس حركة حماس إسماعيل هنية، الذي كان قد دعا إلى اعتبار يوم 3 أغسطس/آب يوما عالميا لنصرة غزة والأسرى، وجعله حراكا متواصلا حتى وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسماعیل هنیة صلاة الغائب اغتیال هنیة حرکة حماس فی مخیم
إقرأ أيضاً:
كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
تعمل الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة ضمن ثلاثة أَسقُفٍ أو مستويات: أعلى، ووسط، وأدنى بحسب إمكانية التحقيق. وفي كل الأحوال، فإن المشترك، على ما يبدو، في الأسقف الثلاثة، أي الحد الأدنى المستهدف، هو أن تكون غزة بلا سلاح، وبلا حماس!!
أما السقف الأعلى فهو مرتبط بمشاريع احتلال قطاع غزة، وتهجير سكانه، وضمه أو ضمّ أجزاء منه، وإعادة تفعيل برامج الاستيطان، وحكمه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهو ما يعني ضمنًا القضاء على حماس، ونزع أسلحتها وأسلحة المقاومة. وثمة الكثير من الحديث حول هذا السقف في أوساط اليمين المتطرف والصهيونية الدينية، وهو مدعوم بغطاء أميركي حيث كرر ترامب الدعوة لتهجير سكان القطاع.
أما السقف الوسط، فيتضمن الإبقاء على نقاط سيطرة في القطاع، والتحكم الظاهر أو غير الظاهر في المعابر، واستباحة أجواء القطاع وإمكانية عمل اقتحامات وضربات محددة، كما يحدث في الضفة الغربية، وحكم غزة بوجود قوات عربية ودولية أو سلطة رام الله، ولكن بمعايير إسرائيلية. مع سحب فكرة التهجير والضم والاستيطان، وتسهيل دخول الاحتياجات الأساسية للقطاع، وبعض من مستلزمات إعادة الإعمار، وبوجود برنامج حثيث لنزع أسلحة المقاومة، وتحييد حماس عن المشهد السياسي ومشهد إدارة القطاع.
إعلانسيسعى الطرف الإسرائيلي لتحقيق ما يمكن تحقيقه في السقفين؛ الأعلى والوسط، وفق ما يوفره الواقع الميداني والمعطيات على الأرض، غير أنه سيستخدم هذين السقفين كأدوات تفاوضية ضاغطة، إذا ما استمرت المقاومة في أدائها، سعيًا للوصول إلى الحد المستهدف، مع إيجاد بيئات ضاغطة دولية وعربية وحتى فلسطينية داخلية (وتحديدًا من سلطة رام الله ومؤيديها)، وربما محاولة المراهنة على اصطناع دائرة احتجاج ضد المقاومة في القطاع نفسه والسعي لتوسيعها؛ بحيث تتضافر حملات سياسية وإعلامية عربية ودولية لإظهار حماس وكأنها هي الطرف المتعنِّت والمُعطِّل للاتفاق، والمتسبِّب بمعاناة القطاع.
كما سيتمُّ تقديم وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ووقف مشروع التهجير، والفك الجزئي للحصار والسماح لإدارة فلسطينية (بمواصفات سلطة رام الله) باعتبارها "تنازلات" إسرائيلية كبيرة، وبالتالي محاولة "تبليع السكِّين" لحماس، وربط إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع بموافقة حماس والمقاومة على نزع أسلحتها، والخروج من المشهد السياسي والمؤسسي الفلسطيني.
تكمن خطورة هكذا إستراتيجية في السعي لتحقيق الهدف الأساس من الحرب، مع محاولة إظهاره في الوقت نفسه كمطلب عربي ودولي، وإظهاره وكأنه "إنجاز" وطني وقومي للدول العربية المطبّعة الرافضة للتهجير، التي تتقاطع في الوقت نفسه، مع الإسرائيليين والأميركان، في العداء لخط المقاومة ولتيار "الإسلام السياسي". كما تُظهر سلطة رام الله وكأنها بديلٌ يُنهي معاناة الفلسطينيين.
أبرز عناصر الإستراتيجية الإسرائيليةمن خلال القراءة الموضوعية والتحليلية لما صدر عن الجانب الإسرائيلي من تصريحات ومواقف، ومن خلال استقراء سلوك نتنياهو وحكومته وجيشه على الأرض، يمكن استخلاص النقاط التالية، كأبرز عناصر الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة ومستقبله:
إعلان محاولة استعادة الصورة التي فقدها الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الضربة القاسية التي تعرضت لها نظرية الأمن الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفقدان قوة الردع، وتزعزُع ثقة التجمع الاستيطاني الصهيوني بها. محاولة إعادة تسويق الدور الوظيفي للاحتلال، كقلعة متقدمة وعصا غليظة للنفوذ الغربي في المنطقة؛ وكقوة جديرة بالثقة والاعتماد عليها لدى دول التطبيع العربي، خصوصًا في إدارة صراعها مع منافسيها في البيئة الإقليميّة. محاولة إحداث أقسى حالة "كي وعي" لدى الحاضنة الشعبية في قطاع غزة ولدى المقاومة، عبر استخدام القوة الساحقة الباطشة والمجازر البشعة للمدنيين، والتدمير الشامل للبيوت والبنى التحتية والمؤسسات الرسمية والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والمزروعات وآبار المياه.. وغيرها؛ بعيدًا عن أي معايير قانونية أو أخلاقية أو سياسية، لمحاولة ترسيخ "عقدة" عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول. استغلال بيئة الحرب لفرض تصورات "اليوم التالي" لحكم القطاع، وفق المعايير والضوابط الإسرائيلية. السعي للاستفادة من بيئة الحرب، لتمرير وتسريع مشاريع التهويد والتهجير في الضفة الغربية وقطاع غزة. السعي لتوسيع النظرية الأمنية الإسرائيلية، لتشمل في إطارها الرادع الفعَّال المحيط الإستراتيجي للكيان الصهيوني، لضمان استقرار الكيان وديمومته، حتى بعد إغلاق الملف الفلسطيني، حيث سبق أن كرر نتنياهو هذه الرؤية أكثر من مرة. رفع السقف التفاوضي مع المقاومة إلى مديات عالية جدًا، وإن لم يكن من الممكن تحقيقها، بهدف استخدامها كأدوات ضغط، وتوظيفها في العملية التفاوضية. محاولة تخفيف تأثير قضية الأسرى الصهاينة على الأثمان المدفوعة للمقاومة قدر الإمكان، سواء بمحاولة تحريرهم، أم بإطالة أمد التفاوض عليهم، أم بالتركيز على المنجزات المحتملة من استمرار الحرب، ولو تسبب ذلك بخسارة المزيد من الأسرى. الاستفادة من النفوذ والغطاء الأميركي قدر الإمكان، في البيئة الدولية ومجلس الأمن، وفي البيئة العربية، وفي الدور كوسيط، وفي مجالات الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي والإعلامي. الاستفادة قدر الإمكان من الضعف والخذلان العربي، وتقاطع عدد من الدول العربية مع التوجهات ضد المقاومة وضد "الإسلام السياسي"، وكذلك الاستفادة من عدم فاعلية البيئة الدولية ومؤسساتها وفشلها، لتمرير الأجندة الإسرائيلية. إطالة أمد الحرب ما أمكن، سعيًا لتحقيق أكبر منجز ممكن ضد المقاومة، وكذلك للإبقاء على تماسك الائتلاف المتطرف الحاكم لكيان الاحتلال، وتمرير أجنداته الداخلية، والتّهرب من السقوط وإمكانية المحاسبة. تعمد إخفاء الخسائر الحقيقية للجيش الإسرائيلي، واصطناع أكاذيب عن منجزاته، ومحاولة التعمية عن حالات التهرب الواسعة من الخدمة لدى قوات الاحتياط، والأزمات المرتبطة بالتجنيد وغيرها؛ سعيًا للإبقاء على بيئة داخلية داعمة للحرب. تعمُّد نقض العهود والاتفاقات مع المقاومة، واستخدام ذلك في الابتزاز العسكري والسياسي والاقتصادي، والاستفادة من حالة الإنهاك والمعاناة في القطاع؛ لتشديد الحصار لتحقيق مكاسب إستراتيجية وتفاوضية، خصوصًا على حساب المقاومة. إعلان نزح سلاح المقاومةكثر الحديث في الأيام الماضية عن ربط ترتيبات "اليوم التالي" في القطاع بنزع أسلحة حماس وإخراجها من المشهد السياسي، وتحدث عن ذلك قادة أوروبيون مثل الرئيس الفرنسي ماكرون بالرغم من إظهار حماسته لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما حاول بعض المحسوبين على سلطة رام الله استغلال حالة المعاناة الهائلة للحاضنة الشعبية في القطاع، ومحاولة تنفيس الغضب باتجاه حماس وقوى المقاومة وتحميلها المسؤولية، بدلًا من الاستمرار في تحميل الاحتلال مسؤولية عدوانه وجرائمه.
التصعيد الإسرائيلي بخرق الهدنة، وإحكام الحصار على القطاع، ومنع دخول أي من الاحتياجات الضرورية، تبعها عدوان دموي ومجازر وحشية كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال، وأعاد احتلال أجزاء من القطاع، مع إعادة تهجير أعداد كبيرة من أبناء القطاع المنهكين أصلًا والمستنزفين في دمائهم وأموالهم ومساكنهم، ليرفع وتيرة الضغط إلى مديات لا تكاد يحتملها إنسان؛ مع إعادة الحديث عن أجنداته بسقوفها العليا.
غير أن المقاومة عادت لتفاجئ العدو بتفعيل أدائها العسكري المؤثر، ولتقوم بحملة سياسية موازية تؤكد صلابتها في الثوابت، كما تؤكد مرونتها القصوى في ملفات تبادل الأسرى وغيرها، بما يحقن دماء الشعب الفلسطيني، وينهي الحرب، ويضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
سلاح المقاومة خط أحمرأمام هذه الإستراتيجية "الصفرية" لنتنياهو وحكومته المتطرفة، لا تبدو ثمة بوادر حقيقية لإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وفك الحصار (على الأقل إعادة الوضع على ما كان عليه قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول)، وفتح المجال لإعادة الإعمار، إلا إذا صمدت المقاومة وواصلت استنزاف الجيش والاقتصاد والأمن الإسرائيلي، والدفع لإيجاد بيئات داخلية إسرائيلية أكثر قوة وضغطًا، ورفع الأثمان التي يدفعها الاحتلال إلى مديات لا يستطيع احتمالها.
إعلانوقد قطعت المقاومة شوطًا كبيرًا في ذلك، مع تزايد المأزق الإسرائيلي، خصوصًا بعد استئناف المقاومة عملياتها النوعية، واعتراف رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بأن الحرب في غزة قد تأخذ شهورًا أو سنوات.
كما أن طبيعة ترامب النَّزقة والمتقلبة والمستعجلة للإنجاز لا توفر لنتنياهو وقتًا مفتوحًا لاستمرار الحرب، يترافق معها حاجة ترامب لتحقيق اختراقات في ملفات التطبيع في المنطقة، وفي الملف النووي مع إيران. كما يترافق ذلك مع بيئة عربية قلقة تحمل بذور التغيير والانفجار، وبيئة دولية تآكل فيها الدعم للكيان إلى حده الأقصى، حتى في محيط حلفائه الأوروبيين.
وليس ثمة ترف خيارات أمام المقاومة في خوض هذه المعركة "الصفرية" التي تستهدف اجتثاث الشعب الفلسطيني وقضيته، وبالتالي تظل المراهنة على المقاومة وسلاحها شرطًا أساسيًا وخطًا أحمر في مواجهة الاحتلال وإفشال مشاريعه.
والتجربة التاريخية طوال أكثر من مائة عام تشهد أن الشعب الفلسطيني تمكن من إفشال عشرات المشاريع التي تستهدفه، وقادر أيضًا، بعون الله، على إسقاط هذه الإستراتيجية وعلى إفشال هذا العدوان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline