هل اقتربت أمريكا من اتخاذ قرار مصيري بشأن الحرب مع إيران؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق توماس فريدمان قال فيه إن "إحدى القواعد الصارمة التي يلتزم بها في التغطية الإعلامية في الشرق الأوسط، هي أنك تحتاج أحيانا إلى إعادة نشر قصة عندما ترى الأمور بوضوح أكبر مما رأيته في وقت سابق".
وأوضح فريدمان أنه "يعيش هذه التجربة مع حرب إيران وإسرائيل وحماس وحزب الله، والتي قد تجر الولايات المتحدة قريبا.
ويرى فريدمان أنه ولهذا السبب، إذا تصاعد الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران ووكلاء إيران (حماس وحزب الله والحوثيين) إلى حرب شاملة - وهي الحرب التي لا تستطيع إسرائيل خوضها بمفردها لفترة طويلة - فقد يواجه الرئيس بايدن القرار الأكثر مصيرية في رئاسته: ما إذا كان سيخوض حربا مع إيران، إلى جانب إسرائيل، ويقضي على برنامج طهران النووي، الذي يشكل حجر الأساس للشبكة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة. حيث كانت إيران تبني هذه الشبكة لتحل محل أمريكا باعتبارها الجهة الأكثر قوة في الشرق الأوسط ولاستنزاف إسرائيل حتى الموت بألف جرح يلحقه وكلاؤها.
ويقول إنه مع ذلك يجب على أمريكا أن تكون دائما حذرة بشأن ما يخطط له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكما لاحظ الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس في صحيفة "هآرتس" يوم الخميس، يتعين على المرء أن يتساءل لماذا اختار نتنياهو الآن اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران - في خضم محادثات رهائن حساسة.
جر الولايات المتحدة
ويتساءل إن كان ذلك لمجرد أنها قادرة على ذلك، أم أن إسرائيل "تستفز التصعيد عمدا على أمل أن يؤدي اندلاع حرب مع إيران إلى جر الولايات المتحدة إلى الصراع، مما يزيد من إبعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن كارثة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر - وهي الكارثة التي لم يُحاسب عليها حتى يومنا هذا".
وأكد فريدمان أن نتنياهو، خلال ما يقرب من 17 عاما من حكمه، ساعد المصالح الأمريكية في المنطقة وقوضها. وأنه لا يثق فيه ولو لثانية واحدة أن يضع مصالح الولايات المتحدة قبل احتياجاته السياسية للبقاء - لأنه لن يضع مصالح إسرائيل قبلها.
ويستدرك قائلا إن الصدق يتطلب منه أيضا الاعتراف بأن بعض الأشياء صحيحة حتى لو اعتقدها نتنياهو. وأحد هذه الأشياء هو أن إيران هي أكبر قوة إمبريالية محلية في الشرق الأوسط، ومن خلال وكلائها تهيمن على سياسة ملايين العرب الذين يعيشون في لبنان وسوريا وغزة والعراق واليمن - وتجر مواطنيهم إلى حروب مع إسرائيل لا يهتم بها سوى قِلة منهم. ولا يستطيع أي زعيم في أي من هذه الدول العربية اليوم اتخاذ قرارات معادية لمصالح إيران دون خوف من القتل.
ويدلل على ذلك بالقول إن لبنان لم يتمكن من تعيين رئيس منذ 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن طهران لن تسمح لوطني لبناني مستقل بتولي المسؤولية هناك. وأنه كان على لبنان وسوريا أن يلتزما بثلاثة أيام من الحداد بعد وفاة الرئيس الإيراني في حادث تحطم مروحية. ويسمي ذلك: الإمبريالية الإيرانية.
ويقول إن بعض الأشياء صحيحة أيضا حتى لو اعتقدتها إيران أيضا. وأحد هذه الأشياء هو أن بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان كانوا يعملون بهدوء وفعالية على بناء شبكة من التحالفات الواسعة النطاق على مدى السنوات القليلة الماضية لاحتواء الصين وعزل إيران.
ويشير إلى أن الأول هو التجمع الاقتصادي الجديد المسمى I2-U2، والذي يضم الهند وإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة. والثانى - وهو الأهم - هو الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والمعروف باسم IMEC.
ويقول إنه تم تصميم IMEC لتعزيز الروابط التجارية وإمدادات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي والهند - عبر حلفاء الولايات المتحدة في الخليج. والهدف: مساعدة الهند على الهروب من جهود الصين لتطويق نيودلهي من خلال مبادرة الحزام والطريق وإنشاء تحالف جيواقتصادي كبير مؤيد لأمريكا يمتد من الاتحاد الأوروبي عبر السعودية والإمارات وصولا إلى الهند والذي من شأنه أيضا عزل إيران. الشركاء المؤسسون لـIMEC هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السعودية والهند والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
ويبيّن أن الخطة الأمريكية تتلخص في إعطاء وزن عسكري لهذه التحالفات المتشابكة من خلال صياغة معاهدة دفاع مشترك مع السعودية تتضمن أيضا تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، شريطة أن توافق إسرائيل على إحراز تقدم نحو حل الدولتين مع الفلسطينيين. وبمجرد صياغة هذه المعاهدة، فإن هذا يعني أن جميع حلفاء أميركا في الشرق الأوسط سوف يعملون كفريق مضاد لإيران ــ الأردن ومصر والإمارات وإسرائيل والسعودية والبحرين على وجه الخصوص.
الصفقة السعودية الأمريكية
ويرى أن إيران كانت تعلم أنها لابد وأن تمنع هذه الصفقة السعودية الأمريكية- الإسرائيلية وإلا فإنها سوف تتعرض للعزلة الاستراتيجية. وكانت حماس تعلم أنها لابد وأن تمنع هذه الصفقة لأنها قد تمكن إسرائيل من الاندماج في العالم الإسلامي ــ بالشراكة مع منافس حماس الرئيسي في فلسطين، السلطة الفلسطينية في رام الله، ومع السعودية.
ويقول إنه يعلم ذلك لأن المرشد الأعلى لإيران أخبرنا بذلك قبل أربعة أيام من غزو حماس لإسرائيل. من المخيف أن نقرأ اليوم هذا التقرير الذي نُشر في صحيفة تايمز أوف إسرائيل بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2023:
قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الدول الإسلامية التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل "تراهن على حصان خاسر"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية يوم الثلاثاء، حيث تتحرك السعودية، المنافس الإقليمي، نحو إقامة علاقات مع القدس. كما توقع خامنئي أن يتم القضاء على إسرائيل قريبا، في خطاب أمام المسؤولين الحكوميين والسفراء من الدول الإسلامية. ... وقال: "الموقف الحاسم للجمهورية الإسلامية هو أن الحكومات التي تعطي الأولوية للمقامرة بالتطبيع مع النظام الصهيوني ستتكبد خسائر". ... "اليوم، لا ينبغي أن يكون وضع النظام الصهيوني هو الذي يحفز التقارب معه؛ لا ينبغي لهم ارتكاب هذا الخطأ".
ثم يقول فريدمان إنه سواء كانت إيران تعلم بالتوقيت الدقيق مسبقا أم لا، فمن المؤكد أن إيران رأت في هجوم حماس. وسيلة لعزل إسرائيل وراعيها الأمريكي من خلال إجبار إسرائيل على إلحاق آلاف الضحايا المدنيين لهزيمة شبكة حماس السرية وتقويض أي تطبيع سعودي فلسطيني إسرائيلي. إن هذه هي القصة الأكبر هنا.
ويتساءل عن المآلات بعد أن اغتالت إسرائيل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت؛ والزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية؛ ومحمد ضيف القائد العسكري لحماس في غزة. وكان هؤلاء جميعا مهووسين بجر شعبهم إلى حرب لا نهاية لها لتدمير الدولة اليهودية.
ثم يقول إن إسرائيل قتلت الزعيمين الأول والثاني لحماس من قبل. ولكن المشكلة هي أن حماس وحزب الله عبارة عن شبكات، وكما تعلّم من الخبير الاستراتيجي في الشبكات جون أركويلا، مؤلف كتاب "الحرب السيبرانية: التحدي الجديد للحرب السيبرانية"، فإن "الجميع في الشبكة هم رقم 2". ودائما ما يظهر خلفاء، وغالبا ما يكونون أسوأ من أسلافهم.
ويستنتج أن الطريقة الوحيدة لتهميش حماس سياسيا وعزل إيران إقليميا هي أن تساعد إسرائيل في تمكين البديل الواضح والأكثر اعتدالا: السلطة الفلسطينية، التي تبنت اتفاقيات أوسلو وتتعاون مع إسرائيل يوميا في محاولة للسيطرة على العنف في الضفة الغربية ــ وهو ما يعرفه نتنياهو جيدا ولكنه لن يعترف به لأنه يريد نزع الشرعية عن أي بديل فلسطيني موثوق لحماس حتى يتمكن من إخبار العالم والإسرائيليين بأن إسرائيل ليس لديها شريك لحل الدولتين.
ويقترح أنه من خلال هذه الخطوة الشطرنجية ــ تبني السلطة الفلسطينية ــ قد يتمكن نتنياهو من ترسيخ التحالف الأميركي الإسرائيلي العربي، وإنشاء هيكل حكم فلسطيني في غزة لا يهدد إسرائيل ويعزل إيران ووكلائها عسكريا وسياسيا، مما يجعل رهانهم على حرب حماس مضيعة كاملة للأرواح والأموال. ولكن يتعين على نتنياهو أن يخاطر بائتلافه الحاكم لتحقيق هذه الغاية، لأن شركائه المسيانيين من اليمين المتطرف يعارضون أي اتفاق مع أي فلسطينيين موثوقين.
ويقول إنه اعتقد في وقت مبكر من حرب غزة أن هذه كانت المخاطر الحقيقية، ولكنها الآن أصبحت واضحة وضوح الشمس. وأن ما هو ليس واضحا على الإطلاق هو ما سيفعله نتنياهو. فمصالح من سيخدم؟ مصالحه أم مصالح إسرائيل أم مصالح أميركا، أم مصالح إيران؟
ويخلص إلى أنه إذا اتخذ نتنياهو الخطوة الصحيحة الآن، فسوف يترك إيران عارية سياسيا. ولن تتمكن إيران بعد الآن من إخفاء هدفها المتمثل في السيطرة على العالم العربي بأكمله من خلال إخفاء نفسها ووكلائها وراء القضية الفلسطينية. فلطالما كانت إيران سعيدة بالسماح للفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والعراقيين والسوريين بالموت "من أجل فلسطين" ولكنها لم تخاطر أبدا بحياة الإيرانيين إذا كان بوسعها تجنب ذلك.. يمكن لنتنياهو الآن أن يسحب الستار عن هذه المسرحية الساخرة برمتها. ولكن هذا يتطلب منه أن يضع مصالح إسرائيل قبل بقائه السياسي. فهل يفعل ذلك؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران الحرب غزة إيران امريكا غزة الاحتلال الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط تشرین الأول ویقول إنه ویقول إن من خلال
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام
للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.
نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.
العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.
لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.
في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.
كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.
خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.
تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.
هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.
الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.
هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».
الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.
ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.
هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».
في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.
(الأيام الفلسطينية)