الحركة في ماهية الخلق:
من يدرس الكون سيجد أنه في حركة وبأنواعها، وهي حركة إهليجية سريعة وفق المعايير والقياسات البشرية، حتى الشمس التي تدور حولها كواكب المجرة تتحرك أيضا وكلها متجهة إلى حيث أراد الله لها مستقرا. والمستقر هو نهاية حياتها ورحلتها، بل المجرة كلها تدور وكل بحركته يشكل جانبا من الظاهر وديمومة الحياة والتعاقب الزمني والمعايير والقياسات والجاذبية وتغيير الفصول.
التأسيس والإنبات:
الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فأن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة، وهذه تلزمها المتابعة وإلا تهدمت واندثرت ولمّا تنتهي مهمتها زمنيا.
الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فأن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة
والتأسيس يحتاج إعدادا وإرساء للجذور، للثبات وليس الإنبات لأن العواصف والرفض والتحديات كثيرة في تغيير وإصلاح الحياة، وما لم يك التأسيس جيدا والتجذير والارتكاز ثابتا فستنكسر المنظومة.
لننظر إلى أشجار الخيزران تطرح البذور وتسقيها لسنين لا ترى إلا برعما ثابتا لا يكاد يُرى، بينما تمتد الجذور على رقتها لتؤسس لنمو الخيزران، فبعد الصبر لخمس سنين تبدأ الحركة والنمو في الساق لترتفع مترا في اليوم أو أقل من هذا لتصل إلى ثلاثين مترا ومائة مترا، وهي تقاوم الريح وتصمد لتحصد وتقام عليها الصناعات.
العمل المدني والفكري الحضاري كالخيزران لا يأتي عشوائيا أبدا؛ وإنما تنشأ له مراكز دراسات تسقى بالطاقات وتتغذى بالدعم المالي والفكري وتضع الخطط وتتعلم وتعلم وتقيم الدورات والندوات وتثقف الكوادر المعدة للبناء، ثم يمارسون القيادة للفكر والعمل لكن لا ينفصلون عن هذه المراكز التي تصوّب في الخطط وما يوجب التغيير أو الإصلاح وكيف تتغير المسارات وما هي الحلول عند الأزمات والمنعطفات.
معنى النجاح:
الأغلبية من الناس تقيم النجاح على مخرجات الإنسان وليس على تفاعلها مع البيئة وما أفادت منظومته أو منظومة المجتمع ككل، بل هنالك مقاومة وتسفيه وتجاهل واستخفاف بالمنظومات البشرية المنتجة للفكر أو التي تدل الآخرين على طريق الرشاد، لأنها منظومات تدعو إلى تشغيل وحركة وجهد للإنجاز والتغيير وليس لديها قوة إلا قوتها في الفكرة والعزيمة، وإرادتها مقيدة بفهم المجتمع وجهوزيته للنهضة، لهذا نجد أن من يهرب من هذه الطاقات من منظومة مجتمعه إلى مجتمع حاضن تبدو كفاءته واضحة وفاعليته متعاظمة، فيكتفي مجتمع كمجتمعنا الجغرافي بالتباهي بالمنجزات وربما لومه لما قدم في بلد آخر ولم يستفد منه بلده، والحقيقة أن هذا النوع من المتكلمين هم أحد أسباب تعطيل الطاقات لأنهم يتصورون أنفسهم يفكرون ويعملون بينما الحقيقة أنهم مرضى بالتكديس وليس الإبداع.
الجدل العقيم والنجاح:
من معالم الأمم المتخلفة هو الجدل العقيم وعبادة الأشخاص وتقديسهم وهم ليسوا أنبياء، وحتى الأنبياء يصوب الله أفعالهم وكلامهم بالوحي والقرآن زاخر بهذه التصويبات للأنبياء، فتقديس الناس من معالم التخلف وفشل للمنظومة العقلية، فأنت أمام الله فرد. تلك فكرة النهاية والرقابة والحساب، وأنت في الحياة ضمن مجتمع لا بد أن تبنيه بالصواب واتباعه وليس بجدل عقيم لا فائدة منه ولا مخرجات وتضييع الهمم والقدرة على تحويل المعطيات إلى عمل منظم.
الجدل مفيد في مراحل تكوينية عندما تناقش الفكرة قبل إنضاجها لمعرفة سبل تأثيرها وأين ستؤثر وما هي فوائدها الجانبية وأضرارها العرضية المتوقعة وكيفيه معالجة أو الاستفادة من كل هذا كفكرة أولية، انتظارا لظرف العمل والتكتيك أو التخطيط المرحلي في إعادة النظر بالفكرة الموضوعة في الموازنة العامة لأي عمل، فالموازنة هي مخرجات التخطيط في نواحي عدة والتخطيط في أمر جزء من الموازنة، البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيءفهنالك التخطيط في المال والتخطيط في الفكر وتوجهاته وكيفية طرحه بالعموم، وهنالك التصاميم في موازنة المشاريع وبحوث العمليات في التنفيذ والتي تعدل أثناء التنفيذ وفق مستجدات المعطيات، وهذا نظريا شامل للحراك البشري.
الجدل العقيم عند ركود الفكر عند ظن الاكتفاء والعالم يسير ويتحرك، تثبيت فكرتك مثلا عن فعل شخص عمره في العشرين، ثم تأتي بذات نظرتك ومصرّا عليها وأنت في الخمسين، ملغيا الزمن، كذلك خطابك لأمة في القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن الثامن أو العاشر الميلادي، أنت تخاطب نفسك ولا تخاطب الناس. بدون أن تدرس وتعيد النظر والتخطيط فلا نجاح.
النتيجة من كان متدينا فإنه سيكفر الآخرين ويعتبرهم خارج الطاعة دون أن ينظر إلى أن خطابه ليس مناسبا، ومن كان علمانيا ومن أحزاب العلمانية أو فكرها فسيُخَوّن الأمة أو أي شخص يناقضه أو يطرح سلبية لقائد حركة يقدسه وكأن الباطل لا يأتيه من خلفه أو بين يديه، فهذا بسبب الركود عند زمان ومكان وفكرة ولم يتطور في ذهنه، واقتنع أنه سيقاتل العالم الذي يتغير بدل إصلاحه أو مراجعة فكره. إن كانت الغاية مما يحمل مصلحة بلده فليعلم أين المصلحة، فالعبودية للأشخاص هي بتنزيههم كالآلهة وعبادتهم بهذا التنزيه رغم أنك تسجد لله في ظنك، وأن البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحركة الكون الإصلاح الفكرة الإصلاح الفكر الحركة الكون الجمود مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حصاد المرحلة الأولى من الحوار الوطني.. رؤى جديدة لإصلاحات شاملة في مصر
بعد سلسلة من النقاشات المثمرة والجهود المخلصة، اختتم الحوار الوطني الذي جمع بين مختلف فئات المجتمع المصري مرحلته الأولى، التي أسفرت عن مجموعة من التوصيات الجوهرية، تعكس تطلعات الشعب نحو تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، إذ تم التوصل إلى 136 توصية تم توزيعها على ثلاثة محاور رئيسية: المحور المجتمعي، المحور السياسي، والمحور الاقتصادي.
وبدأت بعض توصيات الحوار الوطني في أخذ طريقها نحو التنفيذ، مثل إصدار قوانين جديدة من بينها قانون إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار، وتوسيع نطاق التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى الشروع في التنسيق لإطلاق رخص البنوك الرقمية التي تهدف إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتعكس هذه المخرجات التزام مصر بالتطوير المستدام والشامل عبر تفعيل سياسات متوازنة تخدم الأجيال القادمة وتحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
مخرجات المرحلة الأولىـ أنتجت المرحلة الأولى للحوار الوطني 136 توصية، مقسمة إلى 65 توصية داخل قضايا المحور المجتمعي، و37 توصية للموضوعات السياسية، فضلا عن 34 توصية للقضايا الاقتصادية.
أهم مخرجات المرحلة الأولى في المحور السياسيـ سرعة إصدار قانون الإدارة المحلية الجديد.
ـ ضرورة تفصيل اختصاصات المجالس الشعبية المحلية، مع ضمان تمثيل المرأة والشباب، بالإضافة إلى ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية.
ـ ضرورة إعطاء المجالس الشعبية المحلية آليات وتدابير، تتيح إشراك المواطنين في التخطيط وإدارة المشروعات والمرافق المحلية.
- تشجيع التوأمة بين الجامعات المصرية ومراكز البحوث المصرية ونظيراتها الأجنبية، بهدف تعزيز التعاون العلمي.
- وضع ضوابط تضمن التوازن بين الحاجة للتمويل المطلوب وحيادية جهات التمويل، مع ضمان استقلالية مخرجات البحث الممول.
- إصدار قانون موحد للعمل التعاوني، الذي يساهم في تنظيم العمل التعاوني في مصر.
أهم مخرجات المرحلة الأولى في المحور الاقتصاديـ سرعة فض الاشتباك بين الأراضي المخصصة للنشاط الصناعي والمشتركة مع هيئات المجتمعات العمرانية الجديدة.
ـ تحديث الأنشطة المستهدفة ومراجعة الفجوة التصديرية بعد كل تغير في سعر صرف.
ـ سرعة حل المعوقات لكارت الفلاح.
ـ إنشاء «هيئة الاستثمار، هيئة التنمية الصناعية، جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كل جهة معني» منصة إتاحة المعلومات لربط أصحاب الأعمال وما تتطلبه استثماراتهم من احتياجات.
أهم مخرجات المرحلة الأولى في المحور المجتمعيـ تأسيس إطار تنظيمي للوزارات والجهات المعنية بقضية الهوية الوطنية وترسيخها.
أهم مخرجات المرحلة الأولى في المحور المجتمعيـ تأسيس إطار تنظيمي للوزارات والجهات المعنية بقضية الهوية الوطنية وترسيخها.
ـ وضع وتنفيذ استراتيجية للحفاظ على الهوية وتشكيل الوعي وفق خطط تنمية ثقافية عادلة، يتم الاتفاق عليها تحت قيادة سياسية وثقافية وفكرية جامعة.
ـ تدريس مواد جديدة مثل ريادة الأعمال والتفكير الإبداعي ونماذج المحاكاة وممارسة الأنشطة من اللاصيفية خلال مرحلة التعليم الابتدائي.
ـ التوسع في التعريف بثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الشباب والنشء على فهمها وتطبيقها من خلال المدارس ومراكز الشباب ووسائل الإعلام المختلفة.
توصيات دخلت حيز التنفيذ في برنامج الحكومة- إصدار قانون إنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار لوضع السياسات التعليمية الموحدة.
ـ تعيين وزير للاستثمار.
ـ توسيع قاعدة المنتفعين من منظومة التأمين الصحي الشامل وإضافة فئات جديدة.
ـ تعديل قانون الإيجارات الذي صدر منذ 35 عامًا وإضافة النواب.
ـ العمل على وضع إطار متكامل لدعم المزارعين والالتزام بالممارسات الزراعية.
ـ تعزيز الأنشطة الفنية التي تستوجب شراكة وطنية تفاعلية بين وزارتي التربية والتعليم والثقافة.
ـ زيادة الدعم الاجتماعي وتحسين مستوى المعيشة، خاصة في الوجه القبلي والمحافظات الحدودية.
ـ الإسراع في إصدار قانون التأمين الموحد.
ـ وضع إطار استراتيجي للحفاظ على الموارد المائية ذات الأفق التفاعلي وخطة متدرجة لتحقيق ذلك.
ـ توحيد مظلة الحماية الاجتماعية القائمة على بيانات ومعلومات موحدة، عن طريق دمج وتحليل مصادر البيانات والمعلومات في وحدة واحدة حتى يتسنى وضع برامج الحماية المناسبة واتخاذ القرار المناسب.
ـ النظر في تطوير الخريطة الاستثمارية وطرحها بشكل واضح ومبسط وتحديثها بشكل دوري متضمنة دراسات جدوى متخصصة متى كانت متوفرة.
ـ ضرورة إنشاء قاعدة بيانات موحدة لجميع الشركات العاملة في مجال ريادة الأعمال لسهولة التعامل معها.
ـ الإسراع في تقديم رخصة البنوك الرقمية وخاصة المختصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة.
ـ جاري التنسيق حاليًا مع البنك المركزي بشأن إمكانية إيجاد آليه مناسبة لتقديم رخصة البنوك الرقمية الداعمة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ـ إنشاء صندوق استثماري لدعم تمويل الشركات الناشئة؛ حيث تضم خطة تنفيذ برنامج عمل الحكومة المصرية 2024ـ 2027 إنشاء صندوق فرعي من الصندوق السيادي للاستثمار في الشركات الناشئة، كما أنه جاري التنسيق حاليا مع الصندوق السيادي المصري لموافاتنا بتصور ورؤية متكاملة حول كيفية إنشاء الصندوق.
ـ النظر في مراجعة الأكواد الصناعية وخاصة أكواد الحماية المدنية بما يتناسب مع حجم المصانع وتشغيلها ودون تحميل المصانع باشتراط أكبر من التي تحقق معدلات الأمان لها.