شاركت حشود ضخمة في مراسم تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صباح الخميس (الأول من أغسطس 2024) في طهران وسط دعوات إلى الانتقام، غداة مقتله في إيران بغارة نسبت إلى إسرائيل.

 من جهتها، لم تُصدر إسرائيل التي حملتها حماس والسلطات الإيرانية مسؤولية مقتل هنية، أيّ تصريح بشأن الواقعة.

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على غارة نفذها في 13 يوليو في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة، أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس "القضاء" على قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.

وأمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المصلّين في جنازة هنية، الذي سيدفن الجمعة في قطر. وتجمع حشد من المشيعين يحملون صور هنية وأعلاماً فلسطينية في جامعة طهران بوسط العاصمة.

وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي الإيراني نعشَي هنية وحارسه الذي قتل بالغارة أيضاً، مغطيَين بالعلم الفلسطيني خلال المراسم التي حضرها مسؤولون إيرانيون بارزون من بينهم الرئيس مسعود بزشكيان وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.

وتوعّد المرشد الأعلى بإنزال "أشدّ العقاب" بإسرائيل، وأضاف "نعتبر من واجبنا الثأر لدماء (هنية) التي سُفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية". بدوره، قال بزشكيان إنّ "الصهاينة سيرون قريبا عواقب عملهم الجبان والإرهابي".

كما توعد الرجل الثاني في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة خليل الحية خلال المراسم أن "يبقى شعار إسماعيل هنية +لن نعترف بإسرائيل+ شعاراً خالداً".

يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف إن إيران "ستنفّذ بالتأكيد أمر المرشد الأعلى" بالانتقام لهنية. وأضاف محمد باقر قاليباف، في كلمة وسط هتافات الحشود، "من واجبنا الرد في الوقت المناسب وفي المكان المناسب".

وحذّرت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك عبر منصة إكس من أن طهران ستنفّذ "عمليات خاصة" ردّاً على هذا مقتل هنية، الذي "سيثير ندماً عميقاً لدى منفّذه".

من جانبها قالت إسرائيل اليوم إنها مستعدة لأي احتمال بعد تهديدات من إيران وحلفائها بالانتقام لمقتل قادة كبار من جماعة حزب الله وحماس وسترد بقوة على أي هجوم، حسب متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الذي أضاف في إحاطة للصحفيين "مرتكب أي عدوان على إسرائيل سيتكلف ثمنا باهظا جدا كائنا من كان"، مرددا تهديدا مماثلا أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأربعاء.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماءهم، أن خامنئي أعطى خلال اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي صباح الأربعاء الأمر بضرب إسرائيل بشكل مباشر رداً على استهداف هنية.

وفي سياق متصل قالت خمسة مصادر لرويترز إن مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن اليوم الخميس لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل بعد مقتل هنية في طهران.

وتواجه المنطقة خطر اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى بعد مقتل هنية في طهران الأربعاء ومقتل القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت الثلاثاء، في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأتهت إسرائيل حزب الله وفؤد شكر بالمسؤولية عن قصف صاروخي أسفر عن مقتل 12 فتى وفتاة السبت في بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وأكد مصدر مقرب من حزب الله الأربعاء العثور على جثة فؤاد شكر تحت أنقاض المبنى المستهدف  في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، الذي تعتبره دول عديدة، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مقتل هنیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تستغل واشنطن مقتل السنوار لإفشال الهجوم على إيران؟

قال الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي، آفي برالي، إن إيران تستغل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين لأغراضها العسكرية، وبالتالي فإن مفتاح القرار ليس في غزة أو لبنان، ولكن في إيران، كما أكد أن هناك مخاوف من أن تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، ليس فقط لوقف إسرائيل في غزة ولبنان، بل وأيضاً لإفشال هجومها على إيران.

وأضاف في مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية تحت عنوان "اغتيال السنوار والهجوم في إيران"، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلنت أنها ستسعى إلى الاستفادة من مقتل يحيى السنوار، وهذا يعني أن بايدن يعيد نفسه ويخطئ في فهمه لطبيعة الحرب بين إسرائيل وبين إيران ووكلائها التي وضعتهم حول إسرائيل، مشيراً إلى أن مؤيدي الحكومة الإسرائيلية في وسائل الإعلام والمعارضة هم أيضاً مخطئون في فهمهم. 

ما هي حسابات تأجيل الرد الإسرائيلي على #إيران؟https://t.co/6fmV2d0TWy pic.twitter.com/VIBqiwGEAV

— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2024  تحسين القدرة الإسرائيلية

ووفقاً للكاتب، فإن اغتيال يحيى السنوار أدى إلى تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في جزء معين من حربها ضد إيران، وتحديداً في الحملة المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، بهدف مُعلن، وهو تحرير الرهائن والقضاء على السلطة الحكومية والعسكرية لحماس.

صورة النصر

وتساءل: "كيف يتصور بايدن أن إسرائيل ستكتفي باغتيال السنوار وتعلن انتصاراً في القطاع بينما لا تزال حماس تسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض والسكان في القطاع؟"، مجيباً بأن إسرائيل ليست في حاجة إلى صورة النصر لأنها فكرة طفولية، ولكنها تحتاج إلى نصر واضح، وهذا عكس إجراء المفاوضات مع حماس أو مع أي قيادة خارجية لها، كما أنها أيضاً عكس اندماج حماس مع فتح "تحت ستار زائف في أطر محسنة"، مثل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.

تفكيك حماس

ورأى الكاتب أن حماس لن تتغير، وفتح أيضاً مثلها، ومن المستحيل أن يوحدهم تصور لحل أو استراتيجية لإدارة قطاع غزة، مشدداً على ضرورة أن تستمر إسرائيل في تفكيك حركة حماس إلى عناصر متفككة على الأرض، والتفاوض معها إلى إطلاق سراح المحتجزين مقابل المال، على أساس ضغوط عسكرية متواصلة وفعالة من شأنها أن تشجع على إطلاق سراح الرهائن، مستطرداً: "عليهم أن يأخذوا الأموال ويهربوا، وهنا يكمن الأمل العملي الوحيد لإنقاذ الرهائن". 

الجبهة الشمالية

وبحسب الكاتب، فإن إسرائيل لديها مصلحة حيوية مماثلة في الجبهة الشمالية، و لا يمكنها أن ترتاح بعد هزيمة قيادة حزب الله، بينما تحترق شمال البلاد وحيفا ويتعرض منزل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للهجوم.
كما شدد على ضرورة مواصلة الحرب في الشمال مع إجلاء مؤقت للسكان، ومواصلة قصف منظومة الصواريخ في كل لبنان، وتابع: "يجب ألا نتوقف حتى يتم التوصل إلى تسوية تلبي الاحتياجات الأمنية".

تجديد قوة حزب الله

ورأى أن التوقف الآن، كما يطمح بايدن وشعبه، يفتح الباب أمام إيران لتجديد قوة وكيلها كما حصل بعد حرب عام 2006، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية يجب أن تفهم أن إسرائيل تتعرض لهجمات على 7 جبهات في إطار حرب إيران التي تسعى إلى الهيمنة على المنطقة. 

خطة #إيران لتدمير #إسرائيل تنتقل إلى المرحلة العمليةhttps://t.co/A7x9wA1C90 pic.twitter.com/bHmkyo1nlg

— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2024 
مفتاح الحرب في إيران

وأضاف أن إيران تستخدم الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين لأغراض حربها، وبالتالي، فإن مفتاح حسم الحرب ليس في غزة أو لبنان، ولكن في إيران التي وصفها بـ"مصدر النار"، والساعية إلى الأطماع الإمبراطورية في المنطقة، مشدداً على ضرورة ردعها من خلال قطع فروعها القريبة أو من خلال الهجوم المباشر.

مخاوف إسرائيلية

وقال الكاتب، إن هناك خوفاً من أن تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال اغتيال السنوار، ليس فقط لوقف إسرائيل في غزة ولبنان، بل وأيضاً لإفشال هجومها على إيران.

مقالات مشابهة

  • هل تستغل واشنطن مقتل السنوار لإفشال الهجوم على إيران؟
  • إيران: لا نتدخل في الشأن اللبناني.. وحذرنا وكالة الطاقة الذرية بشأن تهديد إسرائيل للمواقع النووية
  • إيران: نبهنا الوكالة الذرية بشأن تهديد إسرائيل لمواقعنا النووية
  • إسرائيل: من هنية ونصر الله إلى السنوار… فشل استراتيجي
  • تقرير: دول خليجية تؤيد شن إسرائيل ضربات على إيران
  • توقّع سعودي لموعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.. سيضع طهران أمام خيارين
  • بعثة إيران بالأمم المتحدة: حزب الله هو الذي استهدف مقر #نتنياهو ولا صلة لطهران
  • على غرار هنية ونصر الله : «التيار الناصري» المصري يُقيم عزاءً للسنوار وسط تفاعل «سوشيالي»
  • إيران تهين حزب الله وتقدم رسميا عرضا لبيع الحزب ونزع اسلحته مقابل بقاء النظام في طهران.. والدور قادم على جماعة الحوثي
  • الحظ.. حليف إسرائيل الوحيد الذي نجح في اغتيال السنوار