ذراع إيران في اليمن تمنع القاضي قطران من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
قالت مصادر حقوقية في صنعاء، إن ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تمنع منذ نحو شهر القاضي البارز عبدالوهاب قطران من السفر إلى الخارج لتلقي العلاجات الضرورية واللازمة لوضعه الصحي المتدهور.
وأشارت المصادر إلى أن القاضي قطران كان يعتزم قبل 3 أسابيع السفر مع زوجته وأحد أبنائه إلى الأردن من أجل تلقي العلاجات في أحد المستشفيات هناك؛ إلا أن الميليشيات رفضت السماح له بالسفر عقب وضعه في قائمة الممنوعين من مغادرة صنعاء.
وأفرجت ميليشيا الحوثي عن القاضي عبدالوهاب قطران منتصف يونيو الماضي، عقب 6 أشهر من الاختطاف والاعتقال التعسفي داخل زنزانة انفرادية في سجن المخابرات الحوثية في صنعاء، على خلفية منشورات تضامنية مع حقوق المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات.
وتعرض القاضي قطران أثناء فترة احتجازه للكثير من المعاملات السيئة والتعذيب النفسي والجسدي، الأمر الذي أدى إلى إصابته بالكثير من الأمراض، وجرى نقله أثناء فترة احتجازه إلى أحد مستشفيات صنعاء عقب تدهور حالته الصحية في المعتقل.
وفي منشور كتبه القاضي عبدالوهاب قطران، الجمعة، تحدث فيه عن جزء بسيط من المعاناة والمعاملة القاسية التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله في سجن المخابرات الحوثي بصنعاء منذ مطلع يناير وحتى منتصف يوليو 2024. مؤكدا صحة رفض طلبه بالسماح له بالسفر للخارج واستكمال علاجه.
قال قطران: طوال مدة ستة أشهر من فترة اختطافي وتغييبي بسجن جهاز المخابرات بصنعاء، كنت كما بقية السجناء، نغتسل ونتوضأ من حنفيات حمامات السجن، وكان ينساب من صنابير الحنفيات بلون أغبر مائل للسواد وكأنه بن مكثف وليس ماء، الحقيقة لا أدري هل مياه السجن كبريتية، أم أنه "ذحل" متراكم بالخزانات التي بالسطح.
وأضاف: بسبب ذلك الماء الملوث وغير الصحي، أصيبت عيوني ببكتيريا وتحسس وكانت تلتهب وتحرقني بشدة وكأن فيها بسباس حيمي، حتى صارت تنهمر دمعها كالمطر، وكدت أفقد البصر ولا أستطيع قراءة حتى صفحة في القرآن الكريم.
وأشار القاضي قطران إلى أنه تقدم بعدة طلبات لمدير الإصلاحية وحملتهم مسئولية ما أصاب بصري من ضعف شديد يصل حد العمى، وبعد مماطلة حوالي شهرين أخذوني مقيد اليدين ألى مستشفى الكويت بشرط أن لا أذكر سوى اسمي بدون لقب لدكاترة المستشفى، واستخدمت العلاج فتحسن عندي النظر قليلا وهدأ الالتهاب، بسبب تلك المياه غير الصالحة للاستخدام الآدمي.
وقال: بعد خروجي من السجن أصبت بحساسية شديدة بالجلد وتقرحات وحبوب حمراء منتشرة على عدة أماكن بجسمي، ذهبت لطبيب جلد فأعطاني أدوية أبر ودهانات استخدمها بدون جدوى، واليوم أكتب وجسدي يشتعل حكة شديدة وكأن النار تشتعل بعدد من أجزاء جسدي، مع رغبة شديدة أن أبرش جلدي بمشط حديدي من شدة الالتهاب والألم، ومن شدة الحكة وكأنني مصاب بالجرب!!
وحول موضوع سفره أكد القاضي عبدالوهاب صحة المعلومات بشأن تقديمه منذ أكثر من 20 يوماً طلباً بالسفر للخارج واستكمال علاجه. موضحاً: "قدمت قبل 20 يوما طلبا للشيخ سلطان السامعي للسماح لي بالسفر للخارج للعلاج،أعالج نفسي، وأعالج ابني الأكبر محمد الذي أصيب وأنا بالسجن بجرثومة حادة بالمعدة وفتق بالحجاب الحاجز، ويحتاج عملية لزراعة شبكية لربطه بالمعدة، وكذا زوجتي أم محمد تحتاج أيضا عملية لصمامات القلب".
وأشار: "وعدني الشيخ سلطان أن يرفع الأمر إلى -السيد- ولكنه لم يرد لي خبر أو جواب إلى اللحظة ولا يرد على اتصالاتي ولا على رسائل الوتساب، والتمس له العذر ربما لظروف قاهرة لا أعلمها، ربما فهمت أنهم يرفضون السماح لنا بالسفر عبر مطار صنعاء".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: القاضی قطران
إقرأ أيضاً:
سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
يمانيون../
في تطوّر ميداني نوعي، أكدت البحرية الأميركية، مساء الإثنين، سقوط طائرة مقاتلة من طراز «F-18» عقب استهدافها في هجوم مشترك شنّته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات «هاري ترومان» ومجموعة السفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.
هذا الاعتراف الرسمي الأميركي، الذي يأتي بعد بيانات سابقة حاولت التقليل من حجم الهجمات اليمنية، يعكس تحوّلاً جوهرياً في قواعد الاشتباك البحري ويضع واشنطن في زاوية مواجهة مفتوحة مع تكتيكات يمنية أثبتت فعاليتها رغم الفارق الهائل في القدرات.
يتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية هجومية معقدة اخترقت الدفاعات الأميركية وأجبرت «ترومان» على الانسحاب نحو أقصى شمال البحر، في سابقة تُسجّل للمرة الأولى منذ بداية العدوان الأميركي المستجد على اليمن منتصف مارس الماضي.
أبعد من مجرد إسقاط طائرة
توقيع هذا الإنجاز الميداني يُمثّل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي في المنطقة، كما يضع علامة استفهام حول فعالية التقنيات الدفاعية لحاملات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم، والتي ظلت لعقود رموزاً للهيمنة الأميركية.
ويرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل كانت نتيجة تراكم معلومات استخبارية دقيقة امتلكتها صنعاء حول مواقع التحرك ونقاط الضعف في التشكيل البحري الأميركي، ما يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الاستخباراتية والهجومية للقوات اليمنية.
لكن هذا الاعتراف الأميركي لا يخلو من دلالات مقلقة؛ إذ يخشى مراقبون أن يكون مقدّمة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في محاولة لتعديل صورة الفشل العسكري، وامتصاص صدمة الرأي العام المحلي والدولي. في هذا السياق، حذّر نشطاء يمنيون من أن إسقاط الطائرة قد يدفع واشنطن إلى شنّ عمليات انتقامية عنيفة، كما حدث في مدينة صعدة عندما استُهدف مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة وأودى بحياة 68 مدنياً.
منجزات يمنية وتخبط أميركي
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت»، لم تتجاهل حجم ما حدث، وأكدت ضراوة الاشتباكات البحرية التي خاضتها القوات اليمنية في مواجهة البحرية الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت رداً مباشراً على الغارات الأميركية على صعدة وصنعاء.
ومنذ منتصف مارس، نفذت صنعاء أكثر من 25 هجوماً على حاملة الطائرات «ترومان» وسفن مرافقة، ضمن معركة بحرية مفتوحة تهدف إلى ردع العدوان الأميركي وإحباط عملياته الهجومية.
وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وصف إسقاط الـ«F-18» بأنه “إثبات عملي للتفوق العسكري والتقني الذي بلغته الصناعات الحربية اليمنية”، لافتاً إلى “قفزة غير مسبوقة” في منظومات الدفاع الجوي، وقدرتها على التصدي لأحدث الصناعات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.
رد أميركي مأزوم
من جهتها، حاولت القيادة المركزية الأميركية التقليل من تأثير العمليات اليمنية، مشيرة إلى تنفيذ أكثر من 800 غارة جوية ضد منشآت القيادة والسيطرة ومراكز تصنيع الأسلحة والمنظومات الدفاعية. غير أن إصرارها على نفي استهداف المدنيين يصطدم بواقع عملياتها الميدانية، التي أوقعت عشرات الضحايا من الأبرياء في الأيام الماضية.
وفي تناقض فاضح، تقول القيادة المركزية إن ضرباتها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، بينما تنقل وسائل إعلام أميركية عن مصادر في “البنتاغون” أن تلك الضربات غالباً ما تستند إلى مصادر مفتوحة، من ضمنها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد وثقت الأجهزة الأمنية في صنعاء قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي بنشر إحداثيات لأهداف في مناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، استُخدمت لاحقاً في تحديد مواقع القصف الأميركي، كما حدث في منطقة “ثقبان” شمال العاصمة، والتي خلّف القصف فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.
نحو معادلة ردع جديدة
الهجوم اليمني على «ترومان» وأسقاط الـ«F-18» لم يكن فقط تطوراً ميدانيًا بل إعادة ترسيم لمعادلات الردع في البحر الأحمر. فصنعاء لا تواجه فقط واشنطن، بل تتحدى حضورها العسكري بكامل رموزه، وترسل رسائل صلبة إلى تل أبيب والرياض وأبوظبي مفادها أن زمن “الهجمات دون رد” قد انتهى.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الورطة الأميركية في اليمن تتعقّد أكثر من أي وقت مضى، في وقتٍ تكشف فيه العمليات اليمنية عن نموذج مقاومة غير تقليدي قادر على إعادة صياغة موازين القوى… ولو بإسقاط طائرة واحدة.