لجريدة عمان:
2024-11-17@18:52:10 GMT

اضطراب صناعة الطاقة الشمسية في الصين

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

اضطراب صناعة الطاقة الشمسية في الصين

يُمثِّلُ مصنعٌ في منطقةٍ يلفَّها الضباب بإقليم شانشي معرضا لصناعة الطاقة الشمسية الصينية الرائدة في العالم. فالروبوتات تتجول وهي تحمل شرائح من مادة السيليكون التي تُصنع من الكوارتز، هذه الشرائح تسمى رقائق، وهي مربعة الشكل بطول 180ملمتر وسُمك الشعرة، تخضع الرقائق إلى معالجات بمواد كيماوية وأشعة الليزر والفضة، هذه العملية تجعل منها خلايا ضوئية تحوِّل ضوء الشمس إلى كهرباء، ويتم تجميع العشرات منها لكي تشكل وحدة شمسية (لوح خلايا شمسية).

المصنع المذكور والذي تملكه شركة لونجي العملاقة لتقنية الطاقة الخضراء يمكنه إنتاج حوالي 16 مليون خلية شمسية في اليوم.

إفراط في الإنتاج وانهيار في الأسعار

صناعة الطاقة الشمسية في الصين مهيمنة في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد العالمية بداية من مادة البوليسيلكون وإلى المنتج النهائي، ولقد بلغت سعة إنتاج الوحدات الشمسية في الصين ألف جيجاواط تقريبا في العام الماضي، وهو ما يساوي تقريبا خمسة أضعاف إجمالي الإنتاج في باقي العالم، حسب المجموعة العالمية لأبحاث واستشارات الطاقة "وود ماكينزي."

ما هو أكثر من ذلك، زادت سعة الإنتاج في الصين إلى ثلاثة أضعافها منذ عام 2021 وتفوقت بذلك على باقي العالم على الرغم من جهود الولايات المتحدة وبلدان أخرى لتعزيز إنتاجها المحلي. والصين الآن يمكنها إنتاج أكثر من ضعف وحدات الطاقة الشمسية التي يقوم العالم بتركيبها سنويا، وساعد هذا التوسع الهائل في الإمداد على خفض تكلفة كهرباء الطاقة المتجددة للمستهلكين ولعب بذلك دور الثِّقَل الموازن لارتفاع تكلفة رأس المال المطلوب لتطوير مزارع الطاقة الشمسية. أثناء جائحة كوفيد-19 قفز سعر وحدات الخلايا الشمسية بسبب النقص في إمدادات البوليسيلكون، لكن منذ تلك الفترة هبط السعر العالمي إلى مستوى قياسي يقلُّ عن 10 سنتات لكل واط، وفقا لشركة البيانات "بي في انسايتس." مع ذلك، قلَّل التوسع السريع في سعة الإنتاج بالصين والتي تعدَّت الطلب العالمي الكثير من أرباح هذه الصناعة، فالبوليسيكون والرقائق والخلايا والوحدات الشمسية تباع الآن بأقل من تكلفة إنتاجها، وحسب وود مكنزي، أدى انهيار الأسعار إلى هبوط إيرادات صادرات الصين من منتجات الطاقة الشمسية بنسبة 5.6% في العام الماضي على الرغم من ارتفاع حجم هذه الصادرات، وانخفض سعر سهم شركة لونجي بحوالي 60% منذ بداية عام 2023، وفي مارس ذكرت الشركة أنها ستستغني عن 5% من عامليها مشيرة إلى "البيئة التنافسية التي يزداد تعقيدها". كما تراجعت أيضا أسعار أسهم شركات صينية عملاقة أخرى في قطاع الطاقة الشمسية بما في ذلك شركات ترينا سولر وجا سولر وجينكو باوَر. الشركات الصغيرة هي الأكثر تضررا.

تشرح يانا هريشكو رئيسة وحدة أبحاث سلسلة توريد الطاقة الشمسية بمجموعة وود مكنزي ذلك بقولها "الشركات الكبيرة تنوّع نشاطها عادةً وهذا يعينها على تحمل الانهيار في أسعار الطاقة الشمسية". هنالك شركات أخرى غير محظوظة. مثلا "لينجدا" وهي شركة صغيرة تصنع الخلايا الكهروضوئية ألغت مؤخرا خططا لتشييد مصنع بتكلفة 1.3 بليون دولار، وحسب مسؤول تنفيذي بإحدى شركات الطاقة الشمسية في الصين على الأقل حوالي نصف الشركات على طول سلسلة التوريد ستنهار، لكن حتى الآن المؤشرات قليلة على قرب انتهاء مشكلة فائض منتجات الطاقة الشمسية في الصين، فعلى الرغم من الضغوط المالية الناشئة عن هبوط الأسعار إلا أن كبرى الشركات في هذه الصناعة تستمر في تطوير تقنيتها والتوسع في إنتاجها للإبقاء على تكاليفه الحدِّية عند مستوى أدنى من التكاليف الحدية لإنتاج منافسيها (التكلفة الحدية تعني التغير في التكلفة الإجمالية للإنتاج الذي ينشأ عن إنتاج وحدة إضافية من المُنتَج أو الخدمة - المترجم.) وتتوقع وود ماكينزي تتوسع صناعة الطاقة الشمسية الصينية في إنتاجها إلى ما يقرب من 1700 جيجاواط بحلول عام 2026.

أثر الدعم الحكومي

دعم الدولة لهذه الصناعة يسهم في تُخمة الإمداد، ولقد سعى قادة البلديات والحكومات الإقليمية في الصين على مدى عقود لإقامة صناعات محلية للطاقة الشمسية توظف عامليها من السكان المحليين وتسهم في الضرائب، ويتخذ هذا الدعم عدة أشكال بما في ذلك التخصيص المجاني للأراضي والإمداد المجاني بالكهرباء والقروض المجانية وتيسير الحصول على أحدث التقنيات، بحسب أوشا هالي أستاذة الإدارة بجامعة وِيتْشيتا بولاية تكساس. ووفقا لتقديراتها يبلغ الدعم في مجمله حوالي 35% من تكاليف شركة الطاقة الشمسية في المتوسط، لكن يمكن أيضا أن يصل إلى 65% في بعض الحالات. تقول هالي أيضا: هنالك مؤشرات على تزايد سخاء مثل هذا الدعم. فبعض الحكومات المحلية تموِّل وتشيد مصانع طاقة شمسية بغرض تأجيرها ثم بيعها لاحقا إلى الشركات، وستشعر العديد من هذه الحكومات الإقليمية بالرغبة في التدخل للحيلولة دون إفلاس كبرى شركات الطاقة الشمسية المحلية، سيحدث هذا خصوصا بالنظر إلى التراجع في القطاع العقاري بالصين والذي ضغط على الأوضاع المالية للحكومات المحلية المعتمدة على بيع الأراضي للمطوِّرين العقاريين كوسيلة لتوليد الدخل. يقول أحد العالمين ببواطن الأمور في صناعة الطاقة الشمسية بمدينة تشينغتشو: إن المسؤولين هناك أصبحوا أكثر استعدادا لمساعدة شركات الطاقة الشمسية التي تواجه متاعب، وهذا الدعم قد ينفد، فهنالك أقاليم عديدة في الصين تصارع لخدمة ديونها. ويلزم شركات الطاقة الشمسية أيضا المنافسة على السخاء الحكومي مع شركات في قطاعات أخرى تواجه فوائضا في إنتاجها مع التباطؤ في نمو اقتصاد الصين. فأكثر من خُمس الشركات الصناعية الصينية لم تحقق أرباحا في العام الماضي، وفقا لتحليل المجموعة الاستشارية "روديوم". إلى ذلك، تواجه مساعي التخلص من مشكلة فائض الإنتاج بالتصدير مقاومة في الخارج، ففي شهر مايو أعلنت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أن "العالم لا يمكنه امتصاص فائض إنتاج الصين". وفي يوم 12 يونيو أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض تعريفات جمركية مؤقتة بين 26% و48% على السيارات الكهربائية الصينية. يمكن أن تتعرض وحدات الطاقة الشمسية الصينية التي تباع بأسعار مخفضة إلى معاملة مماثلة، فقد فرضت أمريكا رسوما ضد الإغراق على شركات الطاقة الشمسية الصينية منذ عام 2012. وعلى الرغم من تخلي الاتحاد الأوروبي عن إجراءات مماثلة في عام 2018 إلا أن البعض يشكو من اعتماد القارة الأوروبية على الشركات الصينية. وفي أبريل وافق الاتحاد على توسيع الدعومات وعلى دعم آخر لشركات الطاقة الشمسية المحلية التي تضررت من الواردات الصينية.

مرحلة جديدة

وعلى الرغم من أن قادة الصين تحدوا الدعاوى القائلة إن الصين تواجه فائضا في إنتاجها لكن هنالك مؤشرات على أنهم مدركون لذلك، ففي لقاء مع الرؤساء التنفيذيين للشركات والاقتصاديين في مايو حذر زعيم الصين شي جينبينج من تركيز الموارد على السيارات الكهربائية والبطاريات ووحدات الطاقة الشمسية أو "القوى الإنتاجية ذات النوعية الجديدة" كما وصفها شعار ظهر مؤخرا. وأشار شي جينبينج إلى وجوب "اعتماد الاستثمارات الجديدة بعد تقييمها على أساس ميزاتها الخاصة بها." كل هذا يشير إلى مرحلة توحيد وشيكة لشركات الطاقة الشمسية (بالاندماج أو الاستحواذ أو توحيد العمليات الإنتاجية- المترجم.) تقول جيني تشيس، خبيرة أسواق وتقنية الطاقة الشمسية بمجموعة الأبحاث "بلومبيرغ إن إي إف" إنها شهدت هذا يحدث من قبل. تشرح ذلك بقولها "تكون هنالك في البداية أرباح طفيفة ثم فترات أطول لهوامش ربحية بائسة ثم حالات إفلاس وخروج عن دائرة الإنتاج. نحن نسمِّي ذلك تقلُّب إنتاج الطاقة الشمسية". ربما يلحق الطلب بالإمدادات (العرض) في نهاية المطاف مع تشجيع انخفاض أسعار الوحدات الشمسية المطوِّرين على تركيب المزيد من أنظمة توليد الكهرباء من أشعة الشمس. في الأثناء، على صناعة الطاقة الشمسية في الصين إعداد نفسها لرحلة محفوفة بالمطبَّات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة فی الصین الطاقة الشمسیة الصینیة شرکات الطاقة الشمسیة صناعة الطاقة الشمسیة على الرغم من فی إنتاجها

إقرأ أيضاً:

السودان يطرح على شركات روسية فرص للاستثمار في النفط والغاز

اختتم وفد اقتصادي من السودان يوم السبت زيارة إلى روسيا استمرت عدة أيام بحث خلالها التعاون في مجالات الطاقة والإنتاج النفطي وتوفير الوقود.

موسكو: التغيير

طرح وفد فني من وزارة الطاقة والنفط السودانية، فرصاً للاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز لعدد من الشركات الروسية.

ووصل وزير الطاقة والنفط السوداني محيي الدين نعيم محمد سعيد إلى موسكو الاسبوع الماضي، على رأس وفد رفيع من الوزارة في مجالات الاستكشاف والإنتاج النفطي وأنابيب وشركات البترول.

وطبقاً لوكالة السودان للأنباء (سونا)، بحث وزير الطاقة والنفط يوم السبت، مع نظيره وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف، التعاون الثنائي في قطاع الطاقة والنفط والغاز.

واستعرض الطرفان الآفاق المحتملة للمشاريع المشتركة في مجالات الطاقة الكهربائية والاستكشاف والإنتاج النفطي وتوفير الوقود، واكدا الاهتمام المتبادل بتطوير حوار الطاقة بين روسيا والسودان.

وحسب الوكالة، أمن الجانب الروسي على ثلاثة جوانب شملت الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج النفطي وتوريد الوقود وتطوير الكهرباء بالسودان.

وطرح الوفد الفني من وزارة الطاقة والنفط الفرص المتاحة للاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز لعدد من الشركات الروسية منها شركة Legacy Capital والتي أبدت رغبتها بالدخول في الاستثمار بالسودان، وسيواصل الوفد الفني مقابلات مع عدد من الشركات الروسية الحكومية خلال هذه الزيارة.

وبحث وفد شركات النفط الوطنية مع شركة غاز بروم الروسية إحدى الشركات التي تم التباحث معها لتوريد المشتقات البترولية بحضور السفير السوداني لدى روسيا.

واختتم وزير الطاقة والنفط السبت، زيارته لروسيا بقيادة وفد رفيع المستوى من وزارة الطاقة والنفط وشركات النفط الحكومية.

ووجه الوفد الفني بمواصلة المباحثات مع  الشركات الروسية  للوصول إلى توافق يتم بموجبه توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات النفط.

وجرت مباحثات سودانية روسية مطلع مايو الماضي ببورتسودان، تناولت تبادل الدعم السياسي والتعاون الاقتصادي والعسكري، بما فيها تقديم موسكو مساعدات عسكرية نوعية للجيش السوداني.

وفي أغسطس الماضي، أجرى وفد مصرفي رفيع من البنك المركزي الروسي، مباحثات مع بنك السودان المركزي بمدينة بورتسودان، لبحث تسهيل الدخول في علاقات مراسلة مصرفية وإمكانية استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات التجارية بين البلدين وغيرها.

الوسومالبترول البنك المركزي السودان الطاقة بورتسودان روسيا محيي الدين نعيم محمد سعيد موسكو وزير الطاقة والنفط

مقالات مشابهة

  • قل وداعا لالواح الطاقة الشمسية المستخدمة حاليا.. كريات صغيرة تتفوق على الألواح الشمسية 200 مرة باستخدام كل من الشمس والضوء الاصطناعي
  • السودان يطرح على شركات روسية فرص للاستثمار في النفط والغاز
  • إعلان الفائزين بمنح جامعتي الإمارات و«صن يات» الصينية
  • رئيس «خبراء الضرائب»: التسهيلات تخلق طفرة في الاقتصاد.. وتزيل العقبات أمام الشركات
  • محطة بنبان للطاقة الشمسية.. أكبر محطة لتوليد الطاقة فى أفريقيا والشرق الأوسط
  • المغرب.. إعفاء صناعة الدفاع والأمن من ضريبة الشركات
  • برلمانيون يدافعون عن الشركات المستوردة للنفايات من الخارج
  • جامعتا الإمارات وصن يات-سين الصينية تعلنان الفائزين بالمنح المشتركة
  • سعيد الطاير يبحث تعزيز التعاون مع الشركات الأذربيجانية
  • الإجراءات المطلوبة لإقامة محطات الطاقة الشمسية في مصر