الدوحة- على بعد أمتار من مسجد الإمام محمد عبد الوهاب في الدوحة يجلس رجل سبعيني بهدوء تحت شجرة محاذية لأسوار الجامع، ممسكا بيديه مصحفا، يردد آياته بصوت منخفض، تظهر عليه معالم التعب والإرهاق.

اقتربنا منه، واستأذنا في الجلوس بجانبه، وكان ما زال هناك وقت لصلاة الجنازة، حدثنا السبعيني عن صعوبة الدخول لحرم المسجد بسبب الحشود الكبيرة التي أتت منذ الصباح، في وداع جثمان الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

الشوارع المحيطة بمسجد الإمام محمد عبد الوهاب عجت بمئات المصلين (الجزيرة) جثمان يجمع الأمة

عجت الشوارع المحيطة بمسجد الإمام محمد عبد الوهاب بمئات المصلين الذين لم يجدوا بدا من الدخول للمسجد، فلا مكان يتسع لهم داخل الحرم الممتلئ بالمصلين، لتستظل رؤوس الكثيرين منهم تحت الشجر والجسور والأبنية في مشهد لم يألفه القطريون سابقا.

المثير في مشهد توافد الجماهير كان التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي الواضح على المصلين، فقد كان هناك قطريون وعرب وباكستانيون وأتراك وأوربيون، ومن أميركا ودول إسلامية عديدة، في مشهد يظهر مدى تأثير الشهيد.

وربما لم يدرك إسماعيل هنية الذي ناهز عمره 62 عاما، أن استشهاده سيجمع الأمة على جثمانه، ليدفن في قطر شهيدا وبطلا مناضلا في نظر العالم الحر، وجسرا تعبر من خلاله القضية الفلسطينية لمرحلة جديدة.

انتظر الجميع خروج الجثمان من المسجد لدفنه في مقبرة الإمام المؤسس في مدينة لوسيل، إلا أن إجراءات الدفن اقتصرت فقط على الدائرة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية.

علمت الناس بعدم إمكانية التوجه للمقبرة حرصا على مشاعر العائلة، فتجمهرت خارج المسجد وهتفت لإسماعيل هنية، فيما لم تكن دموع النساء وصرخاتهن بعيدة عن المشهد، فقد سُمعت جهشات البكاء برغم هتافات الرجال العالية.

مشاعر الحزن والفقد بدت واضحة على ملامح المصلين (الجزيرة) خسارة كبيرة

لم يتمالك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي محيي الدين القره داغي دموعه، وقال للجزيرة نت، وهو يرفع سبابته: "والله إنه ليوم عظيم"، ما ترونه أمامكم هو خير دليل بأن الأمة لم تمت، وأن الخير فيها حتى تبعث.

وأضاف أن إسماعيل هنية ينطبق عليه قول الله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وأيضا قوله "مِن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه فمِنهم مَن قضى نَحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلا".

وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للجزيرة نت عن "ضرورة تحرك القادة العرب الآن"، وأكد أن "فقدان القائد إسماعيل هنية يعد خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، ولكننا على يقين بأن تضحياته ونضاله ستظل خالدة في ذاكرتنا، رمزا للثورة والصمود".

وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن مخيم الشاطئ الذي ولد فيه في قطاع غزة، دفن هنية على أرض قطر، ليغدوا بحسب مؤيديه منارة وجذوة متقدة في إشعال روح المقاومة والنضال في نفوس الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة الذي يرى في شهدائه نماذج نبيلة لهم، وقدوة تزيدهم ثباتا وإيمانا بعدالة قضيتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسماعیل هنیة

إقرأ أيضاً:

حسن إسماعيل: زمزم

> ستظل الجريمة البشعة والنكراء التي ارتكبتها المليشيا في معسكر زمزم واحدة من أثقل دفاتر الحسابات التي ستنتظر المليشيا عاجلا كان ذلك أم آجلا
> وستظل احتفالاتنا بتحرير الخرطوم مؤجلة ومعلقة في فضاءات دارفور

> أما حمدوك وابراهيم الميرغني وبقية ( كامريرات ) عبد الرحيم دقلو فسيبيتون ليلتهم يبحثون عن عبارات يغطون بها الجريمة هناك… لن نندهش إذا خرج أحدهم يحدثنا عن دفن صُرة دولة ٥٦ هناك ولهذا استهدفوا المعسكر أو لعلهم استوثقوا أن مكتب الشيخ علي كرتي في قلب المعسكر أو لعل حمدوك سيغالط الجغرافيا والتنمية والاقتصاد ليحدث الناس أن معسكر زمزم هو المركز الذي يجب محاربته من قبل كل أدعياء الهامش
> يا للعار
حسن إسماعيل
## زمزم ياجيش##
١٢/ ٤/ ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عربي21 تنشر التفاصيل الكاملة للمقترح الأخير الذي قدمته مصر لحماس (طالع)
  • الإسكندرية تودع النائب سعداوي راغب ضيف الله في صلاة الجنازة «فيديو»
  • إسرائيل تغلق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين وتفتحه للمستوطنين
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يزور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
  • مجلس الأمة يُشيد بخطاب رئيس الجمهورية في لقائه السنوي مع المتعاملين الإقتصادية
  • نائب رئيس حزب الأمة يعلن موقفه من الحكومة الموازية وشعار “لا للحرب” 
  • وكالة «قنا»: القمة القطرية المصرية بالدوحة تعكس مستوى التميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين
  • حسن إسماعيل: زمزم
  • مؤسسة حقوقية: استشهاد المعتقل الفلسطيني خليل هنية من غزة نتيجة التعذيب
  • سياسات ترمب تقطع التمويل .. قناة الحرة تودع جمهور الشرق الأوسط