من مسجد الإمام بالدوحة.. جموع غفيرة تودع هنية لمثواه الأخير
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
الدوحة- على بعد أمتار من مسجد الإمام محمد عبد الوهاب في الدوحة يجلس رجل سبعيني بهدوء تحت شجرة محاذية لأسوار الجامع، ممسكا بيديه مصحفا، يردد آياته بصوت منخفض، تظهر عليه معالم التعب والإرهاق.
اقتربنا منه، واستأذنا في الجلوس بجانبه، وكان ما زال هناك وقت لصلاة الجنازة، حدثنا السبعيني عن صعوبة الدخول لحرم المسجد بسبب الحشود الكبيرة التي أتت منذ الصباح، في وداع جثمان الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
عجت الشوارع المحيطة بمسجد الإمام محمد عبد الوهاب بمئات المصلين الذين لم يجدوا بدا من الدخول للمسجد، فلا مكان يتسع لهم داخل الحرم الممتلئ بالمصلين، لتستظل رؤوس الكثيرين منهم تحت الشجر والجسور والأبنية في مشهد لم يألفه القطريون سابقا.
المثير في مشهد توافد الجماهير كان التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي الواضح على المصلين، فقد كان هناك قطريون وعرب وباكستانيون وأتراك وأوربيون، ومن أميركا ودول إسلامية عديدة، في مشهد يظهر مدى تأثير الشهيد.
وربما لم يدرك إسماعيل هنية الذي ناهز عمره 62 عاما، أن استشهاده سيجمع الأمة على جثمانه، ليدفن في قطر شهيدا وبطلا مناضلا في نظر العالم الحر، وجسرا تعبر من خلاله القضية الفلسطينية لمرحلة جديدة.
انتظر الجميع خروج الجثمان من المسجد لدفنه في مقبرة الإمام المؤسس في مدينة لوسيل، إلا أن إجراءات الدفن اقتصرت فقط على الدائرة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية.
علمت الناس بعدم إمكانية التوجه للمقبرة حرصا على مشاعر العائلة، فتجمهرت خارج المسجد وهتفت لإسماعيل هنية، فيما لم تكن دموع النساء وصرخاتهن بعيدة عن المشهد، فقد سُمعت جهشات البكاء برغم هتافات الرجال العالية.
لم يتمالك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي محيي الدين القره داغي دموعه، وقال للجزيرة نت، وهو يرفع سبابته: "والله إنه ليوم عظيم"، ما ترونه أمامكم هو خير دليل بأن الأمة لم تمت، وأن الخير فيها حتى تبعث.
وأضاف أن إسماعيل هنية ينطبق عليه قول الله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وأيضا قوله "مِن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه فمِنهم مَن قضى نَحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلا".
وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للجزيرة نت عن "ضرورة تحرك القادة العرب الآن"، وأكد أن "فقدان القائد إسماعيل هنية يعد خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، ولكننا على يقين بأن تضحياته ونضاله ستظل خالدة في ذاكرتنا، رمزا للثورة والصمود".
وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن مخيم الشاطئ الذي ولد فيه في قطاع غزة، دفن هنية على أرض قطر، ليغدوا بحسب مؤيديه منارة وجذوة متقدة في إشعال روح المقاومة والنضال في نفوس الأمة الإسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة الذي يرى في شهدائه نماذج نبيلة لهم، وقدوة تزيدهم ثباتا وإيمانا بعدالة قضيتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسماعیل هنیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يطمئن على صحة وزير الإعلام إثر الحادث المروري الذي تعرض له
يمانيون/ صنعاء اطمأن رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، على صحة وزير الإعلام هاشم شرف الدين، الذي يتلقى العلاج حاليا في أحد المستشفيات في العاصمة صنعاء، إثر تعرضه لحادث مروري.
واستمع رئيس مجلس الوزراء أثناء الزيارة ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم، إلى إيضاح من الأطباء عن الحالة الصحة للوزير شرف الدين، الذين أكدوا استقرار حالته الصحية بعد إجراء التدخلات الطبية والعلاجية الاسعافية والاعتيادية اللازمة.
وعبر الرهوي، عن الارتياح لاستقرار الوضع الصحي لوزير الإعلام.. سائلا الله العلي القدير أن يُمن بالشفاء التام على الوزير، وأن يغادر المستشفى وهو في أتم الصحة والعافية، ليواصل قيادته المتميزة للوزارة ومختلف المؤسسات التابعة لها.
بدوره عبر الوزير شرف الدين، عن الشكر لرئيس مجلس الوزراء والوزير قحيم على هذه الزيارة.. مبتهلا إلى المولى سبحانه وتعالى أن يديم عليهما الصحة والعافية وأن يجنبهما كل شر ومكروه.