عربي21:
2025-02-17@04:51:59 GMT

عاد من الكونغرس برخصة قتل

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

لا يحتاج القاتل إلى ترخيص بالقتل ولكنه قد يحتاج حماية، لذلك ذهب إلى الكونغرس واستصدر رخصة القتل، بل حصل على الغطاء الكافي ليبدأ حربا جديدة أو حربا بلا حدود فضرب حيث شاء. وهو ينتظر اللحظة أمرين أمرّهما عنده حلو، فإما أن يصمت الذين اعتُدي على عواصمهم فيخرج منتصرا، أو أن يردوا على الحرب بمثلها فيفتح حربه التي يظنها تحفظ وجوده في مكانه وتحفظ للكونغرس أو الحامي مصالحه الأبدية في المنطقة.



نحن نتفق معه في أن هذه الحرب حرب وجود لا حرب حدود، والكونغرس يتفق معنا أيضا، لذلك وضع ثقله في المعركة متجاوزا كل السلطات التنفيذية التي موهت موقفها وتظاهرت برفض الحرب حتى بلغ حرجها مداه وشعرت بخطرها على وجودها. لكن حسابات الكونغرس غير حسابات الرؤساء؛ السلطة الحقيقة الضامنة للتمويل الأبدي تسكن هناك وقد آذنت بتوسيع الحرب. هل هي الحرب الشاملة؟ العالم أو جزء منه يمسك أنفاسه، وسنحاول تبين الطريق وننتظر.

هجوم أخير أم حرب شاملة؟
كل سلوكه السياسي والحربي يكشف شخصية تستهين بكل من حوله؛ بدءا من جمهوره وصولا إلى مصالح العالم المتشابكة في المنطقة (مصدر الطاقة الأهم في العالم). من أجل أن يؤجل (أو يلغي) احتمال اندثاره يحمل العالم معه إلى كارثة، فهل يضمن أن ينجو من حرب يمكنه إطلاقها ولا يملك أحد تخيل نهايتها؟
كانت الحرب في غزة تؤذن بهزيمة الكيان وقائده المحارب، فلا عسكره صمد ولا آلياته كفته ولا الدعم المباشر سد الفراغ، وكانت علامة تفكك جبهته الداخلية تقترب من حرب أهلية. كان هذا واضحا لأنصار المقاومة بالحدس، ولكنه كان أوضح وبالأرقام لدى الكيان ولدى داعميه، وهو الأمر الذي جعل المفاوض الفلسطيني في موضع قوة رغم خسائره في الأرواح والبنية التحتية.


كان الخضوع للتفاوض في ذاته علامة هزيمة، وكان قبول بقاء غزة تحت سلطة حماس وقد سقطت كل الحلول؛ أكبر هزيمة للجيش الذي لا يقهر. نظريا كان العدو منقادا إلى نهايته، لذلك نفسر ضرباته في لبنان وفي طهران بمثابة هروب آخر من نهايته. لكن كيف يهرب من حرب ضيقة إلى حرب شاملة؟

كل سلوكه السياسي والحربي يكشف شخصية تستهين بكل من حوله؛ بدءا من جمهوره وصولا إلى مصالح العالم المتشابكة في المنطقة (مصدر الطاقة الأهم في العالم). من أجل أن يؤجل (أو يلغي) احتمال اندثاره يحمل العالم معه إلى كارثة، فهل يضمن أن ينجو من حرب يمكنه إطلاقها ولا يملك أحد تخيل نهايتها؟ نظن بيقين أن الكونغرس قد أعطاه الرخصة لذلك، فالهجوم فيه تحدي محارب مسنود من قوة كبيرة.

من ينقذ العالم من جنون القوة؟

الآن يحبس العالم أنفاسه منتظرا رد الفعل الإيراني من طهران ومن العواصم الدائرة في فلكها. وقد قال الجميع منذ الساعات الأولى إن إيران تتعرض إلى اختبار مصيري، ولا نشك في أن وسطاء كثرا يزحفون الآن إلى إيران راجين عدم الرد، واضعين مصير العالم على طاولة المرشد.

هل تفاوض إيران المنتهَكة السيادة على حل في غزة مقابل امتصاص الإهانة فتقنع أذرعها بالصبر والتريث؟ بأي وجه سيخرج نصر الله في تأبين قائده الأعلى رتبة وأي ردع يبقى بين يديه إذا لم ينفذ تهديدا سابقا (عاصمة مقابل عاصمة)؟
من ينقذ العالم من جنون نتنياهو؟ وهل تكفي الحكمة الإيرانية لتفويت فرص الحرب؟ المعادلة بهذه البساطة، نتنياهو يحارب العالم وإيران تحتاج ردا بحجم الإهانة، والوسطاء وإن لم نرهم لا يقدمون أي ثمن لإيران سوى طلب التعقل أو شرب السم، خاصة أن المعتدي لا يخجل وسيقرأ عدم الرد خوفا من قوته ويلوح بقوة الكونغرس من خلفه.

هل تفاوض إيران المنتهَكة السيادة على حل في غزة مقابل امتصاص الإهانة فتقنع أذرعها بالصبر والتريث؟ بأي وجه سيخرج نصر الله في تأبين قائده الأعلى رتبة وأي ردع يبقى بين يديه إذا لم ينفذ تهديدا سابقا (عاصمة مقابل عاصمة)؟

نحن في مرحلة الترجيحات بلا معلومات، ونرى غرور العدو وعدوانيته، ولذلك نعتقد أنه في مقابل تعقل إيراني سيوغل نتنياهو مسنودا بالكونغرس في إهانة إيران وحلفائها، فهذه الفرصة الذهبية التي ينتظرها. هل يغيب هذا عن إيران وهي تتعقل وتؤجل الرد أو تلغيه؟ لا نقدم درسا لإيران ولا لحلفائها فهم على الجبهة فعلا لا قولا، إنما نذكر أن العالم في مواجهة محارب خسيس وكونغرس أشد خساسة وكلاهما يعيش من القتل ويتمتع به.

هذه حرب ضرورية.. لسنا بأخلاق نتنياهو ولكن إلجام هذا الجنون برد قوي واسع النطاق يضع مصالح العالم في أزمة شاملة صار ضروريا، وما يردنا عن الدعوة لهذا إلا بعدنا الجغرافي المؤقت عن الجبهة المشتعلة.

إن احتفاء الكونغرس بالعدو يكشف (بل يعيد التأكيد) أن لا قيمة لأهل المنطقة في حساباته، فلا أرواح الناس تهمه ولا كرامتهم ولا مستقبله، إنها البلطجة الدولية التي تحتاج ردعا فعالا.

احتفاء الكونغرس بالعدو يكشف (بل يعيد التأكيد) أن لا قيمة لأهل المنطقة في حساباته، فلا أرواح الناس تهمه ولا كرامتهم ولا مستقبله، إنها البلطجة الدولية التي تحتاج ردعا فعالا
نرى فارق القوة العسكرية بوضوح، ولكن نرى نوعية المحارب الغزاوي الذي نجح رغم الفارق، ونرى أن رقعة حرب واسعة تجر الجميع إلى الدفاع عن نفسه. نتوقع الأثمان التي ستُدفع، ولكن نرى خسارات العدو أيضا.

الجميع سيتألم حتى يفهم لمرة أخيرة أن السبب في مآسيه ليس المحارب الغزاوي ولا الإسناد الإيراني، بل بلطجة الكونغرس وأداته في المنطقة. وهناك معطى واضح؛ نجاة نتنياهو بفعلته الأخيرة سيعيد المنطقة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وسيفرغ انتصار غزة من مضمونه التاريخي والاستراتيجي.

هذه الحرب الشاملة مؤجلة وقد ناورت دول المنطقة كل بأسلوبه لاجتنابها، بما في ذلك الذين يحكمون شعوبهم برخصة من الكونغرس ويؤدون طقوس الولاء والطاعة؛ بما في ذلك الغدر بحماس.

نعي جيدا أن تخيل الأمر أسهل من تنفيذه (ويمكن كتابته شعرا ورواية)، ولكن السؤال المعلق منذ سبعين عاما: هل قدم التهرب من هذه المعركة حلا لشعوب المنطقة ودولها؟

إن كسر غرور نتنياهو وحلفائه (وكل الكيان) يمر حتما بتهديد مصالح العالم الاقتصادية، وفي هذه اللحظات من التوجس والترقب تملك إيران إشعال هذه الحرب ودفع اللهيب من حولها حتى إيقاظ العالم من سباته أو شهادة على طريق إسماعيل هنية.

فتح جبهة سيكون مقدمة لفتح جبهات كثيرة، فيخرج كثير من القاعدين من دفء كراسيهم على شوارع مقهورة ولم يقهرها إلا خدم الكونغرس الذين اصطفاهم لخدمته وكان أكبر خدماتهم قهر شعوبهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإيراني نتنياهو جبهات إيران غزة نتنياهو حزب الله جبهات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مصالح العالم فی المنطقة من حرب

إقرأ أيضاً:

منتدى الجزيرة يبحث السبت بالدوحة التوازنات الجديدة في المنطقة

الدوحة- تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة غدا السبت فعاليات منتدى الجزيرة الـ16 تحت عنوان "من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا: الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة".

ويناقش المنتدى التحولات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، والتي تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية والدولية، بمشاركة نخبة من الباحثين والمحللين السياسيين والخبراء لبحث أبرز القضايا التي تؤثر على المنطقة، من تداعيات الحرب على غزة والتغيرات التي تشهدها سوريا، إلى التحديات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار.

وتتناول جلسات المنتدى على مدار يومين محاور متعددة تسلط الضوء على ملامح المرحلة القادمة في ضوء هذه المتغيرات التي تؤثر على مستقبل المنطقة والعالم.

الوضع في غزة وسوريا على رأس مناقشات منتدى الجزيرة (الجزيرة) جلسات المنتدى

وفي جلسة بعنوان "الوضع في غزة: تحديات ما بعد الحرب" سيتم مناقشة تداعيات الحرب على غزة بعد أكثر من 16 شهرا من الصراع.

ويتناول المشاركون في الجلسة التحديات التي تواجه القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك آفاق إعادة الإعمار، وإدارة الأوضاع السياسية والاقتصادية، ومستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، كما سيتم التطرق إلى دور الجهات الإقليمية والدولية في دعم الاستقرار والتنمية في غزة.

وتبحث جلسة أخرى بعنوان "تغيير النظام في سوريا: آثاره في الداخل وأبعاده الإقليمية" تطورات المشهد السوري في أعقاب إسقاط نظام حكم بشار الأسد، مع التركيز على انعكاسات ذلك على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في الداخل السوري.

إعلان

وتبحث الجلسة أيضا تأثير هذه التطورات على العلاقات الإقليمية والدولية، كما تسلط الضوء على دور الدول العربية في دعم استقرار سوريا والتحديات التي تواجه هذه العملية.

"حرب الإستراتيجيات الإقليمية" ستكون أيضا ضمن جلسات المنتدى، وستركز هذه الجلسة على مناقشة أبعاد الصراع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وكيف أثرت الحرب على غزة، وما رافقها من تطورات في لبنان وإيران واليمن والعراق، على إعادة رسم التنافس الإقليمي بين القوى الفاعلة.

كما تبحث الجلسة مدى إمكانية تحرر القرار العربي من التأثيرات الخارجية، والتحولات التي طرأت على موازين القوى الإقليمية.

وتسلط جلسة "العدالة الانتقالية في دول ما بعد النزاعات: فرص وتحديات" الضوء على آليات تحقيق العدالة الانتقالية في الدول التي شهدت نزاعات، مع التركيز على التحديات السياسية والقانونية التي تواجه هذه العملية، كما يتم تناول مدى إمكانية تحقيق التوازن بين المحاسبة والاستقرار السياسي، ودور المؤسسات الدولية في دعم هذه الجهود.

وتركز جلسة "الوضع الدولي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة" على المشهد الدولي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة؛ حيث يناقش الخبراء تأثير التغيرات السياسية في واشنطن على الملفات الدولية الكبرى، بما في ذلك الحرب الروسية-الأوكرانية، والسياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

#منتدى_الجزيرة الـ16 يناقش تداعيات #حرب_غزة وإعادة تشكيل المشهد الإقليمي بعد سقوط #النظام_السوري https://t.co/05Aq8QPE6n#منتدى_الجزيرة16 #aljazeera_forum16@AJStudies@AJArabic@HonaAlJazeera pic.twitter.com/ocOOVfREOC

— Al Jazeera Forum – منتدى الجزيرة (@aljazeeraforum) January 28, 2025

عيون غزة

ويتضمن المنتدى عرضا خاصا للفيلم الوثائقي "عيون غزة"، الذي يوثق أوضاع القطاع خلال الحرب، إضافة إلى التحديات التي واجهها الصحفيون في تغطية الأحداث، ويلي العرض جلسة نقاشية حول دور الإعلام في توثيق الأحداث ونقل الواقع الميداني، وأهمية التغطية الإعلامية في تشكيل الرأي العام العالمي.

إعلان

وتناقش جلسة "الحركة الاحتجاجية والتضامنية العالمية مع القضية الفلسطينية" تصاعد الحركات الاحتجاجية والتضامنية مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد التطورات الأخيرة، ويركز النقاش على دور الأجيال الجديدة في هذه التحركات، ومدى تأثيرها على السياسات الغربية تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى آفاق تطور هذه الحركات في المستقبل.

ويمثل منتدى الجزيرة الـ16 منصة للحوار وتبادل الرأي حول أبرز القضايا التي تشكل ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة، حيث يوفر فرصة للنقاش المعمق بين الخبراء والمحللين حول التحديات الراهنة والمستقبلية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني في إيران .. العودة إلى مربع التقارب القديم
  • نتنياهو يتوعد بالقضاء على إيران.. ويكشف ما سيحدث في عهد ترامب
  • السيسي يناقش خطة غزة مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأردن
  • السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها
  • إيران تحتل المرتبة الثانية في إنتاج التمور بالعالم
  • هنا الرياض.. بوصلة العالم وحاضنة السلام
  • السوداني يدعو إلى استقرار المنطقة لحماية إيران
  • إغناطيوس: ترامب يريد صنع السلام ونتنياهو يريد الحرب مع إيران.. بيد من القرار؟
  • منتدى الجزيرة يبحث السبت بالدوحة التوازنات الجديدة في المنطقة
  • بألف طن.. إيران تعيد تعزيز ترسانتها الصاروخية