الخط العربى نافذة الانتشار الحضارى ٢
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
تناولنا فى المقال السابق الخط العربى ودوره فى تدوين التراث الفكرى والحضارى، ونواصل اليوم، حيث تتابع الأمر فى العصور الإسلامية التالية: الأموى (41ـ 132هـ/ 661ـ749م)، فالعباسى (132هـ 358هـ/749ـ968م)، وما تخلله من عهود الطولونى (254ـ292هـ/868ـ904م)، والإخشيدى (323ـ 358هـ/934ـ968م)، والفاطم ي(358ـ567هـ/968ـ 1171م)، حيث ابتدعوا «البروتوكولات»، وصحبتها الزخرفة والتزويق والخط، والأيوبى (567 ـ648هـ/1161ـ 1250م)، ومع زخرفة الكتان كن توظيف الخط، والمملوكى: البحرية والبرجية «الجراكسة» (648ـ 923هـ /1250ـ 1517م)، حيث ظهر الخط فى العمارة والنقوش وفى المصاحف وهو العصر الذهبى للمدرسة المصرية فى الخط، والعثمانى (923ـ 1220هـ /1517ـ1805م)، ومؤسسها أرطغول بن سليمان شاه التركمانى (1281ـ1224م)، والذى اتخذ اسم عثمان، حيث زخرفة المصاحف، وإعلاء مكانة الخطاطين، حتى نهاية عصر محمد على وأسرته (1220ـ 1372هـ /1805ـ1953).
دخل الخط العربى مصر مع دخول الإسلام فى دواوين الدولة بعد أن عربها عبدالملك بن مروان، ثم لما سقطت بغداد ودمرها التتار والمغول، واستولى هولاكو على بغداد 656هـ/1091م، فر الخطاطون بطريقة ابن البواب، ومنهم من فر إلى الأناضول، ومنهم من توجه إلى الشام.
الخط فى الجامع الأزهر، والمساجد، والدّور بعامة:
فتح جوهر الصقلى مصر فى يوليو 969م، وبدأ تأسيس القاهرة، وإنشاء جامعها» الأزهر» فيما بين 14 من أبريل 970م حتى يوليو 971م، ومضى المسجد فى نمو وتطور عبر العصور: المملوكية، فالعثمانية، فعهد أسرة محمد على (1805ـ1953)، وطيلة تلك العهود ظل الخط العربى منقوشا فى جنبات الجامع ناطقا بجماليات الخط العربى، ومنه ما كان على الجص، أو الحجر، أوالرخام، أو الخشب، أو القاشانى، وفى الشبابيك، والكوشات، وإطارات العقود، أو القباب، والأبواب، والمنبر، وتعددتْ الطرز بين: نقوش كتابية بطاقية المحراب الأصلى للجامع، ونقوش جدار الفبلة القديم، ونقوش بقبة البهو المطلة على الصحن، وكلها آيات قرآنية، وتحدث عن ذلك أمثال: فلورى، وكرزول، وجروهمان، ومن العرب: حسن عبدالوهاب، وإبراهيم جمعة، وأحمد فكرى، وغيرهم، حسبما فصل محمد حمزة إسماعيل الحداد، مجلة الخط العربى، دبى، ع20، س 7، ص38، أبريل 2008، وكذلك كان شأن المساجد الأخرى بالعالم الإسلامى، وبمصر، ومنها: مسجد ابن طولون منذ إنشائه 263ـ265هـ) ومنزل وسبيل الكريدلية، وقبة ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون، ومسجد ومدرسة السلطان حسن، ومسجد الرفاعى، وقصر ومتحف محمد على، وغيرها من مساج وأسبلة ومتاحف ودور، وتضم دار الكتب والوثائق القومية ذائر التراث، ومنه تراث الخط والمخطوطات، منذ أنشئتْ عام 1870 بناء على ما عرضه على مبارك مدير المعارف، آنذاك، فأصدر الخديو إسماعيل أمرا بتاسيسها، أول الأمر بالطابق الأسفل من سراى الأمير مصطفى فاضل بدرب الجماميز واستقبلتْ الجمهور فى 24 سبتمبر 1870 بثلاثين ألف مجلد، وإهداءات من الجمعية المصرية عام 1873، وما اشتراه الخديو من مقتنيات شقيقه مصطفى فاضل فى استامبول عام 1876، ومن بين ما تضمه مصاحف مخطوطة بارعة الخطوط، ومنها مصاحف السلاطين، إلى جانب المخطوطات العديدة، والبرديات فى نحو ثلاثة آلاف بردية، كما تضم لوحات نادرة من الخط العربى، ومن أشهر خطاطى تلك اللوحات: حمد الله بن الشيخ الأماسى، وحافظ عثمان، ومصطفى راقم، وعبدالله زهدى، وسامى أفندى، والشيخ عبدالعزيز الرفاعى، كما تضم عملات ومسكوكات عديدة ذات قيمة عالية، وهكذا تعددت المدارس، كما يذكر أبن خلدون، مج2 ص91، فخالفت الطريقة المصرية طريقة العراق، ومدرسة العجم» الفارسية» خط أهل مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أهل مصر لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل الخط العربي الخط العربى
إقرأ أيضاً:
العراق يعيد تشغيل الترانزيت العالمي بعد 44 عاما من التوقف
قالت هبة التميمي، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية»، إنه سيعاد تشغيل العراق لخط الترانزيت العالمي بعد توقف دام 44 عامًا، حيث توقفت حركة النقل عبر هذا الخط منذ عام 1981، موضحة أن إعادة تشغيل الخط تم من خلال تجربة المعبر البري الذي سيربط الخليج العربي بالبحر المتوسط عبر الموانئ العراقية.
وأضافت «التميمي»، خلال تغطيتها للقاهرة الإخبارية، أن عمليات نقل البضائع بدأت من شمال العراق إلى جنوبه، ومن ثم يتم تصديرها إلى الخليج العربي والدول الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا الخط الجديد يعتبر نقلة نوعية في التجارة الداخلية العراقية، حيث سيكون نقطة وصل مهمة بين ميناء البصرة وخليج العربي، ما يسهم في تعزيز الحركة التجارية.
وأشارت إلى أن الموقع الجغرافي للعراق سيسهم بشكل كبير في نجاح هذا الخط، والذي سيعزز التجارة ويعتبر معبرًا مهمًا للاقتصاد العراقي، لافتة إلى أن الحكومة العراقية تأمل أن يسهم مشروع ميناء القصر وتنمية البنية التحتية في تحول الاقتصاد العراقي إلى محور تجاري عالمي، عبر إنشاء شبكة من 40 سكة حديد لسهولة نقل البضائع إلى الخليج والدول الأوروبية.