تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب والحذر مع زيادة حدة التوترات الجيوسياسية، لما لها من تأثير كبير ومباشر على ارتفاع الأسعار بشكل عام، وينعكس ذلك على التضخم العالمى.

 

قال الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط لها تأثير مباشر على ارتفاع الأسعار بشكل عام لما له من انعكاس على التضخم العالمى الذى يشهد حالياً هدوءا حذرا، وتختلف السياسات النقدية المتبعة لمواجهة ارتفاع معدل التضخم فى الاقتصاد على حسب المعطيات والمتغيرات الخاصة بـالمؤشرات الكلية للاقتصاد،خاصةً فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج ومعدلات البطالة.

 

وقال «أبوزيد» لـ«الوفد»: إن التضخم العالمى يتأثر بالأحداث الإقليمية والدولية واضطرابات سلاسل الإمداد، خاصة فيما يتعلق بالاضطراب فى البحر الأحمر، إضافة إلى زيادة تكاليف الشحن، والوقت المخصص للرحلات البحرية، وتغيير الوجهات، وهذا يتطلب زيادة فى استهلاك الوقود وبالتالى زيادة الطلب على النفط نتيجة زيادة الاستهلاك، ويتم تحميل كل ذلك على أسعار السلع والبضائع المحملة على تلك السفن، ويؤدى هذا إلى ارتفاع معدل التضخم الناتج عن ارتفاع الأسعار المحمل بالتضخم المستورد للاقتصاديات، وهو ما يزيد الأعباء التضخمية على موازنات الدول، خاصة النامية.

 

وذكر مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، أن الحكومات تشهد تحديات فى طريق كبح جماح التضخم فى ضوء كل تلك العوامل، ووضعه على مسار نزولى فى اتجاه الانخفاض، وهذا يتوقف على انتهاء الأزمة فى غزة.

 

وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور وليد جاب الله أن التوترات فى الشرق الأوسط هى استمرار لحالة من التوترات المستمرة التى تضرب الاقتصاد العالمى منذ بداية عام 2020 ارتباطًا بتداعيات كورونا وما لحقها من صراعات عسكرية وصراعات سياسية فى كل العالم، وقد نتج عن تلك الاضطرابات فى الفترة الأخيرة ارتفاعات فى أسعار الذهب وأسعار النفط.

وقال «جاب الله» لـ«الوفد» إن أسعار الذهب والنفط تدور فى منطقة مرتفعة من الأساس ولكن اختلطت أسباب هذا المستوى المرتفع من الأسعار ما بين العديد من الصراعات والاضطرابات، ولكن لن يكون الارتفاع كبيرًا.

ونوه الخبير الاقتصادى إلى أنه فى حالة تدهور الأوضاع والوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة ما بين إسرائيل وإيران، ستتأثر قناة السويس، وسيحدث ارتفاع فى النفط، وبالتالى تتأثر مصر بصورة كبيرة.

وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور على الإدريسى أن أسعار الذهب والنفط ستزداد، بسبب التأثير المباشر للأوضاع والتوترات القائمة فى الشرق الأوسط، كما تزيد تكلفة النقل والشحن واللوجستيات، بالإضافة إلى التأثير على التصديق الإئتمانى والاستثمارات فى المنطقة، فجميعها تتأثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأشار «الإدريسى» إلى أن التوترات بين إيران وإسرائيل ستؤثر على قناة السويس، بالإضافة إلى تزايد الأعباء على الاقتصاد العالمى والذى سيؤثر على الاقتصاد فى كل الدول.

وقال الدكتور كريم عادل رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: إن الدولة المصرية هى جزء من العالم، ومن الطبيعى أن تؤثر فيه وتتأثر به، فى ظل ما فرضته العولمة بمفهومها الشامل والتى وضعت العالم كله فى سلة واحدة، وجعل مصر تتأثر بالتوترات الجيوسياسية أو أية أزمات اقتصادية وصحية مثل بقية دول العالم. 

 

وقال «عادل» لـ«الوفد»، إن الدولة المصرية على الرغم من تمتعها بموقع لوجيستى متميز إلا أنها تقع فى إقليم ملتهب بالصراعات والحروب شرقا وجنوبا وغربا وجميعها تؤثر على أى اقتصاد مهما كانت قوته، فالأزمات العالمية السابقة أطاحت باقتصاديات دول كبرى.

 

وأكد أن تأثيرات الأوضاع فى الفترة الحالية على مجال الاستثمار، ساهمت فى زيادة الاتجاه نحو الذهب وهو ما يؤدى لارتفاع أسعاره عالميا، ومن المتوقع تجاوز سعر الأونصة الـ3 آلاف دولار مع نهاية العام الحالى، وذلك أيضًا فى ظل اتجاه الفيدرالى الأمريكى نحو خفض التضخم، وبالتالى فإن ارتفاع الأسعار العالمية للذهب يتبعها ارتفاعه محليا.

 

وتابع «عادل»: كما أن التوترات الموجودة فى المنطقة تؤثر على موارد الدولة من النقد الأجنبى، ولذا من المتوقع ارتفاع أسعار العملة الأجنبية مقابل الجنيه المصرية. 

 

أما فيما يخص النفط، فقد أوضح رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية، أن مسار أسعار النفط عالميا غير مستقر، نتيجة زيادة الطلب عليه بسبب الصراعات العالمية، وهو ما يؤدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعاره مما يترتب عليه ارتفاعات جديدة فى السلع الأساسية والاستراتيجية. 

 

واختتم بقوله: الأوضاع الفترة القادمة ستكون أكثر سلبا على الاقتصاد والمواطن المصرى.

 

وأشار الخبير الاقتصادى الدكتور عبدالمنعم السيد إلى أن تأثير استمرار الصراعات فى المنطقة والشرق الأوسط، سيعتمد على مدة الصراع وشدته وانتشاره، مشيراً إلى أن حدوث صراع واسع النطاق سيشكل تحدياً اقتصادياً جسيماً.

 

وأضاف «السيد» لـ«الوفد»، أن سياسات حماية الاقتصادات من الصدمات والحفاظ على الاستقرار ستكون ضرورية، مؤكداً أن عدم حمايتها سيؤثر بالسلب سواء على النفط أو الدولار أو الذهب أو غير ذلك.

 

وأوضح أن إسرائيل والضفة الغربية وغزة هى الأشد تضرراً، لكن التأثير الاقتصادى يمتد إلى ما هو أبعد من منطقة القتال، لافتاً إلى أن البلدان المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان تعانى بالفعل من أصداء اقتصادية.

 

وأشار «السيد»، إلى أن التأثير على أسواق الطاقة والأسواق المالية، سيكون كارثياً الفترة المقبلة فى حالة استمرار الصراعات بالمنطقة والشرق الأوسط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط منطقة الشرق الأوسط التوترات الجيوسياسية وليد جاب الله للدراسات الاقتصادیة الخبیر الاقتصادى ارتفاع الأسعار الشرق الأوسط لـ الوفد إلى أن

إقرأ أيضاً:

تباين أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لأزمة الرسوم الجمركية

تباينت أسعار النفط، الخميس، مع تحركها ارتفاعا وانخفاضا في نطاق ضيق، مع نرقب المستثمرين لأبعاد وآثار أزمة الرسوم الجمركية التي أثارها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتحافظ الأسعار على المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، والتي جاءت بسبب القلق من احتمال تعطل الإمدادات الروسية.

المخزونات الأميركية

كشفت بيانات معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 3.34 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقريرها الرسمي عن المخزونات في وقت لاحق اليوم، بعدما تأخر بسبب عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة الاثنين الماضي.

وتوقع محللون أن ترتفع المخزونات بنحو 2.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 فبراير، وإذا صحت التوقعات، فستكون هذه رابع زيادة أسبوعية متتالية، وهو ما لم يحدث منذ أبريل 2024.

التوترات التجارية

يعتقد المحللون أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الواردات قد تؤثر على أسعار النفط من خلال:

رفع تكلفة السلع الاستهلاكية. إضعاف الاقتصاد العالمي. تقليص الطلب على الوقود.

كما أشار بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، إلى أن الأسواق قلقة بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، بقوله: "ترامب يهدد بتدمير هيكل التجارة الحرة العالمي بمطرقة ثقيلة، مع إشارته إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة".

اضطرابات الإمدادات

أعلنت موسكو أن تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، الذي يعد مسارًا رئيسيًا لصادرات النفط من كازاخستان، انخفضت بين 30 و40 بالمئة، الثلاثاء، بعد هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على محطة ضخ.

وتشير حسابات رويترز إلى أن تراجع الإمدادات بنسبة 30 بالمئة يعني خسارة 380 ألف برميل يوميًا من المعروض العالمي.

من جهة أخرى، قد تؤثر المفاوضات غير المباشرة المرتقبة بين إسرائيل وحماس بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على أسعار النفط، حيث قد يؤدي إحراز تقدم في المحادثات إلى تقليل مخاطر اضطرابات الإمدادات الإقليمية.

وفي العراق، وفقًا لمحللي ING، فإن استئناف تدفقات النفط من إقليم كردستان العراق قد يقلل من مخاوف نقص الإمدادات.

وأشار تقريرهم إلى أن هناك حديثًا عن قرب استئناف التصدير، مما قد يضيف 300 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق، وهو ما قد يزيد الضغوط على الأسعار.

تحركات الأسعار

بحلول الساعة 8:20 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت بمقدار 14 سنتًا ليصل إلى 76.18 دولارًا للبرميل
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ 12 سنتًا إلى 72.22 دولارًا.

مقالات مشابهة

  • رئيس شعبة الدواجن يكشف سر ارتفاع أسعار الكتاكيت 124%
  • ترامب … أسعار النفط … تحليل ..؟؟
  • أسعار النفط تواصل مكاسبها وتتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي نحو 3%
  • «الاقتصاد» توقع اتفاقية تعاون مع «نيسان الشرق الأوسط»
  • في غياب تام للحكومة..أسعار الخضر تواصل ارتفاعها
  • تباين أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لأزمة الرسوم الجمركية
  • اليوم.. البنك المركزي يحسم مصير أسعار الفائدة في أول اجتماعاته لعام 2025
  • أسعار النفط تتراجع إثر ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية
  • ارتفاع معدل التضخم في فرنسا
  • أسعار خام البصرة ترتفع اليوم بدعم من زيادة الطلب العالمي