الخطيب: الذين لا يريدون المقاومة تخلفوا عن واجبهم
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة أن "لسنا ضد الكيانية الموضوعية وأن يكون لبنان بلدا واحدا يجمع المواطنة بين ابنائه الذين يتساوون في ما بينهم بالحقوق والواجبات، لا تفرق بينهم الطائفية ولا المذهبية، وإثارة العوامل السلبية بين ابناء البلد الواحد ودفعهم في كل فترة زمنية معينة الى الانتحار والتقاتل، بعض اللبنانيين لا يرضون ان نقاتل الاسرائيلي الذي يعتدي علينا، بينما هم مستعدون ليقاتلوننا للأسف، هؤلاء الذين ندعو لهم بالهداية هؤلاء يخطئون الطريق، هذه هي الطائفية، نحن لا نرضى بالكيانية الطائفية، نحن نرضى بالكيانية اللبنانية المواطنية بدولة المواطنة ولا نرضى بدولة المزارع والحصص".
ورأى الخطيب ان "الذي يقف اليوم حائلاً امام مشروع الدولة وبناء الدولة هم اصحاب المنافع من هذه الطائفية السياسية، الطوائف لها زعماء سياسيون، نحن الحمد لله رب العالمين زعماؤنا وقادتنا وعلماؤنا كلهم في خط واحد لا نريد الطائفية السياسية، نريد دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع اللبنانيين بالحقوق والواجبات، لكن هناك فئة من اللبنانيين تزرع الشقاق والنفاق بين اللبنانيين وتحرض على بعض اللبنانيين الذين يقومون كما تقوم المقاومة اليوم بواجب الدولة، الواجب كان على الدولة وعلى الشعب اللبناني كله ان يقف في مواجهة العدو الاسرائيلي وليس واجبنا، نحن ندفع الثمن عن كل لبنان نحن نقاتل دفاعاً وندافع عن سيادة كل لبنان، وهذا واجب اللبنانيين جميعاً، ولكن ما الذي ألجأنا الى ان نقدم ابناءنا وفلذات اكبادنا الى ان يستشهدوا في مواجهة هذا العدو الغادر؟ ما الذي دعانا الى ان يكون ابناؤنا حاملين اسلحتهم بأيديهم في مواجهة العدو الاسرائيلي ولا يتنعمون في وطنهم كما يتنعم سائر اللبنانيين. نحن نحب ابناءنا اكثر مما يحب الآخرون ابناءهم، نحن نريد ان يكون ابناؤنا في أفضل وضع ولكن نحن لنا كرامة".
واردف: "اللبنانيون الذين لا يريدون هذه المقاومة يعني فضلا عن انهم تخلفوا عن واجبهم، وان الدولة تخلفت عن واجبها، فضلاً عن ذلك اننا ندفع الثمن ثم نُتهم ويُتهم شهداؤنا بأنهم عملاء وبأنهم يدفعون الثمن الى ايران"، وسأل: "هل الاراضي الايرانية هي المحتلة ام الارضي اللبنانية محتلة؟ العدو يهدد جنوب لبنان ام يهدد ايران؟ يهدد ايران لانها تدعم لبنان او لأن لبنان هو الذي يقدم نفسه فداء لإيران؟ اي عقل هؤلاء يخاطبون؟ بأي عقلية يفكرون؟"، وقال: "لدي يقين بأن بعض القوى السياسية تفهم المشكلة تماماً كما هي ولكنها تتمسك بهذا الوضع وبهذا النهج وبهذه السياسة في مواجهة ان يكون هناك مقاومة، لأن مصالحهم حينئذ تتعطل، لانهم يرون في وجود العدو الاسرائلي القاتل الوحشي الى جانبهم لأنه يحمي وجودهم ويحمي مصالحهم الطائفية، المقاومة تقتل هذا المشروع وتنهيه، اما في الواقع الذين يتعرضون للخطر وللأذى وتتعرض مصالحهم للخطر هو هذا الوطن الذي هو لبنان كل لبنان وكل اللبنانيين من كل الطوائف. لذلك على هؤلاء ان يتراجعوا، وكل الحوارات التي يرفضونها أساساً وكل الدعوات وكل ما يمكن فعله من أجل ارجاعهم عن هذا الخطأ لن يفضي الى نتيجة. لكن خطابنا اليوم الى اللبنانيين الذين هم اخوة لنا، وهم شركاؤنا ومصيرهم ومصيرنا واحد، وعلى اللبنانيين جميعاً أن ان يخرجوا من تحت تأثير هذه القوى التي جربوها والتي خربت لبنان وادخلت اللبنانيين في عداء بين بعضهم البعض وفي حروب وأزمات متوالية".
وقال: "أيها اللبنانيون، نحن المواطنون البسطاء آن لنا أن نتعلم من كل هذه التجارب الماضية ونعلم أن الذي يشكل خطراً على لبنان وعلى المنطقة هو هذا العدو الإسرائيلي وأننا نحن لا نبتدئ بالقتال، نحن اُعتديَ علينا ورد الإعتداء نحن نُهدد قبل أن تقوم المقاومة بـ8 تشرين الاول مساندة لغزة، الإسرائيلي كان يهددنا بإرجاعنا إلى العصر الحجري، لذلك المواطنون اللبنانيون مدعوون هم إلى أن يعوا الى أن الانقسامات السياسية في لبنان ليست من أجل مصلحتهم وليس من أجل وجودهم وإنما من أجل مصلحة هؤلاء السياسيين فقط الذين يتاجرون بالمواطنين والأديان والمذاهب".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی مواجهة من أجل
إقرأ أيضاً:
لمن النصر اليوم!!
سؤال مُختلف عليه، من انتصر اليوم ؟ أهل غزة أم مقاومتها !! فأهل غزة تكبدوا خسائر فادحة فى النفس والمال، والمقاومة حاربت دون هوادة على مدار خمسة عشر شهرًا بشكل مباشر مع أحدث الأسلحة ليلًا ونهارًا، ورغم ذلك كبدت المقاومة العدو خسائر لم يتوقعها أحد رغم بساطة أسلحتها التى صنعتها بنفسها فى ظل الحصار، لأن هؤلاء المقاومين كانوا مؤمنين بأن الله مُتكفل بنصرهم، فهو القائل «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» هذا ما حدث بالفعل وشاهده العالم، رغم خسائرهم فى قيادتهم، إلا أنهم تماسكوا وأوقعوا خسائر بالعدو. والمتأمل للمشهد يجد أن النصر الأكبر بهؤلاء الناس الذين راهن عليهم العدو للضغط على رجال المقاومة ليطالبوهم بوقف الحرب والاستسلام حتى يتوقف نزيف الدم والنزوح والجوع والعطش، إلا أن هذا لم يحدث، واستمروا حاضنين للمقاومة يعيشون فوق أنفاقها دون خوف أو رهبة أو خيانة . لذلك أرى أن النصر الأكبر لهؤلاء الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم، انتصروا ليس على العدو الظاهر إنما على العدو الذى يمد العدو الظاهر بالسلاح الفتاك نهاراً دون تأنيب ضمير أو إحساس بندم. بذلك يكون النصر الأكبر لهم ضد أعداء الإنسانية سواء العدو الظاهر أو من مدهم بالسلاح أو الساكت على قتلهم.
لم نقصد أحداً!!