نظم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف احتفالًا لتكريم الفائزين في مسابقة «ثقافة بلادي»؛ والتي شارك فيها الطلاب من المصريين والوافدين من الدارسين بالأزهر، حيث مرت المسابقة بعدة مراحل وبمشاركة خبراء من الداخل والخارج، وبالتعاون مع الهيئة العامة لتنشيط السياحة بوزارة السياحة والآثار، وزارة الثقافة، وجميع قطاعات الأزهر الشريف، وذلك بحضور د.

محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ود. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ود. غادة شلبي نائب وزير السياحة، وعدد من قيادات قطاعات الأزهر وبعض مؤسسات الدولة المختلفة.


وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها إن الازهر الشريف له أدوار عدة لا تخطئها العين، تعمل على بناء الإنسان لتحقيق الخير للإنسانية جمعاء، ومن ثم كانت فكرة هذه المسابقة، والتي جاءت كمحور من المحاور الرئيسة، ودور من الأدوار الجادة التي يقوم بها الأزهر الشريف في سبيل الارتقاء بالإنسان والتأكيد على دوره والإشارة إلى ما ينبغي أن يسهم به الإنسان في سلم الحضارة الانسانية بشكل عام والبناء الحضاري الإسلامي والعربي بشكل خاص، مضيفًا أن بناء الأمم يقوم على عدة محاور ثقافية وفكرية ووجدانية ونفسية واقتصادية وبدنية، والأزهر الشريف كواحد من هذه المؤسسات حافظت على هذه المحاور وبالتالي كان لها الأدوار المتعددة والأفكار الكثيرة المتنوعة التي يراد بها ومن خلالها البناء الأمثل للإنسانية جمعاء.


وأضاف عياد أن فكرة مسابقة ثقافة بلادي تأتي إيمانًا من الأزهر الشريف بقيمة هذه الدولة التي شرفنا الله تعالى بالانتساب إليها وبالعيش فيها وبالتواجد على أرضها، وإقرارا كذلك من الأزهر الشريف بهذا الإرث الحضاري العظيم الذي أسهم وبشكل واضح في صناعة الأمم وبناء الأجيال ونقل الأفكار وتبادل المعلومات والتزويد بالرؤي والأطروحات التي تحقق الخير من قبل الإنسان لأخيه الإنسان، مشيرًا إلى أهمية الثقافة وكيف أنها تسهم وبشكل فاعل وفعال في تحرير العقول من الأفكار الراكدة والتقاليد القديمة العتيقة والتي يمكن أن تؤدى إلى اختلال فكري ومرض نفسي وسلوك أجنبي لا يستقيم ومراد الله تعالى من خلق الإنسان، ولا يتناسب مع طبيعة المهمة التي أوكلت إلى الإنسان في هذه المعمورة.


وأوضح الأمين العام أن فكرة ثقافة بلادي تأتي أيضًا إيمانًا من الأزهر الشريف واعترافًا منه بقيمة العلم والثقافة وأن الأمم إذا ما أرادت أن تنهض فلابد أن تنطلق من هذا الأساس المتين والفكر المستقيم إيمانًا منه بأن هذا الفكر المستقيم ينبغي ألا يتوقف عند المنتسبين إلى الدولة أو القائمين علي أمرها فحسب بل يتم التعريف بهذه الثقافات والعمل على نقلها من الحيز الإقليمي المحلي إلى الحيز العالمي الدولي، مشيرًا إلى مكانة الدولة المصرية من حيث موقعها الفريد واختصاص الله عز وجل لها بالأزهر الشريف، تلك المؤسسة التي تعمل على الحفاظ على العباد والأوطان، وأراد الله عز وجل بها ومن خلالها الصيانة للدين واللغة، إضافة إلى التعارف التكامل الذي جاءت به هذه المسابقة بمحاورها المتعددة لتعرف بشيء من مكانة الدولة المصرية، ولتلقي الضوء على قليل مما تميزت به وتفردت به هذه الدولة من خلال عدة محاور علمية وثقافية وسياحية واجتماعية، مما يؤكد على أن الأزهر الشريف إنما حافظ على هذا التواجد وهذه المكانة بسبب هذا التنوع في الفكر والتعدد في العرض والموضوعية في الحكم والسمو في الرسالة والتفرد في الهدف .


واختتم الأمين العام كلمته بتوجيه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على رعايته ودعمه للمسابقة ولفضيلة وكيل الأزهر ووزارتي الثقافة والسياحة وكل قطاعات الأزهر التي شاركت في تنفيذ المسابقة.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الازهر الشريف مسابقة ثقافة بلادي الأزهر الشریف ثقافة بلادی من الأزهر

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لـ«البحوث الإسلامية»: مفهوم الحوار بالإسلام لم ينسلخ عن مطالبات الفطرة الإنسانية

قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن القواعد المحورية الكلية للمؤتمر الذي يعقده الأزهر اليوم، الأحد، بعنوان "الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري.. رؤية واقعية استشرافية"، تؤكد أهمية هذا المؤتمر الذي يجسد رؤية الأزهر بكل قطاعاته، لذا حرص مجمع البحوث الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية على التشارك لعقده برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يولي كل الحرص لهذه القضايا المهمة في حياة الشعوب.

وأضاف الجندي خلال كلمته اليوم، الأحد، في المؤتمر الرابع لكلية الدعوة الإسلامية الذي يعقد في مركز الأزهر للمؤتمرات بحضور علماء وقيادات الأزهر ووزير الأوقاف ونخبة من العلماء والقيادات الدينية، أن مجمع البحوث الإسلامية بكل أماناته وإداراته المركزية والفرعية وإصداراته وفعالياته ليعنى عناية واضحة بالدعوة الإسلامية وعظا وإرشادا وإفتاء ونشرا، وقد جاء هذا المؤتمر في وقت انتشرت فيه الصراعات، وشاعت فيه التحديات الإقليمية والعالمية.

وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن مفهوم الحوار لم ينسلخ في المنظور التشريعي الإلهي عن مطالبات الفطرة الإنسانية، ولم يصطدم بالحقائق الحيوية للكينونة الإنسانية، فالحوار خطاب للوجود كله بمنهج يتناغم مع طبيعة الحياة فيه، وقد ساق البشرية كلها إلى حياة الإلف والإخاء، وأنقذها من عناء التدابير الفكرية المنزلقة إلى نظام حياة الغابة، وحررها بخطوٍ ينبهها من خطر السيكولوجيات المضللة، وتأتي رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لتؤكد وتجدد نداء السماء بعدم المساس بمنهج الله سبحانه، فإنه لا اجتهاد مع النص.

وأوضح الجندي أن خبراء الحوار قد اختصروا الغاية منه في الإسلام في عبارات جزلة يقول الإمام الغزالي في كتاب "الإحياء" عند ذكره لعلامات طلب الحق في الحوار: "أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرّق بين أن تظهر الضالة على يده، أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا، ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق"، وقال الإمام الشافعي: "ما حاورت أحدًا إلا تمنيت لو أن الله أظهر الحق على لسانه وفي ذلك إسقاط للعصبية والتعصب والأنا وفقدان المعيار ونشدان الانتصار".

وبيَّن فضيلته أن منظومة منهاج الحوار في الإسلام واحدة، ومن كانت لهم اليد الطولى في التقعيد للحوار المنطقي العقلي والدعوي وآدابه، استمدوا منهجهم من الإسلام. فنرى منهج الإسلام في الحوار في منهج الإمام أبو حنيفة النعمان وفي منهج الإمام أحمد بن حنبيل. وفي منهج العلامة إمام الحرمين الجويني الذي قال العلامة التاج السبكي في وصفه: «هو الإمام شيخ الإسلام البحر الحبر المدقق، المحقق النظار الأصولي المتكلم، البليغ الفصيح الأديب العلم زينة المحققين إمام الأئمة على الإطلاق عجمًا وعربًا... »، وقد أحدث العلامة طفرة بحواره مع أبي جعفر الهمذاني،وكذلك أخرى حين حاور أبي إسحاق بنيسابور.

وذكر أن منهج الإسلام في الحوار موجود كذلك في منهج العلامة أبي بكر الباقلاني، منهج العلامة أبي حامد الغزالي، وفي منهج العلامة أبي الحسن الفارسي، وفي منهج العلامة عبد الكريم بن محمد الدامغاني، وفي منهج العلامة الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني، وفي منهج العلامة الإمام البيجوري، وفي منهج العلامة الإمام محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي، وفي منهج العلامة أحمد الملوي، وفي منهج العلامة محمد بن عياد الطنطاوي الشافعي، وفي منهج العلامة الإمام المراغي، وفي منهج العلامة الإمام عبد الحليم محمود، وفي منهج العلامة مولانا الإمام الأكبر أحمد الطيب.

وخلص الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في ختام كلمته إلى أنه من خلال هذه القواعد المسلسلة نرسخ للحوار الدعوي في كنف رؤية محبوكة تضمن الانسجام في المجتمعات تحقيقا لحفظ الضرورات الخمس، ونصوغ رؤية استشرافية مستنبطة من أقسة وقراءات عملية، خصوصا في ظل التحديات الإقليمية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: مفهوم الحوار لم يصطدم بالحقائق الحيوية للكينونة الإنسانية
  • الأمين العام لـ«البحوث الإسلامية»: مفهوم الحوار بالإسلام لم ينسلخ عن مطالبات الفطرة الإنسانية
  • انطلاق مؤتمر الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري
  • أمين البحوث الإسلامية: شيخ الأزهر دائما يجدِّد دعوتَه للحوار
  • أمين البحوث الإسلامية: الحوار لم ينسلخ في المنظور التشريعي عن مطالبات الفطرة الإنسانية
  • أمين البحوث الإسلامية: نعمل على ترسيخ الحوار الدعوي من أجل الانسجام في المجتمعات
  • بعنوان "الدِّين والعمران.. معطيات ودلالات".. «البحوث الإسلامية» يعلن انطلاق الأسبوع الثالث للدعوة
  • «البحوث الإسلامية» يناقش مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر
  • "البحوث الإسلامية" يناقش مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر
  • نشاط مكثف لوزارة الأوقاف بمراكز الثقافة الإسلامية لتعزيز قيم الوطنية وبناء الإنسان