الآلاف يشيعون هنية قبل مواراته الثرى في قطر
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
أقيمت الصلاة على جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة الجمعة حيث شارك الآلاف في تشييعه، قبل نقله إلى مثواه الأخير في شمال العاصمة، عقب اغتياله في طهران بضربة ن سبت إلى إسرائيل وأثارت مخاوف متزايدة من صراع إقليمي أوسع.
وتوافد المشيعون لإقامة صلاة الجنازة داخل المسجد، فيما صلى آخرون على السجاد المفروش خارجه، في ظل 44 درجة مئوية.
وبعد الصلاة، بحضور الرجل الثاني في الحركة خليل الحية، حمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف قبل نقله إلى مقبرة لوسيل ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقر إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس.
وكان من بين الحاضرين الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي قال في ختام المراسم إن هنية « خدم قضيته وشعبه وق دسه … خدمها مجاهدا وخدمها داعية حافظا للقرآن، وخدمها رئيسا للوزراء ».
وأضاف « كان وسط شعبه لا يتخلف عنهم، لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم ».
انتهت المراسم بهتافات غاضبة، حيث حمل عشرات الشبان الغاضبين أحد المصلين الذي بترت ذراعه وساقه، و لف بالعلم الفلسطيني، أثناء خروجهم من المسجد.
وقال طاهر عادل، وهو طالب أردني يبلغ من العمر 25 عاما ويقيم في الدوحة، لوكالة فرانس برس خلال المراسم، « كان (هنية) رمزا وزعيما للمقاومة… الناس غاضبون ».
تستضيف قطر المكتب السياسي لحماس منذ العام 2012، بعدما أغلقت الحركة مكتبها في دمشق.
نقل جثمان هنية إلى الدوحة عصر الخميس من طهران حيث اغتيل مع مرافقه الشخصي في مكان إقامته في العاصمة الإيرانية.
وقال أحمد محمود، وهو قطري يبلغ من العمر 48 عاما ، لفرانس برس خلال الجنازة « إسماعيل هنية رمز لكل المسلمين. يتعين على إيران تقييم القرار ويجب أن يكون هناك رد فعل. ويجب أن تعلم إسرائيل أننا سندافع عن أنفسنا ».
صباح الخميس، شاركت حشود ضخمة في مراسم شعبية لتشييعه في العاصمة الإيرانية، حيث أم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المصل ين في جنازة هنية في جامعة طهران، وحمل المشي عون صور رئيس المكتب السياسي لحماس وأعلاما فلسطينية.
– شخصيات عربية وإسلامية –
شارك في جنازة هنية في الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إضافة إلى شخصيات دبلوماسية من خارج البلاد.
أعلنت إيران إرسال نائب الرئيس محمد رضا عارف. فيما أعلنت الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان وصل إلى الدوحة لحضور الجنازة و »نقل تعازيه إلى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة »، بحسب مصادر دبلوماسية تركية.
وصل المعزون قبل ساعات من الصلاة عليه إلى أكبر مساجد الدوحة، والتف معظمهم بأوشحة تحمل العلم الفلسطيني أو الكوفية الفلسطينية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وانتشرت شرطة المرور وقوات الأمن الداخلي على كل الطرق المؤدية إلى المسجد، واصطف رجال الشرطة على طول حواجز الطرقات السريعة المجاورة.
اغتيل قائد حماس بعد ساعات فقط من قيام إسرائيل باغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، في ضربة زادت المخاوف من توسع النزاع الدائر منذ نحو عشرة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان تبادلا للقصف بصورة شبه يومية مع حزب الله منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وتوعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الخميس إسرائيل بأن عليها انتظار « الرد الآتي حتما « .
ولاحقا خلال الليل، أعلن حزب الله أنه أطلق « عشرات » الصواريخ على شمال إسرائيل ردا على مقتل اربعة نازحين سوريين بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان ، في أول هجوم للحزب منذ مقتل شكر مساء الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي بعدها إن طائراته أغارت على « الموقع الذي أطلقت منه المقذوفات في منطقة ياطر » في جنوب لبنان، كما قصفت مدفعيته أهدافا في قريتي رميش ورامية.
وتعد عمليتا اغتيال هنية وشكر التطو ر الأكبر في سلسلة من الأحداث أشعلت التوترات الإقليمية على خلفية حرب غزة واستنفرت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وتوعد خامنئي إثر اغتيال هنية بإنزال « أشد العقاب » بإسرائيل، معتبرا أن « من واجبنا الثأر لدماء » هنية.
وكان هنية في طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء. وبينما حم لت إيران إسرائيل مسؤولية الاغتيال، رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على مقتله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه أن الضربة الوحيدة التي نفذت في تلك الليلة في الشرق الأوسط هي التي استهدفت فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
وذكرت صحيفة « نيويورك تايمز » نقلا عن مسؤولين في الشرق الأوسط أن هنية قتل بعبوة ناسفة زرعت قبل عدة أسابيع في دار ضيافة في طهران.
غير أن وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية فارس اتهمت « نيويورك تايمز » ووسائل إعلام دولية أخرى بترويج روايات « كاذبة ».
وأضافت أن « نيويورك تايمز تكذب بشأن اغتيال هنية … إن وسائل الإعلام التابعة للصهيونية العالمية تروج لهذه الكذبة حول طريقة اغتيال هنية لتجنب عواقب هذا الإجراء (على إسرائيل). وتحاول تبرئة النظام الصهيوني من جريمة انتهاك سيادة إيران الإقليمية ».
وأكدت أن « نتائج التحقيق الذي أجراه الخبراء تظهر أن إسماعيل هنية قتل بقذيفة ولا يمكن إنكار دور النظام الصهيوني في ذلك ».
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال مكالمة هاتفية الخميس « التزام » الولايات المت حدة أمن الدولة العبرية في مواجهة « أي تهديدات من إيران »، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
كما أعرب بايدن للصحافيين عن « قلقه الشديد » إزاء التصعيد في المنطقة مضيفا أن عمليتي الاغتيال « لم تساعدا » في خفض التوتر.
من جانبها، دعت فرنسا الجمعة رعاياها « الذين لا يزالوا في إيران » إلى مغادرة البلد « في أقرب وقت » بسبب « تزايد » خطر حدوث تصعيد عسكري. كما عززت الأمن في المناطق التي يقطنها يهود فرنسيون.
ودعت حماس إلى « يوم غضب » شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنا مع تشييع هنية.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان الخميس « يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، ويا جماهير أمتنا العربية والإسلامية: ندعوكم … لأداء صلاة الغائب على روح القائد الشهيد اسماعيل هنية، غدا بعد صلاة الجمعة، في كل المساجد، وفاء له ولرسالته ولدماء الشهداء ».
وأضافت الحركة « ولتنطلق مسيرات الغضب الهادر من كل مسجد، تنديدا بجريمة الاغتيال الجبانة، وإدانة لتواصل حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ودفاعا عن أرضنا وقدسنا والمسجد الأقصى المبارك ».
وتعهد نتانياهو القضاء على حماس ردا على هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر والذي أشعل الحرب في غزة.
وأسفر هجوم حماس عن 1197 قتيلا ، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. كما خطف المهاجمون 251 شخصا ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم قتلوا.
وأد ى هنية دورا رئيسيا في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة عبر الوسطاء في قطر، التي قادت شهورا من المفاوضات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وقال هيو لوفات، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن مقتل هنية، على أقل تقدير، « سيعني أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل أصبح الآن خارج النقاش تماما « .
ودانت قطر اغتيال هنية ووصفته بأنه « جريمة شنيعة » و »تصعيد خطير ».
وشكك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في جدوى المفاوضات التي ترعاها الدوحة بين الدولتين.
وعلى منصة إكس كتب رئيس الوزراء الذي يقود جهود قطر للوساطة إن « نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟ ».
كلمات دلالية إسرائيل إيران حرب حماس غزة قطر هنيةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسرائيل إيران حرب حماس غزة قطر هنية المکتب السیاسی السیاسی لحماس اغتیال هنیة فی الدوحة هنیة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
"اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران
شهدت الأوساط الإسرائيلية، اليوم الخميس، 17 إبريل 2025، جدلا واسعا في أعقاب تسريب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريرًا يتحدث عن منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية الشهر المقبل.
واعتبرت أوساط أمنية وسياسية في تل أبيب أن الكشف عن الخطط الإسرائيلية قد يضر بتحركات تل أبيب لمواجهة "التهديد النووي الإيراني".
وأشارت تقديرات في إسرائيل إلى أن التسريب قد يكون خرج من مكتب نتنياهو نفسه، في محاولة لخلق انطباع بأنه كان على وشك تنفيذ ضربة حاسمة، لولا عرقلة خارجية، وذلك في ظل التأييد الواسع في إسرائيل للخيار العسكري في مواجهة النووي الإيراني؛ وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن "الجميع كان يعرف أن هناك استعدادًا لضربة، لكن نشر التفاصيل بهذا الشكل أمر غير مسبوق. نحن نستعد لكل السيناريوهات، بمعزل عن التسريبات".
ووفق التقرير، فإن إسرائيل كانت قد أعدّت خطة تشمل ضربات جوية مكثفة يتبعها إنزال بري لقوات كوماندوز لتدمير منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في عملية شبيهة بما نفذته في سورية العام الماضي. وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة أن الخطة طُرحت على الأميركيين، مع طلب بأن تتولى الطائرات الأميركية تنفيذ غارات موازية وتوفير الحماية الجوية لقوات النخبة.
اقرأ أيضا/ صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية
وقالت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق ما ورد في التقرير، أن "التقديرات العسكرية رجّحت أن العملية لن تكون جاهزة قبل تشرين الأول/ أكتوبر"، بينما "أصرّ نتنياهو على تنفيذها في أيار، رغم التحذيرات"، قبل أن يوقفها ترامب ويتجه للمفاوضات.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني إن "القيادة السياسية في إسرائيل لطالما أبقت الخيار العسكري على الطاولة، لكننا الآن تلقّينا فرملة حادة"، مشيرًا إلى أن "مدى تأثير إسرائيل على قرارات الإدارة الأميركية بات محدودًا جدًا".
ةفي الأوساط السياسية، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقترحتُ مهاجمة حقول النفط الإيرانية. تدمير صناعة النفط سيقوّض الاقتصاد الإيراني ويُسقط النظام في النهاية، لكن نتنياهو خاف وأوقف ذلك".
من جانبه، هاجم رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، ما وصفه بـ"إستراتيجية نتنياهو الخطابية"، ملمحا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو من سرّب المعلومات للصحيفة الأميركية للإيحاء بأنه كان يعتزم الذهاب إلى الخيار العسكري ومنع من ذلك.
وقال بينيت إن "مبدأ بيغن في المسألة النووية كان الهجوم والتدمير، كما جرى في العراق وسورية. أما مبدأ نتنياهو فهو التهديد، التهديد، التهديد... ثم تسريب أنه كان ينوي الهجوم لكنهم منعوه. هذه توجه خطير لا يجب أن ينفجر في وجوهنا. لن تكون هناك فرصة أخرى".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، علّق رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، على ما ورد في التقرير بالقول: "النظام الإيراني خبير في المماطلة. على إسرائيل أن تكون قادرة على الهجوم داخل إيران، ويجب علينا حشد الولايات المتحدة وتغيير وجه الشرق الأوسط".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن "الجميع كان يدرك أن هناك استعدادات لهجوم"، مشددًا على أن "النشر هذا الصباح استثنائي للغاية"، في إشارة إلى تقرير الصحيفة الأميركية، وأضاف "نحن نستعد لكل السيناريوهات في كل الأحوال. وهذا لا علاقة له بتسريب معين أو تقرير صحافي".
وعبّر مصادر عسكرية إسرائيلية عن استياء بالغ من توقيت وحجم التسريب، ورأت أنه "أضرّ بشكل كبير بقدرة إسرائيل على المناورة أمام واشنطن"، لا سيما أن التقرير كشف عن تفاصيل دقيقة حول نوعية المساعدات الأميركية العسكرية التي نُقلت مؤخرًا إلى الشرق الأوسط، والتي قد تكون جزءًا من الخطة المعدّة لمساندة إسرائيل في حال نشوب مواجهة مع إيران.
وقالت المصادر "ليس من الواضح ما هي التحركات أو النفوذ الذي تمتلكه إسرائيل على الإدارة الأميركية لتغيير القرار ودعم الهجوم على إيران، أو حتى تنفيذه بمساعدتها. ومن غير الواضح أيضًا ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للدفع نحو التوي لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يكون مفيدًا لإسرائيل".
وكانت الصحيفة الأميركية قد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي رفض مناقشة الملف الإيراني عبر الهاتف في اتصال أجراه نتنياهو مع ترامب في الثالث من نيسان/ أبريل، ودعاه إلى البيت الأبيض، حيث اتّضح لاحقًا أن اللقاء لم يكن مخصصًا لبحث الرسوم الجمركية كما أُعلن رسميًا، بل لمناقشة الخطة الهجومية على إيران، التي رفض ترامب أن يمنح الدعم الأميركي لتنفيذها.
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يُسابق الزمن لإقالة رئيس الشاباك قبل هذا الأمر صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأكثر قراءة المجلس الوطني يرحب بقرارات "اليونسكو" حول القضية الفلسطينية أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر الرئيس عباس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025