عربي21:
2024-12-25@04:26:30 GMT

حينما يعبث نتنياهو بالمخاطر

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

باغتيال قائدين من وزن ثقيل، في حزب الله وحركة حماس، يبدو أن بنيامين نتنياهو بصدد صناعة مسارات جديدة للصراع في المنطقة، أو تجريب خيارات من خارج الصندوق. واللافت أن هذه التطورات تحصل مباشرة بعد عودته من زيارة واشنطن ولقائه بالمسؤولين الأمريكيين على مستويات مختلفة.

يدرك نتنياهو، الذي كان على صلة مباشرة بإدارة الحرب طوال الشهور العشرة الماضية، الخطوط الحمر في هذه الحرب وطبيعة قواعد الاشتباك، وإن كانت على الجانب اللبناني أكثر وضوحا منها في الجانب الفلسطيني، أن قتل فؤاد شكر، القائد العسكري الأول في حزب الله، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هما حدثان من نوع اللعب على حافة الهاوية، ليس بالنظر لأهمية الشخصيتين داخل تنظيماتهما، بل لأن استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدة.



كما يعلم نتنياهو، وبخبرته المديدة، أن اغتيال القيادات لا ينهي حروبا ولا يعطل مسارات، والتجربة الفلسطينية خير مثال على ذلك، حيث اغتالت إسرائيل عشرات القادة والمؤسسين، من الشيخ أحمد ياسين الى عبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي، وخليل الوزير وصلاح خلف، استهدافهما سيولد دينامية جديدة في الصراع قد تنسف مختلف الضوابط التي تم مراعاتها حتى الآن، فلا حماس ولا حزب الله استهلكا جميع أوراقهما في هذه الحرب، ولا إسرائيل، وكما ثبت بالتجربة العملانية، قادرة على الخروج من مأزق غزة أو الانخراط بحرب جديدةورغم أهمية هؤلاء القادة إلا أن حماس وفتح والجهاد الإسلامي لم تحصل لها حالة انهيار وبقيت قوة وازنة وفاعلة ومؤثرة في مسرح الحدث الفلسطيني والإقليمي.

إذا ماذا يريد نتنياهو من وراء هذه السياسة الجديدة؟ ثمة أكثر من احتمال لتفسير هذا التصعيد وفهم أبعاده ومراميه:

الأول: إغلاق حساب، بمعنى أنه يريد طي صفحة الحرب التي بدأت تظهر آثارها الخطيرة على إسرائيل، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبالتالي فهو يريد مخرجا من وزن اغتيال قادة مهمين ليعلن أن الحرب أدت أهدافها، غير أن ذلك قد يورطه في حرب أكبر إذا رأى حزب الله وإيران أن السكوت عن هذه الأفعال سيشكل إحراجا لهما وإعلانا لهزيمتهما في المنطقة.

الثاني: إعادة تشكيل الحرب، بمعنى تغيير كل قواعد الاشتباك التي انتظمت عليها الحرب طوال الشهور السابقة، وفرض قواعد اشتباك من طرف واحد، بحيث تقر إسرائيل وتفرض على الفاعلين الآخرين نمطا جديدا من الحرب لن يجدوا أمامه إلا التكيف معه، نظرا لفارق ميزان القوّة، وهذا أيضا تصوّر غير متسق مع مجريات الحرب ووقائعها، وقد يزيد من إشكاليات نتنياهو بدلا من حلها.

الثالث: دفع إيران الى الانخراط في الحرب، بعد تجاوز الخطوط الحمر، الأمر الذي سيستتبعه انخراط أمريكي مقابل، بعد أن سمع نتنياهو، ومن مستويات أمريكية عديدة، التزام أمريكا بأمن وسلامة إسرائيل، وبالتالي فلا داعي للاستنزاف والمراوحة الحاصلة الآن بدون آفق، والذهاب إلى الحسم، حتى لو كان ذلك يعني السير إلى حريق إقليمي كبير. أيضا هذا الاحتمال دونه وضع أمريكي غير مريح على المستوى الجيوسياسي، نظرا لأولويات واشنطن ومشاغلها العالمية والداخلية.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة
الرابع: حسابات خاطئة، من نوع أن إسرائيل وطوال الشهور العشرة قتلت شخصيات فاعلة ومؤثرة وكانت ردود حزب الله وحماس محدودة جغرافيا ولم تصل إلى حد التمرد على قواعد الاشتباك، وخاصة من قبل حزب الله. ويدخل ضمن هذه الحسابات، أن الاغتيالات المتدرجة قد يكون الهدف منها تعويد حزب الله وحماس على هذا النمط من الاغتيالات، وبالتالي، وخاصة حزب الله، عليه الاستعداد لاغتيالات من حجم كبير جدا.

الملفت إزاء هذا المشهد المتدحرج بسرعة صوب الانفلات، الهدوء الذي يعم العاصمة الأمريكية، والتي عبر عنها أكثر من خبير ودبلوماسي وعسكري في واشنطن، بأنه لن تكون هناك حرب شاملة حتى بعد إقدام نتنياهو على مغامراته الطائشة، دون شرح وتحليل أسباب هذا التأكيد، مع أن النخبة الأمريكية ذاتها كانت قد توقعت في بداية الحرب أن احتمال توسعها الى حرب إقليمية أمر وارد بدرجة كبيرة، فما الذي تغير؟ هل تعتقد واشنطن أن المنطقة باتت مستنزفة وبالتالي لا رغبة لدى أطرافها بالخوض في حرب تستنزفها أكثر من ذلك، أم أن واشنطن تدير قنوات اتصال خلفية مع الأطراف المختلفة وتعرف بالتالي تفاصيل أكثر مما هو معلن؟

بكل الأحوال، المنطقة ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تعيش في قلب الخطر، الذي كانت نتيجته قتل وجرح ما يزيد عن 130 ألف غزي وتدمير كامل القطاع، فإن لم يكن كل ذلك خطرا فماذا يعني الخطر أصلا؟

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله حماس نتنياهو الحرب إيران إيران حماس نتنياهو حزب الله الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الحوثيين عدو إسرائيل في اليمن يثبت صعوبة ردعهم حتى اللحظة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن المسلحين الحوثيين لم يتراجعوا عن هجماتهم على الشحن العالمي وإسرائيل على الرغم من الحملة الأمريكية لوقفهم".

 

وتابعت "على الرغم من مئات الضربات الأمريكية وحلفائها ونشر أسطول بحري أمريكي في البحر الأحمر، فقد واصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إيقاع طبول ثابتة من الهجمات على الشحن التجاري الذي يمر عبر الممر المائي الحيوي وإطلاق الصواريخ على إسرائيل".

 

وأردفت "لقد توقفت الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، من حماس في غزة، وحزب الله في لبنان إلى نظام الدكتاتور السوري المخلوع بشار الأسد، عن القتال، على الأقل في الوقت الحالي".

 

واستدركت "مع ذلك، يواصل الحوثيون، وهم منظمة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة، تعطيل التجارة العالمية، مما يتسبب في خسائر بمليارات الدولارات وإجبار شركات الشحن على إعادة توجيه البضائع أو تشغيل مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار. ويقولون إنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف إسرائيل عن القتال في غزة".

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دمر حوالي 450 طائرة بدون طيار للحوثيين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت إن التحالف قمع بعض الهجمات الصاروخية المضادة للسفن، ويستخدم أيضًا الضغوط الدبلوماسية والعقوبات لوقف المشتريات غير المشروعة للمجموعة.

 

وحسب التقرير "لكن طرق التجارة في البحر الأحمر لا تزال مشلولة. فقد تمكنت صواريخ الحوثيين من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وضرب الجيش الأميركي مراكز قيادة الحوثيين ومخابئ الأسلحة مساء السبت ردا على ذلك".

 

وقال سافيت إن الحوثيين "يغرقون السفن ويقتلون البحارة المدنيين الذين لا علاقة لهم بإسرائيل أو غزة بأي حال من الأحوال، بل ويهاجمون السفن التي تنقل الغذاء والمساعدات الإنسانية الحيوية للشعب اليمني". وباعتبارهم أحد آخر حلفاء إيران، فقد تعززت مكانتهم في محور المقاومة في طهران ــ شبكة الميليشيات الإقليمية المعادية لإسرائيل والغرب.

 

ويقول بعض المحللين إنهم قلقون من أن إيران قد تركز الآن المزيد من الموارد على تمويل وتدريب الجماعة. وقال أسامة الروحاني، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مستقل، "الحوثيون لا يهتمون بما يخسرونه كيمنيين. إنهم يريدون الفوز كميليشيا ومواجهة القوى العالمية".

 

وحسب التقرير فقد صمد الحوثيون في وجه حملة استمرت قرابة عقد من الزمان شنتها المملكة العربية السعودية بهدف الإطاحة بهم. وفي الوقت نفسه، ساعدت إيران وحزب الله في تحويل المجموعة إلى قوة متطورة تقنيًا قادرة على استهداف البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

يضيف أن محاربة إسرائيل تعزز شعبية الحوثيين في الداخل وتشتت الانتباه عن الوضع الاقتصادي البائس في اليمن، والذي لم تفعل الميليشيا المتمردة الكثير لتحسينه منذ ترسيخ حكمها الاستبدادي الإسلامي بعد الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014.

 

قال يوئيل جوزانسكي، الخبير السابق في شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والآن في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، "إنهم ليس لديهم الكثير ليخسروه. لا يمكن ردعهم".

 

وترى الصحيفة الأمريكية أن الحوثيين أقل خبرة وأقل تسليحًا بشكل كبير من حلفاء إيران الآخرين مثل حزب الله. لكن في الأشهر الأخيرة، أعرب المسؤولون الأمريكيون والدوليون عن قلقهم من حصول الحوثيين على إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار الأكثر تطوراً من إيران.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا قدمت بيانات الاستهداف للمتمردين أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر وتفكر في تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين.

 

وقال تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إن حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، أمر غير مسبوق".


مقالات مشابهة

  • حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • زوجة نتنياهو في المحاكم بسبب نصر الله.. ومطالبات في إسرائيل بفحص قواها العقلية
  • تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • معهد واشنطن: هذه مصالح إسرائيل في سوريا وهكذا يمكن أن تتحقق
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • حينما تصبح الهوية قيدًا .. تأملات في نسب شجرة الغول لعبد الله بولا