أولمبياد باريس: المنتخب المغربي يكتب التاريخ بتأهله إلى نصف النهائي بعد نصر عريض على الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
حجز المنتخب الوطني المغربي الأولمبي مقعدا له في نصف النهائي، لأول مرة في تاريخه، عقب الانتصار برباعية نظيفة على الولايات المتحدة الأمريكية، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة، على أرضية ملعب بارك دي برانس، بالعاصمة الفرنسية باريس، لحساب ربع نهائي الألعاب الأولمبية، المقامة حاليا في باريس، « صنف كرة القدم ».
وبدأ رفاق أشرف حكيمي المباراة في جولتها الأولى بعزيمة افتتاح التهديف مبكرا، لتسيير اللقاء بالطريقة التي يريدونها مع مرور الدقائق، في الوقت الذي اختار المنتخب الأمريكي الاعتماد على الهجمات المرتدة، لعل إحداها تباغث الحارس منير المحمدي، علما أن المغرب يبحث عن العبور إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخه، بينما تريد الولايات المتحدة الأمريكية التواجد في المربع الذهبي للمرة الثانية، بعد نسخة 2000 في سيدني.
واستمر المنتخب المغربي في مناوراته، إلى أن تمكن من افتتاح التهديف في الدقيقة 29 عن طريق اللاعب سفيان رحيمي من ضربة جزاء، ليجد بذلك لاعبو الولايات المتحدة الأمريكية أنفسهم مرغمين على الخروج من قوقعتهم الدفاعية، بحثا عن التعادل قبل نهاية الجولة الأولى، للعودة في أجواء اللقاء، بينما واصل رفاق أخوماش اندفاعهم، أملا في إضافة الهدف الثاني.
وحاول المنتخب الأمريكي الوصول إلى شباك منير المحمدي بشتى الطرق الممكنة، من خلال المحاولات التي أتيحت له، إلا أن قلة التركيز في اللمسة الأخيرة، بعد الوصول لمربع العمليات، سواء أثناء التسديد أو التمرير، حال دون تحقيق المبتغى، في الوقت الذي لم يفلح المغرب في زيارة مرمى باتريك شولت للمرة الثانية، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم أسود الأطلس بهدف نظيف على بلاد العم سام.
وسارت الجولة الثانية كسابقتها، اندفاع مغربي بحثا عن الهدف الثاني لتأمين النتيجة، والتأهل لقادم الأدوار، تجنبا لأية مفاجآت من الخصم مع مرور الدقائق، مقابل دفاع أمريكي، مع مواصلة الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي كادت إحداها أن تهدي التعادل لأمريكا عن طريق اللاعب باراديس، لولا التدخل الجيد للمدافع الواحيدي.
وفي الوقت الذي كان المنتخب الأمريكي يبحث عن التعادل، باغثه المنتخب المغربي بالثاني في الدقيقة 63 عن طريق اللاعب إلياس أخوماش، ليتكفل أشرف حكيمي بإضافة الهدف الثالث بعد سبع دقائق فقط، مقربا منتخب بلاده من بلوغ نصف النهائي لأول مرة في التاريخ، بحثا عن أول ميدالية أولمبية في صنف كرة القدم، في الوقت الذي لم يجد المنتخب الأمريكي الثغرة التي بإمكانها أن توصله لشباك منير المحمدي.
وتواصلت الأمور على ماهي عليه في الدقائق الأخيرة، هجمة هنا وهناك، بحثا عن الهدف الرابع من قبل المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، ولتسجيل الأول من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، دون أن يتمكن أحدا منهما من تحقيق مراده، وفي الوقت الذي كانت المباراة تتجه للنهاية، تمكن المهدي موهوب من إضافة الهدف الرابع من ضربة جزاء، لينتهي بذلك اللقاء بانتصار رفاق عبد الصمد الزلزولي برباعية نظيفة على أمريكا، حجزوا على إثرها مقعدا في نصف النهائي لأول مرة في التاريخ.
وسيواجه المنتخب الوطني المغربي الأولمبي في نصف نهائي الألعاب الأولمبية باريس 2024، المتأهل من مباراة اليابان وإسبانيا، التي ستجرى اليوم الجمعة، بداية من الساعة السادسة مساء، على أرضية ملعب غروباما ستاديوم، بمدينة ليون الفرنسية.
كلمات دلالية المنتخب الوطني المغربي الأولمبي منتخب إسبانيا منتخب الولايات المتحدة الأمريكية منتخب اليابانالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المنتخب الوطني المغربي الأولمبي منتخب إسبانيا منتخب الولايات المتحدة الأمريكية منتخب اليابان المنتخب الوطنی المغربی الأولمبی الولایات المتحدة الأمریکیة المنتخب الأمریکی فی الوقت الذی نصف النهائی لأول مرة فی بحثا عن
إقرأ أيضاً:
الإرهاب الأمريكي عبر التاريخ: وقائع وأحداث تاريخية
لطالما تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية المشهد العالمي كقوة عظمى، ولكن خلف شعارات الديمقراطية والحرية تكمن فصول من الإرهاب والوحشية والانتهاكات التي خلفت آثارًا دامية على الدول والشعوب. تبرز هذه الوحشية من خلال سياسات استعمارية واستغلال اقتصادي وحروب مدمرة، متجسدة في أحداث تاريخية لا يمكن تجاهلها.
1. إبادة السكان الأصليين :-
في بدايات تأسيس الولايات المتحدة، عانت الشعوب الأصلية (الهنود الحمر) من واحدة من أكبر حملات الإبادة الجماعية في التاريخ. تعرضت هذه المجتمعات إلى التطهير العرقي والتشريد القسري، بدءًا من مذبحة ووندد ني (1890)، حيث قُتل ما يزيد عن 300 من السكان الأصليين، بمن فيهم النساء والأطفال. كما تم استخدام الأمراض مثل الجدري كأسلحة بيولوجية للقضاء على هذه الشعوب.
2. العبودية والاستغلال العنصري :-
منذ القرن السابع عشر وحتى الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، قامت أمريكا بتأسيس نظام اقتصادي قائم على استعباد ملايين الأفارقة. نُقل هؤلاء العبيد عبر رحلات الأطلسي القاسية، ليتم استغلالهم في مزارع القطن والسكر تحت ظروف غير إنسانية. هذا الاستغلال لم ينتهِ بانتهاء الحرب الأهلية، بل استمر بطرق أخرى عبر قوانين جيم كرو والفصل العنصري في القرن العشرين.
3. حروب التوسع والاستعمار :-
خلال القرن التاسع عشر، تبنت أمريكا سياسة توسعية عُرفت بـ”القدر المتجلي”، حيث قامت بضم أراضٍ شاسعة مثل تكساس وكاليفورنيا بعد الحرب المكسيكية-الأمريكية (1846-1848). أسفرت هذه الحرب عن مقتل آلاف المكسيكيين واحتلال أكثر من نصف مساحة المكسيك التاريخية.
4. القصف النووي لليابان:-
في الحرب العالمية الثانية، ارتكبت أمريكا إحدى أكبر الجرائم الإنسانية في التاريخ الحديث بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية عام 1945. أودت هذه الهجمات بحياة ما يزيد عن 200 ألف شخص بين قتلى ومصابين، معظمهم من المدنيين. كانت هذه الجريمة مبررة بالنسبة للولايات المتحدة بأنها لإنهاء الحرب، لكنها أكدت استعدادها لاستخدام أسلحة الدمار الشامل لتحقيق أهدافها.
5. التدخلات العسكرية في فيتنام وكوريا:-
خلال الحرب الباردة، شنّت أمريكا حروبًا بالوكالة تحت شعار مكافحة الشيوعية. في حرب فيتنام (1955-1975)، استخدمت أمريكا أسلحة كيماوية مثل العامل البرتقالي، مما تسبب في تشوهات خلقية وأمراض مميتة للأجيال الفيتنامية. تسببت الحرب في مقتل ملايين المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية.
أما في الحرب الكورية (1950-1953)، فقد قامت القوات الأمريكية بقصف مكثف استهدف المدنيين والبنية التحتية، مما أدى إلى خسائر هائلة في الأرواح.
6. حروب الشرق الأوسط:-
منذ أواخر القرن العشرين وحتى اليوم، لعبت الولايات المتحدة دورًا مدمرًا في الشرق الأوسط، بدءًا من دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين إلى غزو العراق عام 2003. في العراق، دُمرت البلاد تحت ذرائع واهية مثل “أسلحة الدمار الشامل”، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف من العراقيين وتشريد الملايين.
كما شاركت أمريكا في دعم الحروب في أفغانستان واليمن، حيث ساهمت في مفاقمة الأزمات الإنسانية عبر ضربات الطائرات بدون طيار والدعم العسكري للتحالفات المتورطة.
وقد شاهد العالم أجمع مشاركتها المباشرة مع إسرائيل في العدوان الأخير على غزة ليكون شاهدا جديدا على إرهابها وتوحشها .
7. العقوبات السياسية والاقتصادية والحروب غير المباشرة:-
عبر التاريخ، استخدمت أمريكا العقوبات السياسية والاقتصادية كوسيلة لإخضاع الشعوب والدول. تعاني كوبا وإيران وفنزويلا من آثار هذه العقوبات التي استهدفت المواطنين قبل الحكومات، مما أدى إلى أزمات إنسانية واسعة النطاق.
ختاما؛ تاريخ الولايات المتحدة مليء بالأحداث التي تكشف عن وجهها الحقيقي كدولة لا تتردد في استخدام الوحشية لتحقيق مصالحها. من الإبادة الجماعية للسكان الأصليين إلى الحروب الدامية في الشرق الأوسط، يظل التاريخ شاهدًا على معاناة شعوب دفعت ثمن أطماع هذه القوة العظمى. بينما ترفع أمريكا شعارات الحرية والديمقراطية، فإن أفعالها تكشف واقعًا مغايرًا، حيث تتغلب المصالح على المبادئ، تاركة وراءها إرثًا من الألم والدمار.