بوابة الوفد:
2024-09-09@07:39:11 GMT

إيران وإسرائيل واغتيال هنية

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لا حديث فى الأوساط السياسية إلا واقعة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى مخدعه فى العاصمة الايرانية طهران وفى مقر سرى تابع للحرس الثورى الإيرانى.. هذه الواقعة المدانة من حيث المبدأ تثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقات الايرانية الاسرائيلية. 
الفقيد إسماعيل هنية له سنوات ينتقل بين دول العالم ويقيم بصفة دائمة فى الدوحة عاصمة قطر وتواجد لفترات طويلة فى تركيا وكان معلومًا مكانه وتحركاته للعامة وموكبه كان يخترق شوارع الدوحة أمام مرأى من الناس.

. فلماذا اختارت إسرائيل إيران لتغتاله طالما يوجد قرار باغتياله ولم تنفذ العملية فى أى البلدان التى تجول فيها هنيه؟
واللغز الثانى كيف علم الكيان الصهيونى بمكان مبيت إسماعيل هنية وكان معه كما ورد رئيس حركة الجهاد الاسلامى والوفد المرافق لهما فى نفس المبنى خاصة وان كانت هناك معلومات انه سيقيم فى الفندق الذى تواجد فيه ضيوف حفل تنصيب الرئيس الإيرانى وكيف تم تحديد مكان غرفته بدقة ووفق الرواية الإيرانية أن صاروخًا موجهًا ضرب الغرفة وأصاب هنية اصابه مباشرة.
فهذه المعلومات السرية كيف وصلت للكيان الصهيونى وكيف وصلت طائرة إلى قلب طهران أطلقت صاروخا ثم عادت بأمان الله إلى ثكناتها ولم تعترضها الدفاعات الجوية الايرانية التى يجب أن تكون فى حالة طوارئ بسبب ضيوف الحفل؟ 
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة من السلطات الايرانية فواقعه هنية ليست الأولى لكن عشرات من علماء الذرة الإيرانيين قتلوا فى قلب طهران بجانب قيادات حزب الله اللبنانى الذين يتساقطون يوميا بغارات فى قلب معاقلهم فى الضاحية الجنوبية ببيروت. 
أنا شخصيًا لا أتوقع أى رد فعل من ايران والتجربة تؤكد أن التهديد الإيرانى «جعجعة بلا طحين « كالعادة حتى عندما هاجمت إيران إسرائيل فى تمثيلية هزلية وأطلقت مئات الصواريخ سقطت كلها قبل أن تصل والصاروخ الذى وصل قتل طفلة عربيه فى صحراء النقب.
هناك شىء غامض فى العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. هل هى عداوة وهمية لخداع الرأى العام العربى أم هناك شبه اتفاق بين الجانبين من أجل إقامة دولة شيعية كبرى بجانب دولة يهودية فى المعلومات عن مكان مبيت هنيه وبالدقة ولا يمكن لجاسوس منفردا أن يرسل هذه المعلومات بمفرده إلى تل ابيب ويدخل طائرة إلى داخل طهران وتقصف مقر الإقامة وتعود سالمة.. هذا لا يتم إلا اذا كان هناك تعاون بين أجهزة وحكومات البلدين.
إيران تتلاعب من خلال أذرعها فى إثارة الفرقة والانقسام فى البلدان العربية مثل اليمن والعراق ولبنان ودول الخليج بتحريض الشيعة هناك وكل هذا تحت زعم قميص عثمان وهو القضية الفلسطينية. 
فمنذ الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين لم تدخل إيران فى أى مواجهة مع الكيان الصهيونى وهى غير قادرة على حماية أنصارها فى سوريا وحادث القنصلية ابرز موقف وقبله قاسم سليمانى وكل يوم يقصف الطيران الصهيونى قواعد إيرانية فى سوريا دون أى رد فعل. 
فان كانت حجة ايران أنها لا توجد حدود مشتركة مع الكيان الصهيونى سوريا توجد بها حدود ونظام الأسد من الموالاة للنظام الإيرانى ولا يستطيع أن يرفض طلبا بتواجد قوات ايرانية باسلحتها وعاداتها والدخول فى حرب مع إسرائيل.. لكن الاتفاق السرى بين ملالى ايران والكيان الصهيونى يهدف إلى إضعاف الدول العربية لمصلحة مشتركه بينهما.
فلو كانت إيران جادة فى عداوتها للكيان الصهيونى وأمريكا فعليها أن تأمر جماعة الحوثى بإلقاء السلاح فى اليمن وتطبيق مخرجات الحوار الوطنى الذى انقلبوا على بإقامة دولة مدنية ديمقراطية وأن تطلب من حزب الله التخلى عن مبدأ الثلث المعطل فى لبنان وأن توقف العبث فى دول الخليج فور.. ولكن هذا لن يحدث لأن إيران متحالفة مع إسرائيل للإبقاء على الوضع الحالى فى المنطقة العربية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنطقة العربية الرأي العام العربي حركة حماس العلاقات الايرانية الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

“العقيدة النووية” و”الرد”.. وأوراق إيران التفاوضية المقبلة!

8 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:محمد صالح صدقيان

لا مفاوضات الدوحة والقاهرة ولا المحاولة الأمريكية الحالية يُمكن أن تفضي إلى وقف نار في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، فإن فرص نشوب حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط تراجعت أكثر من أي وقت مضى، برغم انتقام حزب الله من الإستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية ولأحد قيادييه (السيد فؤاد شكر)، واستمرار تلويح إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران.

لا أحد في طهران يتحدث عن تاريخ معين للرد الإيراني على استهداف هنية، لكن المعنيين بالملف يكتفون بالحديث عما يُسمونه “الرد الحاسم” و”الرادع”، وبأنه سيكون “مزدوجاً” و”تركيبياً” و”في الوقت المناسب”. ماذا تعني هذه المصطلحات؟ لا أحد يُجيب؛ لكنهم يقولون “انتظروا”!. وعندما نسأل إلی متی سننتظر؟ يُجيبون “انتظروا”! نسألهم: هل هو تكتيك جديد؟ يقولون “ربما”!

فعلياً؛ كُنا ننتظر “الأربعين” (الأربعينية الحسينية) من طهران لكن الرد أتى من جنوب لبنان. هل هذا يعني أن الرد الإيراني سيكون من خارج الحدود الإيرانية؟ يقولون “لا تستعجلوا.. هو آت”! نسألهم: هل هو الصبر الاستراتيجي؟ يقولون “مثل هكذا مرحلة قد انتهت”! نستدرك بالاستنتاج: اذن نحن في مرحلة جديدة؟ يقولون “ربما.. ربما”!

في غضون ذلك؛ تصدّر ملف إيراني آخر صدارة الأحداث الإيرانية، بعدما نبّهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً من أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة في الوقت الذي تتعثر فيه المناقشات الرامية إلى تحسين تعاونها مع هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وأشار تقرير الوكالة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز 30 مرة الحد المسموح به، وأن طهران تمتلك الآن 142.1 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة.

وإذا ما أضفنا لهذه المعلومات التي اوردها تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما تحدث به رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الدولية في إيران الدكتور كمال خرازي عن احتمال لجوء إيران إلى تغيير “عقيدتها النووية”، فهذا يعني أننا أمام متغير جديد ربما يدخل القاموس السياسي والعسكري الإيراني.

خرازي كرّر هذا المفهوم أكثر من مرة، وهو ما يعني أن ما يُردّده لم يكن عبارة عن “زلة لسان”، وإنما تعبير عن مفهوم مطروح علی الطاولة خصوصاً أن خرازي من المقربين من المرشد الإيراني الأعلی السيد علي الخامنئي، كما أن المجلس المذكور يُصنف في خانة المؤسسات التابعة للمرشد الإيراني.

واستناداً إلی ما تقدم، نحن أمام معادلة ذات بعدين استراتيجيين يهمان الأمن في المنطقة والعالم؛ الأول، يتعلق بالكيان الاسرائيلي. الثاني، يتعلق بالعقيدة النووية الإيرانية.

لم أعثر في إيران علی من يتبنى نظرية مفادها أن طهران تناور بين هذين البعدين. الإيرانيون علّمونا بأنهم لا يخلطون الملفات بل يعملون علی تفريقها، لكن هذا لا يعني أن الرد علی إسرائيل لا يُؤثر علی المباحثات النووية التي تسعی الحكومة الإيرانية الجديدة إليها، لكن من المستبعد أن يتم خلط المباحثات بالرد وبالتالي تبقی استقلالية هذه الملفات قائمة حتی تتم معالجة الواحد منها تلو الآخر.

السؤال المطروح هل تريد إيران إعادة النظر في “العقيدة النووية” وبالتالي الذهاب لصناعة السلاح النووي؟ هذا سؤال إستراتيجي كبير ولا أعتقد أنه بمقدرو أحد أن يُجيب عليه بهذه السهولة لكنّه ربما يندرج في خانة سياسة “الغموض الإستراتيجي” التي تتبناها طهران بعد 31 تموز/يوليو 2024، إثر إقدام إسرائيل على اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

في هذا السياق، أنا أميل إلی توصيف مقال صادر عن “معهد الشرق الأوسط” الأمريكي بعنوان “السياسة النووية الإيرانية الجديدة.. بين الردع والبراغماتية”، الذي يقول إن فشل خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والأنشطة السرية لإسرائيل في السنوات الأخيرة دفع طهران إلى التخلي عن سياسة “الصبر الاستراتيجي” لمصلحة سياسة “الغموض الاستراتيجي”. ويزعم المقال أنه من الممكن في الوضع الحالي أن يكون هدف طهران الاستراتيجي هو البقاء في هذا الموقع كدولة على وشك أن تصبح قوة تمتلك أسلحة نووية.

وتتماشى هذه السياسة مع الاستراتيجية الوقائية الكبرى التي تنتهجها إيران، في حين كان نهج طهران السابق هو “الصبر الاستراتيجي”. ووفقاً لهذا التحليل، فإنّ إيران تعلم أن كونها على وشك التسلح النووي يمنحها المزيد من القوة في مفاوضاتها مع خصومها ولا سيما الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، فإن مثل هذا الموقف من الممكن أن يُعزّز احتمالات وقف التصعيد الإقليمي وتحسين العلاقات الثنائية مع جيران إيران الرئيسيين.

وفي نهاية المطاف، تتحرك إيران في سياق حماية مصالحها وأمنها القومي؛ بهذا المعنى تُصبح الوسائل والآليات ثانوية طالما أن الأهم هو الأهداف المتحققة؛ فإذا ما تحققت هذه الأهداف عبر وسيلة التفاوض تكون إيران قد حقّقت المنشود.

نحن نتحدث عن حكومة إيرانية جديدة برئاسة مسعود بزشكيان.. وعن مسار تحاول انتهاجه هذه الحكومة سواء علی صعيد المنطقة أو علی صعيد العلاقات مع الغرب. وما تملكه إيران من أوراق ليس قليلاً، والولايات المتحدة تعلم ذلك جيداً، وإيران تريد ازالة العقوبات الاقتصادية من خلال تعزيز قدراتها التفاوضية المحتملة مع الجانب الأمريكي.. لننتظر ونرَ. (U2saleh@gmail.com)

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • "أربعون هنية".. ووقت إيران "المناسب وغير المناسب"
  • “العقيدة النووية” و”الرد”.. وأوراق إيران التفاوضية المقبلة!
  • إيران وأمريكا وحرب غزة
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • رئيس إيران يتحدث عن نقل العاصمة طهران إلى هذا المكان
  • بريطانيا تتوقع انتقاماً إيرانياً لاغتيال هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران