عربي21:
2025-03-17@21:48:54 GMT

قوات احتلال عربية في غزة!

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لم يكن غريبا أن تصمت كل العواصم العربية بعد إبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي نجحت بكين في إتمامه، رغم العراقيل الكبرى التي وُضعت في طريقه. وبغض النظر عن فرص نجاح اتفاق المصالحة الذي لم يكن الأول، ونأمل أن يكون الأخير، فقد كان لافتا إلى حد كبير أن لا يحظى اتفاق كهذا ولو بكلمة واحدة من الناطقين الرسميين العرب، الذين دأبوا على "التغريد" حول أحداث أصغر من هذا بكثير، وكأن هذا الصمت يفضح ما يجري في صدور رموز النظام العربي الرسمي، ويتمنون أن يحدث اليوم قبل الغد، وهو أن يتم شطب كلمتي "حماس" و"الجهاد" من القاموس العربي، لا أن يقترنا مع "فتح" وفصائل فلسطينية أخرى في اتفاق مصالحة "يبشر" ولو بالكلمات بطي صفحة "انقسام" جعله كثير من العرب مشجبا يبررون به تقاعسهم عن نصرة المقاومة، حيث ما فتئ قائلهم يقول إن الأولى أن يتحد الصف الفلسطيني وينهي الانقسام قبل أن يطالب أحد العرب "بالفزعة" للشعب الفلسطيني والوقوف معه بشكل فعلي وعلى الأرض في محنته هذه.



ولا نذيع سرا هنا حين نقول إن هناك ضغوطا عربية رهيبة مورست على رام الله كي لا ترسل وفدا إلى بكين، وكي لا تعطي حركتي حماس والجهاد فرصة الظهور كفصيلين أصيلين في التركيبة الفلسطينية الرسمية، خاصة وأن الاتفاق ينص على انضمامهما لمنظمة التحرير الفلسطينية، لا نذيع سرا هنا حين نقول إن هناك ضغوطا عربية رهيبة مورست على رام الله كي لا ترسل وفدا إلى بكين، وكي لا تعطي حركتي حماس والجهاد فرصة الظهور كفصيلين أصيلين في التركيبة الفلسطينية الرسمية، خاصة وأن الاتفاق ينص على انضمامهما لمنظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مع ما يعنيه هذا الانضمام من "حرج" للنظام العربي الرسمي الذي يعترف بالمنظمة بهذه الصفةبوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مع ما يعنيه هذا الانضمام من "حرج" للنظام العربي الرسمي الذي يعترف بالمنظمة بهذه الصفة، لكنه في المجمل يصنف المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد في خانة التنظيمات المحظورة، وربما "الإرهابية"!

هذا المدخل كان ضروريا لفهم حقيقة ما يجري خلف جدران مغلقة في غير عاصمة عربية وأجنبية حول تشكيل قوة "حفظ سلام" عربية تدير قطاع غزة فيما يسمى "اليوم التالي للقضاء على حماس".

وهنا يجب أن نتوقف مليا أمام تعبير "حفظ السلام"، فهو اصطلاح مخادع كما هو شأن عشرات الاصطلاحات التي تنتجها مراكز الأبحاث الغربية ومختبرات التفكير، وتضعها في فم الساسة ليلوكونها بمناسبة وبغير مناسبة، وهي مصطلحات لها معنيان (إن لم يكن أكثر!) علني وباطني، ومثال ذلك حين يتحدثون عن أهمية تحقيق ديمومة ما يسمى "استقرار المنطقة" والمعنى المختبئ داخل هذا المصطلح هو: تأمين استقرار الكيان الصهيوني، وملاحقة المقاومة بوصف هذا النشاط "إرهابيا"، واحتواء حركة الشعوب، والتركيز اقتصاديا على الرضى بما هو متيسر من "علف"؛ بلا شبع يفضي إلى التفكير، ولا جوع يفضي إلى الموت، وإبقاء أحزمة أمان الكيان في غاية الفاعلية والقوة، وفي نفس الوقت إبقاء شعوب المنطقة العربية في حالة تيه ولهاث عبر تخريب سلم أولوياتها وإشاعة الخوف الدائم من المستقبل وعدم اليقين وتبديد أي شعور بالثقة بالنفس.

أما حكاية "حفظ السلام" فهي عبارة في ظاهرها وباطنها تحمل معنى واحدا لا ثاني له وهو سلام الكيان، حتى ولو انطوت مهمة تلك القوة على معنى ما من المعاني لحفظ سلام غزة، فهو سلام كاذب، بل هو استسلام، عبر تحويلها إلى "حظيرة" بشرية تسبّح بحمد "دولة اليهود" وتعترف بحقها باحتلال فلسطين، بصورة مباشرة وغير مباشرة في وقت واحد، وشطب كلمة "مقاومة" من الوجدان الجمعي الغزي، مقابل القيام بإعادة التعمير وتوفير حياة (أي حياة) للناس، أي أكل وشرب وتغييب كامل لأي مشاعر وطنية فلسطينية.

حكاية "حفظ السلام" فهي عبارة في ظاهرها وباطنها تحمل معنى واحدا لا ثاني له وهو سلام الكيان، حتى ولو انطوت مهمة تلك القوة على معنى ما من المعاني لحفظ سلام غزة، فهو سلام كاذب
حكاية "قوة السلام العربية" لم تزل تُبحث خلف جدران مغلقة، وفي الوقت الذي جاهرت فيه بعض العواصم التي يُزعم انتماؤها للعرب للاستعداد للانضمام لهذه القوة، سارعت أخرى للتبرؤ منها ورفضها. وفي كلا الحالتين ثمة وراء الموقفين ما يحرص ساسة العرب على إخفائه، كما هو شأن موقفهم اللفظي من الدعم الساخن والحماسي للشعب الفلسطيني، فيما يتركز الدعم الفعلي للكيان والوقوف وراءه وإلى جانبه بكل قوة في حربه الضروس على فلسطين، أملا في "نجاحه" المستحيل في القضاء على المقاومة، بوصفها صفة مذمومة تهدد "الأمن الوطني" للنظام العربي الرسمي، وتشكل سابقة كارثية تعيد تعريف العربي الجديد، العربي القادر على مناجزة العدو والنيل منه وإيقاع خسائر فادحة في صفوفه وبالتالي "تهديد الاستقرار في المنطقة"!!

اليوم التالي في غزة يشغل بال عواصم صنع القرار في المنطقة والعالم، وليس لدى أي محلل أو باحث استراتيجي أو حتى مسؤول صورة واضحة عن هذا اليوم، فالسيناريوهات كلها مفتوحة والكلمة الفصل فيها للمقاومة وصمودها وحاضنتها الشعبية فقط، ومع هذا لا نستبعد أن تتورط أنظمة عربية فعليا وعلى الأرض عبر حكاية "حفظ السلام" وتلغ في دماء غزة، فهي تفعل ذلك الآن سرا، وبأشكال مختلفة، ولكن مصير أي جندي عربي تقذف به حكومته إلى وحل غزة، لن يكون مصيره مختلفا عن مصير أي مجرم صهيوني محتل!

بقيت كلمة، أكثر ما يخشاه النظام العربي الرسمي أن تنتصر المقاومة، وهو يدعم الكيان للقضاء عليها دون أن يرف له جفن، على اعتبار أن خطر أيديولوجيا وثقافة المقاومة تهدد "استقرار الأنظمة"، والحقيقة أن من يهدد هذا الاستقرار هو الكيان وأيديولوجيته الإجرامية التي لا تراعي حرمة لأي اتفاق، ولا تحترم "الحليف" مهما قدم لها من خدمات، أكثر ما يخشاه النظام العربي الرسمي أن تنتصر المقاومة، وهو يدعم الكيان للقضاء عليها دون أن يرف له جفن، على اعتبار أن خطر أيديولوجيا وثقافة المقاومة تهدد "استقرار الأنظمة"، والحقيقة أن من يهدد هذا الاستقرار هو الكيان وأيديولوجيته الإجراميةوالأسوأ للأنظمة وشعبها العربي الذي نتمنى ألا يقع، هو هزيمة المقاومة، لأن هذا يعني ابتلاع الصهاينة للمنطقة العربية كلها، بشعبها وأنظمتها، وهذا لن يكون بعون الله، ولنا في التاريخ عبرة..

‏فقد وقف أهل العراق يشاهدون التتار وهم يكتسحون خراسان ويقتلون 200 ألف من أهلها، ولم يتحركوا لنصرة إخوانهم المسلمين، بعدها بسنتين فقط.. جاءهم التتار وقتلوا أكثر من مليون نسمة من أهل العراق وأحرقوا العاصمة بغداد بمن فيها.. ومع ذلك لم يتعظ أهل الشام، رفعوا رايات السلام(!) وأقاموا مع التتار معاهدات واتفاقيات، ووقفوا يشاهدون العراق وهو يحترق وأهله يذبحون! فلم تمض شهور حتى جاءهم التتار واحتلوا الشام ودمروا دمشق وقتلوا أهل حمص وأحرقوا حلب.

أما المماليك حكام مصر فلم يكتفوا بالمشاهدة، فقادوا أهل مصر لمعركة "عين جالوت"، فكانت نهاية وانكسار التتار وتراجعهم إلى الوراء!

تلك السنن التي ما دام الناس غافلين عنها، فسيذوقون من كأس مرارتها حتى الثمالة.. فالظلم يحيا بالسكوت، ويتنفس بالخنوع، ويقوى بالخضوع!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة حفظ السلام غزة الاحتلال المقاومة العالم العربي حفظ السلام مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للشعب الفلسطینی العربی الرسمی حفظ السلام

إقرأ أيضاً:

ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا

فرنسا – أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية قد ترسل قوات عسكرية إلى أوكرانيا كقوات حفظ سلام ومدربين دون موافقة روسيا.

وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لوباريزيان”: “إذا طلبت أوكرانيا أن تكون قوات حليفة على أراضيها، فليس لروسيا أن تقرر عكس ذلك أو معه”.

وأضاف أن الدول الأوروبية ترغب في إرسال “عدة آلاف من الأفراد من كل دولة إلى مناطق رئيسية لتنفيذ برامج تدريبية وإظهار دعم طويل الأمد”.

كما لم يستبعد الرئيس الفرنسي إرسال طائرات مقاتلة إضافية من طراز “ميراج” إلى كييف، فقال: “لا نستبعد إرسال طائرات مقاتلة إضافية، بما في ذلك من دول ثالثة تستخدمها”.

وفي 2 مارس الجاري، عُقدت في لندن قمة أوروبية غير رسمية لمناقشة الوضع في أوكرانيا والأمن الجماعي الأوروبي. وبعد الاجتماع، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه سيتم بذل كل جهد ممكن لتشكيل تحالف من الدول الراغبة في حماية الاتفاقية المتعلقة بأوكرانيا وضمان السلام.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مسؤولين أوروبيين أن بريطانيا وفرنسا تخططان في الأيام القليلة المقبلة لتقديم مجموعة دول “أوروبا بلس” إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ستكون مستعدة للمشاركة في نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا وضمان أمنها.

ومن جانبه، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 6 مارس، بأن روسيا لا ترى إمكانية للتوصل إلى حل وسط بشأن نشر “قوات لحفظ السلام” أجنبية في أوكرانيا.

وذكّر لافروف بأنه في حالة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، فإن الدول الغربية لن ترغب في الاتفاق على شروط التسوية السلمية، حيث إن هذه القوات ستخلق “حقائق على الأرض”.

وفي العام الماضي، أفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية بأن الغرب سينشر في أوكرانيا ما يسمى قوات لحفظ السلام يبلغ عددها حوالي 100 ألف شخص لاستعادة القدرة القتالية لأوكرانيا. ويرى الجهاز أن ذلك سيشكل احتلالًا فعليًا لأوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن نشر قوات لحفظ السلام لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أطراف النزاع. وقال إن الحديث عن نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا سابق لأوانه.

المصدر: RT

Previous مصر.. طفل يعود من الموت ويطالب والدته بحقه والمفاجأة مذهلة Related Posts ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي للغاية دولي 15 مارس، 2025 قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة دولي 15 مارس، 2025 أحدث المقالات ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا مصر.. طفل يعود من الموت ويطالب والدته بحقه والمفاجأة مذهلة رجل يعود إلى الحياة في مشرحة بأذربيجان الشركة العامة للكهرباء تواصل تطوير الشبكة العامة وتستعد لموسم الذروة الصيفية رقم قياسي.. مصري صائم يسحب قطارا يزن 279 طنا

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • مصر تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.. مقترح لنشر قوات حفظ سلام
  • بريطانيا: دول عدة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا
  • مصر تستعد لمؤتمر دولي لإعمار غزة وتكشف عن مبادرة لنشر قوات حفظ سلام
  • مدفيديف يهدد بالحرب مع حلف الناتو
  • ليس من شأنها..ماكرون: قرار نشر قوات حفظ سلام بيد أوكرانيا لا روسيا
  • ماكرون: ليس من حق روسيا اتخاذ قرار بشأن قوات حفظ سلام بأوكرانيا
  • ماكرون: قد نرسل قوات إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا
  • ميلوني: لن يتم نشر قوات إيطالية في أوكرانيا ضمن أي عملية حفظ سلام
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • ستارمر يطالب قادة العالم بضرورة الاستعداد للدفاع عن أي اتفاق سلام في أوكرانيا