بوابة الفجر:
2024-11-19@16:42:29 GMT

أحمد ياسر يكتب: الوحدة الفلسطينية في ظل الغرب

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

على الرغم من دعوات إسرائيل والغرب إلى "إصلاح قيادة منظمة التحرير الفلسطينية"، فإن أغلب الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية يواصلون دعم هجوم حماس، حتى مع المخاطرة بحياتهم.

خيارهم الأول هو السلام.. ولكن في ضوء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة، وجهودها الفعلية لضم الضفة الغربية، فإنهم يعتقدون أن الكفاح المسلح وحده هو القادر على إنقاذهم من عمليات الطرد والتطهير العرقي، وهو ما يتعهد به بعض أعضاء حكومة نتنياهو ويمينها المتطرف بشكل شبه يومي.

في منافسة رئاسية افتراضية في وقت سابق بين عبد الله البرغوثي ومحمود عباس من فتح، والزعيم السياسي الراحل لحماس إسماعيل هنية، أشارت استطلاعات الرأي الفلسطينية الأخيرة، أن الفلسطينيين يؤيدون البرغوثي  بنسبة (40%)، بهامش واسع، ضد إسماعيل هنية زعيم حماس بنسبة (23%)، في حين يُنظَر إلى عباس المريض الذي يبلغ من العمر 90 عامًا بنسبة (8%) باعتباره متنازلًا… على النقيض من ذلك، تفضل الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو قادة السلطة الفلسطينية الأقل استقلالية والموالين للغرب والذين هم أكثر "ليونة"، مثل زعيم المعارضة الفنزويلية  خوان غوايدوس ​​ذو الخصائص الفلسطينية.
البرغوثي مسجون، عباس البالغ من العمر 90 عاما في طريقه للخروج، ومن هنا ربما اغتيال إسرائيل لهنية، بمثابة ضربة قاسية لأي محاولة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، ومن خلال قتل الزعيم السياسي العملي لحركة حماس، فإن حكومة نتنياهو أيضًا جعلت أي احتمال لوقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة بكثير، منذ أن وقع اغتيال هنية في إيران، فإنه يمهد الطريق لتصعيد إقليمي، مرة أخرى منذ الغارة الجوية في أبريل على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.

وبما أن عملية القتل هذه وقعت وسط حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، فيبدو أن المقصود منها تقويض التنمية السلمية في إيران ــ وهو الاحتمال الذي ما دام تقاسمته حكومة نتنياهو مع المحافظين الجدد في واشنطن.

وفي المستقبل المنظور، فإن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية أمر بالغ الأهمية، وبعد محو غزة، عليها أن تجمع أشلاء الركام والخراب، وتدير شؤون الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف لإجراء الانتخابات.

ولكن.. هل يمكن للاتفاق بين فتح وحماس أن ينتصر؟

توقع المتشككون أن يقتل الغرب أي جهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، كما فعل منذ بداية عملية السلام في التسعينيات، ولكن العكس ممكن أيضا، ومن الممكن أن يؤدي مقتل هنية إلى توحيد الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني بطريقة غير متوقعة.

صفقة كبرى جديدة ولكن قطع الدومينو قديمة

تجري إدارة بايدن منذ عامين محادثات مع القادة السعوديين لحث الرياض على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، انضمت المملكة العربية السعودية إلى تحالف البريكس، ولا تزال واحدة من أكبر موردي النفط للصين وتبيع النفط بعملات متعددة، لكنها أيضًا ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، و75% من تلك الأسلحة تأتي من الولايات المتحدة.

وتتفاوض الرياض على اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة، على غرار اتفاقية الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة واليابان، بينما تسعى إلى التعاون في برنامج نووي مدني، وقد سبقتها معاهدات السلام الإسرائيلية مع مصر (1979) والأردن (1994)، واتفاقيات أوسلو مع السلطة الفلسطينية (1993-1995)، وتستند الصفقة الكبرى إلى اتفاقيات إبراهم (2020-2021) بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وبعد ذلك مع المغرب والسودان، على التوالي.

ومع ذلك، بعد 7 أكتوبر2023، لم يعد من الممكن تهميش الفلسطينيين باسم "التطبيع"، وهو ما تفضله حكومة نتنياهو، بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر الإبادة الجماعية في غزة بمثابة "إلهاء"، الهدف الحقيقي من الصفقة الكبرى هو تهميش الصين في الشرق الأوسط، وكما حدث في جنوب شرق آسيا وقبل عقدين من الزمن في العراق، ينظر البيت الأبيض إلى كل منطقة على أنها قطعة من قطع الدومينو، تولي الأكبر والباقي سوف يقع في الطابور، وفي كل حالة، أدت هذه المغالطة إلى كارثة.

والأسوأ من ذلك أن الإدارة الأمريكية تريد استغلال الاتفاق السعودي لتقويض آفاق السلام والتنمية في الشرق الأوسط، وتسعى إلى الحد من تعاون الرياض مع بكين، في التجارة والتكنولوجيا والمسائل العسكرية، وتصر على أن السعوديين سيتاجرون بالنفط، بدلًا من العملات المحلية، مثل اليوان الصيني، ويريد البيت الأبيض أيضًا تعطيل تجارة التكنولوجيا الإسرائيلية مع بكين والاستثمارات الصينية في إسرائيل.


منذ عام 1945، اعتمدت واشنطن على سجل مظلم من تغيير الأنظمة وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين، أصبحت جهودها في التدخلات الخارجية تغطي كل دول المنطقة تقريبًا، وكانت النتائج كارثية، بدءًا من حروب ما بعد 11 سبتمبر التي كلفت أكثر من 8 تريليونات دولار وحياة أكثر من مليون شخص، وصولًا إلى حرب غزة التي كانت الولايات المتحدة متواطئة فيها في فظائع الإبادة الجماعية، بسبب المساعدات والتمويل العسكري.

على النقيض من ذلك، يعتمد نهج الصين على السلام والاستقرار والتنمية، كما يتجلى في اتفاق السلام الذي توسطت فيه الصين، بين المنافسين الإقليميين منذ فترة طويلة المملكة العربية السعودية وإيران، في العام الماضي وتشكل الوساطة الناجحة بين فتح وحماس مثالًا آخر على التوجه الصيني.

وفي الأشهر الأخيرة، كثف المسؤولون الصينيون جهودهم للدفاع عن الفلسطينيين في المنتديات الدولية، ودعوا إلى عقد مؤتمر سلام إسرائيلي-فلسطيني واسع النطاق ووضع جدول زمني لتنفيذ حل الدولتين.

واعتقد أن البديل قاتل… إما التصعيد الإقليمي لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل من غزة والضفة الغربية إلى حزب الله في جنوب لبنان، أو المواجهة القاتلة مع إيران… هذه هي الأهداف المظلمة التي تلوح في الأفق وراء اغتيال هنية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 اخبار فلسطين غزة اسماعيل هنية حماس الصين النفط دونالد ترامب جو بايدن حزب الله أخبار مصر الاقتصاد حرب غزة ايران الولایات المتحدة حکومة نتنیاهو فی غزة

إقرأ أيضاً:

أحمد عبد القوي يكتب: سيارات الغد.. كيف تغير التكنولوجيا الكهربائية قواعد اللعبة؟

تتجه صناعة السيارات العالمية نحو التحول إلى التكنولوجيا الكهربائية بشكل متزايد، مما يعني أن الشركات تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياتها وتبني نماذج جديدة.

وتتبنى شركات السيارات التكنولوجيا الكهربائية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة. أولاً، تقوم الشركات بتطوير شراكات مع شركات تكنولوجيا متخصصة لتعزيز قدراتها في إنتاج البطاريات ومكونات السيارات الكهربائية، كما أن بعض الشركات، قد أطلقت خطوط إنتاج جديدة مخصصة للسيارات الكهربائية، مما يعكس التزامها بتوسيع محفظتها، بالإضافة إلى ذلك، تستثمر شركات السيارات في البحث والتطوير لتحسين كفاءة البطاريات وزيادة مدى القيادة، مما يجعل السيارات الكهربائية أكثر جذبًا للمستهلكين.

رغم الفوائد العديدة، تواجه الشركات تحديات متعددة في التحول إلى السيارات الكهربائية، من أبرز هذه التحديات هو نقص البنية التحتية للشحن، حيث لا تزال محطات الشحن الكهربائية غير منتشرة بشكل كافٍ في العديد من الأسواق، كما أن التكلفة العالية للسيارات الكهربائية، مقارنة بالسيارات التقليدية، قد تشكل عائقًا أمام المستهلكين، علاوة على ذلك، تحتاج الشركات إلى إدارة سلسلة التوريد الخاصة بها بفعالية لضمان توفر المكونات الأساسية مثل البطاريات، والتي تعاني من نقص عالمي.

وتعتبر السيارات الكهربائية خيارًا مستدامًا يسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل انبعاثات الكربون. فعند استخدام الطاقة المتجددة لشحن هذه السيارات، يمكن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في مكافحة التغير المناخي.

. من الناحية الاقتصادية، فإن التحول إلى السيارات الكهربائية يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات التصنيع والصيانة وتطوير البنية التحتية. كما أن تقليل تكاليف التشغيل المرتبطة بالوقود التقليدي يمكن أن يوفر فوائد مالية للمستهلكين على المدى الطويل.

 يمثل التحول إلى السيارات الكهربائية تحديًا كبيرًا ولكنه أيضًا فرصة هائلة لصناعة السيارات لتعزيز استدامتها. من خلال تبني التكنولوجيا الكهربائية، يمكن للشركات ليس فقط تحسين منتجاتها، ولكن أيضًا المساهمة في بيئة أكثر صحة واقتصاد أكثر استدامة.. وللحديث بقية 

مقالات مشابهة

  • جمال الدويري يكتب .. النواب والحريات والزعبي
  • روسيا تعدّل عقيدتها النووية وتهدد الغرب
  • أحمد الليموني يكتب: لماذا الصين؟!
  • فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب
  • أحمد يحيى يكتب: 10 أعوام جريدة البوابة.. أصبح الإرهاب لا وجود له في مصر
  • أحمد الأشعل يكتب: العيد القومي للبترول "تاريخ مشرف ومستقبل واعد"
  • أسئلة الحرب وإجابات السلام
  • أحمد عبد القوي يكتب: سيارات الغد.. كيف تغير التكنولوجيا الكهربائية قواعد اللعبة؟
  • حسام زكي: القضية الفلسطينية هي الأولى والمركزية والمحورية للعرب
  • السفير حسام زكي: القضية الفلسطينية محورية ومحل توافق عربي