لاجئ مسلم يصنع التاريخ للملاكمة الإسبانية في أولمبياد باريس
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
تتجه إسبانيا للتتويج بالمعدن الأصفر في الملاكمة بأولمبياد باريس 2024 بعد انتظار استمر 24 عاما لكن ذلك سيكون على يد ملاكم من أصل كوبي مسلم كان يعيش حياة التشرد واللجوء، هو "إيمانويل رييس بلا".
اعتنق رييس الإسلام كما فعل الملاكم الأسطوري محمد علي وقد منحه ذلك مزيدا من القوة والانضباط في حياته، على حد وصفه.
وفرض الإسباني-الكوبي الموهوب سطوته في ربع النهائي على الملاكم البلجيكي فيكتور شيلسترايت ليضمن ميدالية برونزية لإسبانيا قبل أن يخوض الدور نصف النهائي، يوم الأحد.
أوضح الملاكم المولود في هافانا "إن معرفة الوقت المناسب للهجوم أمام البلجيكي كان أمرًا بالغ الأهمية".
Ya dimos el primer paso ???????? Toca seguir trabajando para lograr el objetivo! A seguir dando palos ✊????????????
????: Mohd Rasfan pic.twitter.com/gN8YJOfenE
— enmanuel reyes pla (@EnmanuelPla) July 29, 2024
رحلة شاقةعندما فرّ من كوبا، كان يعلم يقينا باستحالة عبور الحدود لكنه صمم على السفر أولاً إلى بيلاروسيا، وهي دولة صديقة للنظام الكوبي، وهناك اعتقد أنه يمكنه أن يجد منفذا إلى أوروبا المزدهرة. لكن بدل ذلك وجد طريقة للوصول إلى موسكو، ولم يكن أمامه خيار سوى الاختباء في شقة لأكثر من 12 أسبوعًا.
قضى أيامه محبوسًا خوفًا من أن ينكشف أمره. وأخبروه فيما بعد أنه يمكنه طلب اللجوء في النمسا، وعندما وصل أرسلوه إلى مخيم للاجئين.
هرب رييس مرة أخرى وحاول الوصول إلى فرنسا، لكن وجد نفسه محبوسا في مركز للمهاجرين.
الهروبيتذكر الملاكم البالغ 31 عاما، لحظات السماح له بالمغادرة من مركز المهاجرين واشترى تذكرة سفر إلى برشلونة "لم يكن ذلك مركزا للمهاجرين بل كان سجنا. لم يكن بإمكاني الخروج إلى أي مكان" يقول رييس.
في عام 2019، لم يكن رييس يمتلك جواز سفر لكنه وصل إلى برشلونة ومن هناك انتقل إلى لاكورونيا، حيث التقى أقاربه.
وبعد مرور عام، رأى اتحاد الملاكمة الإسباني أن المنتخب الوطني يمكن أن يحقق قفزة كبيرة في الجودة من خلال تعيين ملاكم كان يتابعه في البطولات لسنوات، فطلب من الحكومة منحه الجنسية بموجب خطاب تفويض.
Enmanuel Reyes Pla. Boxeadorazo. Punto. Un lujo. Está a una victoria de ser Olímpico tras dar un recital ante Kirill Afanasev.
Mañana le espera el búlgaro Radoslav Pantaleev y esta tarde, no lo olvidemos, Gazi Jalidov puede ser Olímpico. También pelea de tarde Gabi Escobar. pic.twitter.com/0xtrdB8ZKD
— Prensaboxeo (@prensaboxeo) June 5, 2021
لم تفز إسبانيا بميدالية في الملاكمة في أي دورة ألعاب منذ 24 عامًا، منذ أن حصل رافا "باليتا" لوزانو، المدرب الحالي، على الميدالية الفضية في وزن الذبابة الخفيف (أقل من 48 كيلوغراما) في أولمبياد 2000.
لا تزال لدى الفريق الإسباني أيضًا خيارات مثل نجل باليتا، رافا لوزانو جونيور، وأيوب قدفة، وخوسيه كويلز لكن الآمال معلقة على رييس الذي على الرغم من اعتناقه الإسلام، لا يزال يحمل نفس الاسم وهو يواصل استعراض مهاراته في إحدى القاعات المجاورة لمطار شارل ديغول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لم یکن
إقرأ أيضاً:
النائب علاء عابد يكتب: قانون اللجوء.. القول الفصل
حسب بيان للحكومة، فإن التقديرات الأولية تشير إلى وجود 9 ملايين مقيم ولاجئ فى مصر من نحو 133 دولة يمثلون 8.7% من حجم السكان البالغ عددهم نحو 106 ملايين نسمة.
وتُقدّر المنظمة الدولية للهجرة فى تقرير صدر أغسطس 2022، أعداد المهاجرين الذين يعيشون فى مصر بـ9 ملايين شخص من 133 دولة.
فى المقابل، تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى تقرير صدر عنها يناير الماضى، إن مصر تستضيف نحو 840 ألف لاجئ وطالب لجوء من 62 دولة فى عام 2023 بزيادة 64 بالمائة عن عام 2022.
استضافة 9 ملايين لاجئ ومقيم تمثل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية للبلاد وحصولهم على الامتيازات نفسها التى يحصل عليها المواطن المصرى، سواء بتوفير المياه أو الكهرباء بسعر مدعم، أو حتى الاستفادة من أسعار العيش والمحروقات المدعومة، وكذلك خدمات التعليم والرعاية الصحية والإسكان، ومن هنا فإن تحديد التكلفة المالية المرتبطة بتلك الخدمات، خطوة مهمة لتحسين توجيه الموارد وتحقيق التوازن المطلوب فى تلبية احتياجات اللاجئين والشعب المصرى.
وقد ازدادت أعباء الحكومة المالية فى توفير الخدمات الأساسية للأجانب على أراضيها، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التى تمرّ بها البلاد، فى ظل ارتفاع معدلات التضخّم، وتراجع إيراد قناة السويس والسياحة، بسبب تداعيات حرب غزة.
ومن هنا يجب العمل فوراً على تقييم كامل لحجم ما تتكفّل به البلاد، لزيادة الدعم المقدّم من المانحين الأوروبيين والدول المستقبلة للهجرة، وهو ما تؤيده مسئولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى القاهرة كريستين بشاى، بضرورة زيادة الدعم الدولى المقدّم، وأن المفوضية تقدّم دعماً محدوداً للحكومة المصرية، فى ضوء الإمكانات التى تمتلكها، وفى ضوء ضعف التمويل المتاح لها.
فى الوقت ذاته الذى نجد فيه الاتحاد الأوروبى يقدّم مساعدات تفوق الـ20 مليار يورو لتركيا مقابل استقبالها عدداً لا يتجاوز 3 ملايين من اللاجئين، طبقاً للمعاهدة الموقّعة بين أنقرة وبروكسل فى 2016 بشأن المهاجرين، مع منعهم من دخول المدينة، وأغلبهم فى مخيمات على الحدود، مصر تحتضن الجميع ليس من اليوم، ولكن منذ أكثر من 100 عام، فحينما نُقلّب صفحات التاريخ، نجد لجوء الروس وهجرتهم إلى الخارج كسبب من أسباب قيام الثورة البلشفية عام 1917 فى روسيا القيصرية، التى أسفرت عن سقوط ضحايا، فضلاً عن نزوح جماعى من الإمبراطورية الروسية إلى الكثير من الدول الأخرى، منها مصر، حيث بلغ عددهم فى مصر قرابة 5 آلاف لاجئ روسى، وحدّده المستشرق الروسى فلاديمير بيلياكوف بنحو 4350 مهاجراً بحلول عام 1920.
ولمصر نهج متفرد فى التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة جداً من اللاجئين، فلم تحتجزهم فى مخيمات كما فعلت كل الدول المستضيفة للاجئين، بل سمحت لهم بالعيش بحرية فى المجتمع المصرى، ووفّرت لهم جميع الخدمات على قدم المساواة مع المصريين.
وتكبّدت مصر تكاليف اقتصادية ضخمة نتيجة استضافة هذا العدد الضخم من اللاجئين، وبالاعتماد على تقرير صادر من منظمة التعاون والتنمية Migration Policy Debates، فوفقاً لقاعدة البيانات تكلفت ألمانيا 17.3 مليار دولار لاستضافة نحو 900 ألف لاجئ، مما يعنى أن اللاجئ يكلّف ألمانيا نحو 19.2 ألف دولار سنوياً، وتكلفة اللاجئ فى الولايات المتحدة الأمريكية نحو 22.3 ألف دولار سنوياً، وترتفع فى السويد إلى نحو 24 ألف دولار سنوياً، وفى فرنسا صرّحت وزارة الداخلية أن تكاليف استضافة 100 ألف لاجئ تقدّر بنحو 500 مليون يورو، مما يعنى أن تكلفة استضافة مليون لاجئ تقدّر بنحو 5 مليارات يورو فى العام.
ولأن هذه الدول تصنّف كدول متقدّمة، وبالتالى مستوى المعيشة فيها مرتفع عن الدول النامية التى تنتمى إليها مصر، ولذلك يتم الاستعانة بمؤشر بيج ماك، وهو الساندوتش الأشهر عالمياً الذى يُباع فى متاجر ماكدونالدز، ويعكس سعره الفروقات بين مستويات المعيشة وتكلفة إنتاجه بكل دولة، ومتوسط سعر الساندوتش فى الدول المذكورة فى عينة الدراسة هو 5.19 دولار أمريكى، بينما يبلغ السعر فى مصر نحو 2.43 دولار أمريكى، وبذلك تبلغ تكلفة اللاجئ فى مصر 12.3 ألف دولار، ووفقاً للبيانات المصرية ومستويات المعيشة، فإن مصر تتحمّل سنوياً ما يقرب من 147 مليار دولار أمريكى، وهو ما يمثل 35.6% من الناتج القومى الإجمالى لمصر البالغ 420 مليار دولار.
من خلال مقارنة نصيب كل من الدول مرتفعة الدخل بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل من حيث استيعاب اللاجئين، يظهر لنا وجود فجوة كبيرة بين الفريقين، حيث تحتضن الدول مرتفعة الدخل 10 ملايين لاجئ فقط، بينما تستوعب الدول منخفضة ومتوسطة الدخل 27 مليون لاجئ، مما يشكل عبئاً اقتصادياً عليها.
وأخيراً.. يجب أن ننظر إلى قضية اللاجئين من خلال ما تقدّمه من إيجابيات للدول المضيفة، وما تفرضه من أعباء على الموازنة العامة للدولة وتضييق على المواطنين فى خدماتهم ومعيشتهم، وهنا يجب أن يكون لنا وقفة.
وليس من العيب أن نوضح هذه الحقائق التى تشير إلى أن مصر كدولة تحمّلت الكثير من الضغوط الاقتصادية الفترات الماضية من أجل شعبها العظيم.
ولكن يبقى السؤال: أين دور المجتمع الدولى، خاصة الاتحاد الأوروبى من دعم اللاجئين فى مصر، وتقديم يد العون التى يحتاجها اللاجئون، ولتخفيف تلك الأعباء الاقتصادية عليهم.
مصر تتّسع للجميع، ولكن بشرط تطبيق المعايير العالمية للاجئين وتطبيق القانون وتكاتف جميع المنظمات والدول الأوروبية مع مصر.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب