مجلة أمريكية: النتيجة المحتملة لليمن دولة فيدرالية تضم ثلاثة أقاليم ويمنح الحوثي حكما ذاتياً بالشمال (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن أزمة البحر الأحمر الجارية منذ نوفمبر من العام الماضي، تعزز سيطرة جماعة الحوثي على اليمن، فيما أدى سلوكها إلى زيادة الاعتماد على إيران وتراجع الأمل في إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمان.
وأضافت المجلة في تحليل للباحث "آشير أوركابي" ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن احتجاز العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وتكثيف الهجمات على الشحن العالمي، وإثارة غضب القوى الإقليمية والعالمية.
وتابعت "على مدى الشهر الماضي، زادت الجماعة من هجماتها على الشحن في البحر الأحمر، وشنت هجمات متزايدة الفتك بطائرات بدون طيار تجاه إسرائيل، واحتجزت أكثر من خمسين يمنيًا يعملون مع منظمات أجنبية. كانت هذه ردود الفعل الفورية على الأزمة المالية الأخيرة الناجمة عن إغلاق البنك المركزي في صنعاء، مما وضع عقبات إضافية أمام تحويلات العملات ورواتب الموظفين المدنيين في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن".
وأفاد التحليل "لقد تم الحفاظ على السيولة في البنك المركزي المتشعب، مع فرعه الآخر في عدن، من خلال التمويل السعودي منذ بداية الصراع في عام 2015، مما أتاح للمملكة قدرًا من النفوذ على حكومة الحوثيين في صنعاء. لقد ساهمت المدفوعات غير المنتظمة لرواتب القطاع العام في صنعاء، نتيجة للعقوبات الاقتصادية الدورية والقيود المستمرة، لفترة طويلة في تدهور الرعاية الصحية والصرف الصحي وغيرها من الخدمات في جميع أنحاء البلاد".
وأكد أن قرار تصعيد أزمة البحر الأحمر قد يكون بمثابة عمل انتقامي ضد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لاستهداف القدرات العسكرية والمالية للحوثيين.
وقال "ومع ذلك، قد ينظر الحوثيون بدلاً من ذلك إلى إغلاق البنك المركزي في صنعاء على أنه تخلي المملكة العربية السعودية عن آخر أشكال النفوذ على أراضي الحوثيين".
وكلاء إيران
وتابع "بعد التحوط في البداية، يبدو أن الحوثيين تحولوا بالكامل تقريبًا نحو المعسكر الإيراني، على افتراض أن إيران وحلفائها يمكنهم ضمان المالية العامة للدولة في المستقبل. وبدلاً من السعي إلى المصالحة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، سعت قيادة الحوثيين إلى عزل نفسها عن المنطقة بشكل أكبر".
وأردف "لقد كان مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، مصدرًا تاريخيًا للتجارة العالمية والازدهار للدول الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية. ولم يهمل الحوثيون هذا الكنز الإقليمي فحسب، بل حولوه إلى باب الموت لشركات الشحن التي تجرأت على عبور المياه القريبة من الأراضي اليمنية".
واستدركت المجلة في تحليلها بالقول "كما تم إغلاق البوابات الرمزية أمام المنظمات الدولية التي كانت تعمل سابقًا في صنعاء ومحيطها. تم اتهام الموظفين اليمنيين التابعين لبرنامج الغذاء العالمي والمعهد الديمقراطي الوطني وغيرهما بالتجسس وتم اعتقالهم، مما أدى فعليًا إلى إغلاق إحدى نوافذ العالم المتبقية على مجتمع معزول بشكل متزايد".
وقالت إن هذه التوجهات السياسية نموذجية لوكلاء إيران الآخرين في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة حزب الله وحماس، الذين أعطوا الأولوية لتدمير المجتمع على المدى القصير لتحقيق مصلحتهم الذاتية بدلاً من التركيز على التنمية طويلة الأجل".
صراع إقليمي
واستطردت "في بلد يُطلق عليه غالبًا اسم أعظم أزمة إنسانية من صنع الإنسان، عزز الحوثيون قوتهم السياسية على حساب تفاقم معاناة سكان البلاد. لقد فعلوا ذلك من خلال جر اليمن إلى صراع إقليمي مع إسرائيل وتقريب البلاد من إيران، مما جعل من الصعب على المملكة العربية السعودية وأحزاب المعارضة اليمنية إعادة عقد المفاوضات التي بدت على وشك إنهاء الصراع في وقت متأخر من سبتمبر 2023".
وذكرت أنه بدلاً من إضعاف حكومة الحوثيين، فإن القصف الجوي للأهداف العسكرية الحوثية من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية لم يؤد إلا إلى تضخيم شعور الحوثيين بالأهمية الذاتية في الشؤون الإقليمية.
وقالت "ناشونال أنترست" ما كان ذات يوم شعارًا فارغًا "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!" أصبح سياسة قابلة للتنفيذ. وعلاوة على ذلك، لا يمكن لقوات التحالف أن تأمل في الفوز في حرب من الجو، وخاصة ضد منطقة العدو المعروفة بكهوفها الجبلية التي تعبر المرتفعات الشمالية للبلاد.
وزادت "إن ميليشيات الحوثي التي قاتلت السعوديين حتى جمدت، والتي تنحدر من نفس القبائل التي اشتبكت مع العثمانيين والمصريين، تعرف جيدا عبثية الحملات الجوية. وعليه، فهي مستعدة للانتظار حتى ينتهي الصراع إلى الأبد".
ثلاثة أقاليم
وقالت "إذا كانت إدارة بايدن تأمل في الصمود أكثر من الحوثيين في حرب استنزاف، فإنها خسرت بالفعل. وفي حين يتمتع الحوثيون برفاهية الوقت، فإن إدارة بايدن تتعرض لضغوط "لحل" أزمة اليمن قبل نوفمبر/تشرين الثاني".
وبحسب التحليل فإنه وبعد ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية، فإن الصراع الذي تجاوزته المصالح الدولية ليس أقرب إلى الحل مما كان عليه في عام 2014. بل إن الأطراف المتعارضة أصبحت أكثر ترسخا، حيث عزل الحوثيون أنفسهم وسكانهم عن العالم الخارجي. إن الحرب في اليمن لن تحلها جهات خارجية تفرض نموذجاً معيناً على البلاد، بل في نهاية المطاف الجماعات اليمنية نفسها.
وقالت "لسوء الحظ بالنسبة للمنطقة والشعب اليمني، يبدو الأمر وكأن الحوثيين قد اكتسبوا الشرعية الكافية والدعم الداخلي لإعلان السيطرة السياسية الوحيدة على المناطق الشمالية من البلاد. ومع ذلك، يظل من غير المرجح أن ينتشر حكم الحوثيين إلى المناطق الجنوبية المحيطة بعدن أو المناطق الشرقية من حضرموت".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة الحوثي السعودية البحر الأحمر فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
إيران: سنقف إلى جانب الحوثيين وسنواصل دعمهم بقوة
أعلنت إيران مواصلة دعمها للحوثيين في اليمن بالتزامن مع تصاعد هجماتهم باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب سقوط نظام بشار الأسد المدعوم من طهران.
وأشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وفق وكالة تسنيم الإيرانية، إلى أن بلاده دعمت، وستواصل بكل قوتها دعم الحوثيين.
وأشار إلى إن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون أربكت ما أسماها حسابات العدو، زاعما أن الصواريخ محلية الصنع، في محاولة لنفي الاتهامات الموجهة لبلاده بإمداد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة.