عربي21:
2024-09-09@07:19:20 GMT

قوات احتلال عربية في غزة!

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لم يكن غريبا أن تصمت كل العواصم العربية بعد إبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي نجحت بكين في إتمامه، رغم العراقيل الكبرى التي وُضعت في طريقه. وبغض النظر عن فرص نجاح اتفاق المصالحة الذي لم يكن الأول، ونأمل أن يكون الأخير، فقد كان لافتا إلى حد كبير أن لا يحظى اتفاق كهذا ولو بكلمة واحدة من الناطقين الرسميين العرب، الذين دأبوا على "التغريد" حول أحداث أصغر من هذا بكثير، وكأن هذا الصمت يفضح ما يجري في صدور رموز النظام العربي الرسمي، ويتمنون أن يحدث اليوم قبل الغد، وهو أن يتم شطب كلمتي "حماس" و"الجهاد" من القاموس العربي، لا أن يقترنا مع "فتح" وفصائل فلسطينية أخرى في اتفاق مصالحة "يبشر" ولو بالكلمات بطي صفحة "انقسام" جعله كثير من العرب مشجبا يبررون به تقاعسهم عن نصرة المقاومة، حيث ما فتئ قائلهم يقول إن الأولى أن يتحد الصف الفلسطيني وينهي الانقسام قبل أن يطالب أحد العرب "بالفزعة" للشعب الفلسطيني والوقوف معه بشكل فعلي وعلى الأرض في محنته هذه.



ولا نذيع سرا هنا حين نقول إن هناك ضغوطا عربية رهيبة مورست على رام الله كي لا ترسل وفدا إلى بكين، وكي لا تعطي حركتي حماس والجهاد فرصة الظهور كفصيلين أصيلين في التركيبة الفلسطينية الرسمية، خاصة وأن الاتفاق ينص على انضمامهما لمنظمة التحرير الفلسطينية، لا نذيع سرا هنا حين نقول إن هناك ضغوطا عربية رهيبة مورست على رام الله كي لا ترسل وفدا إلى بكين، وكي لا تعطي حركتي حماس والجهاد فرصة الظهور كفصيلين أصيلين في التركيبة الفلسطينية الرسمية، خاصة وأن الاتفاق ينص على انضمامهما لمنظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مع ما يعنيه هذا الانضمام من "حرج" للنظام العربي الرسمي الذي يعترف بالمنظمة بهذه الصفةبوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مع ما يعنيه هذا الانضمام من "حرج" للنظام العربي الرسمي الذي يعترف بالمنظمة بهذه الصفة، لكنه في المجمل يصنف المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد في خانة التنظيمات المحظورة، وربما "الإرهابية"!

هذا المدخل كان ضروريا لفهم حقيقة ما يجري خلف جدران مغلقة في غير عاصمة عربية وأجنبية حول تشكيل قوة "حفظ سلام" عربية تدير قطاع غزة فيما يسمى "اليوم التالي للقضاء على حماس".

وهنا يجب أن نتوقف مليا أمام تعبير "حفظ السلام"، فهو اصطلاح مخادع كما هو شأن عشرات الاصطلاحات التي تنتجها مراكز الأبحاث الغربية ومختبرات التفكير، وتضعها في فم الساسة ليلوكونها بمناسبة وبغير مناسبة، وهي مصطلحات لها معنيان (إن لم يكن أكثر!) علني وباطني، ومثال ذلك حين يتحدثون عن أهمية تحقيق ديمومة ما يسمى "استقرار المنطقة" والمعنى المختبئ داخل هذا المصطلح هو: تأمين استقرار الكيان الصهيوني، وملاحقة المقاومة بوصف هذا النشاط "إرهابيا"، واحتواء حركة الشعوب، والتركيز اقتصاديا على الرضى بما هو متيسر من "علف"؛ بلا شبع يفضي إلى التفكير، ولا جوع يفضي إلى الموت، وإبقاء أحزمة أمان الكيان في غاية الفاعلية والقوة، وفي نفس الوقت إبقاء شعوب المنطقة العربية في حالة تيه ولهاث عبر تخريب سلم أولوياتها وإشاعة الخوف الدائم من المستقبل وعدم اليقين وتبديد أي شعور بالثقة بالنفس.

أما حكاية "حفظ السلام" فهي عبارة في ظاهرها وباطنها تحمل معنى واحدا لا ثاني له وهو سلام الكيان، حتى ولو انطوت مهمة تلك القوة على معنى ما من المعاني لحفظ سلام غزة، فهو سلام كاذب، بل هو استسلام، عبر تحويلها إلى "حظيرة" بشرية تسبّح بحمد "دولة اليهود" وتعترف بحقها باحتلال فلسطين، بصورة مباشرة وغير مباشرة في وقت واحد، وشطب كلمة "مقاومة" من الوجدان الجمعي الغزي، مقابل القيام بإعادة التعمير وتوفير حياة (أي حياة) للناس، أي أكل وشرب وتغييب كامل لأي مشاعر وطنية فلسطينية.

حكاية "حفظ السلام" فهي عبارة في ظاهرها وباطنها تحمل معنى واحدا لا ثاني له وهو سلام الكيان، حتى ولو انطوت مهمة تلك القوة على معنى ما من المعاني لحفظ سلام غزة، فهو سلام كاذب
حكاية "قوة السلام العربية" لم تزل تُبحث خلف جدران مغلقة، وفي الوقت الذي جاهرت فيه بعض العواصم التي يُزعم انتماؤها للعرب للاستعداد للانضمام لهذه القوة، سارعت أخرى للتبرؤ منها ورفضها. وفي كلا الحالتين ثمة وراء الموقفين ما يحرص ساسة العرب على إخفائه، كما هو شأن موقفهم اللفظي من الدعم الساخن والحماسي للشعب الفلسطيني، فيما يتركز الدعم الفعلي للكيان والوقوف وراءه وإلى جانبه بكل قوة في حربه الضروس على فلسطين، أملا في "نجاحه" المستحيل في القضاء على المقاومة، بوصفها صفة مذمومة تهدد "الأمن الوطني" للنظام العربي الرسمي، وتشكل سابقة كارثية تعيد تعريف العربي الجديد، العربي القادر على مناجزة العدو والنيل منه وإيقاع خسائر فادحة في صفوفه وبالتالي "تهديد الاستقرار في المنطقة"!!

اليوم التالي في غزة يشغل بال عواصم صنع القرار في المنطقة والعالم، وليس لدى أي محلل أو باحث استراتيجي أو حتى مسؤول صورة واضحة عن هذا اليوم، فالسيناريوهات كلها مفتوحة والكلمة الفصل فيها للمقاومة وصمودها وحاضنتها الشعبية فقط، ومع هذا لا نستبعد أن تتورط أنظمة عربية فعليا وعلى الأرض عبر حكاية "حفظ السلام" وتلغ في دماء غزة، فهي تفعل ذلك الآن سرا، وبأشكال مختلفة، ولكن مصير أي جندي عربي تقذف به حكومته إلى وحل غزة، لن يكون مصيره مختلفا عن مصير أي مجرم صهيوني محتل!

بقيت كلمة، أكثر ما يخشاه النظام العربي الرسمي أن تنتصر المقاومة، وهو يدعم الكيان للقضاء عليها دون أن يرف له جفن، على اعتبار أن خطر أيديولوجيا وثقافة المقاومة تهدد "استقرار الأنظمة"، والحقيقة أن من يهدد هذا الاستقرار هو الكيان وأيديولوجيته الإجرامية التي لا تراعي حرمة لأي اتفاق، ولا تحترم "الحليف" مهما قدم لها من خدمات، أكثر ما يخشاه النظام العربي الرسمي أن تنتصر المقاومة، وهو يدعم الكيان للقضاء عليها دون أن يرف له جفن، على اعتبار أن خطر أيديولوجيا وثقافة المقاومة تهدد "استقرار الأنظمة"، والحقيقة أن من يهدد هذا الاستقرار هو الكيان وأيديولوجيته الإجراميةوالأسوأ للأنظمة وشعبها العربي الذي نتمنى ألا يقع، هو هزيمة المقاومة، لأن هذا يعني ابتلاع الصهاينة للمنطقة العربية كلها، بشعبها وأنظمتها، وهذا لن يكون بعون الله، ولنا في التاريخ عبرة..

‏فقد وقف أهل العراق يشاهدون التتار وهم يكتسحون خراسان ويقتلون 200 ألف من أهلها، ولم يتحركوا لنصرة إخوانهم المسلمين، بعدها بسنتين فقط.. جاءهم التتار وقتلوا أكثر من مليون نسمة من أهل العراق وأحرقوا العاصمة بغداد بمن فيها.. ومع ذلك لم يتعظ أهل الشام، رفعوا رايات السلام(!) وأقاموا مع التتار معاهدات واتفاقيات، ووقفوا يشاهدون العراق وهو يحترق وأهله يذبحون! فلم تمض شهور حتى جاءهم التتار واحتلوا الشام ودمروا دمشق وقتلوا أهل حمص وأحرقوا حلب.

أما المماليك حكام مصر فلم يكتفوا بالمشاهدة، فقادوا أهل مصر لمعركة "عين جالوت"، فكانت نهاية وانكسار التتار وتراجعهم إلى الوراء!

تلك السنن التي ما دام الناس غافلين عنها، فسيذوقون من كأس مرارتها حتى الثمالة.. فالظلم يحيا بالسكوت، ويتنفس بالخنوع، ويقوى بالخضوع!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة حفظ السلام غزة الاحتلال المقاومة العالم العربي حفظ السلام مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للشعب الفلسطینی العربی الرسمی حفظ السلام

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية : وجود قوات الاحتلال بمحور فيلادلفيا اختراق لمعاهدة السلام

قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر لها دور كبير في دعم القضية منذ بداية الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية.

باحثة سياسية تكشف سبب إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا (فيديو) التاريخ يعيد نفسه.. كيف هزمت مصر شارون وربحت معركة محور فيلادلفيا (فيديو)

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن فلسطين هي أرض سيدنا موسى عليه السلام، والكيان الصهيوني أكذوبة كبيرة ليس له موطن في منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن  وجود قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا بمثابة اختراق مباشر لمعاهدة السلام مع مصر، معقبا: "للأسف نحن نتعامل حكومة شديدة التطرف، ونتنياهو مطلوب للمحاكمة الدولية".

وتابع:  :مهما طال الزمن سوف ننتصر للشعب الفلسطيني المناضل، والشعب الفلسطيني سوف يصمد حتى تحرير الأرض ".

وقالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، يصمم على البقاء واستكمال الحرب على غزة لأكثر من هدف، منها إبقاء واقعه السياسي وحكمه حتى 2026، والهدف الثاني يتعلق بتفتيت الوحدة الوطنية.  


وأضافت «حداد»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن إسرائيل تعمل على تقويد السلطة الوطنية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن بنيامين نتنياهو يهدف إلى التموضع الأمني والعسكري على قطاع غزة إلى جانب إبقائه في محور فيلادلفيا.


نتنياهو يريد البقاء في محور فيلادلفيا لإنهاء أي وجود فلسطيني في أرض القطاع:
أكدت، أن نتنياهو يريد البقاء في محور فيلادلفيا لأنه يريد إنهاء أي وجود فلسطيني في أرض القطاع، إذ أنه يتحدى الجانب المصري كون أنهم الوحيدون المسئولون عن فشل عملية التهجير القسري الذي يحدثه.

وتابعت: «نتنياهو يتحدى مصر ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، ومصر أفشلت كل مخططاته التي منها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، فضلًا عن أن نتنياهو يتهم غيره ويلقي اللوم على غيره بالفشل».

 

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الكيان الصهيوني محاصر من العراق واليمن ولبنان
  • شولتس يتجنّب سؤالاً محرجاً عن زيلينسكي
  • شولتس يعلن اتفاقه مع زيلينسكي على ضرورة مشاركة روسيا في مؤتمر السلام المقبل
  • مع تلاشي آمال السلام في غزة.. محور المقاومة يجهّز لمعركة فاصلة ضد الاحتلال
  • «بمشاركة 16 دولة عربية».. القاهرة تحتضن الاحتفال باليوم العربي للتطوع منتصف سبتمبر
  • فرض المقاومة الشعبية خدمة إلزامية !!
  • مساعد وزير الخارجية : وجود قوات الاحتلال بمحور فيلادلفيا اختراق لمعاهدة السلام
  • واشنطن: نعمل على اتفاق هدنة في غزة يتضمن نشر قوات حفظ السلام
  • نيويورك تايمز: حماس أضافت مطالب جديدة للإفراج عن المحتجزين
  • حماس تضيف مطالب جديدة للإفراج عن المحتجزين