بوابة الوفد:
2024-09-09@07:39:18 GMT

«سياسة الموت» فى غزة

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

رغم التحول التاريخى فى الرأى العام العالمى بشأن إسرائيل، فإنه لا يزال لا يمثل أى أهمية تذكر بالنسبة لمن فى غزة الذين لا يدركون حتى ما يحدث وهم يحاولون تفادى القنابل، والبحث عن الطعام، واستخراج جثث القتلى. وكل ما حدث هو المزيد من التحدى والعدوان من جانب إسرائيل، وإدانة الأحكام القضائية من جانب حلفائها، وتشويه سمعة أعداد كبيرة من الناس الذين يريدون فقط وقف القتل وتجاهلهم.

ويبدو أن كل هذا يعني: هذا هو العالم الذى نعيش فيه الآن. فلتعتادوا عليه.

ولكن كيف يبدو التعود على هذا؟..يبدو الأمر كأنه قبول حقيقة مفادها أن هناك مجموعات معينة من الناس يمكن قتلها. وأن من المعقول والضرورى فى واقع الأمر أن يموت هؤلاء من أجل الحفاظ على نظام سياسى مبنى على عدم المساواة فى حياة البشر. وهذا ما يسميه الفيلسوف أكيلى مبيمبى «سياسة الموت» ممارسة السلطة لإملاء الكيفية التى يعيش بها بعض الناس والكيفية التى يجب أن يموت بها آخرون.

إن سياسة الموت تخلق «عوالم الموت» حيث توجد «أشكال جديدة وفريدة من الوجود الاجتماعى، حيث تخضع أعداد هائلة من السكان لظروف معيشية تمنحهم وضع الموتى الأحياء». وفى عوالم الموت هذه، فإن قتل الآخرين وتدمير موائلهم من خلال القدرات العسكرية الملحمية التى لا يشعر مواطنو البلدان المسئولة بتأثيرها قط، يضفى المزيد من القيمة على إنسانية أولئك الذين يعيشون فى الغرب «المتحضر». إنهم معفون لأنهم طيبون، وليس لأنهم أقوياء. يموت الفلسطينيون لأنهم أشرار، وليس لأنهم ضعفاء.

إن تخفيض قيمة الحياة الفلسطينية يستلزم فصل حياتنا عن حياتهم، وفصل العالمين القانونى والأخلاقى إلى عالمين عالم نعيش فيه ونستحق الحرية من الجوع والخوف والاضطهاد، وعالم آخر أظهر فيه آخرون بعض الصفات التى تثبت أنهم لا يستحقون نفس الشيء. ولهذا السبب من الأهمية بمكان أن يزعم المدافعون عن حرب إسرائيل أنه لا يوجد أبرياء فى غزة، وأن حماس تختبئ وراءهم، وأن أولئك الذين تتعاطف معهم سوف يكونون أول من يضطهدك إذا كنت مثلياً أو امرأة. إنهم ليسوا مثلنا. وبمجرد أن يتم تعليمك التوقف عن التماهى مع الآخرين على أساس إنسانيتهم، فإن عمل السياسة القمعية يصبح مكتملاً.

النتيجة هى عالم يبدو كأنه فى منتصف هذا التحول المزعج. حيث تتحرك الأحداث السياسية إلى الأمام بسرعة، ما يؤدى إلى طى غزة إلى الوضع الطبيعى. وتتنافس الصور والروايات من غزة، وأحدثها لأطباء أمريكيين يخبرون شبكة سى بى إس نيوز عن أطفال مصابين بجروح قناص فى الرأس والقلب.

أى عالم سيظهر بعد هذا؟...إن الحرب على غزة ضخمة للغاية، وحيوية للغاية، ولا هوادة فيها إلى الحد الذى يجعل من المستحيل تطبيعها قسراً دون عواقب غير مقصودة. والنتيجة النهائية هى تدهور البشرية جمعاء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود غزة الحياة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

هل خضعت تليغرام؟ تغييرات في سياسة المنصة بعد اعتقال مؤسسها

قامت تليغرام (Telegram) بتحديث سياستها بهدوء للسماح للمستخدمين بالإبلاغ عن المحادثات الخاصة إلى المشرفين عليها، وذلك بعد اعتقال مؤسسها بافيل دوروف في فرنسا الشهر الماضي بتهم "جرائم ارتكبتها أطراف ثالثة" على المنصة، بحسب موقع تك كرانش (Techcrunch)

تطبيق المراسلة، والذي يخدم ما يقرب من مليار مستخدم نشط شهريا، لطالما حافظ على سمعة الإشراف الضئيل على تفاعلات المستخدم لفترة طويلة.

وبدأت تليغرام -ليلة الخميس- في تنفيذ تغييرات على سياسة الإشراف الخاصة بها. وتقول الشركة على صفحة الأسئلة الشائعة المحدثة: "تحتوي جميع تطبيقات تليغرام على أزرار إبلاغ والتي تتيح لك الإبلاغ عن المحتوى غير القانوني لمشرفينا في بضع نقرات فقط".

كما قدمت المنصة عنوان بريد إلكتروني لطلبات الإزالة الآلية، وإرشاد المستخدمين إلى تضمين روابط للمحتوى الذي يتطلب اهتمام المشرف.

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التغيير نتيجة تأثر المنصة لطلبات وكالات إنفاذ القانون الداعية لزيادة الإشراف على المحتوى. وقد تعاونت الشركة سابقا مع أوامر المحكمة لمشاركة بعض المعلومات حول مستخدميها.

وجاءت هذه التغييرات في السياسة بعد اعتقال دوروف من قبل السلطات الفرنسية فيما يتعلق بالتحقيق في الجرائم بوجود محتوى إباحي للأطفال والاتجار بالمخدرات والمعاملات الاحتيالية.

وردا على اعتقاله، نشر دوروف على قناته في تليغرام منتقدا هذا الإجراء قائلا "إن استخدام قوانين من عصر ما قبل الهواتف الذكية، لاتهام الرئيس التنفيذي بجرائم ارتكبتها أطراف ثالثة على المنصة التي يديرها، نهج مضلل".

وأشار أن الممارسة المعتمدة للبلدان غير الراضية عن خدمة الإنترنت هي اتخاذ إجراءات قانونية ضد الخدمة نفسها، وليس إدارتها.

وحذر دوروف من أنه إذا تم تحميل رواد الأعمال مسؤولية أي إساءة محتملة لمنتجاتهم "فلن يقوم أي مبتكر ببناء أدوات جديدة أبدا".

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني وعاملو الإغاثة في مرمى رصاص الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • الصحة تكشف نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح شلل الأطفال في غزة
  • من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟
  • إسرائيل تطبق سياسة الحرب الشاملة.. وتحاول تهجير الفلسطينيين
  • نادي الأسير الفلسطيني: التعذيب في سجون إسرائيل "سياسة ممنهجة"  
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • سياسة ستارمر التي نجحت في توحيد الإسرائيليين والفلسطينيين
  • سينما علاقة إسرائيل بإثيوبيا من عملية الأخوة إلى سد النهضة
  • هل خضعت تليغرام؟ تغييرات في سياسة المنصة بعد اعتقال مؤسسها
  • "اسم لن يموت".. المركز القومي للمسرح يحيي ذكرى ميلاد فؤاد المهندس