مدون فلسطيني يُحوّل المعلبات إلى أطباق لذيذة لأطفال غزة المتعبين من الحرب
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
يجلس النازح الفلسطيني حمادة شقورة على أرضية خيمته في جنوب غزة، يتفحص علب الفاصوليا واللحوم المعلبة لتحضير أي طبق يمكن أن يعطيه إحساسا بأنه في المنزل.
وقد اختار هذا المدوّن الثلاثيني المتخصص في المحتوى المرتبط بالأكل تحضير الطعام لأطفال غزة ليعطيهم بعض "الأمل" في ظل الحرب المتواصلة بالقطاع.
قبل تدمير منزله وتهجير عائلته 3 مرات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان هذا "اليوتيوبر" البالغ 32 عاما ينشر مقاطع مصورة تُظهر أفضل مطاعم البرغر والبيتزا والمعكرونة في مدينة غزة.
What does “Zaki” mean?! They keep saying “Shukran”, is that a “Thank you”? ❤️
You keep asking these questions in the comments.. so I thought to myself, why not help you understand those words and much more?!
Would you want to learn Arab in the Levantine dialect? The one that’s… pic.twitter.com/HlvnDsW9Tg
— Hamada Shoo (@Hamadashoo) July 29, 2024
لكنه اضطر لتعلم الطبخ وحده بعد 5 أشهر من النزاع، كي لا يُضطر للاكتفاء بما يصل إليه من حصص غذائية في زمن الحرب.
ويقول لوكالة فرانس برس في مكالمة فيديو من خان يونس "خطرت لي فكرة تحويل هذا الطعام المعلّب الذي نتناوله منذ أشهر من المساعدات (…) إلى شيء مختلف، وتحضير طعام لذيذ للأطفال".
وبالاعتماد على حزم المساعدات وأي خضروات طازجة يمكنه جمعها، تمكّن شقورة من تحضير تاكو لحم البقر "على الطريقة الغزية"، وشطائر البيتزا وأنواع مختلفة من الساندويتشات أطلق على أحدها اسم "الساندويتش الذهبي" المقلي. وقد صوّر نفسه وهو يطبخ ويقدّم الطعام لأطفال المخيم الجائعين.
"زاكي" تعليق يعني "لذيذ" باللهجة الفلسطينية يدلي به صبي صغير مبتسما في مقطع فيديو وهو يأكل فطيرة مقلية محشوة بالتفاح ومغطاة بالشوكولاتة في أحد مخيمات النازحين في قطاع غزة.
Every Friday, Gazan families gather on one table to eat Fattah together.. this is what majority of us used to do before all this started! Not anymore! But for this one time, I made meat Fattah and tried to get that sense of Friday togetherness again..
Fattah Ghazawi contains… pic.twitter.com/O3ptimvCcQ
— Hamada Shoo (@Hamadashoo) July 26, 2024
مع هاتفه المحمول وشبكة الإنترنت المتقطعة، يلتقط شقورة جانبا مختلفا من الحرب وصعوباتها المتعددة، لا يوثق سقوط الصواريخ ولكن "الصمود والمثابرة".
وقد استطاع شقورة، أو "حمادة شو" كما يُعرف على الإنترنت، جذب الجمهور إلى محتواه، وبات لديه ما يقرب من نصف مليون متابع على إنستغرام.
يصطف أطفال من مخيمات النزوح في مناطق خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، في صف غير منتظم حاملين أنواعا مختلفة من الأواني في مناطق دُمّرت بيوتها جراء الحرب، بالقرب من الأنقاض.
ويقول شقورة "أريد إطعام أكبر عدد ممكن من الأفواه الجائعة"، ولكنه يتحدث عن صعوبات تواجهه في خان يونس مقارنة برفح التي كان يطبخ في مخيماتها في السابق.
ويضيف "خان يونس عبارة عن ركام ويصعب أن أقيم فيها مطبخا أو أن أصنع فيها الكثير. المواصلات صعبة وكل شيء فيها غال، وأنا أعمل على أشياء إلى حد ما متواضعة".
مجاعةويوضح شقورة أنه يعتمد بدرجة كبيرة على المعلبات لإعداد أطباق وتوزيعها، مشيراً إلى أن جنوب قطاع غزة لا يزال يضم كميات من الغذاء أكبر من شمال القطاع الذي فرّ منه لكونه يعاني "مجاعة حقيقية"، إذ "لا توجد فيه مياه صالحة للشرب أو طعام صالح للأكل".
بينما لم تعلن الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، يقول الخبراء إن الجوع منتشر في المنطقة المحاصرة من إسرائيل، مع وصول القليل من المساعدات الغذائية إلى السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقد توفي أكثر من 30 فلسطينيا بسبب سوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتسبّب هجوم إسرائيل على قطاع غزة باستشهاد 39 ألفا و480 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.
View this post on InstagramA post shared by Hamada Sho (@hamadashoo)
ويقول شقورة إن هدفه الأساسي من الطبخ هو "توفير الأكل للأطفال"، مضيفا "لدي هاجس خوف من أن يأتي إليّ طفل في مثل هذه الظروف ولا يجد طعاما".
مثابرةشقورة، الذي كان قد تزوج لتوه عندما اندلعت الحرب وخطّط للعمل في صناعة الأغذية، واحد من كثيرين يقدّمون محتوى عبر الإنترنت عن الطعام في غزة، خصوصا لبثّ بعض الإيجابية في ظل الظروف المأساوية في القطاع خلال الحرب.
ويقول إن هدف هذا النشاط يتمثل في محاولة توفير "الكرامة" لسكان غزة وإعادة "الشعور بإنسانيتهم" من خلال الطعام.
وتقول خبيرة الأغذية ليلى الحداد إن طهي الأطباق المحببة لدى السكان جزء من "النضال اليومي للبقاء بشرا والحفاظ على الكرامة"، لافتة إلى أن غزة طورت مطبخا "متميزا"، بروح إبداعية صاغها عقدان من الحصار الإسرائيلي.
ويؤكد شقورة أنه يقدم "الأمل على طبق من الطعام"، كعلاج للحرمان والحزن الذي يخيّم على قطاع غزة.
وفي عيد الأضحى، أعد الكعك للأطفال لمساعدتهم على الشعور "بأنّ هناك شيئا يستحق الاحتفال".
وفي الأيام الحارة، يقدم لهم عصائر الليمون المنعشة. ويقول إن مقاطع الفيديو التي ينشرها للعالم تهدف الى إظهار أن أهل غزة "أشخاص أقوياء ومثابرون"، مضيفا "نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على وجودنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحة غزة تجدد تحذيرها من كارثة حقيقية تعصف بمستشفيات القطاع
حذّرت وزارة الصحة في غزة ، اليوم الثلاثاء، مجددا من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات، ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية، وحضانات الاطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في القطاع.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
تصريح صحفي
▪ تحذر وزارة الصحة مجددا من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الادوية وحضانات الاطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في قطاع غزة.
▪لا يوجد مخزون وقود لدى المستشفيات بسبب السياسة التقطيرية التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود منذ بداية الحرب على غزة.
▪الاحتلال يجبر قوافل المساعدات بما فيها سيارات الوقود بسلوك طرق مليئة باللصوص وقطاع الطرق لسرقتها تحت حمايته.
▪تم سرقة آخر شحنة من الوقود يوم امس، كانت بطريقها الى المستشفيات من خلال مؤسسات أممية.
▪نكرر مناشدتنا لكافة المؤسسات المعنية والاممية والانسانية بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الوقود وتأمينه لتشغيل المولدات في المستشفيات والمراكز الصحية بقطاع غزة
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية محدث: تطوّرات الساعات الأخيرة – شهداء في غارات إسرائيلية على قطاع غزة غزة - 4 شهداء و13 جريحا بقصف منزل في البريج جمعية الهلال الأحمر تُضيء ظلام الحرب في غزة بـ"باص الأحلام" للأطفال الأكثر قراءة شخصيات فلسطينية تطالب الرئيس عباس بالإعلان عن تحمل السلطة كافة مسؤولياتها في غزة الغرف التجارية في غزة: ما يدخل من مساعدات لا يغطي 15% من الاحتياجات العالول: في الذكرى الـ60 لانطلاقة الثورة شعبنا يلتف حول الرئيس عباس الأونروا: 258 من موظفينا قتلوا في غزة منذ بداية الحرب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025