شفق نيوز:
2025-05-01@03:39:03 GMT

الاطاحة بشبكة سماسرة تستغل المرضى في بابل

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

الاطاحة بشبكة سماسرة تستغل المرضى في بابل

الاطاحة بشبكة سماسرة تستغل المرضى في بابل.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي شرطة بابل شبكة اجرامية

إقرأ أيضاً:

مرضى يراقبون أنفاسهم ومستشفيات تئن عجزًا

على كرسي منبعج داخل قسم غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي، يجلس حسين أحمد الحساينة، رجل تجاوز السبعين من عمره، ينظر في الفراغ بعينين فقدتا بريقهما منذ زمن. نجا حسين من مجزرة دار أبو شريعة والحساينة في حي الصبرة، لكنه خسر فيها أكثر مما يمكن للغة أن تحصيه. «مات 137 ونجوت أنا. الله نظر لي بعين الرحمة»، قالها ودمعة ثقيلة انسابت على خده الأيمن.

قُطعت قدمه في المجزرة، ولم تزل آثار الجراح تخطّ مسارها فوق جسده الواهن. يعاني من داء السكري وضغط الدم، ويحتاج إلى غسيل كلى دوري.

يقول لـ«عُمان»: «يجيبوني مرة في نص الليل، مرة في الفجر. تعبان جدا»، قبل أن يضيف بأن طلباته المتكررة للسفر والعلاج خارج القطاع لم تلقَ استجابة رغم تقديمه أكثر من خمسة نماذج.

اليوم، يقف حسين لساعات طويلة في طابور الانتظار بمستشفى الشفاء، أمله بغسل كليتيه مرّتان في الأسبوع لم يعد مضمونًا. «أنا واقف من الصبح، ودخلت على الظهر، ولسه دوري مجاش، والله تعبت نفسيًا». حمل جسده المثقل بدعامات القلب وأحمال الألم إلى المشفى بعد أن استدان أجرة الطريق، ستون شيكلًا للذهاب ومثلها للعودة.

لكن أوجاع حسين لا تقتصر على الجسد. النظر الذي خفت، والقلب العليل، كلاهما يعكسان ما هو أعمق: انهيار الكرامة في حضرة العجز الدولي والعالمي. يسأل بمرارة: "من وين أجيب كل هذه المصاري؟!»، وكأنه يسأل غزة كلها.

في حديثه تتكثف مأساة آلاف المرضى، وتتكشف فصول الحصار بأبشع وجوهه. في غزة، لا أحد ينجو حقًا، حتى الناجون يتيهون في دروب الموت المؤجل.

أزمةٌ صحية تتفاقم

منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تعيش المنظومة الصحية حالة انهيار متكاملة الأركان. فالمستشفيات تعمل بنصف طاقتها إن لم تكن أقل، والمخزون الدوائي شارف على النفاد، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المرضى.

بحسب وزارة الصحة، فإن أكثر من مئة ألف مريض بارتفاع ضغط الدم وثمانين ألف مريض بالسكري في قطاع غزة، محرومون اليوم من أبسط حقوقهم العلاجية. ومع تواصل القصف وإغلاق المعابر، تبدو الاستجابة الدولية خجولة، وكأن العالم سلّم بأن غزة لا تستحق الحياة.في ظل هذا الواقع، تبدو مشاهد المرضى وهم ينتظرون في طوابير طويلة داخل مستشفيات مدمّرة، انعكاسًا فجًا لعجز المجتمع الدولي عن حماية أبسط الحقوق الإنسانية.

في حي الشجاعية، يروي الشاب فتحي يعقوب مشهدًا لن يغادر ذاكرته ما دام حيًّا: «الأم كانت تنزف، توفيت مباشرة. الابن رجله بُترت، وكانوا يحاولوا يعالجوه، لكن مقدروش. استشهد في نفس اللحظة وهم يعالجوه».

الدماء التي غطّت الأرض، وصراخ الأب المكلوم، وارتباك الطواقم الطبية وهم يواجهون ما يفوق قدراتهم، كلها صور تعود لفتحي كل ليلة، تخنقه حتى في أحلامه.

«المستشفى كان مزدحم، وكل دقيقة يدخل مصاب جديد، ما في أجهزة كافية ولا أطباء. كأنك في ساحة حرب مش مستشفى»، يقول فتحي. ثم يصمت لثوانٍ قبل أن يضيف: «كان في طفل رضيع نايم على الأرض، بدون سرير، بدون أي شيء».

فتح قلبه الممزق وقال: «إحنا مش أرقام. إحنا بشر. كل واحد فينا إله اسم، إله أهل، إله حلم. بس هون، حتى الحلم بيندفن قبل صاحبه». فتحي لا ينسى كيف حمل شقيقه الممزق، وركض به على الأقدام بعد أن تعطلت سيارة الإسعاف في منتصف الطريق بسبب القصف.

المستشفيات تحت النار

في مستشفى العودة شمال القطاع، لا تتوقف صافرات الخطر. الممرض خالد حمد يرفع صوته مستغيثًا: «العدو الصهيوني يستبيح حرمة المستشفيات، التي هي أصلًا محمية بموجب القانون الدولي». يتحدث خالد بحنجرة ملتهبة من الألم، يناشد خلال حديثه منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بحماية المستشفى: «الاحتلال يقصفها بلا رحمة. المستشفيات لا تستخدم إلا لأغراض طبية، فأين الإنسانية؟».

في مشهد عبثي، يعمل الطاقم الطبي تحت النار، بينما الأسقف تهتز، والجدران تتشقق، والمرضى بين الحياة والموت. المستشفيات التي كانت يومًا ملاذًا، تحوّلت إلى أهدافٍ مباشرة في قائمة الجيش الإسرائيلي.

يقول الدكتور غازي اليازجي، رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع الشفاء الطبي: «يوجد لدينا 250 مريض غسيل كلى يعانون من قصور كلوي مزمن من الدرجة الخامسة. المفروض المريض يغسل ثلاث جلسات في الأسبوع، لكن إحنا مضطرين نقللها لجلستين وكل جلسة 3 ساعات فقط».

هذا النقص يؤثر سلبًا على فعالية العلاج. يضيف: «كفاءة الغسيل مش هي المطلوبة، وهذا بيؤدي لمضاعفات قد تصل للوفاة»، ويحذّر غازي. ويناشد المؤسسات الدولية: «وفروا لنا أجهزة الغسيل، الأدوية، والمستهلكات. الوضع صعب وكارثي».

الكارثة ليست في الأرقام فقط، بل في الوجوه الشاحبة، في التعب الذي يسكن العيون، وفي الخوف من أن تكون هذه الجلسة الأخيرة.

منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، يرفع صوته من تحت الركام، يقول: «خدمة السرطان وأمراض الدم؟ أكثر من 54% من أدويتها غير متوفرة. غسيل الكلى؟ 25% من أدوية الخدمة مفقودة».

في حديثه، تبدو وزارة الصحة كمن يقاتل بلا ذخيرة. يتابع البرش : «هذه قائمة تطول. كل يوم خدمة جديدة تتوقف. كل يوم مريض جديد يُحكم عليه بالموت البطيء».

البرش لا يكتفي بسرد الأرقام، بل يوجه نداء إنسانيًا: «نحتاج لفتح المعابر فورًا، نحتاج لدخول الشاحنات الطبية، نحتاج لوقف القصف عن المستشفيات». في صوته، غضب مكبوت وحزن دفين، كأن غزة كلها تتحدث على لسانه.

ويختم بقوله: «لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد المرضى يحتضرون أمام أعيننا. ما يحدث ليس فقط أزمة صحية، بل جريمة إبادة ممنهجة».ما بين حسين الحساينة وفتحي يعقوب، ومنير البرش وخالد حمد، تتداخل الحكايات والدموع، لتشكّل لوحة سوداء لواقع صحي مروّع. مستشفيات تُقصف، وأدوية تنفد، وأرواح تتبخر قبل أن تجد علاجًا.

غزة، التي تئن تحت حصار لم يعرف الرحمة، تواجه اليوم إبادة صحية إلى جانب الإبادة العسكرية. ومثل كل تقارير الحرب، يظل السؤال معلقًا: «إلى متى؟».

مقالات مشابهة

  • محللون سياسيون: إسرائيل تستغل الدروز لتنفيذ مشروع توسعي بالمنطقة
  • مرضى يراقبون أنفاسهم ومستشفيات تئن عجزًا
  • المعلومات من بابل والتنفيذ في نينوى.. صفعة جديدة لتجار المخدرات
  • الرافدين: اطلاق رواتب المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية لشهر أيار
  • منخفض خماسيني يصل العراق غداً وتحذير للمسافرين وبعض المرضى
  • بابل.. المستشفى البيطري يكثف جهوده المجانية لمكافحة الحمى النزفية (صور)
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • دولة القانون: 80% من موارد الدولة تستغل بالدعاية الانتخابية
  • أمجد الشوا: إسرائيل تستغل العجز الدولي في تضييق الخناق على سكان قطاع غزة
  • وهران: الايقاع بشبكة منظمة للاتجار بالمخدرات وحجز أكثر من 3 كلغ كيف