عربي21:
2025-03-12@23:41:48 GMT

حينما يعبث نتنياهو بالمخاطر

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

باغتيال قائدين من وزن ثقيل، في حزب الله وحركة حماس، يبدو أن بنيامين نتنياهو بصدد صناعة مسارات جديدة للصراع في المنطقة، أو تجريب خيارات من خارج الصندوق. واللافت أن هذه التطورات تحصل مباشرة بعد عودته من زيارة واشنطن ولقائه بالمسؤولين الأمريكيين على مستويات مختلفة.

يدرك نتنياهو، الذي كان على صلة مباشرة بإدارة الحرب طوال الشهور العشرة الماضية، الخطوط الحمر في هذه الحرب وطبيعة قواعد الاشتباك، وإن كانت على الجانب اللبناني أكثر وضوحا منها في الجانب الفلسطيني، أن قتل فؤاد شكر، القائد العسكري الأول في حزب الله، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هما حدثان من نوع اللعب على حافة الهاوية، ليس بالنظر لأهمية الشخصيتين داخل تنظيماتهما، بل لأن استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدة.



كما يعلم نتنياهو، وبخبرته المديدة، أن اغتيال القيادات لا ينهي حروبا ولا يعطل مسارات، والتجربة الفلسطينية خير مثال على ذلك، حيث اغتالت إسرائيل عشرات القادة والمؤسسين، من الشيخ أحمد ياسين الى عبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي، وخليل الوزير وصلاح خلف، استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدةورغم أهمية هؤلاء القادة إلا أن حماس وفتح والجهاد الإسلامي لم تحصل لها حالة انهيار وبقيت قوة وازنة وفاعلة ومؤثرة في مسرح الحدث الفلسطيني والإقليمي.

إذا ماذا يريد نتنياهو من وراء هذه السياسة الجديدة؟ ثمة أكثر من احتمال لتفسير هذا التصعيد وفهم أبعاده ومراميه:

الأول: إغلاق حساب، بمعنى أنه يريد طي صفحة الحرب التي بدأت تظهر آثارها الخطيرة على إسرائيل، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبالتالي فهو يريد مخرجا من وزن اغتيال قادة مهمين ليعلن أن الحرب أدت أهدافها، غير أن ذلك قد يورطه في حرب أكبر إذا رأى حزب الله وإيران أن السكوت عن هذه الأفعال سيشكل إحراجا لهما وإعلانا لهزيمتهما في المنطقة.

الثاني: إعادة تشكيل الحرب، بمعنى تغيير كل قواعد الاشتباك التي انتظمت عليها الحرب طوال الشهور السابقة، وفرض قواعد اشتباك من طرف واحد، بحيث تقر إسرائيل وتفرض على الفاعلين الآخرين نمطا جديدا من الحرب لن يجدوا أمامه إلا التكيف معه، نظرا لفارق ميزان القوّة، وهذا أيضا تصوّر غير متسق مع مجريات الحرب ووقائعها، وقد يزيد من إشكاليات نتنياهو بدلا من حلها.

الثالث: دفع إيران الى الانخراط في الحرب، بعد تجاوز الخطوط الحمر، الأمر الذي سيستتبعه انخراط أمريكي مقابل، بعد أن سمع نتنياهو، ومن مستويات أمريكية عديدة، التزام أمريكا بأمن وسلامة إسرائيل، وبالتالي فلا داعي للاستنزاف والمراوحة الحاصلة الآن بدون آفق، والذهاب إلى الحسم، حتى لو كان ذلك يعني السير إلى حريق إقليمي كبير. أيضا هذا الاحتمال دونه وضع أمريكي غير مريح على المستوى الجيوسياسي، نظرا لأولويات واشنطن ومشاغلها العالمية والداخلية.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة
الرابع: حسابات خاطئة، من نوع أن إسرائيل وطوال الشهور العشرة قتلت شخصيات فاعلة ومؤثرة وكانت ردود حزب الله وحماس محدودة جغرافيا ولم تصل إلى حد التمرد على قواعد الاشتباك، وخاصة من قبل حزب الله. ويدخل ضمن هذه الحسابات، أن الاغتيالات المتدرجة قد يكون الهدف منها تعويد حزب الله وحماس على هذا النمط من الاغتيالات، وبالتالي، وخاصة حزب الله، عليه الاستعداد لاغتيالات من حجم كبير جدا.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة، فما الذي تغير؟ هل تعتقد واشنطن أن المنطقة باتت مستنزفة وبالتالي لا رغبة لدى أطرافها بالخوض في حرب تستنزفها أكثر من ذلك، أم أن واشنطن تدير قنوات اتصال خلفية مع الأطراف المختلفة وتعرف بالتالي تفاصيل أكثر مما هو معلن؟

بكل الأحوال، المنطقة ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تعيش في قلب الخطر، الذي كانت نتيجته قتل وجرح ما يزيد عن 130 ألف غزي وتدمير كامل القطاع، فإن لم يكن كل ذلك خطرا فماذا يعني الخطر أصلا؟

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله حماس نتنياهو الحرب إيران إيران حماس نتنياهو حزب الله الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: نتنياهو يعاقب سكان غزة بعد فشله في الحرب.. وسياساته تهدد حياة المحتجزين

«تهديد وحشد للقوات وتلويح بعودة الحرب، يصاحبها محاولات الالتفاف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».. أساليب مراوغة يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خططه الساعية إلى استئناف حرب غزة وتقويض جهود الوسطاء، فضلا عن استمرار خداع الداخل الإسرائيلي.

عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا بعنوان «تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام»، والذي سلّط الضوء على مراوغات نتنياهو وتصريحاته المستمرة بهدف تقويض جهود الوسطاء.

وبيّن التقرير أنّه رغم سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من العدوان على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوما إلا ويخرج نتنياهو بتصريحات أو قرارات تقوض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام وتهدئة حدة الصراع في المنطقة.

وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية، أنّ نتنياهو قد شكل صورته السياسية خلال أكثر من عام على أنّه الضامن الأول لأمن إسرائيل، وبالتوازي تشير له الدوائر اليمينية المتطرفة بأن عودة القتال في غزة واستمرار تصعيد العملية العسكرية في الضفة الغربية، هما السبيل الوحيد لحفظ أمن إسرائيل من جانب ومستقبله السياسي من جانب آخر.

وأوضح التقرير أنّ هارتس ذكرت في أحد مقالاتها، أنّ حكومة نتنياهو رغم فشلها في استعادة المحتجزين خلال أشهر الحرب على القطاع، لجأت إلى اختلاق ذرائع للإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا ضد سكان غزة، وشملت إعاقة دخول المساعدات، وقطع الكهرباء عن غزة، ما يهدد بالأساس حياة بقية المحتجزين الذين ما زالوا هناك.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جميع الأطراف قد ضاقت ذرعا من أفعال نتنياهو وتعنته بما فيها الإدارة الأمريكية التي لجأت للمرة الأولى بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيدا عن تل أبيب.

اقرأ أيضاً«مركز بحثي»: نتنياهو يشعر بالقلق من أي حوار بين الإدارة الأمريكية وحماس

حكومة نتنياهو تحاول التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتلوح بعودة القتال

حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار بغزة ونتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق

مقالات مشابهة

  • المعارضة الصهيونية: نتنياهو يرفض دفع الثمن السياسي لوقف الحرب
  • إعلام عبري: نتنياهو يعاقب سكان غزة بعد فشله في الحرب.. وسياساته تهدد حياة المحتجزين
  • يديعوت: نتنياهو يرضخ لإملاءات ترامب بشأن الحرب والسلم وتبادل الأسرى
  • بشأن غزة.. تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام
  • صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا
  • ويتكوف يصل الدوحة.. هل يسعى نتنياهو لاستئناف الحرب؟
  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس أبعدت نتنياهو لمدرجات المتفرجين
  • حكومة نتنياهو تحاول التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتلوح بعودة الحرب في غزة
  • أهالي عائلات الأسرى الإسرائيليين يمهلون نتنياهو 24 ساعة لإعادة الكهرباء لغزة
  • وزير حرب سابق: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة على المفاوضات ويجب استبدالها