لجريدة عمان:
2024-09-09@07:39:41 GMT

حالة من التفاؤل..

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

من يتمعن في مجمل الرسائل التي تتوارد إليه من كل حدب وصوب -في صباحات الأيام ومساءاتها- عبر صفحة الـ«واتس أب» يجد فيها مساحة لا متناهية من التفاؤل والسعادة، والأمل الكبير بتحقيق الأمنيات صغيرها وكبيرها، ولولا أحداث الحرب على إخوتنا في غزة وفلسطين عموما، لاختفت أيضا كل الصور التي تشير إلى الحالة الفلسطينية، وهي حالة مزرية واستثنائية -بلا شك، وبالتالي فكل الصور «البانورامية» المتداخلة عبر هذه الرسائل المتدفقة تعكس صفاء روحيا غير مسبوق، أرسلها أصحابها -هكذا من وحي الفطرة- لا يريدون منها جزاء ولا شكورا، وأقول غير مسبوق من حيث كثافته، ومن حيث تنوعه، وكأن هناك اتفاقا ضمنيا بين جميع المرسلين أن ذلك ما يعبر حقا عن الحالة النفسية المتصالحة مع ذاتها وبهذا الاتفاق الشامل الكبير، الذي يتجاوز التوقعات هذا التفاؤل -مرده أمر مهم- وعلى قدر كبير من القناعة النفسية، بأن كل ما يدور من أحداث في هذه الحياة هو أمر مسند فعله ونتيجته، أولا وأخيرا إلى رب الوجود عز وجل، وبأن ما كان كان، وبما لم يكن- لن يكون، وبهذا الاعتراف الضمني والمباشر- تسترسل النفس حيويتها، وديناميكيتها في عطاء غير محدود، ومتى وصلت الأنفس إلى هذا المستوى من القناعة والإيمان -يقينا- أن ذلك ما يدفعها، وبطريقة غير مسبوقة إلى هذا الامتثال المطلق المعبر عن الإيمان، والقناعة، والرضى، والتسليم لله عز وجل، ولذلك فهي «الرسائل» تطوف عبر الأثير بحمولتها من الآيات الكريمة أكثر.

والسؤال: أليس هناك منغصات عند الكثيرين منا؟ الجواب: بلى -ولكنها منغصات لن ينطبق عليها قول القائل: «والطير يرقص مذبوحا من الألم» لأن ما تبوح به هذه الأنفس، وبهذا الكم من التفاؤل ينفي عنها الصورة الميكانيكية لـ«مذبوحا من الألم» ويتعالى إلى أكثر من ذلك حيث ما تتوق إليه الأنفس وهو التسامي على جراحاتها النازفة في بعض الأحيان، ولذلك يمكن القول للذين يرون في هذه الرسائل وفق تعبير: «قص ولزق» أن هذه المساحة الإنسانية التي خصصها أعضاؤها لتسويق هذا التفاؤل وبهذا الكم النوعي -هو هبة إنسانية عالية القيمة، ربما -تفتقدها شعوب كثيرة تعيش مآسيها اليومية، فلا تستنشق عطر المعاني التي تحملها هذه الرسائل، وإن تناسخت في أشكالها وموضوعاتها وتنويعاتها، إلا أنها تظل تحمل قيمتها المعنوية التي تفكك بها مجموعة من الاحتقانات النفسية الزائرة للإنسان بين فترة وأخرى، أو كما يقول المتنبي: «وزائرتي كأن بها حياء- فليس تزور إلا في الظلام» وبالتالي-توهب هذه الرسائل النفس صفاء ممتدا يتوغل في كل مفاصلها التي كانت قبل قليل تلعق ما تبقى من كدرها المشحون بالألم.

في المسافة التي تفصلنا عن الآخرين تحتار النفس ماذا تقدم من عربون مودة لتحافظ على علاقاتها، حتى لا تنقطع سبل السلام بين أي طرفين، وربما- قد تمتحن في وسائل اختياراتها للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، ولكن في لحظة زمنية فارقة تجسر هذه الرسائل جل الفوارق الطبقية والاجتماعية والوجاهية، حيث تتسامى الأنفس الواهبة نفسها للحياة، فلا تلتفت إلى هذه النتوءات المزعجة، وترى في الإنسانية مساحتها الممتدة.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الرسائل

إقرأ أيضاً:

تغير ثوري في واتساب.. ميتا تفتح أبوابها للتطبيقات المنافسة.. صار بامكانك الان استقبال رسالة من تليجرام مثلا على واتساب.. تفاصيل


في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة ميتا عن خطط لفتح منصتيها الشهيرتين واتساب وماسنجر أمام تطبيقات المراسلة المنافسة في الاتحاد الأوروبي.

هذا القرار يأتي استجابة لمتطلبات قانون الأسواق الرقمية الأوروبي.وفقًا للخطة الجديدة، سيتمكن مستخدمو واتساب وماسنجر في أوروبا من استقبال رسائل من تطبيقات أخرى مثل iMessage وتيليجرام وسيجنال مباشرة في واتساب.

وستتيح ميتا للمستخدمين خيار دمج هذه الرسائل مع محادثاتهم الحالية أو إبقائها منفصلة.


ولن يقتصر الأمر على تبادل الرسائل النصية فحسب، حيث تعد ميتا بدعم مزايا متقدمة مثل التفاعلات والردود المباشرة ومؤشرات الكتابة وإيصالات القراءة.

بل إن الشركة تخطط لإتاحة إنشاء مجموعات مع مستخدمي التطبيقات الأخرى بحلول العام المقبل، وتعد بدعم المكالمات الصوتية والمرئية عبر المنصات بحلول عام 2027.لكن هذا الانفتاح يأتي مع تحديات تقنية. فشركة ميتا تشترط على التطبيقات الراغبة في الاندماج استخدام بروتوكول سيجنال لضمان أمان وخصوصية الرسائل، وهو ما قد يشكل عقبة أمام بعض المنافسين.

ذو صلة > واتساب يختبر ميزة جديدة لمشاركة الملفات مع جهات الاتصال القريبة


هذه الخطوة تمثل تحولًا جذريًا في استراتيجية ميتا، التي طالما حافظت على الطبيعة المغلقة لمنصاتها.

فهل ستنجح في خلق بيئة تواصل أكثر انفتاحًا دون المساس بتجربة المستخدم أو الأمان؟ وكيف سترد الشركات المنافسة على هذه الدعوة للتكامل؟

ذو صلة > واتساب يختبر ميزة “القوائم” لتنظيم المحادثات بشكل أفضل
هذا ما سنكتشفه خلال الفترة القادمة إلى جانب السؤال الأهم: هل سيمتد هذا التغيير إلى خارج حدود الاتحاد الأوروبي، ليشكل بداية عصر جديد من التواصل المفتوح عبر منصات المراسلة المختلفة حول العالم؟

المصدر

Source link

مرتبط

مقالات مشابهة

  • ميتا تشارك كيفية تفاعل واتساب وماسنجر مع تطبيقات المراسلة الأخرى
  • حياة كريمة تحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية.. وتدعو للمساهمة في تعليم طفل
  • "تنظيم الاتصالات" تطرح مشاورة عامة حول "لائحة حماية المنتفعين من الرسائل الاحتيالية"
  • الأهرام: مشاركة مصر في المنتدى الصيني ــ الإفريقي تشير إلى انفتاحها تجاه الشرق
  • تغير ثوري في واتساب.. ميتا تفتح أبوابها للتطبيقات المنافسة.. صار بامكانك الان استقبال رسالة من تليجرام مثلا على واتساب.. تفاصيل
  • تشفير المحادثات.. بين حماية الخصوصية وتهديد الأمن القومي
  • حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن كل الصحفيين المحبوسين.. وتحذر من الرسائل المتناقضة
  • حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن كل الزملاء المحبوسين.. وتحذر من الرسائل المتناقضة
  • أفضل 5 تطبيقات دردشة آمنة: حماية خصوصيتك من التهديدات الإلكترونية
  • مصر وتركيا..وماء التفاؤل