بوابة الوفد:
2024-09-09@07:37:38 GMT

نتيجة منطقية

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

قبل ٢٠ عاماً.. كنت أجلس بصحبة مجموعة من الفنانين.. طرح أحدهم سؤالاً بدا جاداً.. لماذا لم نحصل على جائزة أوسكار.. أو يدخل أى من الأعمال المصرية حتى ترشيحات أوسكار.. حاول الحضور الإجابة عن السؤال الحرج.. تحدثوا فى كل شىء.. بدءاً من العملية الإنتاجية وصولاً إلى التسويق والدعاية.. وحين جاء دورى لأدلو بدولى فى الموضوع.

. قلت عندما يفوز منتخبنا لكرة القدم بكأس العالم.. ربما ترشح أعمالنا الفنية لأوسكار.. تعجب الحضور من هذا الربط الذى بدا خارج سياق الحديث.. فأوضحت أن الإبداع والإنتاج الإنسانى بشكل عام.. ما هو إلا انعكاس للواقع.. خاصة العمل الجماعى وما يحتاج لإدارة.. ما هو إلا محصلة الأداء العام لهذا المجتمع وطبيعته.. فالرياضة والفنون والآداب.. ما هى إلا انعكاس لجوانب الحياة من سياسة واقتصاد وتعليم وصحة ورعاية للإنسان.. منهج حياة ذلك المجتمع واحترامه للنظام العام.. هى منظومة متكاملة.. لا يمكن أن تتجزأ.. انتهى الحوار بالصمت التام من الجميع.
«وانتعشت الفنون والعلوم والآداب وازدهرت الحياة الفكرية».. جملة واحدة تجدها فى جميع كتب التاريخ لكل الحضارات الإنسانية فى شتى بقاع الأرض عندما تتحدث عن عصور الازدهار. وفى المقابل تجد جملة أخرى مثل.. «انتشر الفساد والرشوة والمحسوبية وانتشرت الفوضى والصراعات».. عندما يتحدث التاريخ عن عصور الاضمحلال».. إنها سنة الله فى الكون.
أقول ذلك بمناسبة موجة الغثاء التى ملأت مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً.. بعد الأداء الهابط والمتوقع للبعثة المصرية فى أوليمبياد باريس.. وللأوليمبياد تحديداً وضع خاص بين الأمم.. فبينما تبدو فى ظاهرها.. ملتقى للمنافسات الرياضية.. إلا أنها فى جوهرها انعكاس لمدى ما وصلت إليه تلك الشعوب من تقدم وحضارة.. انظر إلى قائمة النتائج العامة للأوليمبياد ستجد دوماً مراكزها الأولى لعدد معين من الدول.. الولايات المتحدة الصين روسيا أستراليا ودول أوروبا.. وهو نفس الترتيب الذى يمكنك وضعه لأى مجال آخر.. اقتصاد، صناعة، زراعة، بحث علمى، منظومة صحية، إعلام.. مرآة وانعكاس تام لمدى تقدم تلك الأمم وحياة شعوبها.. قد تجد فى القائمة دولة مثل كوريا.. الجنوبية بالطبع وليست الشمالية.. ثم تجد فى ذيل القائمة الدول المتخلفة عن ركب الحضارة.. ببرونزية هنا او فضية هناك.. وعادة ما تكون فى ألعاب فردية.. وبالتدقيق أكثر تجد أن هذا البطل الأوليمبى نتاج ظروف خاصة جداً.. وغالباً تكون أسرته فقط هى السبب فى هذا التميز.. فهو نتاج أسرة أغلقت عليه وعزلته عن مجتمع فاشل ليحقق هو نجاحه.. تلك هى الحقيقة وإن بادر مسئولو دولته الفاشلون لالتقاط الصور معه.. وزعموا كذباً أن نجاحه يرجع لحسن إدارتهم ورعايتهم للمواهب.. وإن حاولت أبواق المسئولين سرقة النجاح ونسبه للفاشل.
أكثر ما لفت نظرى فى تلك الموجة الجديدة من «الغثاء» هو تبارى البعض فى الدفاع عن الفشل.. فأن تخرج لاعبة للمشاركة فى أوليمبياد دولى وهى حامل فى شهرها السابع.. فهى جريمة بكل المقاييس.. فى حقها وحق حملها أولاً.. ثم فى حق وطنها الذى استخفت به وبمقدراته.. وفى حق لعبتها ومنافسيها والأوليمبياد نفسه.. وتعكس تلك الواقعة حالة الفوضى.. لا أتوقع أن تكون هناك محاسبة للمسئولين عن تلك الفضيحة.. طالما أن الفشل أصبح هدفاً.
أما عن الأداء المتردى فى باقى الألعاب.. فيبقى السؤال لماذا تمت المشاركة من أساسه.. أثق بأن هناك لاعبين كثرًا أفضل كثيراً من أولئك المختارين المحظوظين فى كل الألعاب.. فقدرات الشعب المصرى وتميز أفراده كأفراد معلومة للجميع.. لكن وصول هؤلاء لتمثيل بلدهم أمر بات مستحيلاً.. إما لفساد الاختيار أو فشله.
ولهؤلاء الغيورين الغاضبين العاشقين لوطنهم.. أقول لا تحزنوا وتقبلوا الحقيقة بكل مرارتها وكآبتها.. وكل أوليمبياد وأنتم بخير!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب المصرى لوجه الله نتيجة منطقية جائزة أوسكار

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات ردع أثيوبيا!

ذهاب مصر إلى مجلس الأمن الدولى، بالتوازى مع التدابير الإقليمية، يعنى نفاذ دبلوماسية الصبر، فيما يتعلق بأزمة «سد النهضة»، وهى خطوة ضرورية لكبح استفزازات، الـ«آبى أحمد» رئيس الوزراء الأثيوبى، عن الملء الخامس، إما بالانصياع للاتفاق حول قواعد تشغيل السد، أو إجباره- تحت الفصل السابع- بتدخل دولى عسكرى، وهو ما كنت قد ناديت به، منتصف «ديسمبر» الماضى، فى مقال تأجل نشره لمواءمات سياسية، تتعلق بآخر جولة تفاوض.. بدأته بالسؤال:
* ما الذى على «القاهرة» أن تفعله، فى مواجهة بجاحة أثيوبيا وهى تُحَمِل مصر، مسئولية فشل مفاوضات الجولة الرابعة والأخيرة، فى مسار الخلافات حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة..الأمر غاية فى الغرابة والإنكار، لأن ما جرى وتحدث عنه- وقتها- وزير الموارد المائية، الدكتور هانى سويلم، يكشف عن النهج الخبيث لـ«أديس أبابا»، الذى بدت عليه فى الغرف المغلقة، عندما تعمدت تغيير صياغات وأرقام سبق الاتفاق عليها، وراحت تراوغ بها فريقى التفاوض، المصرى والسودانى، فى محاولتين: الأولى.. تتعلق بانتزاع موافقة على حق أثيوبيا بالتحكم فى النيل الأزرق، والمحاولة الثانية.. جس النبض حول إقامة سدود جديدة.
* لقد سجلت إثيوبيا الرقم القياسى فى «الاستعباط»، على مدى 12 عاماّ من الأزمة، حتى تمكنت بكل وسائل الحيل والألاعيب، أن تُفشِل 10 جولات تفاوضية، منذ توقيع اتفاق المبادئ فى العاصمة السودانية «الخرطوم»، فى مارس 2015، وكان آخرها جولة «أديس أبابا»، التى انتهت بلا نتيجة، وكانت الرابعة والأخيرة، فى اتفاق 13 يوليو بـ«القاهرة»، بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، ورئيس وزراء أثيوبيا آبى أحمد، اللذين حددا 4 أشهر لإنهاء أزمة السد، وحينها تفاءلت- ولو بحذر- الأوساط السياسية والشعبية، فى كل من مصر والسودان، على عكس ما دبرت له أثيوبيا من أساليب الخداع.
* بخلاف ما ظنته أثيوبيا، انشغال مصر بتداعيات يناير 2011، وما يجرى فى السودان، أنها فرصة لأن تتسع فى بناء السد وملئه، إلى جانب استغلال صبر القيادة المصرية ومد أجل التفاوض، حتى يكون غطاءّ لنوايا الالتفاف على أى التزامات، إلى أن أنهت الملء الرابع، عند مستوى 41 مليار متر مكعب، خصماّ بما يقارب نصف مياه مصر، الذى يعزز ثقتها فى امتناع أى عمل عسكرى، صار تهديداّ حقيقياّ فيما لو إنهار السد، وهو تصرف عدائى لـ«أديس أبابا»، يتجاوز ما يلزمها فى بروتوكول «الخرطوم»، من التشاور مع دولتى المصب، حول الملء والتشغيل.
* نكرر السؤال: ماذا على «القاهرة» أن تفعله، وقد تحَلت 12 طوال عاماّ بسياسة النفس الطويل، مقابل تهرب أثيوبيا من التقيد بأى التزام فنى أو قانونى، إلا أساليب التعنت والمكابرة، فى سبيل إفشال كل مبادرات حل الأزمة، بدءاّ من اتفاق «واشنطن» الذى تبناه الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى فبراير 2020، ثم اجتماع وزراء الخارجية والمياه، فى عاصمة الكونغو «كينشاسا»، وانتهاء بتوصيات مجلس الأمن، فى يوليو 2021، بإطلاق مفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقى، لم تنعقد حتى اليوم.
* إذن.. على القاهرة أن تراقب - على مدار الساعة- السلوك الأثيوبى، حتى تمنع أى توسعات جديدة على السد، والاتفاق قبل اكتمال الملء الخامس، لأنه يحرم مصر أكثر من السودان، مما يزيد عن نصف حصتها التاريخية من مياه النيل، وفى مثل هذه الأمور، قد تلجأ الدول لسيناريوهات تحفظ أمنها القومى، أقلها أن الحوادث الطبيعية تقع، وهناك الضغوط الداخلية والخارجية، التى قد تنتهى إلى تغيير الأنظمة.. إلخ، ودون هذه السيناريوهات، على القيادة السياسية أن تترجم القلق الشعبى، إلى تحرك عاجل، لتشكيل رأى أممى، يتبنى حلاّ- ولو بالقوة- لأزمة السد، ويوفر الأمن المائى لمصر.

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • عضو في وفد إسرائيل المفاوض: لن تكون هناك صفقة تبادل قريبا
  • العرفي: هناك ضغوط لعدد من الدول لإنهاء أزمة المركزي بأسرع وقت
  • الزنان
  • الشيخ الجوزو: هناك من يعتدي على هوية المسلمين وأوقافهم
  • الرشود يوضح هل هناك مجاملة للاعبين ⁧‫الهلال‬⁩ في المنتخب الوطني .. فيديو
  • منظومات قياس الأداء في بيئات متغيرة
  • مدير الاستخبارات الأميركية: كان هناك خطر حقيقي من الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية في خريف 2022
  • إياد نصار عن نجاح مسلسل إلا الطلاق: هناك ثقة بيني وبين الجمهور.. فيديو
  • سيناريوهات ردع أثيوبيا!
  • الدرميش: هناك ارتباك لدى عامة الناس خصوصًا مع أزمة السيولة